العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

سـرديـات: سرديات الاستشراق الجديد

السبت ٢٩ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

تُعد‭ ‬مقاربة‭ ‬الأكاديميّ‭ ‬علي‭ ‬بهداد‭ ‬الموسومة‭ ‬‮«‬الرحَالة‭ ‬المتأخرون‭: ‬الاستشراق‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التفكك‭ ‬الاستعماري‮»‬،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المقاربات‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬مجالها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عنايتها‭ ‬بتفكيك‭ ‬الأنساق‭ ‬الثقافيّة‭ ‬الحاكمة‭ ‬لخطاب‭ ‬الرحلات‭ ‬الغربيّة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربيّة،‭ ‬وأقول‭ ‬عن‭ ‬مقاربته‭ ‬إنها‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬مجالها‭ ‬بسبب‭ ‬عناية‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المقاربات‭ ‬الخاصة‭ ‬بأدب‭ ‬الرحلات‭ ‬بالسياقات‭ ‬التاريخيّة‭ ‬والتوثيقيّة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استثنينا‭ ‬مشروع‭ ‬إدوارد‭ ‬سعيد‭ ‬التأسيسيّ‭ ‬عن‭ ‬الاستشراق‭ ‬والإمبريالية‭. ‬كما‭ ‬أنَّ‭ ‬الفرادة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬النقدية‭ ‬عائدة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬معنية‭ ‬بحقبة‭ ‬زمنية‭ ‬معينة‭ ‬يمكن‭ ‬تحديدها‭ ‬بمنتصف‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الميلاديّ‭ ‬وأوائل‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الميلاديّ‭. ‬أيّ‭ ‬أنَّنا‭ ‬بذلك‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬تجاوزنا‭ ‬المؤثِّر‭ ‬الرومنطيقيّ‭ ‬الحاكم‭ ‬والمهيمن‭ ‬على‭ ‬الرحلات‭ ‬الغربيّة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربيّة‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭. ‬لقد‭ ‬وظّف‭ ‬بهداد‭ ‬مقاربات‭ ‬ثقافيّة‭ ‬تستعين‭ ‬بآليات‭ ‬الخطاب‭ ‬الثقافيّ‭ ‬لتحليل‭ ‬الدراسات‭ ‬الكولونياليّة‭ ‬وما‭ ‬بعدها،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬التعرض‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬الاستشراق‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الاستعماريّ‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنَّ‭ ‬مقاربته‭ ‬استعانت‭ ‬بالنظرية‭ ‬الأدبيّة،‭ ‬والفلسفة،‭ ‬والإنثروبولوجيا،‭ ‬والتاريخ،‭ ‬والتحليل‭ ‬النفسي‭ ‬والتفكيك‭ ‬والتأويل‭. ‬والأطروحة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يريد‭ ‬علي‭ ‬بهداد‭ ‬بيانها‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬هي‭ ‬النوستالجيا‭ ‬الغربيّة‭ ‬نحو‭ ‬الآخر‭ ‬وتمثيلاتها‭. ‬لقد‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬الاستشراق‭ ‬الجديد‭ ‬هناك‭ ‬معارضة‭ ‬كامنة‭ ‬للكولونياليّة‭. ‬

‭ ‬شكَّلت‭ ‬الرحلات‭ ‬الغربيّة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربيّة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬متون‭ ‬مدونات‭ ‬أرشيفيّة‭ ‬ضخمة‭ ‬جدًا‭ ‬أرشفت‭ ‬كلَّ‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتاريخ‭ ‬المنطقة‭ ‬سياسيًا‭ ‬وثقافيًا‭ ‬وتاريخيًا،‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬المرجعيات‭ ‬الناظمة‭ ‬لها،‭ ‬ورغم‭ ‬اختلاف‭ ‬منهجياتها‭ ‬في‭ ‬المعالجات،‭ ‬ولكن‭ ‬ثمَّة‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬بينها‭ ‬رغم‭ ‬الاختلافات‭ ‬الظاهرية‭. ‬لقد‭ ‬حاول‭ ‬بهداد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مدوَّنته‭ ‬الرحلية‭ ‬ممثلة‭ ‬وشاملة‭ ‬فمن‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬والجزيرة‭ ‬العربيّة‭ ‬والمغرب‭ ‬العربيّ‭ ‬كما‭ ‬أنَّ‭ ‬ثمّة‭ ‬وقوف‭ ‬لديه‭ ‬عند‭ ‬الهند‭ ‬البريطانية،‭ ‬وهكذا‭ ‬ترد‭ ‬أسماء‭ ‬رحّالة‭ ‬من‭ ‬نرفال‭ ‬إلى‭ ‬فلوبير‭ ‬إلى‭ ‬آن‭ ‬بلنت‭ ‬إلى‭ ‬إيبرهاردت‭ ‬وغيرهم‭. ‬لقد‭ ‬حاول‭ ‬بهداد‭ ‬استنطاق‭ ‬التمثيلات‭ ‬الثقافيّة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬تمثيلات‭ ‬الأنا‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المدوّنات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬خطاب‭ ‬كولونياليّ‭ ‬مهيمن‭ ‬بقوة‭. ‬إذن‭ ‬مقاربته‭ ‬ليست‭ ‬رواية‭ ‬عن‭ ‬الرحلة‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬خطاب‭ ‬عنها‭ ‬إذ‭ ‬تبرز‭ ‬هذه‭ ‬الكتابة‭ ‬بوصفها‭ ‬كتابة‭ ‬الرحَّالة‭ ‬الغربيين‭ ‬المتأخرين‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التفكك‭ ‬الاستعماري‭. ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬برز‭ ‬فيه‭ ‬السؤال‭ ‬لماذا‭ ‬الرحلة‭ ‬إلى‭ ‬هناك؟‭! ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬الشرق‭ ‬سر‭ ‬جاذبيته،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬مجالاً‭ ‬معروفًا‭ ‬ومطروقًا‭ ‬ويمكن‭ ‬معرفته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التوثيقية‭ ‬عنه‭.‬

‭_‬ثمّة‭ ‬محاور‭ ‬أسياسية‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬بهداد‭ ‬التفكيكيّ‭ ‬لهذه‭ ‬الحقبة‭ ‬التاريخية‭ ‬الإشكالية‭ ‬جدًا‭:‬

‭_‬الأنساق‭ ‬الثقافيّة‭ ‬المضادة‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬الرحلة‭ ‬الغربيّ‭:‬

‭_‬الاثنوغرافيا‭ ‬الكولونياليّة‭ ‬وسياسات‭ ‬الجنوسة‭: ‬الحياة‭ ‬اليوميّة‭ ‬في‭ ‬الرحلة‭ ‬الاستشراقيّة‭:‬

‭ ‬كتب‭ ‬فلوبير‭ ‬من‭ ‬القدس‭ ‬إلى‭ ‬تيفولي‭ ‬غوتييه‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬آب‭ ‬عام‭ ‬1850‭ ‬رسالة‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تغذَّ‭ ‬السير‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكف‭ ‬الشرق‭ ‬عن‭ ‬الوجود،‭ ‬فلربَّما‭ ‬كنا‭ ‬آخر‭ ‬المتفكرين‭ ‬فيه‮»‬‭. ‬وتعبّر‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬الملحة‭ ‬والمستيئسة‭ ‬بحدة،‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬بالتأخر‭ ‬الذي‭ ‬خالج‭ ‬المستشرق‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬تجاه‭ ‬علاقة‭ ‬الرحّالة‭ ‬الأوائل‭ ‬بالآخر‭ ‬الغرائبي‭. ‬ولمَّا‭ ‬جاء‭ ‬الأول‭ ‬متأخرًا‭ ‬جدًا‭ ‬إلى‭ ‬الشرق؛‭ ‬حين‭ ‬صيّرت‭ ‬السياحة‭ ‬والاستعمار‭ ‬الأوربيان‭ ‬الغرائبي‭ ‬مألوفًا،‭ ‬فقد‭ ‬واجهته‭ ‬صعوبة،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬استحالة‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬وآفاق‭ ‬بديلة‭ ‬لاستجلائها‭ ‬واستكشافها‭ ‬وغزوها‭. ‬وهكذا‭ ‬واجه‭ ‬المستشرق‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬أزمة‭ ‬حول‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يصير‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬رحَّالة‭_‬كاتب‮»‬‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬غرائبي‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬التفكك‭ ‬الاستعماري‭. ‬فإلى‭ ‬أين‭ ‬يتجه‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬هناك؟‭ ‬وأين‭ ‬يمكنه‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬‮«‬آخر‮»‬‭ ‬حقيقيّ؟‭!‬

‭ ‬يحاول‭ ‬علي‭ ‬بهداد‭ ‬أن‭ ‬يبين‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬الرحلة‭ ‬الغربيّ‭ ‬بين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬والإنكليز‭.‬

فقد‭ ‬أنتجت‭ ‬حالة‭ ‬التأخّر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬معظم‭ ‬المستشرقين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬خطابًا‭ ‬سوداوًيا‭ ‬نوستالجيًا‭ ‬يأخذ‭ ‬التشوف‭ ‬إلى‭ ‬الآخر‭ ‬المتواري‭ ‬عبره،‭ ‬طورًا‭ ‬مركزيًا‭. ‬حاول‭ ‬المحدثون‭ ‬من‭ ‬الرحَّالة‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬أمثال‭ ‬نرفال‭ ‬وفلوبير‭ ‬ولوتي‭ ‬وإيبر‭ ‬هاردت‭ ‬أن‭ ‬يمثلوا‭ ‬دوال‭ ‬غياب‭ ‬الآخر،‭ ‬بوصفها‭ ‬علامات‭ ‬سودواية‭ ‬لحضور‭ ‬غرائبي‭ ‬يوشك‭ ‬على‭ ‬الأفول‭. ‬وبخلاف‭ ‬شعور‭ ‬المستشرقين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬بالفقد‭ ‬والضياع،‭ ‬فقد‭ ‬أنتج‭ ‬موضوع‭ ‬التأخّر‭ ‬لدى‭ ‬الرحالة‭ ‬البريطانيين‭ ‬رغبة‭ ‬متفردة‭ ‬وجسورة‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬أماكن‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬الاستعمار‭ ‬البريطانيّ‭ ‬قد‭ ‬مدَّ‭ ‬نفوذه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬المعمورة‭ ‬تقريبًا‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬المستشرقون‭ ‬البريطانيون‭ ‬خلافًا‭ ‬‮«‬للتشاؤمية‭ ‬النبوئية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬عبّرت‭ ‬عنها‭ ‬رسالة‭ ‬فلوبير‭ ‬إلى‭ ‬غوتييه،‭ ‬مدفوعين‭ ‬من‭ ‬ريتشارد‭ ‬بيرتون‭ ‬إلى‭ ‬د‭. ‬ه‭. ‬لورنس‭ ‬بحاجة‭ ‬إيجابية‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬‮«‬مكان‭ ‬آخر‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تطأه‭ ‬أقدام‭ ‬الرحالة‭ ‬السابقين،‭ ‬مكان‭ ‬يكون‭ ‬بمقدور‭ ‬الرحالة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬طليعيًا‭ ‬بارتياده،‭ ‬ومغامرًا‭ ‬بطلاً‭ ‬وممتلكًا‭ ‬لخبرة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬الآخرية‭. ‬وما‭ ‬جعل‭ ‬الصحاري‭ ‬الأفريقية‭ ‬والعربية‭ ‬ذات‭ ‬فتنة‭ ‬وجاذبية‭ ‬لمخيلة‭ ‬الرحّالة‭ ‬الفيكتوريين‭ ‬كامن‭ ‬تحديد‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬وراء‭ ‬المكان‭ ‬البكر‭. ‬ولقد‭ ‬أمدت‭ ‬هالة‭ ‬‮«‬الحقيقيّ‮»‬‭ ‬والغرائبي‭ ‬الخطر،‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمناطق‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬‮«‬بقعًا‭ ‬بيضاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬الخرائط‭ ‬الأوروبية،‭ ‬تبعًا‭ ‬لتعبير‭ ‬بيرتون،‭ ‬المستشرقين‭ ‬البريطانيين‭ ‬بآفاق‭ ‬بديلة‭ ‬مهيأة‭ ‬للوصف‭ ‬والقياس‭ ‬والرسم‭ ‬والعرض‭ ‬أمام‭ ‬بصر‭ ‬الجمهور‭ ‬الأوروبي‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الرحلات‭ ‬الإيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬وُصِفَت‭ ‬بأنها‭ ‬رحلات‭ ‬حج،‭ ‬متصلة‭ ‬بالرغبة‭ ‬المتأخرة‭ ‬نحو‭ ‬آخرية‭ ‬متوسطة‭ ‬بالروايات‭ ‬المبكرة‭ ‬حول‭ ‬الشرق،‭ ‬وبالاقتصاد‭ ‬الاستعماريّ‭ ‬للمعلومات‭. ‬ولمَّا‭ ‬كان‭ ‬مجهزًا‭ ‬بإيديولوجية‭ ‬المغامرة‭ ‬فإنَّ‭ ‬الرحالة‭ ‬المتأخر‭ ‬سعى‭ ‬إثنوغرافيًا‭ ‬لصالح‭ ‬الجهاز‭ ‬المعلوماتيّ‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الاستعماريّ،‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬الجغرافية‭ ‬الملكية‭ ‬والجمعية‭ ‬الآسيوية‭ ‬الملكية‭ ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬كشفت‭ ‬الرحلات‭ ‬المتأخرة‭ ‬عن‭ ‬لحظة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستشراق‭ ‬غدا‭ ‬فيه‭ ‬البحث‭ ‬المتوحِّد‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬بما‭ ‬مثّله‭ ‬من‭ ‬استجابة‭ ‬ضدية‭ ‬لانطلاقة‭ ‬الحداثة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬عاملاً‭ ‬منتجًا‭ ‬بصورة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الصغرى‭ ‬للغزو‭ ‬الإمبرياليّ‭. ‬فبانقلابه‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬التوحيدية‭ ‬‮«‬للحضارة‭ ‬الحديثة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬التفاؤليّ‭ ‬لاستعادة‭ ‬وربَّما‭ ‬تأييد‭ ‬الآخر‭ ‬المتواري،‭ ‬فإنَّ‭ ‬الرحالة‭ ‬المستشرق‭ ‬يضطلع‭ ‬بتجربة‭ ‬حاسمة‭ ‬بتعبير‭ ‬بيرتون‭ ‬تنتج‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مفارق‭ ‬ضربًا‭ ‬من‭ ‬المرئية‭ ‬الإبيستمولوجية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬نزوعات‭ ‬الإدماج‭ ‬والهيمنة‭ ‬لدى‭ ‬الاستعمار‭.‬

‭ ‬تناول‭ ‬علي‭ ‬بهداد‭ ‬بالدرس‭ ‬الفعاليات‭ ‬الفيزيائية‭ ‬الصغرى‭ ‬للعلاقة‭ ‬المعقدة‭ ‬بين‭ ‬رغبة‭ ‬الرحالة‭ ‬المتأخِّر‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬والإثنوغرافيا‭ ‬الجغرافية‭ ‬للصحاري‭ ‬العربية،‭ ‬عبر‭ ‬نص‭ ‬نموذجي‭ ‬هو‭ ‬كتاب‭ ‬الليدي‭ ‬آن‭ ‬بلنت‭ ‬الحج‭ ‬إلى‭ ‬نجد‭(‬1881‭). ‬وقد‭ ‬ارتحلت‭ ‬المكتشفة‭ ‬والأكاديمية‭ ‬المستشرقة‭ ‬والنصيرة‭ ‬القوية‭ ‬للقومية‭ ‬العربية،‭ ‬آن‭ ‬بلنت‭ ‬عبر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بصحبة‭ ‬زوجها‭ ‬ويلفرد‭ ‬بلنت‭ ‬بين‭ ‬الأعوام‭ ‬1875‭_‬1882‭. ‬ويمثل‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الحج‭ ‬إلى‭ ‬نجد‮»‬‭ ‬الملحوظات‭ ‬التي‭ ‬دوَّنتها‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬الرحلة،‭ ‬رواية‭ ‬لرحلة‭ ‬الزوجين‭ ‬إلى‭ ‬نجد‭ ‬عبر‭ ‬صحراء‭ ‬النفود،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬فارس‭ ‬عبر‭ ‬وادي‭ ‬الفرات‭. ‬في‭ ‬سعي‭ ‬منهما‭ ‬وراء‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالثقافة‭ ‬البدوية‭ ‬الحقيقية‭ ‬والخيول‭ ‬العربية‭. ‬وقد‭ ‬تضمَّن‭ ‬الكتاب‭ ‬سلسة‭ ‬من‭ ‬الملحوظات‭ ‬الإثنوغرافية‭ ‬والوصوفات‭ ‬الجغرافية‭ ‬للصحراء‭ ‬وسرود‭ ‬سيرية‭ ‬حول‭ ‬الرحلة‭ ‬الشاقة‭. ‬وقد‭ ‬تموقع‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬المتعدد،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬فاعل،‭ ‬بين‭ ‬النظام‭ ‬الداليّ‭ ‬للاستعمار‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والانشغال‭ ‬الشخصيّ‭ ‬والفرديّ‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬البدوية‭. ‬وانطوى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مستوياته،‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬تعارض‭ ‬الرغبة‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وتبدَّى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬بلنت‭ ‬المعارض‭ ‬للمشروع‭ ‬الاستعماريّ‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬نظام‭ ‬سكة‭ ‬حديد‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬الفرات‭. ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬بلنت‭ ‬الداعم‭ ‬بقوة‭ ‬للقومية‭ ‬العربيّة‭. ‬يمثل‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الحج‮»‬‭ ‬‮«‬ثنائية‭ ‬الوصف‭ ‬السرديّ‮»‬‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬دلالي‭ ‬تتوسط‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬الشخصية‭ ‬والمعرفة‭ ‬الجغرافية‭ ‬الاثنوغرافية‭ ‬كي‭ ‬ينتج‭ ‬نصًا‭ ‬مقسمًا‭ ‬يسطر‭ ‬مادته‭ ‬حول‭ ‬الثقافتين‭ ‬الشرقية‭ ‬والاستشراقية‭ ‬وضدهما‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭. ‬وتكتسب‭ ‬أنظمة‭ ‬المعاني‭ ‬هذه‭ ‬تعقدًا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬إشكاليات‭ ‬الجنوسة‭ ‬التي‭ ‬يندرج‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬لأنه‭ ‬نص‭ ‬ثنائي‭. ‬إذ‭ ‬تضاعف‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الزوج‭ ‬والزوجة‭ ‬والرحالة‭ ‬والكاتب‭ ‬والإثنوغرافيّ‭ ‬والمغامر‭ ‬المبثوثة‭ ‬عبر‭ ‬أجزاء‭ ‬النص‭ ‬جميعها،‭ ‬موضوع‭ ‬الكتاب‭ ‬ومنطلقاته‭ ‬الآيديولوجية‭ ‬معميّة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬المبحث‭ ‬الاثنوغرافي‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬الرحلة‭ ‬والسيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬والسيرة‭ ‬الغيرية‭.‬

‭_‬تمثيلات‭ ‬الجنوسة‭ ‬الثقافيّة‭ ‬عند‭ ‬بهداد‭:‬

‭_‬سلطة‭ ‬المستشرق‭ ‬وسياسات‭ ‬الجنوسة‭:‬

‭ ‬لايبدأ‭ ‬كتاب‭ ‬آن‭ ‬بلنت،‭ ‬‮«‬الحج‭ ‬إلى‭ ‬نجد‮»‬‭ ‬بسردها‭ ‬للرحلة‭ ‬أو‭ ‬بمقدمة‭ ‬صدرت‭ ‬بها‭ ‬النص،‭ ‬وإنَّما‭ ‬بتصدير‭ ‬قوي‭ ‬كتبه‭ ‬زوجها،‭ ‬محرر‭ ‬النص‭ ‬ومؤلف‭ ‬ملحقاته‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتاريخ‭ ‬شمال‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬وجغرافيتها‭. ‬ويشير‭ ‬هذا‭ ‬الإقحام‭ ‬للصوت‭ ‬الذكوريّ‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مفاجئ‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬هذا‭ ‬الثنائيّ‭ ‬الاستشراقيّ،‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬يحتل‭ ‬فيها‭ ‬الرجل‭ ‬موقع‭ ‬السلطة‭ ‬الخطابيّة‭ ‬التي‭ ‬تقر‭ ‬الصوت‭ ‬الأنثوي‭ ‬وتجيزه‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الرحلة‭. ‬ففي‭ ‬حقل‭ ‬الجنوسة‭ ‬المتصل‭ ‬بعلاقات‭ ‬السلطة‭ ‬الاستشراقية،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬المرأة‭ ‬مقصية‭ ‬أو‭ ‬تابعًا‭ ‬من‭ ‬توابع‭ ‬رحلة‭ ‬الرجل،‭ ‬فإنَّ‭ ‬تمثيلات‭ ‬المرأة‭ ‬للآخر‭ ‬الغربي‭ ‬يتوجب‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسنودة‭ ‬بالرجل‭ ‬المستشرق‭. ‬وقد‭ ‬تشكَّلت‭ ‬علاقات‭ ‬هذا‭ ‬الثنائيّ‭ ‬الاستشراقيّ‭ ‬وإنتاجهما‭ ‬المشترك‭ ‬السياسات‭ ‬المنزلية‭ ‬لبريطانيا‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬التي‭ ‬تبطن‭ ‬بلاغة‭ ‬السرد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحياة‭ ‬المنزلية؛‭ ‬إذ‭ ‬تستقر‭ ‬علاقة‭ ‬الثنائي‭ ‬بلنت‭ ‬طوال‭ ‬رحلتهما‭ ‬إلى‭ ‬نجد،‭ ‬وفقا‭ ‬لميلمان،‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬البطريركي‭ ‬للجنوسة،‭ ‬والنماذج‭ ‬العائلية‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬سلطة‭ ‬ويلفرد‭ ‬بلنت‭ ‬على‭ ‬زوجتهن‭ ‬وهي‭ ‬علاقات‭ ‬تعيد‭ ‬إنتاج‭ ‬الزواج‭ ‬كشراكة‭ ‬غير‭ ‬متكافئة‭ ‬وعلاقة‭ ‬تراتبية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬سلطة‭ ‬الرجل‭ ‬وامتثال‭ ‬الأنثى‭. ‬ويقدم‭ ‬سرد‭ ‬الليدي‭ ‬بلنت‭ ‬أمثلة‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬أنتجت‭ ‬فيها‭ ‬الممارسات‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬المستشرقين‭ ‬قسمة‭ ‬العمل‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬جنسيّ‭. ‬ويتبدى‭ ‬هذا‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬للرحلة‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬حيث‭ ‬ترك‭ ‬بلنت‭ ‬زوجته‭ ‬مع‭ ‬الطهاة‭ ‬وسائس‭ ‬الجمل‭ ‬كي‭ ‬يزور‭ ‬البازارات‭. ‬وحتى‭ ‬اللحظة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حين‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬تعطشه‭ ‬للاستكشاف‮»‬‭ ‬الحافز‭ ‬لمتابعة‭ ‬رحلتهما‭ ‬عبر‭ ‬بلاد‭ ‬فارس‭ ‬على‭ ‬الضد‭ ‬من‭ ‬رغبة‭ ‬زوجته‭. ‬وتبسط‭ ‬مدونات‭ ‬دفتر‭ ‬اليوميات‭ ‬المؤرخة‭ ‬ب‭ ‬21‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1878‭ ‬إلى‭ ‬11‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1879‭ ‬بما‭ ‬ترويه‭ ‬عن‭ ‬تجربتين‭ ‬مسائيتين‭ ‬أمثلة‭ ‬دالة‭ ‬نقرأ‭: ‬‮«‬خرج‭ ‬ويلفرد‭ ‬هذا‭ ‬المساء‭ ‬نحوًا‭ ‬من‭ ‬الساعة،‭ ‬وجلب‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬الحقول‭ ‬بعض‭ ‬الإوز‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬أسرابه‭ ‬تملأ‭ ‬الأفق‭. ‬وأخذت‭ ‬أنا‭ ‬صورة‭ ‬للمدينة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬أحد‭ ‬الجدران‮»‬‭ ‬و«بينما‭ ‬كنت‭ ‬جالسة‭ ‬أرسم‭ ‬سكيتشات‭ ‬لهذا‭ ‬المنظر‭ ‬المثير‭ (‬لضاحية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجوف‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬صحراء‭ ‬النفود‭) ‬قفل‭ ‬ويلفرد‭ ‬الذي‭ ‬تسلق‭ ‬قمة‭ ‬حجر‭ ‬عملاق‭ ‬يتوج‭ ‬التلة،‭ ‬عائدا‭ ‬بخبر‭ ‬مؤداه‭ ‬أنه‭ ‬اكتشف‭ ‬نقشًا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأبجدية‭ ‬اليونانية‮»‬‭. ‬

يؤلف‭ ‬صعود‭ ‬بلنت‭ ‬الرمزي‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬التلة‭ ‬وممارسته‭ ‬الصيد‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬آن‭ ‬تقوم‭ ‬برسم‭ ‬سكيتشات‭ ‬لمنظر‭ ‬بانورامي،‭ ‬لحظات‭ ‬نموذجية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لهذا‭ ‬الثنائيّ‭ ‬الاستشراقيّ‭. ‬إذ‭ ‬تتجلى‭ ‬شخصية‭ ‬المستشرق‭ ‬الذكر‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬دائبة‭ ‬وفي‭ ‬سعي‭ ‬محموم‭ ‬وراء‭ ‬المغامرات‭ ‬بينما‭ ‬ترتكس‭ ‬المستشرقة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬سكوني‭. ‬فهي‭ ‬مقيّدة‭ ‬بالنماذج‭ ‬البطرياركية‭ ‬التي‭ ‬تملي‭ ‬عليها‭ ‬تصوير‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مكانها‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬وتولِّد‭ ‬إيديولوجية‭ ‬المغامرة‭ ‬رغبة‭ ‬عنيدة‭ ‬لدى‭ ‬المستشرق‭ ‬الذكر‭ ‬للاستكشاف‭ ‬والاكتشاف،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬ممارستها‭ ‬بصفة‭ ‬فردية‭. ‬‮«‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لمشروع‭ ‬المغامرة‭ ‬الغرائبية‭ ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬فيكتور‭ ‬سيغالين‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬فرديًا‭ ‬وفريدًا‮»‬‭. ‬وختامًا‭ ‬أقول‭ ‬بأنَّ‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬البحثية‭ ‬النقدية‭ ‬تستحق‭ ‬الوقوف‭ ‬عندها‭ ‬نظرا‭ ‬لاشتغالها‭ ‬على‭ ‬مدوَّنات‭ ‬الرحلة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التفكك‭ ‬الاستعماري‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وأوائل‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الميلادي‭.‬

 

{‭ ‬أستاذة‭ ‬السَّرديات‭ ‬والنقد‭ ‬الأدبي‭ ‬الحديث‭ ‬المشارك،

كلية‭ ‬الآداب،‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا