العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حرب أكتوبر 1973.. ملحمة تاريخية غيرت الواقع وشكلت المستقبل

بقلم: د. نبيل فهمي {

الجمعة ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

لقد‭ ‬مر‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة،‭ ‬وأتذكر‭ ‬جيدا‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬علمت‭ ‬فيها‭ ‬باندلاع‭ ‬المعارك،‭ ‬وشعوري‭ ‬حينذاك،‭ ‬وردود‭ ‬الفعل‭ ‬التلقائية‭ ‬بين‭ ‬المواطنين،‭ ‬لذلك‭ ‬أعتبر‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬كانت‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬نتيجة‭ ‬ملحمة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية،‭ ‬وتطوير‭ ‬أداء‭ ‬مصر‭ ‬السياسي،‭ ‬واستعادة‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬لثقته‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وعودة‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬وضعها‭ ‬الطبيعي‭ ‬ومكانتها‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬نكسة‭ ‬1967‭ ‬القاسية‭ ‬هزت‭ ‬الشعبين‭ ‬المصري‭ ‬والعربي،‭ ‬ورسخت‭ ‬شعورا‭ ‬غربيا‭ ‬وإسرائيليا‭ ‬زائفا‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬المعتدية‭ ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬تقهر‭.‬

وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬قد‭ ‬سعى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬إلى‭ ‬تحريك‭ ‬عملية‭ ‬سلمية‭ ‬عربية‭ ‬ــ‭ ‬إسرائيلية‭ ‬قبل‭ ‬الحرب،‭ ‬وطرح‭ ‬مبادرات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬ضمنها،‭ ‬فتح‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬لمرور‭ ‬السفن‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬50‭ ‬كيلومترا‭ ‬شرقا،‭ ‬وأوفد‭ ‬مستشاره‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬حافظ‭ ‬إسماعيل‭ ‬لمقابلة‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬سرا‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬ونيويورك‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجانبين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والأمريكي‭ ‬لم‭ ‬يأخذا‭ ‬المبادرة‭ ‬بجدية‭ ‬وشككا‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬تحريك‭ ‬الأمور،‭ ‬بخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طلب‭ ‬السادات‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الروس‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بعام،‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬توترا‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬القيادات‭ ‬الروسية‭ ‬المورد‭ ‬الرئيس‭ ‬للسلاح‭ ‬المصري‭. ‬وتقتضي‭ ‬الأمانة‭ ‬الاعتراف‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬تحريك‭ ‬الجبهة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬شعورا‭ ‬بعيدا‭ ‬مني‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬النهائية‭ ‬من‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬غالبية‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬بمختلف‭ ‬فئاته،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬متأثرا‭ ‬بتداعيات‭ ‬شعبية‭ ‬ومعنوية‭ ‬قاسية‭ ‬لحرب‭ ‬1967،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الذي‭ ‬بذلت‭ ‬والتضحيات‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬شعورا‭ ‬سائدا‭ ‬ومنتشرا‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬أخذ‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬القرار‭ ‬الشجاع‭ ‬والصائب‭ ‬ببدء‭ ‬حرب‭ ‬1973،‭ ‬وخطط‭ ‬بحكمة‭ ‬لشن‭ ‬حرب‭ ‬محددة‭ ‬الأهداف‭ ‬العسكرية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬سوريا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غربلة‭ ‬المعادلة‭ ‬السياسية،‭ ‬وتهيئة‭ ‬المناخ‭ ‬لإجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬عربية‭ ‬ــ‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬متطلعا‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬حتما‭ ‬بإعادة‭ ‬الأراضي‭ ‬المصرية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وبسلام‭ ‬عربي‭ ‬ــ‭ ‬إسرائيلي‭ ‬شامل،‭ ‬وبتلبية‭ ‬الطموحات‭ ‬الوطنية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

قرار‭ ‬الحرب‭ ‬يحسب‭ ‬لأنور‭ ‬السادات‭ ‬بشجاعته‭ ‬وحكمته‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬كل‭ ‬المضللين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬الأولي‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬المعارك،‭ ‬أعادت‭ ‬الحرب‭ ‬الثقة‭ ‬للشعبين‭ ‬المصري‭ ‬والعربي،‭ ‬نتيجة‭ ‬الدور‭ ‬البطولي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية‭ ‬الباسلة،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬المشير‭ ‬أحمد‭ ‬إسماعيل،‭ ‬وجهد‭ ‬وتضحيات‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬لضباطها‭ ‬وجنودها،‭ ‬من‭ ‬أعلاهم‭ ‬رتبة‭ ‬إلى‭ ‬أصغر‭ ‬جندي‭. ‬قوات‭ ‬قهرت‭ ‬حائط‭ ‬بارليف‭ ‬المنيع،‭ ‬وكسرت‭ ‬شوكة‭ ‬الغرور‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بأداء‭ ‬عسكري‭ ‬رفيع‭ ‬فاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭. ‬قوات‭ ‬انطلقت‭ ‬حبا‭ ‬للوطن،‭ ‬مضحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترابها،‭ ‬رغم‭ ‬علمها‭ ‬بالتحديات‭ ‬والصعوبات‭ ‬والقلق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سائدا‭ ‬عن‭ ‬تأمين‭ ‬السلاح‭ ‬الكافي‭ ‬والملائم‭ ‬للعمليات‭ ‬العسكرية‭.‬

وفاق‭ ‬الأداء‭ ‬العسكري‭ ‬المصري‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬الدولية‭ ‬والإسرائيلية،‭ ‬كما‭ ‬كشفته‭ ‬المحاضر‭ ‬والمستندات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها‭ ‬حديثا‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬الحرب،‭ ‬التي‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬تتابع‭ ‬وملمة‭ ‬بالتحركات‭ ‬العسكرية‭ ‬المصرية،‭ ‬وإنما‭ ‬خلصت‭ ‬الأغلبية‭ ‬من‭ ‬قياداتها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬لن‭ ‬يقدموا‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬لعدم‭ ‬ثقتهم‭ ‬في‭ ‬النتائج‭ ‬المرتقبة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الشعور‭ ‬المصري‭ ‬الجارف‭ ‬بالتفوق‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وأعاد‭ ‬قرار‭ ‬الحرب‭ ‬والأداء‭ ‬العسكري‭ ‬المصري‭ ‬البطولي‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬ومع‭ ‬قرب‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬نيكسون،‭ ‬إسماعيل‭ ‬فهمي‭ ‬مبعوثا‭ ‬عن‭ ‬السادات‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بالإنابة‭ ‬حينذاك،‭ ‬وأبلغه‭ ‬نيكسون‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬محرك‭ ‬رئيس‭ ‬واستراتيجي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستعاملها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭. ‬بل‭ ‬خرق‭ ‬نيكسون‭ ‬كل‭ ‬القواعد‭ ‬البروتوكولية‭ ‬وصاحب‭ ‬الوزير‭ ‬المصري‭ ‬إلى‭ ‬سيارته‭ ‬تقديرا‭ ‬لمصر‭ ‬وشخصه،‭ ‬وكلها‭ ‬دلالات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬المجيدة‭ ‬غيرت‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والمنظور‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭ ‬لمصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭.‬

حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬كانت‭ ‬عملا‭ ‬عسكريا‭ ‬مبدعا‭ ‬بغرض‭ ‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬تفاوضية،‭ ‬وأول‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬طلقة‭ ‬نيران‭ ‬عسكرية،‭ ‬وأول‭ ‬قفزة‭ ‬لجندي‭ ‬مصري‭ ‬لعبور‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬كلاما‭ ‬مرسلا‭ ‬أو‭ ‬عاطفيا،‭ ‬لأن‭ ‬بدء‭ ‬المفاوضات‭ ‬المجدية‭ ‬يتطلب‭ ‬إقناع‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬بأن‭ ‬مغبة‭ ‬عدم‭ ‬التفاوض‭ ‬أصعب‭ ‬وأكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجهد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬فيه‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬أهداف‭ ‬وإنجازات‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬كان‭ ‬إنهاء‭ ‬الغرور‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬السياسي،‭ ‬بأنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتجاهل‭ ‬حقوق‭ ‬مطالب‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وإدراك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬النزاع‭ ‬العربي‭ ‬ــ‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬وفرضت‭ ‬الحرب‭ ‬محور‭ ‬المفاوضات‭ ‬خيارا‭ ‬وسبيلا‭.‬

اشتعلت‭ ‬المعارك‭ ‬والصدامات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬مباشرة،‭ ‬لاختيار‭ ‬الموعد‭ ‬المناسب‭ ‬لقبول‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وتعديل‭ ‬بعض‭ ‬التجاوزات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬عقب‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بغية‭ ‬الإضرار‭ ‬بالمواقع‭ ‬والقوات‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى،‭ ‬وفك‭ ‬الاشتباك‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬على‭ ‬مراحل‭. ‬وبدأ‭ ‬مؤتمر‭ ‬جنيف‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مناخ‭ ‬دولي‭ ‬متغير‭ ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬السوفيتي‭ ‬والأمريكي،‭ ‬ورغبة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬تجنب‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬حقيقية،‭ ‬واهتمامه‭ ‬وتفضيله‭ ‬ضبط‭ ‬الإيقاع‭ ‬والاستقرار‭ ‬فقط،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انحيازه‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطلب‭ ‬حنكة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مصرية‭ ‬وتوازنات‭ ‬دقيقة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬استقلالية‭ ‬القرار‭ ‬المصري،‭ ‬وتأمينا‭ ‬للمصالح‭ ‬المصرية،‭ ‬وهى‭ ‬معارك‭ ‬أديت‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية،‭ ‬تحسب‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬المصرية‭ ‬بقيادة‭ ‬إسماعيل‭ ‬فهمي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬من‭ ‬1973‭ ‬‭ ‬1977،‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬العريقة،‭ ‬الأمينة‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬المصرية‭ ‬والمخلصة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬سيادتها‭.‬

سمحت‭ ‬لي‭ ‬الظروف‭ ‬بمتابعة‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬وبشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وشكلت‭ ‬لحمة‭ ‬العمل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المصري‭ ‬المشترك‭ ‬والتعاون‭ ‬العملياتي‭ ‬والتنفيذي،‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬قيادات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬زاويته‭ ‬وخبراته،‭ ‬ومناقشات‭ ‬عدة‭ ‬وآراء‭ ‬مختلفة‭ ‬حول‭ ‬أفضل‭ ‬سبل‭ ‬التحرك‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬لتحرير‭ ‬الأراضي‭ ‬المصرية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق،‭ ‬وجهود‭ ‬مضنية‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬شامل،‭ ‬تتعثر‭ ‬للأسف‭ ‬نتيجة‭ ‬التزمت‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وظل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬قائمين‭ ‬بين‭ ‬القيادات‭ ‬المصرية‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬استقالة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري،‭ ‬لقناعته‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحاول‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬تجنب‭ ‬استحقاقات‭ ‬السلام‭ ‬العربي‭ ‬‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

تحية‭ ‬لأبطال‭ ‬مصر‭ ‬سياسيين‭ ‬وعسكريين‭ ‬ودبلوماسيين،‭ ‬ورحم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬فقدناهم‭ ‬أثناء‭ ‬المعارك‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬السنين‭. ‬وتحية‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النصر،‭ ‬وتحية‭ ‬للشعب‭ ‬المصري‭ ‬النبيل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الخالدة‭ ‬لحرب‭ ‬مجيدة‭ ‬غيرت‭ ‬الواقع‭ ‬وشكلت‭ ‬المستقبل‭.‬

 

{ وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬

المصري‭ ‬السابق

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا