العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تباين رؤى المحللين الغربيين بشأن تطبيع الغرب مع طالبان

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٣١ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

منذ‭ ‬أن‭ ‬سيطرت‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬أفغانستان‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬عقب‭ ‬انسحاب‭ ‬فوضوي‭ ‬لا‭ ‬إنساني‭ ‬للقوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحليفاتها،‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والانهيار‭ ‬السريع‭ ‬للحكومة‭ ‬الأفغانية؛‭ ‬أخفق‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬الغربيون‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬استراتيجية‭ ‬متماسكة‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بالبلاد،‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومعالجة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬المستمرة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحركة‭ ‬كحكام‭ ‬شرعيين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭.‬

ومع‭ ‬إحكام‭ ‬الحركة‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬تسببت‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬‮«‬كارثة‭ ‬إنسانية‮»‬‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬توضيح‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬الأسر‭ ‬ليس‭ ‬بمقدورها‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬الغذاء‭ ‬والمواد‭ ‬الأساسية»؛‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬باتريشيا‭ ‬جوسمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الخيارات‭ ‬الصعبة‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬المؤسسات‭ ‬والحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬تفاعلاتهم‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬كابول،‭ ‬مع‭ ‬الحاجة‭ ‬المزدوجة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬لمن‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ -‬التي‭ ‬يلزم‭ ‬تقديمها‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬وضرورة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬إدانة‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تختلف‭ ‬الرؤى‭ ‬الغربية،‭ ‬بشأن‭ ‬تقديم‭ ‬جهود‭ ‬الإغاثة‭ ‬للذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل،‭ ‬وبين‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬غير‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا‭. ‬ويعكس‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬،‭ ‬وشمل‭ ‬48‭ ‬أكاديميًا‭ ‬وخبيرًا،‭ ‬أيد‭ ‬12‭ ‬منهم‭ ‬تطبيع‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬طالبان،‭ ‬وامتنع‭ ‬6‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬وعارض‭ ‬30،‭ ‬بينما‭ ‬اعترض‭ ‬21‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬اقتراح‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬كابول‭. ‬

وعن‭ ‬كيفية‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬غرايم‭ ‬سميث‮»‬‭ ‬و«ديلاني‭ ‬سيمون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬‮«‬وجوب‭ ‬تجنب‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬دفع‭ ‬أفغانستان‭ ‬إلى‭ ‬العزلة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والقيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬طالبان،‭ ‬وعوضًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬تسهيل‭ ‬طريق‭ ‬البلد‭ ‬نحو‭ ‬الانتعاش‭ ‬الاقتصادي‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬المعارضون‭ ‬لإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬ماكينلي‮»‬‭ ‬سفير‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬الأسبق‭ ‬لدى‭ ‬أفغانستانالسجل‭ ‬الشائن‭ ‬للمتشددين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬واستعبادهم‭ ‬للنساء،‭ ‬والفتيات،‭ ‬واستمرار‭ ‬صلتهم‭ ‬بالمنظمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬مثل‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭.‬

ويتفق‭ ‬المراقبون‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬عقب‭ ‬مرور‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬استيلائها‭ ‬على‭ ‬‮«‬كابول‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنهار‭ ‬قبضة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬السلطة‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬جاويد‭ ‬أحمد‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬و«دوغلاس‭ ‬لندن‮»‬‭ ‬الضابط‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية،‭ ‬أن‭ ‬قبضتهم‭ ‬‮«‬الصارمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬‮«‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬مع‭ ‬كونهم‭ ‬‮«‬تحالفا‭ ‬غير‭ ‬مستقر‭ ‬من‭ ‬الدينيين،‭ ‬والبراغماتيين‭ ‬السياسيين،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بقراراتهم»؛‭ ‬فقد‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬سلطتهم،‭ ‬وقاوموا‭ ‬محاولات‭ ‬إزاحتهم‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتراف‭ ‬‮«‬ماكينلي‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬معظم‭ ‬الأفغان‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬انسحاب‭ ‬المانحين‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬استيلاء‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬السلطة؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دفع‭ ‬السكان‭ ‬بأكملهم‭ ‬إلى‭ ‬الفقر‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬سميث‮»‬،‭ ‬و«سيمون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬البنوك،‭ ‬والوكالات،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬‮«‬المترددة‮»‬‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البلاد؛‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬خطر‭ ‬السمعة،‭ ‬وتكاليف‭ ‬الإذعان‭ ‬لطلبات‭ ‬النظام،‭ ‬والغرامات‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاك‭ ‬العقوبات‮»‬‭. ‬وبناء‭ ‬عليه،‭ ‬باتت‭ ‬المحصلة‭ ‬افتقار‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬وتضاعف‭ ‬معدل‭ ‬سماسرة‭ ‬الأموال‭ ‬غير‭ ‬الرسمية،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء،‭ ‬والوقود،‭ ‬والأدوية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الضروريات‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يحظى‭ ‬‮«‬تراجع‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬طالبان‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التغطية‭ ‬الغربية‭. ‬وفي‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬تم‭ ‬منع‭ ‬الفتيات‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدارس‭ ‬الثانوية‭. ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬قيدوا‭ ‬وصول‭ ‬النساء‭ ‬إلى‭ ‬المتنزهات،‭ ‬والمرافق‭ ‬الصحية،‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة‭ ‬الأخرى‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬‮«‬محو‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬التقدم‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق،‭ ‬منذ‭ ‬استيلاء‭ ‬الحركة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القيود‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬‮«‬وجهت‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬لحريات‭ ‬المرأة،‭ ‬وعطلت‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬مساعدات‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

وحتى‭ ‬أغسطس‭ ‬2023،‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬‮«‬رسميًا‮»‬‭ ‬مع‭ ‬طالبان،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ماكينلي‮»‬‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الصين‮»‬‭ ‬و«روسيا‮»‬‭ ‬‮«‬اتخذتا‭ ‬خطوات‭ ‬نحو‭ ‬إقامة‭ ‬العلاقات‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬و‮«‬اليابان‮»‬،‭ ‬و«الهند‮»‬،‭ ‬و«الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬اتخذوا‭ ‬خطوات‮»‬،‭ ‬لإعادة‭ ‬فتح‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬أو‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الموجود‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬كابول‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬لقاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬دوري‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نظرائهم‭ ‬من‭ ‬طالبان؛‭ ‬سعيًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬إنسانية‭ ‬وحقوقية‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭. ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬التقى‭ ‬‮«‬توم‭ ‬ويست‮»‬،‭ ‬الممثل‭ ‬الأمريكي‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان،‭ ‬بوزيري‭ ‬خارجية‭ ‬ومالية‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬قطر؛‭ ‬لمناقشة‭ ‬المخاوف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والأمن‭.‬

ويقدم‭ ‬المطالبون‭ ‬بزيادة‭ ‬المشاركة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الغرب‮»‬،‭ ‬و«طالبان‮»‬،‭ ‬‮«‬حججا‭ ‬رئيسية‮»‬،‭ ‬تتعلق‭ ‬بضرورة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وتعظيم‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬أحمد‮»‬،‭ ‬و«لندن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالحركة‭ ‬كحكام‭ ‬لأفغانستان،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬جعلها‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬معزولة‮»‬،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬‮«‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وعلى‭ ‬الأفغان‭ ‬أنفسهم‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الوجود‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لواشنطن‭ ‬يتركها‭ ‬‮«‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬التغيير‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬سميث‮»‬،‭ ‬و«سيمون‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬طالبان‭ ‬‮«‬يستحق‭ ‬الإدانة»؛‭ ‬بسبب‭ ‬تقييده‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وخاصة‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬لتجنب‭ ‬الكارثة‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬تقبل‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬تقييد‭ ‬فرص‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬التنمية‮»‬،‭ ‬و«الشعور‭ ‬بالواجب‭ ‬تجاه‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬البلاد‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬بريدجيت‭ ‬كوجينز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المشاركة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬ستحسن‭ ‬حياة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تركتهم‭ ‬خلفها‭ ‬عندما‭ ‬انسحبت‮»‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬إنسانية‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬إليوت‭ ‬أكرمان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أتلانتيك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التطبيع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أطر‭ ‬مشروطة،‭ ‬توافق‭ ‬بموجبها‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬و«التوقف‭ ‬عن‭ ‬إيواء‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬جاكلين‭ ‬هازلتون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬كلية‭ ‬هارفارد‭ ‬كينيدي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السبب‭ ‬الوحيد‭ ‬لاستمرار‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬تجنب‭ ‬الحركة‭ ‬هو‭ ‬‮«‬اغترارها‭ ‬بنفسها‭ ‬أو‭ ‬العُجب‭ ‬بأن‭ ‬معتقداتها‭ ‬وأفعالها‭ ‬ذات‭ ‬فضيلة‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬غيرها‮»‬‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السبب،‭ ‬أصر‭ ‬‮«‬أحمد‮»‬،‭ ‬و‮«‬لندن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التقارب‭ ‬الغربي‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الصداقة،‭ ‬ولا‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬سياساتها،‭ ‬وأفعالها؛‭ ‬لكنه‭ ‬يوفر‭ (‬فرصًا‭)‬،‭ ‬أكبر‭ ‬للجانبين،‭ ‬من‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقترن‭ ‬بـ«شروط‮»‬،‭ ‬و‮«‬متطلبات‭ ‬سياسية،‭ ‬وأمنية‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الموظفين‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬‭.‬

في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك،‭ ‬استشهد‭ ‬معارضو‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬بسجلها‭ ‬السيئ‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وارتباطها‭ ‬بالجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ماكينلي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المحادثات‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬ومسؤولي‭ ‬طالبان،‭ ‬حول‭ ‬الأهداف‭ ‬المشتركة،‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستمر»؛‭ ‬فإن‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬وجود‭ ‬دبلوماسي‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يحن‭ ‬بعد‮»‬؛‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬‮«‬مؤشر‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬‮«‬تأثيرات‭ ‬إيجابية‮»‬‭. ‬

وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬الحركة‭ ‬لحقوق‭ ‬المرأة‭. ‬ويرى‭ ‬‮«‬كينيث‭ ‬روث‮»‬،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬معها‭ ‬ستكون‭ ‬بمثابة‭ ‬موافقة‭ ‬غربية‭ ‬على‭ ‬‮«‬إبعاد‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ماكينلي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الضغط‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يمنعها‭ ‬من‭ ‬محو‭ ‬حقوق‭ ‬الفتيات‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تصور‭ ‬ما‭ ‬سيمثله‭ ‬الوجود‭ ‬الأمريكي‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬كابول‮»‬،‭ ‬لكونه‭ ‬قد‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬التأييد‭ ‬التكتيكي‭ ‬للاستبداد‭ ‬الثيوقراطي‭ ‬المتعمق‭ ‬لطالبان‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬سميث‮»‬،‭ ‬و«سيمون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬رغبة‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الغربيين‭ ‬في‭ ‬‮«‬عرقلة‭ ‬مساعدات‭ ‬التنمية،‭ ‬وتشديد‭ ‬العقوبات،‭ ‬وعزل‭ ‬أفغانستان‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‮»‬،‭ ‬لإضعاف‭ ‬قبضة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬السلطة؛‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالمواطنين،‭ ‬دون‭ ‬تغيير‭ ‬موقف‭ ‬الحركة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬جيسون‭ ‬ليال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬دارتموث‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التطبيع‭ ‬الأمريكي‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬مرهون‭ ‬بتنفيذ‭ ‬وعودها‭ ‬بإعادة‭ ‬فتح‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬للفتيات،‭ ‬وإنهاء‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭.‬

ومع‭ ‬الانقسام‭ ‬حول‭ ‬مسألة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬لمساعدة‭ ‬الشعب‭ ‬الأفغاني‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬اقتُرح‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬وسط‮»‬،‭ ‬لتحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬التدريجي‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬رونالد‭ ‬نيومان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬هيل‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬واشنطن‭ ‬الحالي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬وتقييد‭ ‬الاتصال‭ ‬غير‭ ‬ناجح‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تبني‭ ‬نهج‭ ‬أكثر‭ ‬محدودية،‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مبادئ‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬‮«‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬تدريجية؛‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬بعض‭ ‬التقدم‭ ‬ببطء،‭ ‬ربما‭ ‬لبناء‭ ‬ثقة‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المفاوضات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬جدوى‭ ‬في‭ ‬النهاية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬أيد‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬محدودة‭ ‬وموجهة،‭ ‬شريطة‭ ‬تحقيق‭ ‬بعض‭ ‬التقدم‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مثل‭ ‬قيام‭ ‬الحركة‭ ‬بالسماح‭ ‬للنساء‭ ‬بالعمل‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة،‭ ‬أو‭ ‬التعليم‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬المراقبة‭ ‬الدقيقة‮»‬‭ ‬لجهود‭ ‬كابول،‭ ‬وامتثالها‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭. ‬ووفقًا‭ ‬له،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬‮«‬مكافأة‭ ‬محدودة‭ ‬واضحة‭ ‬لجهودها‮»‬،‭ ‬دون‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬اتخاذ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬نحو‭ ‬مماثل،‭ ‬نفت‭ ‬‮«‬كيت‭ ‬بيتمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬السلام‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬تطبيع‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬لعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأمد‭ ‬القريب»؛‭ ‬لكنها‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يوسع‭ ‬مشاركته‮»‬،‭ ‬و‮«‬يشجع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‮»‬،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬متعدد‭ ‬المسارات‮»‬،‭ ‬ودعوة‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬المائي،‭ ‬ومراقبة‭ ‬الحدود،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ومنع‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات،‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تساعد‭ ‬فقط‭ ‬الأفغان‭ ‬فحسب،‭ ‬لكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬ستفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬نوع‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬البناءة‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬مزايا‭ ‬وعيوب‭ ‬التعاون‭ ‬والحوار‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬‮«‬كابول‮»‬،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬معسكر‭ ‬التقارب‭ ‬آخذ‭ ‬في‭ ‬النمو؛‭ ‬فإن‭ ‬المراقبين‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬تغيير‭ ‬الحركة‭ ‬المسلحة‭ ‬أساليبها‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬بعيد‭ ‬المنال‮»‬‭. ‬واعترف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬سميث‮»‬،‭ ‬و«سيمون‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬طريقة‭ ‬واقعية‭ ‬لإرغامها‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬سياساتها‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ماكينلي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سياساتها‭ ‬تتأثر‭ ‬بالضغوط‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬انتظار‭ ‬تغيير‭ ‬مسارها‭ ‬بشأن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إليه،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬تعميق‭ ‬العلاقات‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اعتدال‭ ‬مواقف‭ ‬حكام‭ ‬أفغانستان‭ ‬المسلحين‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أصرت‭ ‬‮«‬بيتمان‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النهج‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬صبرًا‮»‬‭ ‬‮«‬يوفر‭ ‬أفضل‭ ‬فرصة‭ ‬لرؤية‭ ‬تغييرات‭ ‬إيجابية‭ ‬تدريجية‮»‬‭. ‬أما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬تعرض‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬لضغوط‭ ‬من‭ ‬الانسحاب‭ ‬الفوضوي‭ ‬عام‭ ‬2021؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ماكينلي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬لإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬سياسية‭ ‬عكسية‭ ‬في‭ ‬الداخل‮»‬،‭ ‬قبيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يجب‭ ‬تأكيد‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬حاولت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬طالبان،‭ ‬فإن‭ ‬الشكوك‭ ‬العميقة،‭ ‬وحالة‭ ‬العداء‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬ستظل‭ ‬‮«‬قائمة‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬قدرة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬‮«‬كابول‮»‬،‭ ‬لتخفيف‭ ‬وطأة‭ ‬سياساتها‭ ‬التقييدية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬التكتيك‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬مقنع‭ ‬حاليًا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬إذا‭ ‬قرر‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬الغربيون‭ ‬تغيير‭ ‬استراتيجية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحركة،‭ ‬فقد‭ ‬نصح‭ ‬‮«‬نيومان‮»‬‭ ‬بالقيام‭ ‬بـ‮«‬استعدادات‭ ‬دقيقة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬الأحادي‭ ‬بسحب‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬يجب‭ ‬‮«‬مناقشة‭ ‬فكرة‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬ثالثة‭ ‬وسيطة،‭ ‬وفي‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬‮«‬لإيصال‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬طالبان‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬التغيير‮»‬،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬‮«‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬الموثوق‭ ‬بها‮»‬،‭ ‬لاستكشاف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬والتعاون،‭ ‬وربما‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا