العدد : ١٧٠٨٣ - الاثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٣ - الاثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

روسيا والشرق الأوسط في مؤتمر دولي بمركز بريماكوف

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

بدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬يفجيني‭ ‬بريماكوف‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭  ‬النسخة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الثالث‭  ‬بعنوان‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭: ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬بمدنية‭ ‬سانت‭ ‬بطرسبرج‭ ‬الروسية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬27‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬المؤتمر‭ ‬ضم‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭  ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والخبراء‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الروسي‭ ‬وعددا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭ ‬والشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬وقبيل‭ ‬بدء‭ ‬جلسات‭ ‬المؤتمر‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬جلسة‭ ‬افتتاحية‭ ‬تضمنت‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مضامين‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬سواء‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الأمنية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وماذا‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أطراف‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ما‭ ‬أوجدته‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭  ‬وكيفية‭ ‬إسهام‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬مواجهتها‭.‬

تضمن‭ ‬المؤتمر‭ ‬وفقاً‭ ‬للأجندة‭ ‬المعلنة‭ ‬سبع‭ ‬جلسات‭ ‬تناولت‭ ‬التحولات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬نظام‭ ‬اقتصادي‭ ‬عالمي‭ ‬جديد،‭ ‬ومنع‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ثم‭ ‬علاقات‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬غير‭ ‬العسكري،‭ ‬وكذلك‭ ‬علاقات‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬اليمن‭ ‬والعراق‭ ‬والجزائر‭ ‬وإيران‭.‬

مناقشات‭ ‬المؤتمر‭ ‬وبوجه‭ ‬عام‭ ‬فقد‭ ‬استهدفت‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬تساؤلات‭ ‬الأول‭: ‬ما‭ ‬طبيعة‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن؟‭ ‬والثاني‭: ‬ما‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬المنطقة؟‭ ‬والثالث‭: ‬ما‭ ‬آفاق‭ ‬الدور‭ ‬الروسي‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬المنطقة‭ ‬ومعوقاته؟

وبداية‭ ‬أجمعت‭ ‬الآراء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ولوج‭ ‬القوى‭ ‬الآسيوية‭ ‬إلى‭ ‬معادلة‭ ‬التفاعلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وخاصة‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭  ‬والاستثمارات،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬توجه‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬عضوية‭ ‬المنظمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المرموقة‭ ‬مثل‭ ‬البريكس‭ ‬وشنغهاي‭ ‬لما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬مجموعات‭ ‬عمل‭ ‬إقليمية‭ ‬تضم‭ ‬دولاً‭ ‬إقليمية‭ ‬وأخرى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬مثل‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وجميعها‭ ‬مؤشرات‭ ‬تعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬أضحى‭ ‬خياراً‭ ‬حتمياً‭ ‬بسبب‭ ‬التطورات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بأسرها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومنظومة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ذاتها‭ ‬والتي‭ ‬فرضت‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬وتحالفات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭.‬

ومن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬الأمن،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إجماع‭ ‬المناقشات‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تهديدات‭ ‬مشتركة‭ ‬تواجه‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنها‭ ‬آثار‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭  ‬ومكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والانتشار‭ ‬النووي‭ ‬فإن‭ ‬مشاركي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬قد‭ ‬أوضحوا‭ ‬خصوصية‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬أو‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬وتحدي‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وخاصة‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬تسربات‭ ‬نووية‭ ‬من‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬ومتطلبات‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬واستمرار‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬بتداعياتها‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬ومنها‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭.‬

وربما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬معروفة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬والرئيسي‭ ‬هو‭ ‬طبيعة‭ ‬الدور‭ ‬الروسي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬هل‭ ‬العودة‭ ‬الروسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هي‭ ‬خطوة‭ ‬استراتيجية‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬سياسة‭ ‬ترتبط‭ ‬بالظروف‭ ‬الراهنة؟‭ ‬المؤشرات‭ ‬الراهنة‭ ‬تعكس‭ ‬وجود‭ ‬أسس‭ ‬مهمة‭ ‬لتطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الروسية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬انعقاد‭ ‬الجولة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭  ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬مشتركة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2023‭-‬2028،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭  ‬وفي‭ ‬الإطار‭ ‬الإقليمي‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬روسي‭ ‬سوري‭ ‬وثيق‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العسكرية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬بناء‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية،‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والجزائر‭ ‬وجميعها‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬نتيجة‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬فروسيا‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬لديها‭ ‬مجالات‭ ‬تعاون‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬أو‭ ‬بعدها،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أرسلت‭ ‬روسيا‭ ‬سبع‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬لتأمين‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬الخليجية‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭  ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬فيه‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬دولي‭ ‬للغرض‭ ‬ذاته،‭ ‬وتمويل‭ ‬روسيا‭ ‬بناء‭ ‬السد‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬روسيا‭ ‬هي‭ ‬المورد‭ ‬الأساسي‭ ‬للقمح‭ ‬لدول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬متطلبات‭ ‬أخرى‭ ‬لتطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الروسية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عموماً‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬أولها‭: ‬مضامين‭ ‬المبادرات‭ ‬الأمنية‭ ‬الروسية‭  ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومدى‭ ‬ملامستها‭ ‬للاحتياجات‭  ‬لدول‭ ‬الخليج‭  ‬العربي‭ ‬وخاصة‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ومواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬وخاصة‭ ‬البحرية‭ ‬منها،‭ ‬وثانيها‭: ‬كيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬روسيا‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وإيران‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطورات‭ ‬الجديدة‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬فلا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬تحديات،‭ ‬وثالثها‭: ‬رؤية‭ ‬روسيا‭ ‬لتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬تواجه‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الروسية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عموماً‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬تشهد‭ ‬تنافساً‭ ‬دولياً‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬وشركاء‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تعكس‭ ‬السياسات‭ ‬الروسية‭ ‬هدف‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬جوانب‭ ‬متعددة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشابك‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬سعي‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬لتوظيف‭ ‬مفهوم‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لروسيا‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والتعليمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيخ‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بالسبل‭ ‬السلمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علاقاتها‭ ‬بأطراف‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬أو‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬كان‭ ‬فرصة‭ ‬مهمة‭ ‬للتعرف‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬فكرية‭ ‬روسية‭ ‬وكذلك‭ ‬رؤى‭ ‬باحثين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وتحديد‭ ‬قائمة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬صحيح‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬مناقشة‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬محدود‭ ‬ولكن‭ ‬فكرة‭ ‬الحوار‭ ‬الصريح‭ ‬والمباشر‭ ‬بين‭ ‬باحثين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬تعد‭ ‬أبرز‭ ‬مخرجات‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬تنظيماً‭ ‬متميزاً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬باحثي‭ ‬وموظفي‭ ‬مركز‭ ‬بريماكوف‭ ‬بما‭ ‬أتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬لمناقشات‭ ‬ثرية‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬تحولات‭ ‬المنطقة‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية

‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا