العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤتمر التغير المناخي بالإمارات وآفاق التعاون الدولي

الخميس ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

تستضيف‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نوفمبر2023،‭ ‬الدورة‭ ‬الثامنة‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأطراف‭ ‬كوب‭ (‬28‭)‬،‭ ‬المقرر‭ ‬انعقادها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬إكسبو‭ ‬دبي‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استمرار‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الهادفة‭ ‬لخفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية؛‭ ‬حيث‭ ‬تجتمع‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬وقَّعت‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬عام‭ ‬1992؛‭ ‬لتقييم‭ ‬مقدار‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إحرازه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬لمكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

وفيما‭ ‬تتأهب‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬لاستضافة‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬حتى‭ ‬12‭ ‬ديسمبر‭ ‬القادم،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المتقدمة،‭ ‬الرئيس‭ ‬المعين‭ ‬لهذه‭ ‬القمة‭ ‬‮«‬سلطان‭ ‬الجابر‮»‬،‭ ‬لدى‭ ‬زيارته‭ ‬لباكستان‭ ‬في‭ ‬يوليو،‭ ‬أن‭ ‬الأفكار‭ ‬التقليدية‭ ‬لم‭ ‬تعُد‭ ‬كافية‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشكلات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬آليات‭ ‬وطرق‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬فيما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬وزيادة‭ ‬الدعم‭ ‬المقدم‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررًا‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬كوب‭ (‬27‭) ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬المصرية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬قد‭ ‬انعقدت‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬أحداث‭ ‬مناخية‭ ‬قاسية‭ ‬شهدها‭ ‬العالم،‭ ‬وأزمات‭ ‬طاقة‭ ‬وغذاء،‭ ‬وخرجت‭ ‬منها‭ ‬‮«‬رسائل‭ ‬عملية‮»‬،‭ ‬عديدة‭ ‬تنبه‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الإنجاز،‭ ‬وإلا‭ ‬سيقع‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬حيث‭ ‬غدت‭ ‬الأولوية‭ ‬للأرض،‭ ‬ومصير‭ ‬من‭ ‬عليها،‭ ‬وليس‭ ‬للحروب‭ ‬والصراعات‭. ‬

إلا‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل،‭ ‬خرج‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الأممي‭ ‬ليسير‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬المعتاد،‭ ‬واستمر‭ ‬غضب‭ ‬الطبيعة‭ ‬نتيجة‭ ‬تصرفات‭ ‬البشر،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاء‭ ‬‮«‬احترار‭ ‬يوليو‮»‬،‭ ‬2023،‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ -‬طبقًا‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬العالمية‭- ‬الأعلى‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تسجيل‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬ليقدم‭ ‬إنذارًا‭ ‬جديدًا،‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬ينحدر‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬كارثية‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬مبالاة،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬إجراءات‭ ‬حاسمة،‭ ‬تتسم‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬يداهم‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭. ‬

وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬كوب‭ (‬28‭)‬،‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬زمن‭ ‬رفاهية‭ ‬قضايا‭ ‬البيئة‭ ‬وهامشية‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬قد‭ ‬ولَّى،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬الآثار‭ ‬المدمرة‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬تطرق‭ ‬باب‭ ‬كل‭ ‬دولة،‭ ‬وباتت‭ ‬القضية‭ ‬قضية‭ ‬الجميع،‭ ‬وغدت‭ ‬ساحة‭ ‬العالم‭ ‬تتهيأ‭ ‬الآن‭ ‬للخروج‭ ‬بخطة‭ ‬عمل‭ ‬سريعة‭ ‬للإنقاذ‭.‬

وعلى‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬انعقاده،‭ ‬أسفر‭ ‬المؤتمر‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المخرجات‭ ‬الرئيسية‭ ‬أبرزها؛‭ ‬وضع‭ ‬حدود‭ ‬ملزِمة‭ ‬قانونًا‭ ‬لانبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭. ‬وبمقتضى‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬2015،‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬بهدف‭ ‬محاولة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬وإبقاء‭ ‬الاحترار‭ ‬دون‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬فوق‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬العصر‭ ‬الصناعي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تمويل‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬كنقطة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬العالمي‭. ‬أما‭ ‬كوب‭ (‬26‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬نتاجه‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬لتحديد‭ ‬كيفية‭ ‬تكيف‭ ‬جميع‭ ‬البلدان‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وتحفيز‭ ‬توجيه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬لصالح‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬لمساعدتها‭ ‬على‭ ‬التكيف‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬أسفر‭ ‬كوب‭ (‬27‭) ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬خطة‭ ‬عالمية‭ ‬لإنشاء‭ ‬نظام‭ ‬للإنذار‭ ‬المبكر،‭ ‬ما‭ ‬اقتضى‭ ‬تمويلا‭ ‬قدره‭ ‬3‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬المقبلة‭ ‬لضمان‭ ‬التنفيذ‭ ‬الفعال،‭ ‬وإتاحة‭ ‬هذا‭ ‬الإنذار‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬صياغة‭ ‬برنامج‭ ‬الخسائر‭ ‬والمخاطر،‭ ‬وإنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬خاص‭ ‬به،‭ ‬يوجه‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬تضررًا‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية،‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬عدالة‭ ‬توزيع‭ ‬التمويل‭ ‬المناخي‭. ‬

لكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال،‭ ‬من‭ ‬سيدفع‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصندوق؟‭.. ‬ومن‭ ‬سيكون‭ ‬مؤهلًا‭ ‬لتلقي‭ ‬التمويل؟‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إحرازه‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المؤتمرات‭ ‬قاصرًا‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬تأمين‭ ‬البشر‭ ‬ضد‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بيّنه‭ ‬احترار‭ ‬يوليو،‭ ‬والخسائر‭ ‬الناجمة‭ ‬عنه‭. ‬وعليه،‭ ‬تتطلع‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬كوب‭ (‬28‭)‬،‭ ‬لإحراز‭ ‬تقدم‭ ‬ملموس،‭ ‬واتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬لازمة‭ ‬تحقق‭ ‬ضمان‭ ‬نتائج‭ ‬مثمرة‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جبهات،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬كيفية‭ ‬تمويل‭ ‬صندوق‭ ‬الخسائر‭ ‬والمخاطر،‭ ‬والتدابير‭ ‬الممكنة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬المناخ‭. ‬

ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬هدف‭ ‬سنوي‭ ‬محدد‭ ‬في‭ ‬كوب‭ (‬15‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬حشد‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬لتمويل‭ ‬التكيف‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الدخل‭ ‬المرتفع‭ ‬بحلول‭ ‬2020،‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬مقدار‭ ‬التمويل‭ ‬المحقق‭ ‬فقط‭ ‬83‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وبينت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬يتم‭ ‬بلوغه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬نتائج‭ ‬مؤتمر‭ ‬الإمارات‭ ‬القادم‭ ‬عن‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مراجعة‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬باريس‮»‬،‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬عالمي‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬المناخ،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مرفق‭ ‬تمويل‭ ‬الخسائر‭ ‬والأضرار‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬فيما‭ ‬من‭ ‬المأمول‭ ‬تركيزه‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬المؤتمر‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ،‭ ‬خطة‭ ‬جديدة‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والزراعي‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مبادرة‭ ‬الابتكار‭ ‬الزراعي‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬واشنطن‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬‮«‬أمريكا‮»‬،‭ ‬و«الإمارات‮»‬،‭ ‬و«الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التمويل‭ ‬المتاح‭ ‬لتعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬الذكية‭ ‬مناخيًا‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬دعم‭ ‬الإمداد‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أعماله‭ ‬مراجعة‭ ‬التزامات‭ ‬البلدان‭ ‬بخفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬والتي‭ ‬تكلف‭ ‬بها‭ ‬بتفويض‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭. ‬وبينما‭ ‬ركزت‭ ‬مناقشات‭ ‬مؤتمر‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬قيام‭ ‬الحكومات‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬بمعالجة‭ ‬الفجوات‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬فإنه‭ ‬توجد‭ ‬3‭ ‬موضوعات‭ ‬قيد‭ ‬المناقشة‭ ‬في‭ ‬‮«‬إكسبو‭ ‬دبي‮»‬،‭ ‬هي‭: ‬التخفيف‭ ‬والتكيف‭ ‬والتنفيذ‭ ‬والدعم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬سبل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬البحرية‭ -‬ويرجح‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬الإمارات‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬مشروعات‭ ‬ومبادرات‭- ‬فيما‭ ‬سيتجه‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬مشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والشباب‭ ‬بصورة‭ ‬هادفة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭.‬

وفي‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديرة‭ ‬بالملاحظة،‭ ‬أدرجت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬‮«‬التجارة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬مؤتمر‭ ‬المناخ،‭ ‬وذلك‭ ‬بوصفها‭ ‬ممكنة‭ ‬للنمو‭ ‬الذكي‭ ‬مناخيًا،‭ ‬بما‭ ‬يشمله‭ ‬من‭ ‬تبني‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والرقمنة،‭ ‬والأدوات‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الناشئة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬استيعاب‭ ‬تقنيات‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬ودعم‭ ‬الوظائف‭ ‬الخضراء‭ ‬والابتكار،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬‮«‬سلطان‭ ‬الجابر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوزاري‭ ‬المعني‭ ‬بالعمل‭ ‬المناخي‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬‮«‬بروكسيل‮»‬‭. ‬

واستباقًا‭ ‬للحدث‭ ‬المناخي‭ ‬الأبرز،‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬الجابر‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬الأمين‭ ‬التنفيذي‭ ‬لـ«اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬‮«‬سيمون‭ ‬ستيل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬دول‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬بدور‭ ‬ريادي‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬موضوعيّ‭ ‬التكيف‭ ‬والتخفيف،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬للمجموعة‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬بمدينة‭ ‬‮«‬تشيناي‮»‬‭ ‬الهندية‭. ‬

وفي‭ ‬بيانهما،‭ ‬أكدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتسريع‭ ‬عملية‭ ‬الخفض‭ ‬الطبيعي‭ ‬والمتوقع‭ ‬لاستخدام‭ ‬الوقود‭ ‬التقليدي‭ ‬بشكل‭ ‬مسؤول‭ ‬وعملي‭ ‬ومدروس،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬منظومة‭ ‬طاقة‭ ‬توفر‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬

‭   ‬وتعزز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وضرورة‭ ‬زيادة‭ ‬القدرة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬لمصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة‭ ‬عبر‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬فيما‭ ‬دعا‭ ‬البيان‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬صندوق‭ ‬معالجة‭ ‬الخسائر‭ ‬والأضرار،‭ ‬وترتيبات‭ ‬تمويله،‭ ‬واعتماد‭ ‬إطار‭ ‬شامل‭ ‬وحاسم‭ ‬للدعم‭ ‬المالي‭ ‬بشأن‭ ‬التكيف‭.‬

وبشراكة‭ ‬بين‭ ‬رئاسة‭ ‬كوب‭ (‬28‭)‬،‭ ‬و«برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬مبادرة‭ ‬تعهد‭ ‬التبريد‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬اجتماع‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬الوزاري‭ ‬الرابع‭ ‬عشر،‭ ‬الخاص‭ ‬بالانتقال‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬الطاقة،‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬غوا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يوليو،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬الجابر‮»‬،‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التعهد‭. ‬

وفيما‭ ‬يتجه‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬دبي‮»‬‭ ‬المناخي‭ ‬القادم،‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬باريس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أربع‭ ‬ركائز‭: ‬‮«‬تسريع‭ ‬تحقيق‭ ‬انتقال‭ ‬منصف‭ ‬وعملي‭ ‬وعادل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‮»‬،‭ ‬و«تطوير‭ ‬آليات‭ ‬التمويل‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬و«التركيز‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬والحياة‭ ‬وطرق‭ ‬العيش‮»‬،‭ ‬و«دعم‭ ‬الركائز‭ ‬السابقة‭ ‬عبر‭ ‬احتواء‭ ‬الجميع‭ ‬بصورة‭ ‬عامة»؛‭ ‬فإن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬تعهد‭ ‬التبريد‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‮»‬‭ ‬‮«‬إيرينا‮»‬،‭ ‬و‮«‬منظمة‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬الدولية‭ ‬للجميع‮»‬،‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التبريد‭ ‬وإتاحته‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتداعيات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬خاصة‭ ‬دول‭ ‬الجنوب،‭ ‬والدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة‭ ‬النامية‭ ‬والبلدان‭ ‬الأقل‭ ‬نموًا‭ ‬لحمايتها‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الحرارة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬والأدوية‭ ‬من‭ ‬التلف‭.‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬تعهد‭ ‬التبريد‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬توفر‭ ‬حوافز‭ ‬للحكومات،‭ ‬وجميع‭ ‬المعنيين‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التبريد‭ ‬المستدام‭ ‬في‭ ‬مجالات‭: ‬‮«‬حلول‭ ‬التبريد‭ ‬الطبيعية‭ ‬القائمة‮»‬،‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬كفاءة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬المنزلية‮»‬،‭ ‬‮«‬توفير‭ ‬التبريد‭ ‬للأغذية‭ ‬واللقاحات‮»‬،‭ ‬‮«‬تبريد‭ ‬المناطق‮»‬،‭ ‬‮«‬خطط‭ ‬عمل‭ ‬التبريد‭ ‬الوطنية»؛‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬انتقال‭ ‬سريع‭ ‬إلى‭ ‬أنظمة‭ ‬تبريد‭ ‬موفرة‭ ‬للطاقة‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬والمناخ‭.‬

وكما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬‭ -‬مدفوعًا‭ ‬بزيادة‭ ‬احترار‭ ‬يوليو2023‭- ‬كان‭ ‬ضمن‭ ‬اهتمامات‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي؛‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬اهتمامات‭ ‬الدورة‭ ‬‮«‬78‮»‬،‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشهر‭ ‬أيضًا،‭ ‬والتي‭ ‬تضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭: ‬‮«‬اعتماد‭ ‬اتفاق‭ ‬تاريخي‭ ‬لحفظ‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬البحري‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للتصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تطال‭ ‬هذا‭ ‬التنوع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تمويل‭ ‬صندوق‭ ‬التمويل‭ ‬الأخضر‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقًا‭ ‬للدكتور‭ ‬‮«‬محمود‭ ‬محيي‭ ‬الدين‮»‬،‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بتمويل‭ ‬أهداف‭ ‬2030‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬تستبق‭ ‬كوب‭ (‬28‭)‬،‭ ‬ومعها‭ ‬المنتديات‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إليها‭ ‬كوب‭ (‬27‭)‬،‭ ‬تقدم‭ ‬مخرجات‭ ‬تضعها‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬القادمة؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬الدولي،‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬الأكثر‭ ‬حسمًا،‭ ‬مدفوعة‭ ‬بذلك‭ ‬الاحترار‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا