العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

من صاحب الحق في حقل الدرة للغاز؟

بقلم: علاء إبراهيم حبيب

الجمعة ١٤ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

عادت‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وإيران‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬حول‭ ‬الأحقية‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الدرة‭ ‬البحري‭ ‬للغاز،‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬طهران‭ ‬نيتها‭ ‬التنقيب‭ ‬في‭ ‬الموقع،‭ ‬مدعية‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأنها‭ ‬لن‭ ‬تتنازل‭ ‬عن‭ ‬حقها‭.‬

يهدف‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬عودة‭ ‬الخلافات‭ ‬على‭ ‬حقل‭ ‬الدرة‭ ‬وعلى‭ ‬صاحب‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه،‭ ‬وذلك‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬النزاع‭.‬

يقع‭ ‬حقل‭ ‬الدرة‭ ‬للغاز‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحرية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت،‭ ‬ويقدر‭ ‬احتياطي‭ ‬الغاز‭ ‬القابل‭ ‬للاستخراج‭ ‬منه‭ ‬بحسب‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬العربية‭ ‬بنحو‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحقل‭ ‬اكتشف‭ ‬عام1960،‭ ‬فإنه‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استثماره‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الرياض‭ ‬والكويت‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وبين‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

قبل‭ ‬مواصلة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬وبين‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الحقل‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المنطقة‭ ‬المشتركة؟

بحسب‭ ‬منصة‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬واشنطن،‭ ‬فإن‭ ‬تأسيس‭ ‬المنطقة‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1922،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬تأسيسها‭ ‬هو‭ ‬تحديد‭ ‬منطقة‭ ‬حرة‭ ‬لتنقل‭ ‬السكان‭ ‬بينهما،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1965‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬التقسيم،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬نصفين،‭ ‬أي‭ ‬نصف‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ثروات‭ ‬المنطقة‭ ‬مشتركة‭. ‬

لكن‭ ‬لماذا‭ ‬عاد‭ ‬موضوع‭ ‬الحقل‭ ‬إلى‭ ‬تصدر‭ ‬الأحداث‭ ‬من‭ ‬جديد؟

بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬على‭ ‬حقهم‭ ‬الحصري‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬أعلنت‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬التنقيب‭ ‬بدورها‭ ‬وأنها‭ ‬متمسكة‭ ‬بهذا‭ ‬الحق‭ ‬ولن‭ ‬تتنازل‭ ‬عنه‭ ‬مهما‭ ‬حدث‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬وقعتا‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬لتطوير‭ ‬حقل‭ ‬الدرة‭.‬

وقد‭ ‬وقع‭ ‬عن‭ ‬السعودية‭ ‬شركة‭ ‬أرامكو‭ ‬لأعمال‭ ‬الخليج‭ ‬ووقع‭ ‬عن‭ ‬الكويت‭ ‬الشركة‭ ‬الكويتية‭ ‬لنفط‭ ‬الخليج،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الحقل‭ ‬في‭ ‬الآتي‭:‬

‭- ‬إنتاج‭ ‬الغاز‭ ‬غير‭ ‬المصاحب‭ ‬بكميات‭ ‬إجمالية‭ ‬تعادل‭ ‬مليار‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬يوميا‭.‬

‭- ‬إنتاج‭ ‬حوالي84‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭.‬

‭- ‬تلبية‭ ‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬المحلي‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬وسوائله‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬تطوير‭ ‬الحقل‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬هندسية‭ ‬حديثة‭ ‬تراعي‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭. ‬

الأمر‭ ‬العجيب‭ ‬في‭ ‬المطالبات‭ ‬الإيرانية‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬دليل،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬عليها‭ ‬أولاً‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬النفط‭ ‬الكويتي‭ ‬سعد‭ ‬البراك،‭ ‬قال‭ ‬كما‭ ‬نقلت‭ ‬عنه‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الكويتية‭ ‬‮«‬من‭ ‬لديه‭ ‬ادعاءات‭ ‬عليه‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬سيأخذه‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لقواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والاعتبارات‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‮»‬‭.‬

تعامُل‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬حقل‭ ‬الدرة‭ ‬مثير‭ ‬للسخرية‭:‬

كعادة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعرب،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬حقا‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬الحقل‭ ‬غير‭ ‬مرسومة‭ ‬بعد‭!‬

كذلك‭ ‬ملالي‭ ‬طهران‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬وهم‭ ‬رجوع‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الفارسية‭ ‬البائدة،‭ ‬وقد‭ ‬تسببت‭ ‬سياستهم‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬إفقار‭ ‬الشعب‭ ‬الفارسي‭ ‬والشعوب‭ ‬غير‭ ‬الفارسية‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬جغرافية‭ ‬إيران‭. ‬

والحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعيها‭ ‬الجميع‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬بلاد‭ ‬الفرس‭ ‬بعيدة‭ ‬جداً‭ ‬عن‭ ‬بلاد‭ ‬العرب،‭ ‬وذلك‭ ‬إذا‭ ‬فصلنا‭ ‬عنها‭ ‬الأحواز‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة‭ ‬وبلوشستان‭ ‬المحتلة‭ ‬وبلاد‭ ‬الكرد‭ ‬وبلاد‭ ‬الأذر‭.‬

وبناءً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬أعلاه،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬بحرية‭ ‬لنا‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬وكذلك‭ ‬أذكر‭ ‬بأن‭ ‬الفرس‭ ‬لن‭ ‬يتوقفوا‭ ‬أبداً‭ ‬عن‭ ‬منازعة‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬أراضيهم‭. ‬

آلية‭ ‬عمل‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬حقل‭ ‬الدرة‭ ‬البحري‭:‬

دخلت‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬كطرف‭ ‬تفاوضي‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬بشأن‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬بينهم‭.‬

وتدخل‭ ‬طهران‭ ‬المفاوضات‭ ‬وهي‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬لأنها‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تنضم‭ ‬لأي‭ ‬إجراء‭ ‬يتضمن‭ ‬تشغيل‭ ‬وتطوير‭ ‬الحقل،‭ ‬بينما‭ ‬ترى‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬فيها‭ ‬الحقل‭ ‬تابعة‭ ‬للكويت،‭ ‬وأن‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬هناك‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬فقط‭. ‬

يُذكر‭ ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬الطاقة‭ ‬البرلمانية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تدعم‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬والحكومة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلّ‭ ‬الخلاف‭ ‬على‭ ‬حقل‭ ‬الدرة،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬اللجنة‭ ‬توصياتها‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية‭.‬

لماذا‭ ‬قررت‭ ‬طهران‭ ‬بدء‭ ‬الحفر‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الدرة؟

بحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬الجريدة‭ ‬الكويتية،‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬هددت‭ ‬ببدء‭ ‬عمليات‭ ‬الحفر‭ ‬والتنقيب‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الغاز‭ ‬البحري‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬نجاح‭ ‬المحادثات‭ ‬الأولية‭ ‬حول‭ ‬الحقل،‭ ‬وبحسب‭ ‬مصادر‭ ‬إيرانية‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬على‭ ‬تقسيم‭ ‬الحقل‭ ‬سيتسبب‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬تعطيل‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬لتجنب‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬الخلاف‭. ‬

ختاماً،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬ذٌكر‭ ‬أعلاه،‭ ‬يتضح‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬الادعاءات‭ ‬الإيرانية‭ ‬غير‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ترسيم‭ ‬واضح‭ ‬للحدود‭ ‬البحرية،‭ ‬وأن‭ ‬المنطقة‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الحقل‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬أراضٍ‭ ‬عربية‭ ‬محتلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفرس‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا