العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ثلاثة وتسعون عاما والمملكة العربية السعودية تتقدم إلى الأمام

بقلم: د. أسعد حمود السعدون {

الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

تحتفل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ربيع‭ ‬الأول‭/ ‬1445هـ،‭ ‬الموافق‭ ‬يوم‭ ‬23‭/ ‬سبتمبر‭/ ‬2023م،‭ ‬بالذكرى‭ ‬الثالثة‭ ‬والتسعين‭ ‬لتوحيد‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أتمّ‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬للملك‭ ‬الموحد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬نعمه‭ ‬ونصر‭ ‬توحيد‭ ‬البلاد،‭ ‬ونال‭ ‬باستحقاق‭ ‬بيعة‭ ‬الشعب‭ ‬وولاءه‭ ‬وإخلاصه،‭ ‬وعرفانه‭ ‬بالقدرات‭ ‬الفذة‭ ‬والمميزات‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بها‭ ‬شخصية‭ ‬القائد‭ ‬الملك‭ ‬الموحد،‭ ‬الذي‭ ‬أرسى‭ ‬قواعد‭ ‬العدل‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬إصلاحية‭ ‬مشهودة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬وتنظيم‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة،‭ ‬وامتدت‭ ‬وتطورت‭ ‬تلكم‭ ‬التوجهات‭ ‬التنموية‭ ‬إلى‭ ‬ملوك‭ ‬المملكة‭ ‬الذين‭ ‬توارثوا‭ ‬حكم‭ ‬البلاد‭- ‬أبناء‭ ‬الملك‭ ‬المؤسس‭ - ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره،‭ ‬الذي‭ ‬بايعته‭ ‬الأسرة‭ ‬المالكة‭ ‬والشعب‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ربيع‭ ‬الآخر‭ ‬سنة‭ ‬1436هـ،‭ ‬والذي‭ ‬قاد‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬والإصلاح‭ ‬والتجديد،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬هيكل‭ ‬الدولة‭ ‬وتشريعاتها‭ ‬ونظمها،‭ ‬والحزم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬والإداري‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتطرف،‭ ‬وانعكست‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬المكانة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬للمملكة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وأطلق‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2016‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‭ ‬فاحتلت‭ ‬البلاد‭ ‬وباقتدار‭ ‬مكانتها‭ ‬وموقعها‭ ‬بين‭ ‬العشرين‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬باستحقاق‭ ‬وبكفاءة‭ ‬وديناميكية‭ ‬سياسية‭ ‬وحضارية‭ ‬متميزة،‭ ‬مع‭ ‬تبنيها‭ ‬للانفتاح‭ ‬المتوازن‭ ‬على‭ ‬الحضارات‭ ‬الحديثة،‭ ‬والأخذ‭ ‬بوسائل‭ ‬وتقنيات‭ ‬التقدم‭ ‬والرقي‭ ‬والعصرنة،‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المحبة‭ ‬للسلام‭. ‬فحققت‭ ‬المملكة‭ ‬الرفاهية‭ ‬لشعبها‭ ‬وللمقيمين‭ ‬في‭ ‬ربوعها،‭ ‬محولة‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬في‭ ‬علاه‭ ‬فيها،‭ ‬إلى‭ ‬أصول‭ ‬إنتاجية‭ ‬متجددة،‭ ‬ورأسمال‭ ‬بشري‭ ‬مؤهل‭ ‬وفعال،‭ ‬ونهضة‭ ‬متواصلة،‭ ‬ما‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬قاعدة‭ ‬البلاد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المتوازنة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الوطني‭. ‬وأرست‭ ‬قواعد‭ ‬علمية‭ ‬رصينة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مواكبة‭ ‬التطور‭ ‬الحضاري‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬العالم،‭ ‬ورسمت‭ ‬خططها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعليم‭ ‬الراقي‭ ‬والتدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬المتميز،‭ ‬وبناء‭ ‬قواعد‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬المعززة‭ ‬للابتكار،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬والشمول‭ ‬المالي،‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬المؤهل،‭ ‬والطاقة‭ ‬البديلة‭ ‬والمتجددة،‭ ‬والسياحة‭ ‬والترفيه،‭ ‬وتدشين‭ ‬المدن‭ ‬الذكية،‭ ‬ودعم‭ ‬واحتضان‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬وتنمية‭ ‬الأفكار‭ ‬الخلاقة‭ ‬للشباب،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬تقنيات‭ ‬أكثر‭ ‬ديناميكية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مؤهلات‭ ‬واحتياجات‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬تعد‭ ‬مقدمات‭ ‬ضرورية‭ ‬للانتقال‭ ‬إلى‭ ‬نمط‭ ‬اقتصاديات‭ ‬المستقبل‭. ‬كما‭ ‬أولت‭ ‬عمارة‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬بما‭ ‬ييسر‭ ‬للحجاج‭ ‬والمعتمرين‭ ‬والزوار‭ ‬أداء‭ ‬مناسكهم‭ ‬بكل‭ ‬راحة‭ ‬وسرور‭. ‬ونجحت‭ ‬باقتدار‭ ‬بامتصاص‭ ‬وتجاوز‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬حاضر‭ ‬المملكة،‭ ‬ويرسخ‭ ‬مستقبلها‭ ‬الواعد،‭ ‬ويحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬مزاياها‭ ‬النسبية‭ ‬والتنافسية‭ ‬لما‭ ‬يخدم‭ ‬المواطن‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬مستواه‭ ‬المعيشي‭ ‬ويعظم‭ ‬رفاهيته،‭ ‬وبما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬إنتاجيته‭ ‬وعطائه‭ ‬لوطنه‭ ‬ومجتمعه،‭ ‬وبما‭ ‬يبشر‭ ‬بميلاد‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة‭.‬

وقد‭ ‬وطدت‭ ‬المملكة‭ ‬علاقاتها‭ ‬الأخوية‭ ‬المميزة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬البحرينية‭ ‬الأنموذج‭ ‬الخليجي‭ ‬الأبرز،‭ ‬حيث‭ ‬وصفت‭ ‬بأنها‭ ‬علاقات‭ ‬متفردة‭ ‬ومتميزة‭ ‬وضاربة‭ ‬بجذورها‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬التاريخ،‭ ‬واعتبر‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬قيادتيهما‭ ‬والتطابق‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬مواقفهما‭ ‬السياسية‭ ‬إزاء‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والانشغالات‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬انعكاسا‭ ‬صادقا‭ ‬لذلك‭ ‬المستوى‭ ‬الراقي‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬والتوحد،‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬شعبيهما‭ ‬الشقيقين‭ ‬وشعوب‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وقد‭ ‬لخص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم،‭ ‬مكانة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬منظور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتضامن‭ ‬الخليجي‭ ‬يعتمد،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المواقف،‭ ‬على‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وإننا‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬استقبال‭ ‬جلالته‭ ‬كبير‭ ‬مستشاري‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2020‭. ‬

تحية‭ ‬المحبة‭ ‬والعرفان‭ ‬والإخلاص‭ ‬لقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬ولولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬وتحية‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬السعودي‭ ‬الوفي‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والمملكة‭ ‬تتقدم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬ورعايته‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا