العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا يتجدد الحديث عن ثورة 23 يوليو؟

بقلم: عبد الله السناوي {

الخميس ٠٣ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

لا‭ ‬توجد‭ ‬ثورة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬النقد‭ ‬والمراجعة‭.‬

المراجعة‭ ‬غير‭ ‬الهدم،‭ ‬والنقد‭ ‬غير‭ ‬التشهير‭.‬

بعد‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬بدأت‭ ‬حملة‭ ‬ضارية‭ ‬ومتصلة‭ ‬لهدم‭ ‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬إنجازاً‭ ‬اجتماعياً‭ ‬ودوراً‭ ‬إقليمياً‭ ‬ومشروعاً‭ ‬للتغيير‭.‬

نهضت‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬ونخبه‭ ‬السياسية‭ ‬الشابة‭ ‬مقاومة‭ ‬امتلكت‭ ‬درجة‭ ‬الضراوة‭.‬

مضى‭ ‬فعل‭ ‬الإجهاض‭ ‬إلى‭ ‬نهايته،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مشروعها‭ ‬ظل‭ ‬ماثلاً‭ ‬في‭ ‬المشاهد‭ ‬المتحولة‭ ‬والانقلابات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬يلهم‭ ‬فكرة‭ ‬المقاومة،‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تستحق‭ ‬نظاماً‭ ‬أفضل‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬إجهاض‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬عند‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬الطريق‭ ‬عملاً‭ ‬مفارقاً‭ ‬لمسار‭ ‬الثورات‭ ‬المصرية‭ ‬الحديثة،‭ ‬كلها‭ ‬تعرضت‭ ‬للإجهاض‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الطريق،‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬منتصفه‭.‬

أجهضت‭ ‬الثورة‭ ‬العرابية‭ ‬مبكراً،‭ ‬واحتلت‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1882،‭ ‬وران‭ ‬صمت‭ ‬طويل‭ ‬بأثر‭ ‬الانكسار‭ ‬حتى‭ ‬ارتفع‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬السياسي‭ ‬صوت‭ ‬مصطفي‭ ‬كامل‭. ‬

ثم‭ ‬أجهضت‭ ‬ثورة‭ ‬1919‭ ‬بالتلاعب‭ ‬بالدستور‭ ‬والحكومات‭ ‬وحرمان‭ ‬‮«‬الوفد‮»‬،‭ ‬حزب‭ ‬الأغلبية‭ ‬الشعبية‭ ‬بلا‭ ‬منازع،‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬باستثناء‭ ‬مرات‭ ‬معدودة،‭ ‬لكن‭ ‬آثارها‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬المجتمع‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والتعليم‭ ‬جعلت‭ ‬مصر‭ ‬أكثر‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬ومستقبلها‭.‬

بروح‭ ‬نقد‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بزغت‭ ‬روح‭ ‬جديدة‭ ‬وتيارات‭ ‬فكرية‭ ‬جديدة،‭ ‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬لـ‮«‬23‭ ‬يوليو‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬حاربت‭ ‬وحوربت،‭ ‬أنجزت‭ ‬وانتكست‭.‬

وبروح‭ ‬النقد،‭ ‬التي‭ ‬تولدت‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬يونيو‭ ‬1967،‭ ‬تأكدت‭ ‬قيم‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬ودولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬بجوار‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬حديثة،‭ ‬وإبعادها‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تورط‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭.‬

كان‭ ‬إجهاض‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬حلقة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الظاهرة‭ ‬نفسها،‭ ‬لكن‭ ‬بصورة‭ ‬أفدح‭.‬

لكل‭ ‬ثورة‭ ‬سياقها‭ ‬التاريخي،‭ ‬وأي‭ ‬كلام‭ ‬خارج‭ ‬سياق‭ ‬زمنه‭ ‬تهاويم‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭.‬

‮«‬يوليو‮»‬‭ ‬لعبت‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬لعبت‭ ‬ثورة‭ ‬1919‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭.‬

في‭ ‬سنوات‭ ‬‮«‬يوليو‮»‬‭ ‬أطلق‭ ‬زعيمها‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أوسع‭ ‬عملية‭ ‬حراك‭ ‬اجتماعي‭ ‬نقلت‭ ‬أغلبية‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬هامش‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬متنها،‭ ‬كما‭ ‬تصدر‭ ‬مشهد‭ ‬حركات‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وإفريقيا‭ ‬ملهماً‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬كله‭.‬

راجع‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أخطاء‭ ‬تجربته،‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬هزيمة‭ ‬1967،‭ ‬في‭ ‬محاضر‭ ‬رسمية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تغوّل‭ ‬مراكز‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬الدولة،‭ ‬وتدخل‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مهامه‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ما‭ ‬أفقده‭ ‬احترافيته‭.‬

وصف‭ ‬الشاعر‭ ‬السوداني‭ ‬محمد‭ ‬الفيتوري‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬وما‭ ‬بعده‭ ‬بـ‮«‬جلال‭ ‬الانكسار‮»‬‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬توصيفاً‭ ‬دقيقاً‭ ‬لما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬سنوات‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬حيث‭ ‬خيم‭ ‬الحزن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬المصريون‭ ‬ثقتهم‭ ‬في‭ ‬أنفسهم‭ ‬ومستقبلهم‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬أراضيهم‭ ‬المحتلة‭ ‬بقوة‭ ‬السلاح‭.‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬ثورة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬بلا‭ ‬أخطاء‭ ‬جسيمة‭ ‬ارتكبتها،‭ ‬ولا‭ ‬ثورة‭ ‬هدمت‭ ‬قديماً‭ ‬متهالكاً،‭ ‬وأسست‭ ‬لجديد‭ ‬يتطلبه‭ ‬عصره،‭ ‬جرت‭ ‬وقائعها‭ ‬في‭ ‬معامل‭ ‬كيمياء‭ ‬تتوافر‭ ‬لتفاعلاتها‭ ‬كل‭ ‬شروط‭ ‬الأمان‭.‬

بمقاييس‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬التاريخ،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬يوليو‮»‬‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الثورات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الحديثة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬المفكر‭ ‬اليساري‭ ‬الدكتور‭ ‬غالي‭ ‬شكري‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭ ‬على‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬فإن‭ ‬السجال‭ ‬الحاد‭ ‬حول‭ ‬وقائعها‭ ‬وتحولاتها‭ ‬وأبطالها‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬الإقرار‭ ‬العام‭ ‬بدورها‭ ‬الجوهري‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬مسار‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭.‬

يعزى‭ ‬للثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬أنها‭ ‬أطلقت‭ ‬الأفكار‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متخيلة‭ ‬بمعايير‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى،‭ ‬والعالم‭ ‬بعدها‭ ‬اختلف‭ ‬بصورة‭ ‬جذرية‭ ‬عمّا‭ ‬كان‭ ‬قبلها‭.‬

في‭ ‬الحصاد‭ ‬الأخير‭ ‬بقيت‭ ‬قيمها‭ ‬الكبرى‭ ‬تؤثر‭ ‬وتلهم‭ ‬حكم‭ ‬الشعوب،‭ ‬وتوارت‭ ‬صفحاتها‭ ‬الدموية،‭ ‬وقصص‭ ‬المقاصل‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بالرؤوس‭ ‬والرِدّات‭ ‬التي‭ ‬أعقبتها‭.‬

بالقدر‭ ‬ذاته‭ ‬لعبت‭ ‬الثورة‭ ‬البلشفية‭ ‬أدواراً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التهوين‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬إلهام‭ ‬فكرة‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬جديد‭ ‬أكثر‭ ‬عدلاً‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مثالب‭ ‬قاتلة‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬نظامها‭ ‬يعزى‭ ‬لتلك‭ ‬الثورة‭ ‬أنها‭ ‬نقلت‭ ‬الوعي‭ ‬الإنساني‭ ‬بقضية‭ ‬العدل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬التطورات‭ ‬الجوهرية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بمفاهيم‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬داخل‭ ‬النظم‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإقرار‭ ‬بتأثيراتها‭.‬

على‭ ‬منوال‭ ‬مماثل‭ ‬لعبت‭ ‬الثورة‭ ‬الصينية‭ ‬أكثر‭ ‬الأدوار‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الآسيوي،‭ ‬حيث‭ ‬الكتل‭ ‬البشرية‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬ترزح‭ ‬تحت‭ ‬فقر‭ ‬مدقع‭ ‬وحروب‭ ‬بلا‭ ‬نهاية‭ ‬مع‭ ‬الأفيون‭ ‬وغيره‭.‬

نجح‭ ‬الصينيون‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬إلى‭ ‬الدولة،‭ ‬ومن‭ ‬التخطيط‭ ‬المركزي‭ ‬الصارم‭ ‬إلى‭ ‬الانفتاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المحسوب،‭ ‬بأقل‭ ‬كلفة‭ ‬سياسية‭ ‬ممكنة،‭ ‬وأسسوا‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التجارب‭ ‬استقراراً‭ ‬بزخم‭ ‬التراكم‭.‬

بكل‭ ‬التجارب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬ثورة‭ ‬مثالية‭ ‬ولا‭ ‬خالدة‭.‬

الأخطاء‭ ‬الفادحة‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬التحولات‭ ‬العاصفة‭.‬

الثورات‭ ‬بنات‭ ‬عصورها،‭ ‬وأسوأ‭ ‬قراءة‭ ‬ممكنة‭ ‬لأي‭ ‬ثورة‭ ‬نزعها‭ ‬من‭ ‬سياقها‭ ‬التاريخي،‭ ‬أو‭ ‬إضفاء‭ ‬قداسة‭ ‬على‭ ‬أحداثها‭.‬

كل‭ ‬حدث‭ ‬قابل‭ ‬للمراجعة‭ ‬وكل‭ ‬سياسة‭ ‬قابلة‭ ‬للنقد‭.‬

الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬السؤال‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬حقبة‭ ‬سياسية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.‬

المراجعة‭ ‬من‭ ‬دواعي‭ ‬إنضاج‭ ‬الأفكار‭ ‬والتصورات‭ ‬وإكسابها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التجديد‭.‬

إذا‭ ‬غابت‭ ‬المراجعة‭ ‬تجمدت‭ ‬الأفكار‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬دفاتر‭ ‬النسيان‭.‬

القضية‭ ‬ليست‭ ‬أن‭ ‬تؤيد‭ ‬أو‭ ‬تعارض‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تستوعب‭ ‬روح‭ ‬المرحلة‭ ‬وتعقيداتها‭ ‬وسياقاتها،‭ ‬واحتياجات‭ ‬العصور‭ ‬الجديدة‭ ‬لإعادة‭ ‬قراءة‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بروح‭ ‬المستقبل‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬تأسيس‭ ‬أي‭ ‬مستقبل‭ ‬على‭ ‬تجهيل‭ ‬بالماضي،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استيعاب‭ ‬دروسه‭.‬

قادت‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬حركات‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬كله،‭ ‬باليقين‭ ‬فإن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬هو‭ ‬أبو‭ ‬إفريقيا‭ ‬الحرة،‭ ‬‮«‬زعيم‭ ‬زعماء‭ ‬القارة‮»‬‭ ‬بتعبير‭ ‬نيلسون‭ ‬مانديلا‭.‬

ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬هي‭ ‬ثورة‭ ‬الشعوب‭ ‬المستضعفة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬طلباً‭ ‬للتحرر‭ ‬الوطني‭ ‬والانعتاق‭ ‬الاجتماعي‭.‬

في‭ ‬شهادة‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬يوليو،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬رؤوف‭ ‬عباس‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المؤرخين‭ ‬المصريين‭ ‬المعاصرين،‭ ‬مستعيداً‭ ‬تجربته‭ ‬الشخصية‭: ‬لولا‭ ‬ثورة‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬لكنت‭ ‬كاتباً‭ ‬في‭ ‬شونة‭ ‬وهي‭ (‬مخزن‭ ‬للغلال‭ ‬والحبوب‭ ‬والمحاصيل‭ ‬الزراعية‭) ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انقضت‭ ‬أيام‭ ‬‮«‬يوليو‮»‬‭ ‬تراوحت‭ ‬المواقف‭ ‬وتناقضت‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬دَافع‭ ‬عن‭ ‬الأفكار‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬صعدت‭ ‬به‭ ‬وأتاحت‭ ‬أمامه‭ ‬فرص‭ ‬الترقي‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وهناك‭ ‬من‭ ‬تَنكّر‭ ‬لأصوله‭ ‬تسويغاً‭ ‬للانتماء‭ ‬بالادعاء‭ ‬إلى‭ ‬الطبقة‭ ‬المهيمنة‭ ‬القديمة،‭ ‬أو‭ ‬أثرياء‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الانفتاح‭ ‬الاقتصادي‭.‬

قوة‭ ‬‮«‬يوليو‮»‬‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬الذي‭ ‬غيّر‭ ‬خارطة‭ ‬مجتمعها‭ ‬وتجاوز‭ ‬حدودها‭ ‬إلى‭ ‬عالمها‭.‬

حدة‭ ‬السجال‭ ‬الممتد‭ ‬شهادة‭ ‬لـ‮«‬يوليو‮»‬‭ ‬بقوة‭ ‬النفوذ‭ ‬والإلهام‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انقضاء‭ ‬الأزمان‭ ‬والرجال‭.‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا