العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل بدأ العد العكسي في السياسة الدولية؟

بقلم: جميل مطر

الجمعة ٠١ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬ضوء‭ ‬التحولات‭ ‬الدولية‭ ‬المتسارعة‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أتفهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬طبيعة‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬حكومة‭ ‬مصر‭ ‬تطلب‭ ‬الآن‭ ‬أو‭ ‬تقبل‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تطلب‭ ‬وفى‭ ‬الغالب‭ ‬رفضت‭ ‬عرض‭ ‬الانضمام‭ ‬إليها‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭.‬

أفهم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬صار‭ ‬يخضع‭ ‬لظرف‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قائما‭ ‬وقتها‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المهد‭ ‬ناشئا‭. ‬أما‭ ‬الظرف‭ ‬فهو‭ ‬الحالة‭ ‬أو‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬وتحتكم‭ ‬إليها‭ ‬أمور‭ ‬عديدة؛‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬قرار‭ ‬طلب‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬للانضمام‭. ‬دعونا‭ ‬نطلق‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬حالة‭ ‬أو‭ ‬مرحلة‭ ‬عشنا‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬عوامل‭ ‬اجتمعت‭ ‬لتعلن‭ ‬أن‭ ‬عصرا‭ ‬اقتربت‭ ‬نهايته‭ ‬وأن‭ ‬العد‭ ‬العكسي‭ ‬لها‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬حين‭ ‬ومستمر‭.‬

أولا‭: ‬مفردات‭ ‬هذا‭ ‬العد‭ ‬العكسي‭ ‬أراها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الآتي‭:‬

‭- ‬القطب‭ ‬الأمريكي‭ ‬المهيمن‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬ثنائي‭ ‬القطبية‭ ‬يستمر‭ ‬مهيمنا‭ ‬ولكن‭ ‬منحدرا‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬أحادي‭ ‬القطبية‭ ‬بعد‭ ‬انفراط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭.‬

‭- ‬أوروبا‭ ‬الجديدة‭ ‬تتوسع‭ ‬مساحة‭ ‬وتضعف‭ ‬ترابطا‭ ‬ونفوذا‭. ‬فقدت‭ ‬أوروبا‭ ‬بريطانيا‭ ‬وانحدرت‭ ‬هيبتها‭ ‬السياسية‭ ‬كقوة‭ ‬دولية‭ ‬وعادت‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬العالم‭ ‬تابعة‭ ‬لأمريكا‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬غزو‭ ‬روسيا‭ ‬لأوكرانيا‭. ‬تكاثرت‭ ‬فيها‭ ‬الشقوق‭ ‬وتعددت‭ ‬مواقع‭ ‬المكانة‭. ‬فقدت‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬أوروبا‭ ‬بعض‭ ‬نفوذها‭ ‬بسبب‭ ‬خلافاتها‭ ‬وأزماتها‭ ‬الداخلية‭ ‬وتصعد‭ ‬محلها‭ ‬دول‭ ‬الشمال‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬أحجامها‭ ‬والكبيرة‭ ‬في‭ ‬طموحاتها‭ ‬وانشغالاتها‭ ‬بالتهديد‭ ‬الروسي‭ ‬والاستعداد‭ ‬له‭.‬

‭- ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬خام‭ ‬بعينها‭ ‬أو‭ ‬الاعتماد‭ ‬الزائد‭ ‬على‭ ‬بعضها‭ ‬واحتكاما‭ ‬إلى‭ ‬قواعد‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والصين‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬عادت‭ ‬أوروبا‭ ‬خاصة‭ ‬والغرب‭ ‬عامة‭ ‬إلى‭ ‬سباقه‭ ‬المعتاد‭ ‬على‭ ‬إفريقيا‭. ‬أثار‭ ‬السباق‭ ‬بعودته‭ ‬واحتمالات‭ ‬الصدام‭ ‬بين‭ ‬أطرافه‭ ‬مشاعر‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬عديدة‭ ‬ضد‭ ‬الغرب‭ ‬العائد‭ ‬باستعماره‭ ‬القديم‭ ‬متجاهلا‭ ‬ما‭ ‬عانته‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ووعيها‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭.‬

‭- ‬انكشفت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬نواحي‭ ‬ضعف‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الروسية،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬رجل‭ ‬فرد‭ ‬ونظام‭ ‬رأسمالي‭ ‬مختلط‭ ‬وبيروقراطية‭ ‬تقليدية‭ ‬وبسبب‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬تهديد‭ ‬نية‭ ‬الغرب‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬توسع‭ ‬حلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬نحو‭ ‬أقرب‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬روسيا‭. ‬يعرفون‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬كما‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬قوة‭ ‬أخطر‭ ‬إذا‭ ‬ضعفت‭ ‬وفي‭ ‬ترسانتها‭ ‬آلاف‭ ‬القنابل‭ ‬النووية‭.‬

‭- ‬على‭ ‬الناحية‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬الكوكب‭ ‬تألقت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها‭ ‬صحوات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬جوانب‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬ثقافات‭ ‬وحضارات‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬والجنوب‭ ‬الجديد‭. ‬تألقت‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬وتتألق‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬وتنفض‭ ‬التراب‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬جماعات‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الوسطى‭ ‬والجنوبية‭. ‬نكاد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نلحظ‭ ‬حنينا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إيطاليا‭ ‬واليونان‭ ‬وتركيا‭ ‬لاستعادة‭ ‬هوية‭ ‬تميزها‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬هويات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أكثرها‭ ‬منحدر‭.‬

‭- ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تجتاز‭ ‬مرحلة‭ ‬عسيرة‭ ‬لسببين‭ ‬على‭ ‬الأقل؛‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بفشل‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬شؤونها‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬وحدة‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬بشرية‭ ‬بصفات‭ ‬خاصة‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬التوحد‭ ‬إلا‭ ‬نادرا‭. ‬وقد‭ ‬كشفت‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬الخلافات‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬واحتمالات‭ ‬الزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬في‭ ‬تعمقها‭. ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فيتعلق‭ ‬بالعلاقة‭ ‬العضوية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬انحدار‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانحدار‭ ‬مرشح‭ ‬للاستمرار‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬يستقر‭ ‬أمر‭ ‬وشكل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الجديد‭. ‬إن‭ ‬دولة‭ ‬صغيرة‭ ‬اعتمدت‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬عظمى‭ ‬في‭ ‬حروبها‭ ‬وتسليحها‭ ‬وتصنيعها‭ ‬سوف‭ ‬تجد‭ ‬مع‭ ‬حال‭ ‬انحدار‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬العظمى‭ ‬صعوبة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬وضعها‭ ‬كقوة‭ ‬صغيرة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬البدائل‭ ‬ليست‭ ‬كثيرة‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬لنفسها‭ ‬عناصر‭ ‬قوة‭ ‬ذاتية‭ ‬أو‭ ‬تحالفات‭ ‬إقليمية‭ ‬تعوض‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬غاب‭ ‬أو‭ ‬تعثر‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وهو‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬تحاول‭ ‬عمله‭ ‬الآن‭ ‬وبالسرعة‭ ‬الممكنة‭.‬

‭- ‬دول‭ ‬صناعية‭ ‬غير‭ ‬قليلة‭ ‬العدد‭ ‬شاخت‭ ‬شعوبها‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيق‭ ‬انتقالها‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وغيره‭ ‬مما‭ ‬تحمله‭ ‬الثورة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للبشرية‭ ‬ولم‭ ‬تكشف‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭. ‬حتما‭ ‬سوف‭ ‬تزداد‭ ‬حاجة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬هجرات‭ ‬شبابية‭ ‬واسعة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحمله‭ ‬هذه‭ ‬الهجرات‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وسياسية‭. ‬المثال‭ ‬البارز‭ ‬يكشف‭ ‬عنه‭ ‬الجدل‭ ‬الدائر‭ ‬في‭ ‬اليابان؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الفائض‭ ‬الشبابي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬استجلابه‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وأقاليم‭ ‬آسيوية‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬تكمن‭ ‬أسوأ‭ ‬الذكريات‭ ‬عن‭ ‬أساليب‭ ‬قاسية‭ ‬تعامل‭ ‬بها‭ ‬الجيش‭ ‬الياباني‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬اليابانيون‭ ‬مع‭ ‬عمال‭ ‬ونساء‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭.‬

‭- ‬ليس‭ ‬سرا‭ ‬ولا‭ ‬خافيا‭ ‬على‭ ‬علماء‭ ‬السياسة‭ ‬ومحلليها‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الصناعي‭ ‬والنامي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬أثبتوا‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬الجدارة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحكمة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الفراسة‭ ‬أو‭ ‬فيها‭ ‬جميعا‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭. ‬وليس‭ ‬سرا‭ ‬ولا‭ ‬خافيا‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬غير‭ ‬قليلة‭ ‬العدد‭ ‬راحت‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬تنتقل‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬من‭ ‬أيدى‭ ‬السياسيين‭ ‬إلى‭ ‬أيدى‭ ‬مجالس‭ ‬إدارة‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العملاقة‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬أيدى‭ ‬قادة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والصناعات‭ ‬العسكرية‭.‬

ثانيا‭: ‬لهذه‭ ‬الردة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬كلفة‭ ‬باهظة‭ ‬تحملتها‭ ‬البشرية،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭. ‬تراوحت‭ ‬الكلفة‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬الحرب‭ ‬والمجاعة‭ ‬والهجرة‭ ‬إلى‭ ‬انحسار‭ ‬في‭ ‬التزام‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭. ‬أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬وحرب‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وعن‭ ‬توابعهما‭ ‬مثل‭ ‬الاستعداد‭ ‬لحروب‭ ‬مكملة‭ ‬أو‭ ‬مشتقة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬أوروبا‭ ‬تشترك‭ ‬فيها‭ ‬مولدوفا‭ ‬وفنلندا‭ ‬والسويد‭ ‬وليتوانيا‭ ‬وتقودها‭ ‬بولندا‭ ‬ضد‭ ‬بيلاروسيا‭.‬

‭ ‬أتحدث‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬أزمات‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الضرورية‭ ‬مثل‭ ‬الحبوب‭ ‬واللحوم‭ ‬والزيوت‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬فساد‭ ‬عارم‭ ‬نتيجة‭ ‬لضخامة‭ ‬عمليات‭ ‬تمويل‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬ونتيجة‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬وعديد‭ ‬الدول‭ ‬لأسباب‭ ‬بعضها‭ ‬تافه‭ ‬وأكثرها‭ ‬متسرع‭ ‬وغير‭ ‬مجد‭.‬

‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أجواء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬تسرب‭ ‬إليها‭ ‬التهديد‭ ‬باستعمال‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬تكتيكية‭ ‬أو‭ ‬الأشد‭ ‬تدميرا‭. ‬أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬الساعية‭ ‬لبناء‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬الإصرار‭ ‬الصريح‭ ‬أو‭ ‬المكتوم‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬أوفر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬عمليات‭ ‬وتحديد‭ ‬نسب‭ ‬التخصيب‭.‬

‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬موجة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الانقلابات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬والعالم‭ ‬النامي‭ ‬عموما‭ ‬وعن‭ ‬انسداد‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬مسالك‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭. ‬أتحدث‭ ‬بخاصة‭ ‬عن‭ ‬أزمات‭ ‬خطيرة‭ ‬تكاد‭ ‬تشل‭ ‬السلوك‭ ‬السياسي‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬وليبيا‭ ‬والسودان‭ ‬ولبنان‭ ‬لأسباب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أغلبها‭ ‬مفهوما‭ ‬ولا‭ ‬مقبولا‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬وضعناها‭ ‬ضمن‭ ‬جداول‭ ‬العد‭ ‬العكسي‭ ‬لحلول‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬بمعايير‭ ‬وقواعد‭ ‬جديدة‭.‬

ثالثا‭: ‬لن‭ ‬أكون‭ ‬أول‭ ‬ولا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬فلسطين‭ ‬ضحية‭ ‬الانشغال‭ ‬بمتغيرات‭ ‬وظروف‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬البائسة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭. ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬إرادة‭ ‬موحدة‭ ‬لموقف‭ ‬حاد‭ ‬وحاسم‭ ‬فلتتصرف‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بإرادات‭ ‬متفرقة‭ ‬ولكن‭ ‬حادة‭ ‬وحاسمة‭.‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬ومحلل‭ ‬سياسي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا