العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تفاقم محنة الفلسطينيين بالأراضي المحتلة عام 2023.. رؤية غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

وفقا‭ ‬لـ«تور‭ ‬وينيسلاند‮»‬،‭ ‬منسق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الخاص‭ ‬بعملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬جاء‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬كأحد‭ ‬الأعوام‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬دموية‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تسجيل‭ ‬أرقام‭ ‬الضحايا‭ ‬قبل‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬حيث‭ ‬استُشهد‭ ‬خلاله‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬225‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والمستوطنين‭. ‬ومع‭ ‬شجبه،‭ ‬‮«‬للشعور‭ ‬باليأس‭ ‬بشأن‭ ‬المستقبل‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬صعود‭ ‬حكومة‭ ‬ائتلافية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬قد‭ ‬رسم‭ ‬‮«‬نظرة‭ ‬قاتمة‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2023‭.‬

ومع‭ ‬وجود‭ ‬شخصيات‭ ‬متطرفة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬و«بتسلئيل‭ ‬سموتريش»؛‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬يولاند‭ ‬كنيل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الارتفاع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬ينفذها‭ ‬المستوطنون‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬مداهمة‭ ‬قرى‭ ‬فلسطينية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬حوارة‮»‬،‭ ‬و«ترمسعيا‮»‬‭. ‬وتشير‭ ‬إحصائيات‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تنفيذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬هجوم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬100‭ ‬هجوم‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬ضد‭ ‬الأشخاص‭ ‬والممتلكات‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬حفظ‭ ‬السجلات‭ ‬الدولية‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬استخدمت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬مصطلحات،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬غوغائية‮»‬،‭ ‬لوصف‭ ‬الهجمات‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وانتقدت‭ ‬خطط‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬لتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬وتهجير‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬منازلهم؛‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬حملة‭ ‬العنف‭ ‬والإكراه‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تكتيك‭ ‬أكثر‭ ‬تنسيقًا،‭ ‬ومتعمد‭ ‬لطردهم‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‮»‬،‭ ‬و«تعزيز‭ ‬سيطرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮»‬‭ ‬أن‭ ‬حوادث‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بلغت‭ ‬‮«‬أعلى‭ ‬مستوياتها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬مع‭ ‬فشل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬العنف‭ ‬فإن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬هم‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للتعرض‭ ‬للانتهاكات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‮»‬‭.‬

ونتيجة‭ ‬لهذا،‭ ‬اعترفت‭ ‬‮«‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيز‮»‬،‭ ‬المقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬بحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بهذه‭ ‬الديناميكية،‭ ‬وأخبرت‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الخطط‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لنزع‭ ‬الطابع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬تهدد‭ ‬وجود‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ذاته‭ ‬كمجموعة‭ ‬وطنية‭ ‬متماسكة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيدها‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يعترف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بعدم‭ ‬شرعية‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‮»‬؛‭ ‬فإن‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬ترفض‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات،‭ ‬أو‭ ‬تحميل‭ ‬إسرائيل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

ووفقًا‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬ريليف‭ ‬ويب‮»‬،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬خلال‭ ‬2022‭ ‬بنسبة‭ ‬82%‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬وبنسبة‭ ‬491%‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬كما‭ ‬استشهد‭ ‬204‭ ‬فلسطينيين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال؛‭ ‬منهم‭ ‬142‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬و37‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬و20‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬وكان‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬125‭ (‬61.2%‭)‬،‭ ‬مدنيين،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬41‭ ‬طفلا‭. ‬وأضافت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬كان‭ ‬المستوطنون‭ ‬قد‭ ‬هدموا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬850‭ ‬منزلاً‭ ‬فلسطينيا؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تهجير‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬شخص،‭ ‬كما‭ ‬ظل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬860‭ ‬فلسطينيا‭ ‬معتقلين‭ ‬إداريا،‭ ‬‮«‬دون‭ ‬تهمة‭ ‬أو‭ ‬محاكمة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬النسبة‭ ‬الأعلى‭ ‬منذ‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬التصعيد‭ ‬المتزايد‭ ‬للعنف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قد‭ ‬جعل‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬يتجاوز‭ ‬بالفعل‭ ‬أرقام‭ ‬العنف‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬شنه‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬جنين‮»‬،‭ ‬أوائل‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬فقد‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬الشهداء‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق‭. ‬وأفاد‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬مونيتور‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭ ‬استشهد‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬174‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬بينما‭ ‬أقر‭ ‬‮«‬وينسلاند‮»‬‭ ‬باستشهاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬فلسطيني‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ارتفعت‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬كان‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬15‭ ‬عامًا»؛‭ ‬لكن‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬يمضي‭ ‬‮«‬في‭ ‬مسار‭ ‬سيجعله‭ ‬يتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المستويات‮»‬‭. ‬وتُظهر‭ ‬نتائج‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬أواخر‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭ ‬استشهد‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬34‭ ‬طفلاً‭ ‬فلسطينيا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬بالحماية‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬بموجب‭ ‬شروط‭ ‬اتفاقية‭ ‬‮«‬جنيف‮»‬،‭ ‬و«مدونة‭ ‬قواعد‭ ‬سلوك‭ ‬الموظفين‭ ‬المكلفين‭ ‬بإنفاذ‭ ‬القانون‮»‬،‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ينبغي‭ ‬بذل‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬لاستبعاد‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية،‭ ‬وخاصة‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال»؛‭ ‬فإن‭ ‬التجاهل‭ ‬لهذه‭ ‬الشروط‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬موثق‮»‬‭ ‬جيدًا‭.‬

واتهم‭ ‬‮«‬بيل‭ ‬فان‭ ‬إسفلد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬بإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬أطفال‭ ‬فلسطينيين‭ ‬بوتيرة‭ ‬متزايدة‮»‬،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لأنه‭ ‬‮«‬ما‭ ‬لم‭ ‬يضغط‭ ‬حلفاء‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وخاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬عليها‭ ‬لتغيير‭ ‬المسار‭ ‬سيستشهد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‮»‬‭. ‬وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2017‭ ‬و2021‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬اتهامات‭ ‬ضد‭ ‬المتورطين‭ ‬بنسبة‭ ‬1%‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الشكاوى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إزاء‭ ‬الفلسطينيين»؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬يقتل‭ ‬أطفالاً‭ ‬فلسطينيين‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مساءلة‭ ‬فعلية‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬كافة‭ ‬انتهاكاته‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬يبقى‭ ‬هذا‭ ‬نمطا‭ ‬شائعا‮»‬‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬بين‭ ‬المدنيين،‭ ‬تم‭ ‬أيضًا‭ ‬تسجيل‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬أندريا‭ ‬دي‭ ‬دومينيكو‮»‬،‭ ‬من‮ «‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‮»‬‭ (‬أوتشا‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬هجوم‭ ‬شنها‭ ‬المستوطنون،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬فلسطينيين،‭ ‬أو‭ ‬إتلاف‭ ‬أو‭ ‬تدمير‭ ‬ممتلكاتهم،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬أرقام‭ ‬مسجلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المنظمة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬‮«‬حادثة‮»‬‭ ‬عنف‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مستوطنين‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬يوميًا،‭ ‬وفي‭ ‬2022‭ ‬كانت‭ ‬اثنتين،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬متوسطها‭ ‬ثلاثا‭ ‬يوميا‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬‮«‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬65‭ ‬ضحية،‭ ‬و115‭ ‬حالة‭ ‬تدمير‭ ‬للممتلكات؛‭ ‬ليرتفع‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬150‭ ‬ضحية،‭ ‬و390‭ ‬حالة‭ ‬تدمير‭ ‬للممتلكات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬و231‭ ‬ضحية‭ ‬و625‭ ‬ضررًا‭ ‬للممتلكات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬و166‭ ‬ضحية‭ ‬و427‭ ‬حالة‭ ‬ضرر‭ ‬للممتلكات‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وحده»؛‭ ‬ولذلك‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬وضررًا‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬شدد‭ ‬‮«‬ينس‭ ‬لايركه‮»‬،‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الـ‭(‬أوتشا‭)‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬تم‭ ‬توثيق‭ ‬نزوح‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬399‭ ‬شخصًا‭ ‬من‭ ‬البدو‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬بسبب‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2022‭ ‬و2023‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬إجبار‭ ‬132‭ ‬شخصًا‭ ‬68‭ ‬منهم‭ ‬أطفال‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬‮«‬عين‭ ‬سامية‮»‬،‭ ‬وإخراج‭ ‬99‭ ‬شخصًا‭ -‬62‭ ‬منهم‭ ‬أطفال‭ ‬من‭ ‬تجمع‭ ‬‮«‬رأس‭ ‬التين‮»‬‭ ‬الرعوي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬ترحيل‭ ‬أهالي‭ ‬المجتمعات‭ ‬الرعوية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬البقعة‮»‬،‭ ‬و«الودادية‮»‬،‭ ‬و«خربة‭ ‬بير‭ ‬العِد‭ ‬بالكامل‮»‬‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬توسعت‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬متعمد‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬عبر‭ ‬الضم‭ ‬الرسمي‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تحت‭ ‬سيطرتها‭ ‬المباشرة‭. ‬وارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬183000‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬465000‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬220000‭ ‬آخرين‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.‬

بدورها،‭ ‬ذكرت‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬السلام‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬سجل‭ ‬‮«‬رقمًا‭ ‬قياسيًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬حيث‭ ‬وافقت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬13000‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬جديدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إضفاء‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬22‭ ‬بؤرة‭ ‬استيطانية‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مستوطنات‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬كنيل‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سعى‭ ‬المستوطنين‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬ضخ‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬تغيير‭ ‬معالم‭ ‬المشهد‭ ‬الجغرافي‭ ‬على‭ ‬الأرض‮»‬‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تسارعت‭ ‬وتيرة‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬دي‭ ‬دومينيكو‮»‬‭ ‬‮«‬تزايد‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لمغادرة‭ ‬أراضيهم‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬أولئك‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ (‬ج‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬إسرائيل‭ ‬أمنيًا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬‮«‬إخلاء‭ ‬وترحيل‭ ‬وتشريد‭ ‬ثلاثة‭ ‬مجتمعات‭ ‬فلسطينية‭ ‬بالكامل‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬لايركه‮»‬‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجمعات‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬معرضة‭ ‬لخطر‭ ‬الترحيل‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‮»‬؛‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬البيئة‭ ‬القسرية‮»‬‭ ‬لعمليات‭ ‬الهدم،‭ ‬والعنف‭ ‬والتدمير‭ ‬المتعمد‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬فقد‭ ‬أحجمت‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬عن‭ ‬التحرك‭ ‬لحماية‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬تشدقت‭ ‬بها‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إيزيس‭ ‬جارود‭ ‬دارنو‮»‬،‭ ‬المنسقة‭ ‬السياسية‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أدانت‭ ‬‮«‬استعمار‭ ‬إسرائيل‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬فإن‭ ‬الممثلين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬الآخرين‭ -‬وبالتحديد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أحجموا‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإدانات‭. ‬

وحتى‭ ‬عندما‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬توبيخًا‭ ‬للانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية؛‭ ‬فقد‭ ‬غابت‭ ‬‮«‬الإجراءات‭ ‬الضرورية‮»‬‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬نفوذها‭ ‬لعدم‭ ‬تكرارها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬هجوم‭ ‬للمستوطنين‭ ‬استُشهد‭ ‬فيه‭ ‬شاب‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬أغسطس؛‭ ‬نددت‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭ ‬بالحادث‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬هجومًا‭ ‬إرهابيًا‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تجاهلت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الانتقادات،‭ ‬التي‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬‮«‬تحذيرات‭ ‬قوية‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬رفضت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬مطالب‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬بمراجعة‭ ‬مساعداتها‭ ‬السنوية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬البالغة‭ ‬3‭.‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬سجلها‭ ‬الحقوقي،‭ ‬وإنهاء‭ ‬عملياتها‭ ‬لطرد‭ ‬وتشريد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬يبدو‭ ‬الإخفاق‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬‮«‬أمرا‭ ‬واضحا‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬تم‭ ‬شطبها‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للدول‭ ‬المتهمة‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬ضد‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال،‭ ‬وهي‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بيكر‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬‭ ‬‮«‬قائمة‭ ‬العار‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬إضافة‭ ‬روسيا‭ ‬إليها‭ ‬بسبب‭ ‬حربها‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬بيكر‮»‬‭ ‬أن‭ ‬إحجام‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬‭ ‬عن‭ ‬إدراج‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يرسل‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬خاطئة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الإحجام‭ ‬عن‭ ‬التحرك‭ ‬الدولي‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فإن‭ ‬التوقعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواحهم‭ ‬تبدو‭ ‬‮«‬قاتمة‮»‬‭. ‬وأمام‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬شبهت‭ ‬‮«‬ألبانيز‮»‬‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬بـ«سجن‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬تتعرض‭ ‬الأسر‭ ‬للحرمان‭ ‬من‭ ‬الحرية‮»‬،‭ ‬ويتم‭ ‬‮«‬حصار‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬خاضعة‭ ‬لرقابة‭ ‬صارمة،‭ ‬مع‭ ‬قمع‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬المقاومة،‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأراضي‭ ‬ونزع‭ ‬الملكية‮»‬‭. ‬ويظهر‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬إحصاءات‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬حتى‭ ‬تاريخه،‭ ‬التي‭ ‬ستتجاوز‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إحصاءات‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬خلص‭ ‬‮«‬فان‭ ‬إسفلد‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬فصل‭ ‬عنصري،‭ ‬وعنف‭ ‬هيكلي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُقتلوا‭ ‬بالرصاص‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬احتمال‭ ‬جدي‭ ‬للمساءلة‮»‬‭.‬

وبينما‭ ‬تعالت‭ ‬المطالب‭ ‬الدولية‭ ‬بمحاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الموثقة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬فإن‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬استخلاصه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬في‭ ‬محاسبتها،‭ ‬حيث‭ ‬تتبنى‭ ‬‮«‬معايير‭ ‬مزدوجة‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬‮«‬محنة‭ ‬الأوكرانيين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يقاومون‭ ‬محاولات‭ ‬الضم‭ ‬الروسية،‭ ‬و«محنة‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يُعرض‭ ‬عليهم‭ ‬أي‭ ‬خيار‭ ‬لمواجهة‭ ‬مستوطنين‭ ‬مسلحين‭ ‬عازمين‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬ممتلكاتهم،‭ ‬وطردهم‭ ‬قسرًا‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا