العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«ازدواجية المعايير الغربية» في التعامل مع قضيتي «فلسطين» و«أوكرانيا»

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٤ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬هيمنت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية،‭ ‬بدايةً‭ ‬من‭ ‬تصعيد‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬مرورًا‭ ‬بتمرد‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬فاغنر‮»‬‭ ‬الروسية،‭ ‬حتى‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬هجوم‭ ‬‮«‬كييف‮»‬‭ ‬المضاد‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬2023،‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تراجعت‭ ‬التغطية‭ ‬الإعلامية‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬بشأن‭ ‬تفاقم‭ ‬محنة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬تخاذل‮»‬،‭ ‬واضح‭ ‬لإدانة‭ ‬العدوان‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية،‭ ‬التي‭ ‬تزعم‭ ‬أنها‭ ‬حامية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي؛‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭.  ‬

وفي‭ ‬حلقة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬شنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬هجومًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬جنين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬مستهدفة‭ ‬بصورة‭ ‬متعمدة‭ ‬مخيم‭ ‬اللاجئين‭ ‬بوابل‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الجوية‭ ‬والبرية‭. ‬وكتبت‭ ‬‮«‬ألكسندرا‭ ‬شارب‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الضربات‭ ‬هي‭ ‬‮«‬أعنف‭ ‬هجوم‭ ‬شنه‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬منذ‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬بيثان‭ ‬ماكيرنان‮»‬،‭ ‬و«بيتر‭ ‬بومون‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬تم‭ ‬شنه‭ ‬بعشر‭ ‬غارات‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬تلاها‭ ‬مداهمة‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬2000‭ ‬جندي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬مدعومين‭ ‬بالجرافات‭ ‬المدرعة‭ ‬والقناصة‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬بوين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬ممنهجة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬لين‭ ‬هاستينغز‮»‬،‭ ‬منسقة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإنسانية،‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬خلفت‭ ‬عدة‭ ‬قتلى‭ ‬وجرحى‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬خطرة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬صعدت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬هجماتها‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬غاب‭ ‬الغرب‭ ‬عن‭ ‬إدانة‭ ‬استخدامها‭ ‬للقوة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬الهجوم،‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬يواصل‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬شعبها‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ولا‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته،‭ ‬بيانًا‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬غياب‭ ‬واضح‭ ‬لمساءلة‭ ‬إسرائيل‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬سوناك‮»‬،‭ ‬صرح‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‮»‬،‭ ‬ودعوته‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التحلي‭ ‬بضبط‭ ‬النفس‮»‬‭ ‬في‭ ‬عملياته‭ ‬العسكرية،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬تدعم‭ ‬‮«‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬أدان‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رده‭ ‬تجاهل‭ ‬نهج‭ ‬إسرائيل‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬العنف‭. ‬وبالتالي،‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬منظمات،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬و«هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬بـ«نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‮»‬‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬فإن‭ ‬الحماس‭ ‬الذي‭ ‬طرحت‭ ‬بموجبه‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬احتمالية‭ ‬توقيع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬اتفاقات‭ ‬إبراهام‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة،‭ ‬يكشف‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حسبانها‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وكيف‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬مكافأة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خرقها‭ ‬الصارخ‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬وصف‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكن‮»‬،‭ ‬لهذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬بأنها‭ ‬تشكّل‭ ‬‮«‬أولوية‮»‬‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لبلاده‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬التزام‭ ‬واشنطن‭ ‬بتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭.‬

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬ليفي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬مشروع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬فوري‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬حيال‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬‮«‬سوف‭ ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬واشنطن‭ ‬تقوم‭ ‬بتغطية‭ ‬الإسرائيليين‮»‬،‭ ‬و«تركهم‭ ‬يفلتون‭ ‬بما‭ ‬يفعلون‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬نهاد‭ ‬عوض‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬بات‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬تمامًا»؛‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬عواقب‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬ما‭ ‬‮«‬يُظهر‭ ‬استخفافا‭ ‬قاسيا‭ ‬بحياة‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬أدان‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬سفارد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الآن‭ ‬للعالم‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬‮«‬تورط‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬متعمد‭ ‬لتسريع‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬غير‭ ‬القانوني،‭ ‬معتبرا‭ ‬إياه‭ ‬‮«‬انتهاكًا‭ ‬صارخًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬كونه‭ ‬خطوة‭ ‬رئيسية‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬ترسيخ‭ ‬آليات‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‮»‬‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬يعد‭ ‬عدم‭ ‬صدور‭ ‬إدانات‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬‮«‬ملحوظًا‮»‬،‭ ‬و«مؤشرًا‮»‬‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬نهجها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التغاضي‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬التغطية‭ ‬الإعلامية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المنافذ‭ ‬الإعلامية‭ ‬الرئيسية‭ ‬لدى‭ ‬الغرب‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬لافت‭ ‬للنظر‮»‬‭ ‬أيضًا‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬التقارير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬الهجمات‭ ‬الأخيرة‭ ‬محدودة‭ ‬للغاية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتقارير‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تم‭ ‬تركيز‭ ‬التغطية‭ ‬الإعلامية‭ ‬الغربية‭ ‬للهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬‮«‬جنين‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تجنب‭ ‬ذكر‭ ‬لفظ‭ ‬شن‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬هجومية‭ ‬دامية‭. ‬ووصفته‭ ‬الـ«بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬كبرى‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬هجوم‭ ‬جوي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬توغل‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬حاول‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كالين‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬تبريره‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬فشلت‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬جنين‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأسلحة‭ ‬لدى‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬جنين‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬أحدث‭ ‬هجوم‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬العنيفة‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بالفعل‭ ‬بشن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«عملية‭ ‬‮«‬كاسر‭ ‬الأمواج‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬التسمية‭ ‬المعتمَدة‭ ‬لعمليات‭ ‬القمع‭ ‬والحصار‭ ‬والتنكيل‭ ‬الأمنية‭ ‬الراهنة،‭ ‬والتي‭ ‬تخللتها‭ ‬غارات‭ ‬على‭ ‬البلدات‭ ‬والمدن‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وفي‭ ‬20‭ ‬يونيو،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قُتل‭ ‬سبعة‭ ‬فلسطينيين‭ ‬خلال‭ ‬غارة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬استخدمت‭ ‬فيها‭ ‬مروحيات‭ ‬هجومية‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬الهجمات‭ ‬شراسةً‭ ‬هجوم‭ ‬المستوطنين‭ ‬على‭ ‬بلدة‭ ‬‮«‬ترمسعيا‮»‬‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬يونيو،‭ ‬والذي‭ ‬ذكرت‭ ‬‮«‬إليزابيث‭ ‬هاجيدورن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬المونيتور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نحو‭ ‬400‭ ‬مستوطن‭ ‬مسلّح‭ ‬قد‭ ‬تورّطوا‭ ‬فيه‭ ‬وأحرقوا‭ ‬سيارات‭ ‬ومنازل‭ ‬ومزارع‭ ‬مملوكة‭ ‬للفلسطينيين‮»‬‭. ‬وعلّق‭ ‬‮«‬بن‭ ‬لينفيلد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أعاد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬بلدة‭ ‬حوارة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬يعكس‭ ‬‮«‬الواقع‭ ‬القبيح‮»‬‭ ‬لنظام‭ ‬‮«‬الفصل‭ ‬العنصري‮»‬‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬بن‭ ‬وايت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬العربي‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حملة‭ ‬الضم‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تشنّها‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثّل‭ ‬القوة‭ ‬الدافعة‭ ‬لـ«التصعيد‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المستوطنين‭ ‬نفّذوا‭ ‬نحو‭ ‬441‭ ‬هجومًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬الإضرار‭ ‬بالممتلكات‭ ‬أو‭ ‬وقوع‭ ‬ضحايا‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬يونيو،‭ ‬أي‭ ‬بمتوسط‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هجومين‭ ‬يوميًا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬‮«‬يجعل‭ ‬الحياة‭ ‬غير‭ ‬محتملة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفلسطينيين‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬دور‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬تسهيل‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬معاونتهم‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬حكومة‭ ‬يشغل‭ ‬فيها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القوميين‭ ‬المتطرفين‭ ‬مناصب‭ ‬بارزة‭ ‬ومؤثرة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬سجّل‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬آي‮»‬،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬85‭ ‬هجومًا‭ ‬منفصلاً‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬فقط‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الهجمات‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬‮«‬حرق‭ ‬المحاصيل‭ ‬والسيارات‭ ‬والمنازل‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬مقابل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اهتمام‭ ‬غربي‭ ‬إزاء‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة؛‭ ‬يجب‭ ‬هنا‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية،‭ ‬مقارنة‭ ‬بدعواتها‭ ‬غير‭ ‬المتسقة‭ ‬لتقرير‭ ‬المصير،‭ ‬والسيادة،‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬المثال‭ ‬الأكثر‭ ‬وضوحا،‭ ‬حيث‭ ‬أقرت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬مرارا‭ ‬بالدفاع‭ ‬عنها‭ ‬ضد‭ ‬العدوان‭ ‬الروسي،‭ ‬وقدمت‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭ ‬وعسكرية‭ ‬هائلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬لأراضيهم‭ ‬بالقوة،‭ ‬فيما‭ ‬حازت‭ ‬تطورات‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وتمرّد‭ ‬‮«‬فاغنر‮»‬‭ ‬في‭ ‬روسيا،‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬إعلامي‭ ‬واسع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬المراقبين‭ ‬تجاهله‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬إحجامه‭ ‬عن‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬محنة‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كليفرلي‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني،‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬‮«‬عزيمة‭ ‬الغرب‮»‬،‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬دعمه‭ ‬لأوكرانيا؛‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬حكومته‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أول‭ ‬قوة‭ ‬غربية‭ ‬تزود‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬بمعدات‭ ‬متقدمة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصواريخ‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭. ‬وعندما‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬فشلت‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬‮«‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬أجواء‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‮»‬؛‭ ‬فعندئذٍ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتجاهل‭ ‬بريطانيا‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬استمرار‭ ‬استشهاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المدنيين،‭ ‬والأضرار‭ ‬المادية‭ ‬الهائلة،‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬والعنف‭. ‬

ومنذ‭ ‬بدأت‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬وبقية‭ ‬هيكل‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬إدانة‭ ‬كاملة‭ ‬لممارسات‭ ‬موسكو،‭ ‬وفرضت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الشاملة‭ ‬عليها‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء،‭ ‬ندد‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬بسرعة‭ ‬بـ‮«‬الاعتداء‭ ‬الوحشي‮»‬‭ ‬لروسيا،‭ ‬معتبرا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بدون‭ ‬مبرر‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ -‬آنذاك‭- ‬بوريس‭ ‬جونسون،‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬بريطانيا‭ ‬الفوري‭ ‬للأوكرانيين‭ ‬الأبرياء،‭ ‬وصرح‭ ‬بأن‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬صامتة‭ ‬إزاء‭ ‬الأمر‮»‬‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أدانت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬واعتبرت‭ ‬‮«‬صحيفة‭ ‬التايمز‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬مظلم‭ ‬لأوروبا‮»‬،‭ ‬ووصفه‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬هيرش‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬تحد‭ ‬للغرب‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‮»‬،‭ ‬وأعربت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أسفها‭ ‬‮«‬لعودة‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬الاستبداد‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬إصرار‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الفشل‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬للنظام‭ ‬العالمي‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬تفترس‭ ‬فيه‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬القوى‭ ‬الأضعف»؛‭ ‬فإن‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الممارسة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ -‬التي‭ ‬يدعمها‭ ‬الغرب‭ ‬صراحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صادراته‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬والدعم‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭- ‬تثير‭ ‬اتهامًا‭ ‬بازدواجية‭ ‬المعايير،‭ ‬وتعكس‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬رغبة‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬جيوسياسية،‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬تعرقل‭ ‬آليات‭ ‬التنفيذ‭ ‬العادل‭ ‬والمشروع‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

‭ ‬ولإثبات‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬رد‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وسلوك‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية؛‭ ‬ينبغي‭ ‬الإشارة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬إلى‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬ذهبت‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬لحماية‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الإدانة‭ ‬الدولية‭ ‬لسياستها‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر؛‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إخفاؤه‭ ‬أو‭ ‬تجاهله‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬أفعالها‭ ‬تجاه‭ ‬حرب‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬الازدواجية‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬عند‭ ‬محاسبة‭ ‬الأولى‭ ‬جراء‭ ‬انتهاكاتها،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬الفظائع،‭ ‬والخروقات‭ ‬والانتهاكات،‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬إصرار‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬دون‭ ‬إدانة‭ ‬واضحة‭ ‬لوقوع‭ ‬ضحايا‭ ‬بين‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتدمير‭ ‬المنازل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬مع‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬الضم‭ ‬المتسارعة‭ ‬لتحالف‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أنها‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬اعتداءاتها‭ ‬وانتهاكاتها‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬العزل،‭ ‬ووقوع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا