العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تطبيق منظومة الكايزن في المؤسسات

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

عندما‭ ‬سُئل‭ ‬ماساكي‭ ‬إيماي،‭ ‬مبتكر‭ ‬ورائد‭ ‬طريقة‭ ‬وفلسفة‭ ‬الكايزن‭ ‬عن‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬لتنفيذ‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬في‭ ‬المؤسسات،‭ ‬أجاب‭:‬

أولاً؛‭ ‬التزام‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭.‬

ثانيًا؛‭ ‬التزام‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭.‬

وثالثًا؛‭ ‬التزام‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭.‬

وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬أي‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬في‭ ‬المقالات‭ ‬السابقة‭ ‬تعني‭ ‬ببساطة‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬الجميع‭ ‬ونقصد‭ ‬الجميع‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬أصغر‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والتحسين‭ ‬والتغيير‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭.‬

والجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الالتزام،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬والأفراد‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬ويمثلهم‭ ‬قدوة‭ ‬يحتذى‭ ‬بها،‭ ‬لأن‭ ‬المؤسسة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬جدران‭ ‬ومنتجات‭ ‬وعمليات،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬أفراد‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬وسلوكيات،‭ ‬فإن‭ ‬تحسنت‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬لدى‭ ‬أفراد‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬فإن‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬ستتحسن‭ ‬بالمعدل‭ ‬الذي‭ ‬تتحسن‭ ‬فيه‭ ‬سلوكيات‭ ‬أفراد‭ ‬الإدارة،‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬أفراد‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬تتبع‭ ‬مؤشراتهم‭ ‬الرائدة‭ ‬والمتأخرة‭ ‬وقراءة‭ ‬المزيد‭ ‬عن‭ ‬المنهجية،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬طرق‭ ‬لتحسين‭ ‬أدائهم‭ ‬الشخصي،‭ ‬وتشجيع‭ ‬من‭ ‬حولهم‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭.‬

وبعد‭ ‬التزام‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬إتباع‭ ‬الخطوات‭ ‬التالية‭:   ‬

1-‭  ‬إنشاء‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭: ‬ننشئ‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إبداء‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التحسين،‭ ‬وإنما‭ ‬لعمل‭ ‬برامج‭ ‬مقننة‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الكايزن‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬يستوعبها‭ ‬ويتقنها‭ ‬الجميع،‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع‭ ‬منهجيات‭ ‬وخطوات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬الكايزن،‭ ‬فهي‭ ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬ليست‭ ‬عملية‭ ‬عشوائية،‭ ‬ولكنها‭ ‬منظمة‭ ‬ومنضبطة‭.‬

2‭-  ‬تدريب‭ ‬الموظفين‭: ‬الموظفون‭ ‬هم‭ ‬أعظم‭ ‬وأهم‭ ‬فئة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منهجية‭ ‬الكايزن،‭ ‬حيث‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬الكايزن‭ ‬كل‭ ‬موظف‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬العمال‭. ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬تطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الفريق‭ ‬والأفراد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدريب‭ ‬وإشراك‭ ‬الأفراد‭ ‬لتحديد‭ ‬المشاكل‭ ‬والهدر‭ ‬والفواقد‭ ‬وحثهم‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬اقتراحات‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني‭ ‬للتغيير‭ ‬الإيجابي،‭ ‬وتقييم‭ ‬أفكارهم،‭ ‬ووضع‭ ‬الأفكار‭ ‬الجيدة‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬سيتم‭ ‬رفض‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬أو‭ ‬تأخير‭ ‬تنفيذها‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديه‭ ‬الأسباب‭ ‬الكافية‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬والاقتراحات‭.‬

3-‭  ‬التخطيط‭ ‬للتنفيذ‭: ‬تُعد‭ ‬الخطة‭ ‬الجيدة‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬جدولة‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬بشكل‭ ‬مفصل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬النجاح‭ ‬والتي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬قائد‭ ‬فريق‭ ‬الكايزن‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬الموارد‭ ‬والأنشطة‭ ‬بكفاءة‭ ‬وفعالية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الموضوعة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬وضع‭ ‬الميزانيات‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭. ‬

4-‭  ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬والتحليل‭: ‬يجب‭ ‬جمع‭ ‬وتحليل‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬والخطط‭ ‬والأفكار‭ ‬مع‭ ‬الفرق‭ ‬الوظيفية‭ ‬المناسبة‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المناقشة‭ ‬بهدف‭ ‬ضمان‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬البيانات‭ ‬والعمليات‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭. ‬

5-‭  ‬تحديد‭ ‬العمليات‭: ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بعملية‭ ‬التحسين‭ ‬والتغيير‭ ‬لجميع‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬ربما‭ ‬نكتفي‭ ‬بعملية‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬اثنتين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التركيز‭ ‬وإتمامها‭ ‬بأكبر‭ ‬دقة‭ ‬ممكنة،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للفريق‭ ‬أن‭ ‬يضم‭ ‬العمليات‭ ‬تباعًا،‭ ‬ففريق‭ ‬العمل‭ ‬وجميع‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬ليست‭ ‬مبادرة‭ ‬ليوم‭ ‬أو‭ ‬يومين‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬ممارسة‭ ‬يومية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬صبر‭ ‬وثبات‭. ‬

6-‭  ‬القياس‭ ‬والتحليل‭ ‬وجمع‭ ‬البيانات‭: ‬بعد‭ ‬تحديد‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التحسين‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬البيانات‭ ‬‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعملية‭ ‬المراد‭ ‬تحسينها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬الإدارة‭ ‬وتحليلها‭ ‬باستخدام‭ ‬النماذج‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن،‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬السبب‭ ‬الجذري‭ ‬للمشكلة‭. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬بتحسين‭ ‬خطوات‭ ‬أو‭ ‬مكونات‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬العملية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عيوب‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬1%‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬الوقت‭ ‬المتوقع‭ ‬إلى‭ ‬النصف،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بدأ‭ ‬التغيير‭ ‬بسيطًا،‭ ‬فإن‭ ‬المزايا‭ ‬المكتسبة‭ ‬من‭ ‬التحسينات‭ ‬الصغيرة‭ ‬تتراكم‭ ‬بسرعة‭.‬

7-‭  ‬البدء‭ ‬بعمليات‭ ‬التحسين‭: ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬العمليات‭ ‬والخدمات‭ ‬المختنقة‭ ‬أو‭ ‬المترهلة،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بإعلانها‭ ‬وتشجيع‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬تصور‭ ‬لتحسينها‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬التخلص‭ ‬منها،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تتجمع‭ ‬لدى‭ ‬الفريق‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المقترحات‭ ‬والأفكار،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬تقيم‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬والمقترحات‭ ‬ويعيد‭ ‬تصنيفها‭ ‬وترتيبها،‭ ‬وإيجاد‭ ‬الأنسب‭ ‬منها‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيقها‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬تكلفة‭. ‬

8-‭  ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأشياء‭ ‬الصحيحة‭: ‬تأتي‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والتدريجية،‭ ‬فإن‭ ‬تحسن‭ ‬الفريق‭ ‬والمنتج‭ ‬أو‭ ‬العملية‭ ‬بنسبة‭ ‬1%‭ ‬فقط‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مدة‭ ‬عام،‭ ‬فستكون‭ ‬أفضل‮ ‬37‮ ‬مرة‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمل‭. ‬إن‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬العوائق‭ ‬والاختناقات‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬تبطئ‭ ‬إكمال‭ ‬الطلبات‭ ‬أو‭ ‬تحصيل‭ ‬النقود‭ ‬هي‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭ ‬من‭ ‬التحسين‭. ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬طرق‭ ‬لتزويد‭ ‬العملاء‭ ‬بقيمة‭ ‬أكبر‭ ‬وتجربة‭ ‬شراء‭ ‬أفضل‭ ‬مع‭ ‬ربح‭ ‬أكبر،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجودة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬السرعة‭ ‬تساوي‭ ‬التكلفة‭ ‬المنخفضة‭.‬

9-‭  ‬التوثيق‭ ‬والتقييم‭: ‬من‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬بعد‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬وإدارة‭ ‬الحقائق،‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬الناجعة‭ ‬أن‭ ‬توثق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬وثائق‭ ‬مكتوبة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومؤرشفة‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬التعيين‭ ‬الأول‭ ‬للحالة‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتحديد‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬ومجالات‭ ‬التحسين‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توفير‭ ‬معيار‭ ‬أو‭ ‬مؤشر‭ ‬الأداء‭. ‬وهذا‭ ‬يتيح‭ ‬للفريق‭ ‬قياس‭ ‬الأداء‭ ‬مقابل‭ ‬المعايير‭ ‬الحالية‭ ‬وإظهار عائد‭ ‬الاستثمار من‭ ‬جهود‭ ‬الكايزن،‭ ‬كما‭ ‬يسمح‭ ‬لهم‭ ‬تحديد‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تنجح‭ ‬فيها‭ ‬جهودهم‭ ‬‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تنجح‭ ‬‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬استراتيجية‭ ‬بشأن‭ ‬التحسينات‭ ‬المستقبلية‭.‬

10-‭ ‬توحيد‭ ‬العمل‭: ‬قلنا‭ ‬إنه‭ ‬يتضمن‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬تقييم‭ ‬الأداء‭ ‬للأنظمة‭ ‬والعمليات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بهذه‭ ‬المعايير‭. ‬وعند‭ ‬إجراء‭ ‬تحسينات‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬ما،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬توثق‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬القياسية‭ ‬تستخدم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التحسينات‭ ‬وإنشاء‭ ‬خط‭ ‬أساسي‭ ‬جديد‭ ‬للتحسين،‭ ‬كما‭ ‬يقلل‭ ‬العمل‭ ‬الموحد‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬التباين‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬ويعزز‭ ‬الانضباط‭.‬

11-‭ ‬فرض‭ ‬التحسينات‭: ‬قد‭ ‬تتطلب‭ ‬ممارسة‭ ‬الكايزن‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأساليب‭ ‬القديمة،‭ ‬وينطبق‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬لأن‭ ‬الكايزن‭ ‬هي‭ ‬فلسفة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحسين‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجميع‭. ‬لذلك،‭ ‬يُعد‭ ‬فرض‭ ‬التغييرات‭ ‬الجديدة‭ ‬أمرًا‭ ‬مهمًا‭ ‬لاستمرار‭ ‬التحسينات،‭ ‬وهو‭ ‬مفتاح‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

12-‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬أبدًا‭ ‬عن‭ ‬التحسين‭: ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الخطوات،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تكرار‭ ‬الخطوات‭ ‬مع‭ ‬إجراء‭ ‬تحسين‭ ‬صغير‭ ‬آخر،‭ ‬وأهم‭ ‬شيء‭ ‬هو‭ ‬معرفة‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬العائق‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬تتاح‭ ‬لك‭ ‬الفرصة‭ ‬لتجربة‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬الجديدة‭.‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬نختم‭ ‬حديثنا‭ ‬عن‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬بثلاثة‭ ‬أمور،‭ ‬وهي‭:‬

أولاً‭: ‬إن‭ ‬الناس‭ ‬بصورة‭ ‬عامة‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬دائمًا‭ ‬القوة‭ ‬والإرادة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭. ‬ففي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬قد‭ ‬يبدأ‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬هدف‭ ‬ما‭ ‬‭ ‬مثلاً‭ ‬تعلم‭ ‬لغة‭ ‬أجنبية‭ ‬فيبدأ‭ ‬في‭ ‬إجبار‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬مدة‭ ‬ساعتين‭ ‬يوميًا،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬تختفي‭ ‬الرغبة‭ ‬والحافز‭ ‬تمامًا‭ ‬ويبقى‭ ‬الهدف‭ ‬غير‭ ‬مكتمل‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بمبدأ‭ ‬الدقيقة‭ ‬الواحدة،‭ ‬إي‭ ‬إننا‭ ‬كبشر‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافنا‭ ‬في‭ ‬دقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭.‬

ثانيًا‭: ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬المهمة؛‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نتمسك‭ ‬بأفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬فقط‭ ‬لأنها‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬الأزل،‭ ‬ففي‭ ‬حياتنا‭ ‬ومؤسساتنا‭ ‬ثقافات‭ ‬تقليدية‭ ‬وأنظمة‭ ‬تناقلتها‭ ‬الأجيال،‭ ‬ونعتقد‭ ‬أنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬وأنظمتنا‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬المساس‭ ‬بها،‭ ‬ونحن‭ ‬نقول‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬ضير‭ ‬في‭ ‬التمسّك‭ ‬بهذه‭ ‬الممارسات‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬إيجابية‭ ‬لا‭ ‬تسبّب‭ ‬الضرر،‭ ‬لكن‭ ‬ليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬ففي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬وإلى‭ ‬التحسين‭ ‬والتغيير،‭ ‬ولا‭ ‬ضير‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬وربما‭ ‬تحسينها‭ ‬وتغييرها‭.‬

ثالثًا‭: ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬100%‭ ‬وإنما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نكتفي‭ ‬بحوالي‭ ‬50%‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬10%،‭ ‬فعندما‭ ‬تحقق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النسب،‭ ‬ستصبح‭ ‬النسب‭ ‬الأخرى‭ ‬المتبقية‭ ‬‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬حجمها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬اليد‭ ‬حتمًا،‭ ‬فالمهمّ‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بالخطوة‭ ‬الأولى‭. ‬بمعنى‭ ‬آخر،‭ ‬أن‭ ‬تتحسّن‭ ‬المؤسسة‭ ‬أو‭ ‬يتطوّر‭ ‬الأفراد‭ ‬باستمرار‭ ‬خلال‭ ‬العملية‭ ‬بأكملها،‭ ‬فقد‭ ‬قلنا‭ ‬إن‭ ‬منظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬ممارسة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬وليست‭ ‬مبادرة‭ ‬إدارية‭ ‬قصيرة‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬تطبيق‭ ‬منهجية‭ ‬الكايزن‭ ‬طريقة‭ ‬سهلة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلات‭ ‬أو‭ ‬العوائق‭ ‬أو‭ ‬الفواقد‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والأسرة،‭ ‬ولكنه‭ ‬يتطلب‭ ‬بالفعل‭ ‬التزامًا‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬والتحسينات‭. ‬ويمكن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ساعات،‭ ‬بينما‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬سنوات‭. ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬دائمًا‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬تحسين‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬صغيرة‭ ‬إلا‭ ‬وينتج‭ ‬عنها‭ ‬تغيرات‭ ‬مستمرة‭ ‬أو‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬أو‭ ‬تحسينات‭ ‬في‭ ‬الجودة‭.‬

وما‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬خلال‭ ‬المقالات‭ ‬الثلاثة‭ ‬السابقة،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬جزء‭ ‬يسير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة،‭ ‬لذلك‭ ‬فمن‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الاستزادة‭ ‬وتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬ومؤسسته‭ ‬فعليه‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬الآخرين‭ ‬ومن‭ ‬تجاربهم‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬إرشاداتهم‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬الموضوع‭ ‬يستحق‭ ‬الجدية‭.‬

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا