العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

معركة جنين.. فشل إسرائيلي كامل وتحول نوعي نحو المقاومة

بقلم: د. مصطفى البرغوثي

السبت ١٥ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

لعل‭ ‬معركة‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬ستدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬باعتبارها‭ ‬لحظة‭ ‬التحول‭ ‬النوعي‭ ‬لتراكمات‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬وكفاح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‭. ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬مبالغة‭ ‬في‭ ‬مقارنتها‭ ‬بمعركة‭ ‬الكرامة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬ومثلت‭ ‬أول‭ ‬انتصار‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬غارقاً‭ ‬في‭ ‬غروره‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬انتصاره‭ ‬في‭ ‬عدوان‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬التحول‭ ‬النوعي‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وجيشه‭ ‬الضخم‭ ‬وحكومته‭ ‬الفاشية،‭ ‬فشلوا‭ ‬فشلا‭ ‬ذريعا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬بكسر‭ ‬مقاومة‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬وتصفية‭ ‬المقاومين‭ ‬وقاعدتهم‭ ‬الشعبية،‭ ‬بل‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬تحول‭ ‬الحاضنة‭ ‬الشعبية‭ ‬للمقاومة‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬إلى‭ ‬حاضنة‭ ‬فلسطينية‭ ‬شعبية‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭.‬

استخدمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬مساحته‭ ‬نصف‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬بكثافة‭ ‬سكانية‭ ‬كبيرة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬عشر‭ ‬ألف‭ ‬لاجئ‭ ‬شردهم‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أثناء‭ ‬نكبة‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لواء‭ ‬كامل‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬وستمائة‭ ‬جندي‭ ‬بالمدرعات‭ ‬والدبابات‭ ‬وطائرات‭ ‬الأباتشي‭ ‬والصواريخ،‭ ‬وأسراب‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬المسيرات‭ ‬العسكرية‭ ‬ومنظومة‭ ‬استخبارات‭ ‬هائلة،‭ ‬وفشلت‭.‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬في‭ ‬رام‭ ‬الله،‭ ‬وليد‭ ‬العمري،‭ ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬تستطيع‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بهذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬والعتاد‭ ‬أن‭ ‬تحتل‭ ‬دولة‭ ‬بأكملها،‭ ‬ولكنها‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬كسر‭ ‬مخيم‭ ‬جنين،‭ ‬وانسحبت‭ ‬قواتها‭ ‬وهي‭ ‬تجر‭ ‬أذيال‭ ‬الخيبة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ترجمت‭ ‬حقدها‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬شامل‭ ‬لبنية‭ ‬المخيم‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬وشوارع،‭ ‬وشبكات‭ ‬كهرباء‭ ‬ومياه‭ ‬ومرافق‭ ‬صحية‭ ‬ومئات‭ ‬البيوت،‭ ‬وتجرأت‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬الحي‭ ‬والقنابل‭ ‬المسيلة‭ ‬للدموع‭ ‬على‭ ‬المستشفيات،‭ ‬واعتدت‭ ‬على‭ ‬فرق‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف،‭ ‬وأطلقت‭ ‬الرصاص‭ ‬على‭ ‬الصحفيين،‭ ‬وتركت‭ ‬جرحى‭ ‬ينزفون‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬للفرق‭ ‬الطبية‭ ‬بالوصول‭ ‬إليهم‭.‬

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فشلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬اعتقال‭ ‬المقاومين‭ ‬أو‭ ‬تصفيتهم،‭ ‬وفشلت‭ ‬في‭ ‬تحطيم‭ ‬بنية‭ ‬المقاومة‭ ‬وتكبدت‭ ‬الخسائر‭ ‬حتى‭ ‬لحظة‭ ‬مغادرة‭ ‬قواتها‭ ‬للمخيم‭.‬

ولعل‭ ‬أهم‭ ‬ملامح‭ ‬التحول‭ ‬النوعي‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭:‬

أولاً‭: ‬انضواء‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬المقاومة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها،‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬مستحيلاً‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬المقاومين‭ ‬المحترفين‭ ‬وآلاف‭ ‬الشباب‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المقاومة،‭ ‬وبذلك‭ ‬تحولت‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مقاومة‭ ‬شعبية‭ ‬شاملة‭.‬

ثانياً‭: ‬تعزيز‭ ‬القناعة‭ ‬لدى‭ ‬الغالبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وبناته،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬المسعور،‭ ‬واعلان‭ ‬نتنياهو‭ ‬نيته‭ ‬اجتثاث‭ ‬فكرة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة،‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬سوى‭ ‬المقاومة‭ ‬والكفاح‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬المفاوضات‭ ‬الفاشلة‭ ‬واتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬البائس،‭ ‬والمراهنة‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬خارجية‭.‬

ثالثاً‭: ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكان‭ ‬إسرائيل‭ ‬حصر‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬بؤر‭ ‬محددة‭ ‬مثل‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬والبلدة‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬نابلس،‭ ‬ومخيم‭ ‬نور‭ ‬شمس‭ ‬في‭ ‬طولكرم،‭ ‬بل‭ ‬تلقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬الردود‭ ‬المقاومة‭ ‬على‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬جنين‭ ‬من‭ ‬الخليل‭ ‬ورام‭ ‬الله‭ ‬ولبنان‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبكلمات‭ ‬أخرى‭ ‬صارت‭ ‬المقاومة‭ ‬ظاهرة‭ ‬فلسطينية‭ ‬عامة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأسره‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أماكن‭ ‬وجوده‭.‬

رابعاً‭: ‬انتهت‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬كل‭ ‬الأوهام‭ ‬بإمكانية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬دولية،‭ ‬أو‭ ‬مواقف‭ ‬رسمية‭ ‬دولية‭ ‬مؤثرة‭ ‬ضد‭ ‬الفاشية‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إعلان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬دعمهم‭ ‬للعدوان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬ولما‭ ‬سموه‭ ‬‮«‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‮»‬،‭ ‬والصمت‭ ‬المريب‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬العاجز‭ ‬عن‭ ‬صياغة‭ ‬سياسة‭ ‬مستقلة‭ ‬خاصة‭ ‬به،‭ ‬وتعمق‭ ‬الإدراك‭ ‬بأن‭ ‬الحل‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬وتنظيم‭ ‬النفس‭ ‬ومقاومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وليس‭ ‬انتظار‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين‭. ‬وأصبحت‭ ‬الدعوات‭ ‬الرسمية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للحماية‭ ‬الدولية‭ ‬محل‭ ‬تندر‭ ‬شعبي،‭ ‬باعتبارها‭ ‬شماعة‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭.‬

خامساً‭: ‬تعمق‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬العارم‭ ‬ضد‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬وكل‭ ‬عقيدته‭ ‬التي‭ ‬وُلدت‭ ‬مع‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو،‭ ‬والتي‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬واجب‭ ‬حماية‭ ‬المحتلين،‭ ‬وهي‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬نفسها‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المحتلين‭ ‬أنفسهم‭.‬

وكان‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يتردد‭ ‬شعبيا‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تتصدى‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مقراتها‭ ‬في‭ ‬غزوتها‭ ‬لمخيم‭ ‬جنين،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لاعتداءات‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإرهابية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬كما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الثانية‭.‬

ولذلك‭ ‬صارت‭ ‬الدعوة‭ ‬لإنهاء‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬فعلياً،‭ ‬وليس‭ ‬شكلياً،‭ ‬نهائياً‭ ‬وليس‭ ‬لفترة‭ ‬مؤقتة،‭ ‬مطلباً‭ ‬شعبياً‭ ‬شاملاً،‭ ‬مثل‭ ‬المطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الاعتقالات‭ ‬السياسية‭ ‬وإفراج‭ ‬السلطة‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬وعدد‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬المقاومين‭.‬

سادساً‭: ‬فُتح‭ ‬باب‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬مصراعيه،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضغط‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬القيادات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الرسمية‭ ‬والفصائلية‭ ‬بأن‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الوحدة‭ ‬الكفاحية‭ ‬التي‭ ‬صنعها‭ ‬المقاومون‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

وأثمر‭ ‬ذلك‭ ‬الضغط‭ ‬الشعبي‭ ‬دعوة‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬للأمناء‭ ‬العامين‭ ‬للقوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬رحبت‭ ‬بها،‭ ‬وتصاعدت‭ ‬بالتوازي‭ ‬المطالب‭ ‬بألا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬مجرد‭ ‬مناسبة‭ ‬شكلية‭ ‬لالتقاط‭ ‬الصور،‭ ‬أو‭ ‬لتخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬الشعبي‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬ارتكبت‭ ‬أكبر‭ ‬أخطائها‭ ‬بإلغاء‭ ‬الانتخابات‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬

واضحاً‭ ‬أن‭ ‬المطلوب‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬الاجتماع‭ ‬تأكيد‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتبني‭ ‬خيار‭ ‬المقاومة‭ ‬والكفاح‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬أثمر‭ ‬فشلاً‭ ‬كاملاً‭ ‬بعد‭ ‬انطلاقه‭ ‬بتوقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬والاستعداد‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬حل‭ ‬وسط‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬بكل‭ ‬مكوناتها،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬نضال‭ ‬وكفاح‭ ‬ومقاومة‭ ‬لتغيير‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬لصالح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وأهم‭ ‬مؤشر‭ ‬للجدية‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬لاجتماع‭ ‬الأمناء‭ ‬العامين‭ ‬هو‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتشكيل‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬مقاومة،‭ ‬والإفراج‭ ‬الفوري‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭.‬

سابعاً‭: ‬أفشل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ببسالة‭ ‬دسائس‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ومحاولات‭ ‬إثارة‭ ‬الفتنة،‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والمقاومة،‭ ‬والفصل‭ ‬بين‭ ‬الضفة‭ ‬والقطاع،‭ ‬وتعميق‭ ‬الشرخ‭ ‬والانقسام‭ ‬بين‭ ‬حركتي‭ ‬فتح‭ ‬وحماس،‭ ‬وتحريض‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ضد‭ ‬بعضها،‭ ‬وأثبتت‭ ‬الأحداث‭ ‬أن‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬وحيداً‭ ‬بل‭ ‬شكل‭ ‬نقطة‭ ‬استقطاب‭ ‬للفعل‭ ‬النضالي‭ ‬المتكامل‭ ‬والموحد‭.‬

ثامناً‭: ‬وفي‭ ‬الخلاصة‭ ‬فإن‭ ‬العدوان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬على‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬عاد‭ ‬بنتائج‭ ‬عكسية‭ ‬تماماً‭ ‬لما‭ ‬خطط‭ ‬له‭ ‬نتنياهو،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يؤد‭ ‬تصعيد‭ ‬القمع‭ ‬والقتل‭ ‬والاستيطان،‭ ‬وإعلان‭ ‬برنامج‭ ‬ضم‭ ‬وتهويد‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬تصعيد‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وصعود‭ ‬جيل‭ ‬شاب‭ ‬فلسطيني‭ ‬أكثر‭ ‬عزماً‭ ‬وتصميماً‭ ‬وجرأة‭ ‬ومهارة‭ ‬والتزاماً‭ ‬بالمقاومة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والكرامة‭. ‬فهل‭ ‬ترتقي‭ ‬القيادات‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الباسل‭ ‬ومستوى‭ ‬وحدته‭ ‬النضالية؟

{ الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا