العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ثلاثون عاما على إبرام اتفاقيات أوسلو في سبتمبر 1993

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الذكرى‭ ‬الثلاثين‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬سنة‭ ‬1993،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬وسبب‭ ‬فشل‭ ‬الاتفاقيات‭. ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬توجيه‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متوقع‭. ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬بعضها‭ ‬صحيحًا،‭ ‬لكن‭ ‬معظمها‭ ‬سيخطئ‭ ‬الهدف‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬سينحون‭ ‬باللائمة‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ويحملوهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬الفشل،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الكاذب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تفوت‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬لتفويت‭ ‬الفرصة‮»‬‭. ‬وسوف‭ ‬يلوم‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬ينووا‭ ‬أبدًا‭ ‬احترام‭ ‬أو‭ ‬الوفاء‭ ‬بما‭ ‬توقعوا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وعدًا‭ ‬في‭ ‬الاتفاقات‭.‬

وستكون‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬اتهامات‭ ‬متبادلة‭ ‬بـ«لقد‭ ‬قلت‭ ‬لك‭ ‬ذلك‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬اليسار‮»‬‭ ‬الفلسطيني‭ ‬و«اليمين‮»‬‭ ‬الإسلامي‭. ‬لم‭ ‬يدعموا‭ ‬أبدًا‭ ‬الاتفاقات،‭ ‬ومثلهم‭ ‬مثل‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف،‭ ‬فعلوا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعهم‭ ‬لتخريب‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭. ‬لذا‭ ‬سيعتبر‭ ‬كلاهما‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬هو‭ ‬ضرب‭ ‬من‭ ‬التبرير‭ ‬المنحرف‭.‬

اسمحوا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬واضحا‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭. ‬لا‭ ‬أشعر‭ ‬بالحرج‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬عندما‭ ‬أقول‭ ‬إنني‭ ‬أيدت‭ ‬مسار‭ ‬أوسلو،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬شاهداً‭ ‬على‭ ‬تفككه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭. ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬رأيت‭ ‬وكتبت‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬وكتبت‭ ‬عشرات‭ ‬المقالات‭ - ‬روايات‭ ‬شهود‭ ‬عيان،‭ ‬تناولت‭ ‬بالتفصيل‭ ‬تأثير‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقوض‭ ‬فرص‭ ‬السلام،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فأنا‭ ‬لست‭ ‬آسفاً‭ ‬على‭ ‬دعمي‭ ‬لأوسلو،‭ ‬ولا‭ ‬أشعر‭ ‬بالخجل‭ ‬من‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬ذهبت‭ ‬إليه‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬ضد‭ ‬أعدائه‭ ‬الأوائل‭.‬

قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬انتشرت‭ ‬أنباء‭ ‬حول‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأحدثت‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬ما‭ ‬يسبه‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬حطم‭ ‬المحظورات‭ ‬وقلبت‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يُعتبر‭ ‬ثوابت‭ ‬سياسية‭. ‬لقد‭ ‬كنت‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مئات‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬واليهود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لحضور‭ ‬حفل‭ ‬التوقيع‭.‬

وبعد‭ ‬التوقيع،‭ ‬عندما‭ ‬دفع‭ ‬كلينتون‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إسحاق‭ ‬رابين،‭ ‬وضغط‭ ‬عليه‭ ‬لقبول‭ ‬يد‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭ ‬الممدودة،‭ ‬أمكن‭ ‬سماع‭ ‬شهقات‭ ‬مسموعة‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ - ‬أعقبها‭ ‬تصفيق‭ ‬ومصافحات‭ ‬وعناق‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬أيضا‭.‬

لقد‭ ‬حدث‭ ‬شيء‭ ‬كبير‭ ‬للتو،‭ ‬وكان‭ ‬مثيرًا‭. ‬ولكن‭ ‬لأننا‭ ‬كنا‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬مجهولة،‭ ‬فقد‭ ‬اختلط‭ ‬الأمل‭ ‬بعدم‭ ‬اليقين‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يبلغوا‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬13‭ ‬سبتمبر‭ ‬1993،‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المصافحة‭ ‬تبدو‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭. ‬لكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬التعصب‭ ‬المناهض‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وإقصاء‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬مذهلا‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬1975،‭ ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬فض‭ ‬الاشتباك‭ ‬في‭ ‬سيناء،‭ ‬حصلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تعهد‭ ‬سري‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تتحدث‭ ‬أبدًا‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وتعليقًا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬آنذاك،‭ ‬إسحاق‭ ‬شامير،‭ ‬إن‭ ‬نفوره‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مبنيًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعلته،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬دافعت‭ ‬عنه،‭ ‬أي‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

لمزيد‭ ‬من‭ ‬التفاصيل،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1985،‭ ‬أعلن‭ ‬اسحاق‭ ‬رابين،‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬آنذاك،‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬أن‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬من‭ ‬يوافق‭ ‬على‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يقبل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬بإنشاء‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والأردن‮»‬‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬به‭.‬

وفي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بذلت‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدها‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬هذا‭ ‬الرفض‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فلسطيني‭. ‬نفذت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بقوة‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬التحدث‮»‬‭. (‬تم‭ ‬طرد‭ ‬سفير‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أندرو‭ ‬يونغ،‭ ‬لأنه‭ ‬تحدث‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬بعثة‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭).‬

تم‭ ‬إقرار‭ ‬تشريع‭ ‬يعلن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭. ‬عندما‭ ‬حاولت‭ ‬تعديل‭ ‬برنامج‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬ليشمل‭ ‬لغة‭ ‬متواضعة‭ ‬للغاية‭ ‬تؤكد‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬قيل‭ ‬لي‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬ظهرت‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬في‭ ‬البرنامج،‭ ‬فسوف‭ ‬تنفتح‭ ‬أبواب‭ ‬الجحيم‮»‬‭.‬

ولم‭ ‬تكتف‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بتشويه‭ ‬صورة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومنظماتها،‭ ‬بل‭ ‬فرضت‭ ‬محرمات‭ ‬شبه‭ ‬دينية‭ ‬على‭ ‬القادة‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬تمنع‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬الاجتماع‭ ‬مع‭ ‬عرفات‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كافيا،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬الاتصال‭ ‬الجسدي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يجعل‭ ‬السياسي‭ ‬غير‭ ‬نظيف‭. ‬وتم‭ ‬شن‭ ‬حملات‭ ‬ضد‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬الذين‭ ‬التقوا‭ ‬بالسيد‭ ‬عرفات‭ ‬ونددت‭ ‬بهم‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬مصافحة‭ ‬عرفات‮»‬‭.‬

وها‭ ‬نحن‭ ‬هنا،‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر،‭ ‬نشاهد‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتحدث‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتوقع‭ ‬اتفاقًا‭ ‬معها‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تصافح‭ ‬الآن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬أمضوا‭ ‬عقودًا‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬سمعته‭. ‬كما‭ ‬أمضت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومؤيدوها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬العديدة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬معاقبة‭ ‬وتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬السياسيين‭ ‬الغربيين‭ ‬الذين‭ ‬التقوا‭ ‬بالزعيم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه‭ ‬وصافحوه‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المصافحة،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬للبعض‭ ‬خارج‭ ‬السياق‭ ‬كانت‭ ‬عملاً‭ ‬غير‭ ‬مهم،‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬تحطيم‭ ‬للمحرمات‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬عقودًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأسيسها‭ ‬والتي‭ ‬استخدمتها‭ ‬لتقويض‭ ‬أو‭ ‬تدمير‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬خاطروا‭ ‬بتحديهم‭.‬

كما‭ ‬فتحت‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬أبواب‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬أمام‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تطبيع‭ ‬علاقتهم‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭. ‬أطلق‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬مشروعاً‭ ‬لجلب‭ ‬الفوائد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للسلام‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

تمت‭ ‬توجيه‭ ‬الدعوةعلى‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬إلى‭ ‬75‭ ‬أمريكيًا‭ ‬يهوديًا‭ ‬و75‭ ‬أمريكيًا‭ ‬عربيًا‭ (‬معظمهم‭ ‬أمريكيون‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬فلسطيني‭) ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الأعمال‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭. ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬اجتماعات‭ ‬متكررة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬ونائب‭ ‬الرئيس‭ ‬ووزيري‭ ‬الخارجية‭ ‬والتجارة‭. ‬وقد‭ ‬حظي‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬بالاحترام‭ ‬الذي‭ ‬يستحقه،‭ ‬والذي‭ ‬حرم‭ ‬منه‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭. ‬وبينما‭ ‬استمر‭ ‬أعداؤنا‭ ‬في‭ ‬معارضة‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬وبذلوا‭ ‬جهودًا‭ ‬لإقصائهم،‭ ‬فإن‭ ‬الأبواب،‭ ‬بمجرد‭ ‬فتحها،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغلاقها‭ ‬بسهولة‭.‬

وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬باهتة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فداحة‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬يعيشونها‭. ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬الاستهانة‭ ‬بذلك‭.‬

وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭. ‬وبينما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشير‭ ‬أصابع‭ ‬اللوم‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬عديدة،‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬كما‭ ‬سأناقش‭ ‬في‭ ‬العمود‭ ‬التالي،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬رفض‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬كضامن‭ ‬للعملية‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬للكارثة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬عليها‭ ‬الساحة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والإسرائيلية‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا