العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

شفيت منك يا ماهر شفيت تماما..
قراءة في رواية «بلا وجه» للشاعرة: نادية الملاح

السبت ٠٥ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

ان‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬وجعك‭ ‬وتقايضه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقايضك‭. ‬نادية‭ ‬الملاح‭ ‬التي‭ ‬خبرتها‭ ‬شاعرة‭ ‬وقد‭ ‬أصدرت‭ ‬ديوانين‭ ‬كالتالي‭ ‬مرثية‭ ‬لملاك‭ ‬لم‭ ‬يخلق‭ ‬بعد‭ ‬و‭(‬اسررتها‭ ‬كيوسف‭ ‬كما‭ ‬اسرها‭ ‬في‭ ‬نفسه‭). ‬ثم‭ ‬فوجئنا‭ ‬لتصدر‭ ‬روايتها‭ ‬الموسومة‭ ‬بـ‭ (‬بلا‭ ‬وجه‭). ‬لعلي‭ ‬استغربت‭ ‬قليلا‭ ‬أو‭ ‬كثيرا‭ ‬ولم‭ ‬أخف‭ ‬هذا‭ ‬الاستغراب‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬خرج‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬سؤال‭ ‬قدمته‭ ‬لنادية‭ ‬الملاح‭ ‬خلال‭ ‬الأمسية‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬لجنة‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬بجمعية‭ ‬فتاة‭ ‬الريف‭ ‬مؤخرا‭ ‬بمقر‭ ‬نادي‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جدحفص‭.‬

لماذا‭ ‬الرواية‭ ‬الآن‭ ‬وقد‭ ‬عرفناك‭ ‬شاعرة‭ ‬يا‭ ‬نادية؟‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬دهشتي‭ ‬ان‭ ‬تصدر‭ ‬الملاح‭ ‬رواية‭ ‬بعد‭ ‬ديواني‭ ‬شعر‭ ‬وحمل‭ ‬الصفة‭ ‬الأدبية‭ ‬شاعرة‭ ‬استدرك‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬نماذج‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬اذكر‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬منهم‭ ‬تحولوا‭ ‬الى‭ ‬السرد‭ ‬أو‭ ‬القصة‭ ‬أو‭ ‬الرواية،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬كلا‭ ‬الصنفين‭ ‬الأدبيين‭ ‬معا‭ ‬الشاعر‭ ‬والروائي‭ ‬عبدالحميد‭ ‬القائد،‭ ‬والشاعر‭ ‬والروائي‭ ‬السعودي‭ ‬الراحل‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭. ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬الستراوي‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬رواية‭ ‬النديد‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ستة‭ ‬دواوين‭ ‬شعرية‭.  ‬

‭- ‬وأجابت‭ ‬الملاح‭ ‬بأنها‭ ‬تحب‭ ‬الشعر‭ ‬جدا‭ ‬ولن‭ ‬تتخلى‭ ‬عنه‭. ‬الشكل‭ ‬الأدبي‭ ‬انما‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬والموضوع‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يختار‭ ‬الشكل‭ ‬الأدبي‭ ‬المناسب‭. ‬

ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬ان‭ ‬يحصر‭ ‬الأديب‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬أدبي‭ ‬واحد‭. ‬باعتقادي‭ ‬ان‭ ‬غنى‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحجم‭ ‬التجربة‭ ‬هو‭ ‬المعني‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬بتحديد‭ ‬الصنف‭ ‬الأدبي‭. ‬ويبقى‭ ‬هناك‭ ‬أدباء‭ ‬يظلون‭ ‬مخلصين‭ ‬لنوع‭ ‬او‭ ‬صنف‭ ‬أدبي‭ ‬واحد‭. ‬

قدم‭ ‬الأمسية‭ ‬عضوتا‭ ‬الجمعية‭ ‬الأستاذة‭ ‬نعيمة‭ ‬السماك‭ ‬والأستاذة‭ ‬غادة‭ ‬المرزوق‭.  ‬وقد‭ ‬طرحت‭ ‬المرزوق‭ ‬على‭ ‬الملاح‭ ‬سؤالا‭ ‬عن‭ ‬المقصود‭ ‬بالغرب؟‭ ‬أو‭ ‬الجهة‭ ‬الغربية؟‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬صفحات‭ ‬الرواية؟‭ ‬واجابت‭ ‬الملاح‭ ‬بان‭ ‬الغرب‭ ‬هو‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الغرب‭ ‬بمعنى‭ ‬بلاد‭ ‬الغرب،‭ ‬والغرب‭ ‬هو‭ ‬الغربة،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬جهة‭ ‬الصلاة‭ ‬أو‭ ‬العبادة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دلالة‭ ‬ومعنى‭.  ‬

أما‭ ‬السماك‭ ‬فقد‭ ‬قدمت‭ ‬ملخصا‭ ‬سريعا‭ ‬لفصول‭ ‬الرواية‭ ‬العشرة‭. ‬

الرواية‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬أطنانا‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬والمعاناة‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬انها‭ ‬صقلت‭ ‬الملاح‭ ‬إنسانيا‭ ‬وأدبيا‭. ‬فالكتابة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬فعل‭ ‬تطهير‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬أداة‭ ‬كشف‭ ‬وشفاء‭ ‬في‭ ‬آن‭. ‬وقد‭ ‬احسنت‭ ‬الملاح‭ ‬استخدامها‭. ‬ولو‭ ‬قدر‭ ‬للملاح‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬رواية‭ ‬أخرى‭ ‬فسوف‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬متحررة‭ ‬من‭ ‬شحنات‭ ‬الألم‭ ‬والحزن‭. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬أرادت‭ (‬بلا‭ ‬وجه‭) ‬ان‭ ‬تقدمه‭ ‬للمتلقي‭ ‬في‭ ‬فصولها‭ ‬العشرة‭ ‬أول‭ ‬التيه‭ ‬نفق،‭ ‬الأماكن‭ ‬عطر‭ ‬ذكرى،‭ ‬صهيل،‭ ‬أزرق‭ ‬جائع،‭ ‬تواطؤ‭ ‬الحلم‭ ‬والشمس،‭ ‬بوصلة،‭ ‬الغروب‭ ‬التلاشي،‭ ‬عبور،‭ ‬فوق‭ ‬الرمل‭ ‬يدفنون،‭ ‬تخلق‭. ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬والحزن‭. ‬وبرأيي‭ ‬ان‭ ‬الملاح‭ ‬بإنجازها‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬والألم‭. ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬ألمها‭ ‬الآن‭ ‬شفيفا‭ ‬ورهيفا،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬مضى‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬سكبه‭ ‬على‭ ‬البياض‭ ‬وتسويده‭. ‬

استطاعت‭ ‬الملاح‭ ‬وبتمكن‭ ‬ان‭ ‬تتماهى‭ ‬مع‭ ‬الحزن‭ ‬العام‭ ‬والحزن‭ ‬الخاص‭ ‬فنحن‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وحيث‭ ‬ان‭ ‬جراحه‭ ‬هي‭ ‬جراحنا‭ ‬وآلامه‭ ‬هي‭ ‬آلامنا‭.. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أحدثت‭ ‬حادثة‭ ‬نفق‭ ‬المعصيم‭ ‬1990‭ ‬في‭ ‬طفولتها‭ ‬جرحا‭ ‬غائرا‭ ‬وقد‭ ‬مر‭ ‬عليها‭ ‬اليوم‭ ‬33‭ ‬عاما،‭ ‬ولذلك‭ ‬بدأت‭ ‬فصلها‭ ‬الأول‭ ‬بأول‭ ‬التيه‭ ‬نفق‭. ‬

‭(‬كنت‭ ‬أشعر‭ ‬بالخوف‭ ‬نفسه‭ ‬ونحن‭ ‬نمر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النفق‭. ‬كأن‭ ‬يدا‭ ‬خفية‭ ‬تقبض‭ ‬على‭ ‬عنقي‭ ‬تشل‭ ‬ما‭ ‬بي‭. ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬طوله‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬شئيا‭ ‬يذكر‭ ‬قياسا‭ ‬بنفق‭ ‬الحجاج‭. ‬الا‭ ‬ان‭ ‬النفق‭ ‬بقي‭ ‬منحوتا‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي‭ ‬صورة‭ ‬للموت‭. ‬

الأماكن‭ ‬عطر‭ ‬ذكرى

كان‭ ‬هو‭ ‬بعد‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف‭ ‬لم‭ ‬أحلم‭ ‬فيها‭ ‬بشيء‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬أولد‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬سبع‭ ‬استرقن‭ ‬أيام‭ ‬عمري‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭. ‬

‭- ‬لم‭ ‬أكمل‭ ‬جملتي‭ ‬الا‭ ‬ويده‭ ‬تلوح‭ ‬عمياء‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬مكانا‭ ‬من‭ ‬جسدي‭ ‬الا‭ ‬وتنهال‭ ‬عليه‭ ‬ضربا‭. ‬

ابتسم‭ ‬بوجع‭ ‬وأحمل‭ ‬ماهر‭ ‬داخلي‭ ‬قصة‭ ‬عشق‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬لكني‭ ‬لن‭ ‬آمن‭ ‬له‭ ‬قط‭. ‬

صهيل

‭- ‬استحي‭ ‬يا‭ ‬حرمة‭. ‬قومي‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬هذا‭ ‬مكان‭ ‬الرجال‭. ‬

‭- ‬قبضت‭ ‬حينها‭ ‬على‭ ‬العصا‭. ‬ورفعت‭ ‬عيني‭ ‬اليه‭ ‬في‭ ‬حدة‭: ‬

‭- ‬انا‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الله،‭ ‬ولن‭ ‬أنهض‭ ‬حتى‭ ‬أتم‭ ‬قراءة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬يدي‭. ‬فهمت؟‭ ‬أم‭ ‬أعيد؟

‭- ‬تناولت‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة،‭ ‬وتوجهت‭ ‬بعيني‭ ‬وروحي‭ ‬وجسدي‭ ‬جهة‭ ‬الغرب‭. ‬وفصلت‭ ‬روحي‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬المسافة‭ ‬التي‭ ‬تبعدني‭ ‬عن‭ ‬الكعبة‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬التصقت‭ ‬أنفاسي‭ ‬وكلي‭ ‬ورفعت‭ ‬يدي‭ ‬بالدعاء‭ ‬‮«‬ربنا‭ ‬لا‭ ‬تؤاخذنا‭ ‬بما‭ ‬فعل‭ ‬السفهاء‭ ‬منا‮»‬‭.‬

‭- ‬وظننت‭ ‬كما‭ ‬ظنوا‭ ‬بان‭ ‬تلك‭ ‬الشهقة‭ ‬كانت‭ ‬فاتحة‭ ‬النسيان‭. ‬نسيان‭ ‬ماهر‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬عدت‭ ‬أراه‭ ‬يطل‭ ‬في‭ ‬شرفتنا‭ ‬الزرقاء،‭ ‬ولا‭ ‬عدت‭ ‬أسمع‭ ‬صوته‭ ‬الذي‭ ‬يهدهد‭ ‬روحي‭. ‬فأحيا‭.‬

أزرق‭ ‬جائع‭ ‬

كنت‭ ‬ألجأ‭ ‬للبحر‭ ‬كلما‭ ‬ضاقت‭ ‬نفسي‭. ‬اما‭ ‬الآن‭ ‬فصرت‭ ‬اقصده‭ ‬لأتأمل‭ ‬توحشه‭ ‬المستتر‭ ‬خلف‭ ‬هذه‭ ‬الهدأة‭. ‬

الغرب‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬قاموسي‭ ‬جهة‭ ‬الغياب،‭ ‬جهة‭ ‬اللا‭ ‬عودة‭. ‬

 

تواطؤ‭ ‬الحلم‭ ‬والشمس

‭- ‬نعم‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أمزح‭. ‬انت‭ ‬صعدت‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬الناس‭ ‬لتصل‭. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالحيوانات‭ ‬لتصل‭. ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انهم‭ ‬يليقون‭ ‬بأمثالك‭. ‬

‭- ‬أنت‭ ‬وحدك‭ ‬من‭ ‬نطق‭ ‬قائلا‭: ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬مسؤوليتي‭ ‬أمامك‭ ‬المحكمة‭ ‬المستعجلة‭. ‬وبعد‭ ‬يومين‭ ‬اتصلت‭ ‬تراودها‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬وتغريها‭ ‬بمسكن‭ ‬مجهز‭ ‬بكل‭ ‬وسائل‭ ‬الراحة‭. ‬وحين‭ ‬رفضت‭ ‬أردفت‭ ‬بكل‭ ‬حقارة‭ ‬ابق‭ ‬لاذن‭ ‬كما‭ ‬أنت‭ ‬وهذا‭ ‬وجهي‭ ‬لو‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الطلاق‭. ‬

‭- ‬بوصلة‭ ‬

‭- ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬حينها‭ ‬الا‭ ‬بيده‭ ‬تحطم‭ ‬مني‭ ‬الروح‭ ‬قبل‭ ‬الوجه‭. ‬

‭- ‬غادرت‭ ‬المستشفى‭ ‬والجرح‭ ‬لا‭ ‬يجبره‭ ‬شيء‭.‬

‭- ‬حين‭ ‬استبدت‭ ‬الأوجاع‭ ‬بنساء‭ ‬قريتنا‭ ‬صرن‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬تتبع‭ ‬حقوقهن‭ ‬داخل‭ ‬القرية‭. ‬

‭- ‬علي‭ ‬النسخة‭ ‬المصغرة‭ ‬للحجي‭ ‬كان‭ ‬يردد‭ ‬على‭ ‬مسامعي‭ ‬سأربيك‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬

‭- ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬أسمع‭ ‬أصوات‭ ‬الكلاب‭ ‬اللاهثة‭ ‬ولا‭ ‬اخافها‭ ‬لأنني‭ ‬صرت‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬انها‭ ‬أكثر‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬الكلاب‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬تنعش‭ ‬من‭ ‬أرواحنا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭.‬

‭- ‬كيف‭ ‬أصدق‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬صفع‭ ‬الحجي‭ ‬يوما‭ ‬لأنه‭ ‬رمى‭ ‬بي‭ ‬خارجا‭ ‬يمارس‭ ‬الدور‭ ‬نفسه‭ ‬اليوم،‭ ‬وان‭ ‬يداه‭ ‬اللتين‭ ‬ظننتهما‭ ‬وسادة‭ ‬رأسي‭ ‬هما‭ ‬ذاتهما‭ ‬اللتان‭ ‬تسددان‭ ‬لي‭ ‬الصفعات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭.‬

 

فوق‭ ‬الرمل‭ ‬يدفنون

سأصطحبه‭ ‬بكرسيه‭ ‬المتحرك‭ ‬الى‭ ‬حفل‭ ‬التكريم،‭ ‬لأهديه‭ ‬نجاحي،‭ ‬لأمنحه‭ ‬ان‭ ‬يفتخر‭ ‬بابنته‭ ‬المتمردة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتمرد‭ ‬على‭ ‬الكون‭ ‬بأسره‭. ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تعاند‭ ‬في‭ ‬حبه‭ ‬والامتنان‭ ‬له‭.‬

وكأن‭ ‬القدر‭ ‬يأبى‭ ‬الا‭ ‬يذكرني‭ ‬بغدر‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬الملعونة

لم‭ ‬يسافر‭ ‬أبي‭ ‬الى‭ ‬الغرب‭ ‬ولم‭ ‬تبتلعه‭ ‬وساوسه‭. ‬لكنه‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬ثوبه‭ ‬الأبيض‭ ‬بمحاذاة‭ ‬السور‭ ‬الغربي‭.‬

تخلق‭ ‬

رفعت‭ ‬يدي‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬الباب‭ ‬

ماهر‭ ‬تفضل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أتيت‭. ‬

أمي‭: ‬حين‭ ‬غرس‭ ‬أبي‭ ‬النخلة‭ ‬أمام‭ ‬بابنا‭ ‬كان‭ ‬يبتسم‭ ‬ويقول‭: ‬هذه‭ ‬النخلة‭ ‬هي‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬ندى‭ ‬تشبهينها‭ ‬وتشبهك‭. ‬شفيت‭ ‬منك‭ ‬يا‭ ‬ماهر‭ ‬شفيت‭ ‬تماما‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا