العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول الخليج في تقييم «الأمم المتحدة» للأمن الغذائي

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أدى‭ ‬انتشار‭ ‬وتفشى‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬كورونا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬اضطراب‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬العالمية،‭ ‬فيما‭ ‬أدى‭ ‬اندلاع‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭. ‬ومع‭ ‬كون‭ ‬الطرفان‭ ‬المتحاربان‭ ‬مُصدرين‭ ‬رئيسيين‭ ‬للمنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬العالم؛‭ ‬فقد‭ ‬تسببت‭ ‬الآثار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والسلع‭ ‬الرئيسية‭. ‬وعليه،‭ ‬أضحت‭ ‬قضية‭ ‬تدهور‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬آسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا؛‭ ‬موضع‭ ‬اهتمام‭ ‬للمحللين‭ ‬والحكومات‭ ‬والوكالات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

ونتيجة‭ ‬لتراجع‭ ‬الاستجابة‭ ‬الدولية‭ ‬لتفاقم‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي،‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ (‬الفاو‭)‬،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الصندوق‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‮»‬‭ (‬إيفاد‭)‬،‭ ‬و«منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‮»‬،‭ (‬اليونسيف‭)‬،‭ ‬و«برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية»؛‭ ‬تقريرا‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغذية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬2023،‭ ‬تناول‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭.‬

في‭ ‬البداية‭ ‬تم‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أنظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬الزراعية‭ ‬العالمية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬معرضة‭ ‬للصدمات‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الصراعات،‭ ‬وتقلب‭ ‬المناخ،‭ ‬وظواهره‭ ‬المتطرفة‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬احتمالات‭ ‬الانكماش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستقبلي‮»‬‭. ‬وبينما‭ ‬يتعافى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬تدريجيا؛‭ ‬فقد‭ ‬حذرت‭ ‬الوكالات‭ ‬الأممية،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العلامات‭ ‬المشجعة‮»‬،‭ ‬لانخفاض‭ ‬مستويات‭ ‬الفقر،‭ ‬والجوع‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تقلصت‭ ‬جراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والطاقة‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ (‬الفاو‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‮»‬،‭ ‬يجب‭ ‬التغلب‭ ‬عليه‭. ‬وتمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬ممن‭ ‬واجهوا‭ ‬‮«‬الجوع‭ ‬المزمن‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بلغت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬9%،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬بين‭ ‬690‭ ‬و783‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬بمقدار‭ ‬122‭ ‬مليونًا‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الوضع‭ ‬قبل‭ ‬انتشار‭ ‬كورونا‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تشير‭ ‬تقديرات‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬2‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬‭ ‬خاصة‭ ‬النساء،‭ ‬وساكني‭ ‬الريف‭ ‬‭ ‬‮«‬عانوا‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بشكل‭ ‬معتدل‭ ‬أو‭ ‬شديد»؛‭ ‬لأنهم‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكفيهم‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬الآمن،‭ ‬والكافي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‮»‬‭. ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬زيادة‭ ‬قدرها‭ ‬391‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬عن‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬سابقة‮»‬‭. ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ينطبق‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬حوالي20%،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬مما‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬8‭.‬5‭ ‬%،‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬6‭.‬5%،‭ ‬وأوقيانوسيا‭ ‬7%‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬‮«‬التحسن‭ ‬النسبي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬نسب‭ ‬الجوع‭ ‬العالمي‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2021‭ ‬و2022؛‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬آسيا؛‭ ‬فقد‭ ‬أصرت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‮»‬‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬وغرب‭ ‬آسيا‭. ‬ومع‭ ‬تسجيلها‭ ‬لمستويات‭ ‬تدهور‭ ‬‮«‬جودة‭ ‬التغذية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أيضا،‭ ‬لوحظ‭ ‬كيف‭ ‬أصبح‭ ‬3.1‭ ‬مليارات‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬‮«‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬غذائي‭ ‬صحي‮»‬‭. ‬

بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬ترتفع‭ ‬مستويات‭ ‬السمنة‭ ‬عالميا‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬للسمنة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعانوا‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الوزن‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬وتقدر‭ ‬التكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬الحكومات،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فاعلة‭.‬

وفي‭ ‬التقرير،‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬باسم‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ -‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وبقية‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬فئة‭ ‬إفريقيا‭ ‬‭ ‬شهدت‭ ‬مواجهة‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬الجوع‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬السابق،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬من‭ ‬10‭.‬2%،‭ ‬إلى‭ ‬10‭.‬8%‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬7‭.‬9%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬كانوا‭ ‬معرضين‭ ‬لخطر‭ ‬‮«‬نقص‭ ‬التغذية‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬فقد‭ ‬ارتفعت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬إلى‭ ‬10%‭ ‬في‭ ‬2016،‭ ‬وظلت‭ ‬عند‭ ‬نفس‭ ‬المستوى‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭. ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أن‭ ‬51‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬التغذية‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

ووفقا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ارتفع‭ ‬معدل‭ ‬انتشار‭ ‬‮«‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الحاد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬من‭ ‬9%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬10‭.‬3%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬زاد‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ (‬سواء‭ ‬المعتدل‭ ‬أو‭ ‬الشديد‭)‬،‭ ‬من‭ ‬30‭.‬9%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬إلى‭ ‬35‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها،‭ ‬قفز‭ ‬عدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بالمنطقة‭ ‬من‭ ‬81‭.‬1‭ ‬مليونا،‭ ‬إلى‭ ‬104‭.‬4‭ ‬ملايين،‭ ‬وتفاقم‭ ‬عدد‭ ‬المتضررين‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬23‭.‬8‭ ‬مليونا‭ ‬إلى‭ ‬30‭.‬3‭ ‬مليونا‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬‮«‬اتباع‭ ‬نظام‭ ‬غذائي‭ ‬صحي‮»‬‭. ‬وارتفعت‭ ‬التكلفة‭ ‬اليومية‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬3‭.‬15‭ ‬دولارات،‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬36‭ ‬دولارات،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2019‭ ‬و2021،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تراجع‭ ‬عدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬التكاليف‭ ‬من‭ ‬16‭.‬7‭ ‬مليونًا،‭ ‬إلى‭ ‬15‭.‬9‭ ‬مليونًا،‭ ‬أي‭ ‬بانخفاض‭ ‬من‭ ‬9‭.‬7%‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬إلى‭ ‬9%‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض،‭ ‬فإن‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا،‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬اتباع‭ ‬نظام‭ ‬غذائي‭ ‬صحي،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ (‬357.4‭ ‬مليونًا‭)‬،‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا‭ (‬159.4‭ ‬مليونًا‭)‬،‭ ‬بفارق‭ ‬كبير‭ ‬لكليهما‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬العِقد‭ ‬الماضي،‭ ‬طرأ‭ ‬‮«‬تحسن‮»‬‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الأطفال‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬انتشار‭ ‬‮«‬التقزم‮»‬،‭ ‬بينهم‭ ‬بغرب‭ ‬آسيا‭ ‬19‭.‬1%‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬فقد‭ ‬انخفضت‭ ‬بعد‭ ‬عِقد‭ ‬إلى‭ ‬14%‭ (‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬3‭.‬6%‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية،‭ ‬و4%‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭). ‬كما‭ ‬انخفضت‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬الوزن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬9‭.‬1%‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬إلى‭ ‬7‭.‬2%‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬ويضع‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬مرتبة‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬7‭.‬3‭ ‬%،‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬8‭.‬2‭ ‬%‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬أن‭ ‬مؤشراتها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬مخاوفها‭ ‬بشأن‭ ‬قضيتي‭ ‬زيادة‭ ‬الوزن،‭ ‬ومعدلات‭ ‬السمنة،‭ ‬وارتباطهما‭ ‬بزيادة‭ ‬مستوى‭ ‬التحضر‭ ‬لسكان‭ ‬المنطقة‭. ‬وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬الذي‭ ‬أعدته‭ ‬‮«‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬تصنيفها‭ ‬جميعا،‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬50‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬واحتلت‭ ‬‮«‬الإمارا‮»‬،‭ ‬الدرجة‭ ‬الأعلى،‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ (‬المرتبة‭ ‬23‭ ‬عالميًا‭ ‬بدرجة‭ ‬75‭.‬2‭/‬100‭)‬،‭ ‬تليها‭ ‬‮«‬قطر‮»‬‭ (‬30‭ ‬عالميًا‭ ‬بدرجة‭ ‬72‭.‬4‭/‬100‭)‬،‭ ‬و«عُمان‮»‬،‭ (‬35‭ ‬بنسبة‭ ‬71‭.‬2‭/‬100‭)‬،‭ ‬و‮«‬البحرين‮»‬،‭ (‬38‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭.‬3‭/‬100‭)‬،‭ ‬و«السعودية‮»‬،‭ (‬41‭ ‬بدرجة‭ ‬بلغت‭ ‬69‭.‬9‭/‬100‭)‬،‭ ‬و«الكويت‮»‬،‭ (‬المرتبة‭ ‬50‭ ‬بـ‭ ‬65‭.‬2‭/‬100‭).‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬سجل‭ ‬التقرير‭ ‬‮«‬تقدمًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬قضية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬خلال‭ ‬العِقدين‭ ‬الماضيين‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنسبة‭ ‬انتشار‭ ‬معدلات‭ ‬نقص‭ ‬التغذية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج؛‭ ‬فقدت‭ ‬انخفضت‭ ‬في‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬و«الإمارات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأعوام‭ (‬2004-2006‭)‬،‭ ‬و‭(‬2020-2022‭)‬،‭ ‬من‭ ‬4‭.‬9%،‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬8%‭ ‬في‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬7‭.‬6%‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬2‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬ظبي‮»‬‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الكويت،‭ ‬بلغت‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المعتدل‭ ‬أو‭ ‬الشديد،‭ ‬مستوى‭ ‬10‭.‬9%‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ (‬2020‭ ‬و2022‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬انخفضت‭ ‬من‭ ‬12‭.‬6%‭ ‬في‭ (‬2014-2016‭).‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬التحسن‭ ‬في‭ ‬‮«‬صحة‭ ‬الأطفال‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج؛‭ ‬فقد‭ ‬انخفضت‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬تقزم‭ ‬الأطفال‮»‬‭ ‬دون‭ ‬الخامسة،‭ ‬من‭ ‬6‭.‬5%،‭ ‬إلى‭ ‬5%،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ (‬2012‭ ‬و2022‭)‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬8%‭. ‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬‮«‬التحضر‮»‬،‭ ‬على‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬العالمية‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬والتي‭ ‬ترتبط‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بحالة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬سيعيش‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬المدن‭ (‬مع‭ ‬أن‭ ‬الرقم‭ ‬حاليًا‭ ‬عند‭ ‬56%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬بالمناطق‭ ‬الحضرية‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬سيؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬‮«‬استمرارية‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬والحضرية‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬إنتاج‭ ‬الغذاء،‭ ‬وتصنيعه،‭ ‬وتوزيعه،‭ ‬وتسويقه،‭ ‬وشرائه‮»‬‭.‬

ووجد‭ ‬‮«‬التقرير‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الشديد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬انتشارًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬بنسبة‭ (‬11%‭)‬،‭ ‬تليها‭ ‬المناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمناطق‭ ‬الحضرية،‭ ‬التي‭ ‬أوضحتها‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مناطق‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الريفية‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تحويل‭ ‬الأراضي‭ ‬المستخدمة‭ ‬للزراعة‭ ‬إلى‭ ‬مساحات‭ ‬سكنية،‭ ‬بنسبة‭ ‬10%‭. ‬ويبلغ‭ ‬معدل‭ ‬انتشار‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬9‭.‬8%‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬عند‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المعتدل‭ ‬أيضًا،‭ ‬فإن‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬تعاني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬بنسبة‭ ‬24‭.‬1%،‭ ‬تليها‭ ‬شبه‭ ‬الحضرية‭ (‬22.8%‭)‬،‭ ‬والحضرية‭ (‬20.6%‭).‬

وفي‭ ‬الخليج،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بروكينجز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السريعة‭ ‬والتحضر‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬مصحوبة‭ ‬‮«‬بتغيرات‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬انخفاض‭ ‬النشاط‭ ‬البدني‮»‬،‭ ‬و«زيادة‭ ‬استهلاك‭ ‬الأطعمة‭ ‬والمشروبات‭ ‬فائقة‭ ‬المعالجة‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬‮«‬الآثار،‭ ‬والتكاليف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‮»‬،‭ ‬المرتبطة‭ ‬بزيادة‭ ‬الوزن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التأثير‭ ‬‮«‬سلبًا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التغيب‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬والذي‭ ‬تقدر‭ ‬خسائره‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬وحدها‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬0‭.‬9%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تُبذل‭ ‬الجهود‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يقدم‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغذية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬2023‮»‬،‭ ‬تحديثًا‭ ‬لصورة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الغذاء‭ ‬والجوع‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬دوليًا،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الجوع‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬ويشكل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ،‭ ‬‮«‬تحديا‭ ‬هائلا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬سيظلون‭ ‬يواجهون‭ ‬أزمة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العِقد‭ ‬الحالي‭. ‬وفي‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والصراعات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعطل‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية،‭ ‬والأسواق،‭ ‬وأنظمة‭ ‬توزيعها‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬‮«‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬ونقصها‮»‬‭.‬

وعند‭ ‬توثيق‭ ‬أوضاع‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬افتقار‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬البيانات‭ ‬المجمعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يوفر‭ ‬تقييما‭ ‬كاملا‭ ‬للمنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بانتشار‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المعتدلة‭ ‬والشديدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا