الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
عالم مجنون مجنون
أغرب وأجن عالم يمكن أن تدخله في زمننا الحاضر هو عالم التيك توك، حيث انك تكتشف وجود نوعيات مختلفة جدا من البشر، منهم الجيد والنافع، المحترم، ومنهم عاهات لم تتوقع وجودها أصلا في الحياة وخصوصا في عالمنا العربي والخليجي. لن أتكلم عن الأشكال الجديدة من البشر التي كانت موجودة بيننا ولكن بالخفاء فأظهرها برنامج التيك توك بكل أريحية وبجاحة، ولن أتكلم عن نوعيات البشر الذين استطاعوا ان يظهروا ما كانوا يخفونه من أفكار غريبة بكل أريحية من دون خوف او قلق من نظرة المجتمع لهم، بل أتكلم عن أشخاص يتصرفون تصرفات غريبة ومقرفة لمجرد الظهور والانتشار وزيادة عدد المشاهدين.
المصيبة ليست فقط في الفيديوهات المصورة، بل في اللايفات وما يجري فيها وخصوصا في آخر الليل، هناك من يسهرون طول الليل ويقولون كلاما غريبا ويتصرفون تصرفات بعيدة عن الاخلاق والإنسانية، وهناك من يتصنعون الخلاف ويتراشقون بأقذر الكلمات التي تقزز أي أحد يسمعها وغيرها من الأشياء الغريبة.
لا أنكر ابدا ان برنامج التيك توك رغم كل مساوئه أصبح من أكثر البرامج التي أحب ان ادخلها لأنه يحتوي على كل ما يحتاج إليه الانسان حيث انك تسافر الى كل مكان في عالم وتشاهد اجمل الأماكن وأحسن المطاعم وطرق الطبخ والمعلومات التي تحتاج إليها عن الصحة والتغذية والرياضة، ولكن الكارثة انك تصطدم خلال استمتاعك بالمشاهدات الجيدة بأحد هذه العاهات الغريبة، بعضها يضحكك والآخر يصدمك.. وبعضهم -أعوذ بالله- تتقزز منهم.
شاهدت منذ أيام سيدة خليجية في الأربعينات من عمرها (منكرة في شكلها) لبسها غريب تغني أغنية أخجل وأترفع ان أقول كلماتها، أصدقكم القول بأنني صدمت ولم أصدق أن هناك من يتجرأ أن يقول هذا الكلام وينشره على الملأ. عقلي لم يصدق فحاولت ان أجد لها أي تبرير مقنع بأنها مثلا تمزح او تقلد أحدا لكي تنتقده، ولكن عندما دخلت صفحتها صعقت حيث كان محتواها لا يختلف عن شكلها وكلماتها، فخرجت وانا مذهولة مما وصلنا إليه من انحطاط. ثاني يوم شاهدت فيديو لمحام خليجي (من نفس بلد العاهة السابقة) يناشد المسؤولين مساعدتها حيث إنها أحبت شخصا لم يوافق عليه أهلها فهربت معه الى ألمانيا، وهناك عاشت معه، وما ان حملت منه حتى تركها وحيدة بلا عائل او أهل، فساءت حالتها النفسية والمادية وخصوصا بعد ان أخذت منها السلطات الألمانية ولدها وأودعته للتبني، فأصبح مصدر رزقها الوحيد التيك توك والمتابعين وغيره. المحامي يناشد الناس والمسؤولين أن يحموا ابنة بلدهم بدل التنمر عليها عبر التيك توك وتهديدها بالقتل وإرجاعها الى الوطن وتأمين حياتها لكي تبتعد عن هذا الطريق.
ما رأيكم هل نستطيع نحن كبشر أن نسامح من يفعل هذه الأفعال ونعطيه فرصة ثانية ليندمج معنا ويعيش حياة طبيعية؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك