العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في أحداث العنف في فرنسا

بقلم: كمال عبداللطيف {

السبت ٠٨ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬بسبب‭ ‬حادثة‭ ‬مقتل‭ ‬الشاب‭ ‬الفرنسي‭ ‬نائل‭ ‬المرزوقي‭ (‬17‭ ‬سنة‭)‬،‭ ‬وتكشف‭ ‬معاينة‭ ‬أجواء‭ ‬الحرائق‭ ‬والمظاهرات‭ ‬والنهب‭ ‬الذي‭ ‬تعرّضت‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬وما‭ ‬لحق‭ ‬بإداراتٍ‭ ‬ومؤسّساتٍ‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬تخريب‭ ‬وفوضى‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬فرنسية‭ ‬عديدة،‭ ‬إننا‭ ‬أمام‭ ‬حركة‭ ‬احتجاج‭ ‬تُتَمّم‭ ‬المعارك‭ ‬السياسية‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬منذ‭ ‬شهرين،‭ ‬احتجاجاً‭ ‬ورفضاً‭ ‬لمشروع‭ ‬قانون‭ ‬التقاعد‭ ‬الجديد‭. ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬تعود‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬أحداث‭ ‬العنف‭ ‬الجارية‭ ‬والمتواصلة‭ ‬بعض‭ ‬شعارات‭ ‬أصحاب‭ ‬السترات‭ ‬الصفراء،‭ ‬الذين‭ ‬واجهوا‭ ‬خيارات‭ ‬ماكرون‭ ‬وحزبه‭ ‬ومواقفهما،‭ ‬منذ‭ ‬عهدته‭ ‬الأولى،‭ ‬وتواصلت‭ ‬احتجاجاتهم‭ ‬بعد‭ ‬عهدته‭ ‬الثانية‭.‬

منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬أسبوع،‭ ‬لم‭ ‬تتوقّف‭ ‬التظاهرات‭ ‬والاحتجاجات،‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬ومارسيليا‭ ‬ومونبلييه‭ ‬وليون‭ ‬وبوردو‭ ‬وتولوز‭ ‬وجرونوبل‭ ‬وليل‭.. ‬بدأ‭ ‬الحراك‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬27‭ ‬يونيو‭ ‬في‭ ‬نانتير‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬باريس،‭ ‬بعد‭ ‬قتل‭ ‬شرطي‭ ‬مرور‭ ‬الفتى‭ ‬بمبرّر‭ ‬عدم‭ ‬امتثاله‭ ‬لمطالبه‭. ‬واتسعت‭ ‬مظاهره‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬وترتّب‭ ‬عنها‭ ‬إحراق‭ ‬متاجر‭ ‬وحافلات‭ ‬وسيارات،‭ ‬وعشرات‭ ‬الجرحى‭ ‬والمتضرّرين‭ ‬من‭ ‬جرّاء‭ ‬أجواء‭ ‬الحراك‭ ‬المتوالية‭ ‬والمتصاعدة،‭ ‬وأجواء‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬والحزن‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حصل،‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬ركَّب‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬الحديث‭ ‬قيم‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وساهم‭ ‬مفكّروه‭ ‬وفلاسفته‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬المرجعية‭ ‬الفكرية‭ ‬لثقافة‭ ‬الأنوار‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬كما‭ ‬أسهمت‭ ‬تجاربه‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬المعالم‭ ‬الكبرى‭ ‬للديمقراطية‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬تُعَدُّ‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أعرق‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فكراً‭ ‬ومؤسّسات‭.‬

يعرف‭ ‬المتابعون‭ ‬للتحوّلات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬زمن‭ ‬رئاسة‭ ‬ماكرون،‭ ‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬وتلتها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬المتواصلة،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬حملته‭ ‬من‭ ‬استقطاباتٍ‭ ‬ومعارك‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواقف‭ ‬ماكرون‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬ومن‭ ‬روسيا‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬ومواقفه‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬يعرفون‭ ‬انخراطه‭ ‬المتأرجح‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬دولية‭ ‬عديدة‭ ‬معقدة،‭ ‬وأغلبها‭ ‬مرتبط‭ ‬بتاريخه‭ ‬مع‭ ‬مستعمراته،‭ ‬وتاريخه‭ ‬مع‭ ‬حلفائه،‭ ‬ومختلف‭ ‬التحوّلات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.. ‬وهي‭ ‬تحوّلات‭ ‬ترتبط،‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬منها،‭ ‬بمتغيّرات‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالنظام‭ ‬العالمي‭. ‬وقد‭ ‬انطلقت‭ ‬عمليات‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬قواعده‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

نقول،‭ ‬يعرف‭ ‬المتابعون‭ ‬لكل‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬أعلاه‭ ‬بصورة‭ ‬مكثفة‭ ‬أن‭ ‬الحوادث‭ ‬المشتعلة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الحواضر‭ ‬الفرنسية‭ ‬الكبرى‭ ‬تمتلك‭ ‬صلات‭ ‬من‭ ‬الوصل‭ ‬مع‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬ذكره،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬عزلها‭ ‬عنه‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بالنظر‭ ‬إليها‭ ‬بمجهر‭ ‬السببية‭ ‬المباشرة‭. ‬ففي‭ ‬السياسة‭ ‬والتاريخ،‭ ‬وفي‭ ‬أزمنة‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي،‭ ‬ترتبط‭ ‬الأحداث‭ ‬وتتقاطع،‭ ‬وهي‭ ‬تستدعي‭ ‬بعضها‭ ‬بعضاً‭ ‬بآلياتٍ‭ ‬مُركَّبة‭ ‬ومعقّدة‭. ‬وضمن‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬ندرك‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬اليمين‭ ‬الفرنسي‭ ‬المتطرّف‭ ‬منه‭ ‬والمعتدل،‭ ‬اليمين‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بتحويل‭ ‬سياسات‭ ‬ماكرون‭ ‬نحو‭ ‬موضوع‭ ‬أسئلة‭ ‬الهجرة‭ ‬والهوية،‭ ‬بل‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬الفرنسي‭ ‬برمته‭ ‬نحو‭ ‬خطابات‭ ‬متناقضة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بناه‭ ‬الفكر‭ ‬الفرنسي‭ ‬الحديث‭ ‬والمعاصر،‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الأنوار‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأخلاق‭ ‬التسامح‭ ‬والتقدّم‭.. ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬أغلب‭ ‬أطياف‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الفرنسي‭ ‬اليوم‭ ‬يتحدث‭ ‬لغة‭ ‬إيريك‭ ‬زمور‭ ‬وميشيل‭ ‬ويلبك،‭ ‬لغة‭ ‬العنصرية‭ ‬المستفزّة،‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬كل‭ ‬مشكلات‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بمشكلات‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬ضواحي‭ ‬المدن‭. ‬وهذا‭ ‬الموقف‭ ‬بالذات‭ ‬يجعلنا‭ ‬نقف‭ ‬اليوم‭ ‬ونحن‭ ‬نعاين‭ ‬مخاضات‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬أمام‭ ‬معارك‭ ‬سياسية‭ ‬كبرى‭.‬

تتجه‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬حكومة‭ ‬ماكرون‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بكل‭ ‬مظاهر‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬تملأه،‭ ‬بمختلف‭ ‬صور‭ ‬تصعيده‭ ‬المتوالية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أفعالاً‭ ‬وراءها‭ ‬قاصرون،‭ ‬وتوجّه‭ ‬فيها‭ ‬اللوم‭ ‬كما‭ ‬توجه‭ ‬التهم‭ ‬إلى‭ ‬الآباء‭ ‬الذين‭ ‬يسمحون‭ ‬لأطفالهم‭ ‬بالخروج‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬التظاهر‭ ‬والتخريب‭ ‬والشّغب‭.. ‬وعندما‭ ‬نسمع‭ ‬تشخيصاتٍ‭ ‬مماثلة،‭ ‬لأسبوع‭ ‬متواصل‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والحرائق،‭ ‬نتبين‭ ‬أن‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬ذكرنا‭ ‬نوعٌ‭ ‬من‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعرفه‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬حراك‭ ‬سياسي‭ ‬ومن‭ ‬تحوّلات‭ ‬نتصوّر‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬القائم،‭ ‬وفي‭ ‬بنية‭ ‬القِيَم‭ ‬المُؤسِّسة‭ ‬له‭ ‬والمرتبطة‭ ‬به،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬ومن‭ ‬الدولة‭.. ‬ومن‭ ‬الأمور‭ ‬الملفتة‭ ‬للنظر‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬بموازاة‭ ‬المعارك‭ ‬القائمة‭ ‬بيان‭ ‬لنقابة‭ ‬الشرطة،‭ ‬يتحدّث‭ ‬عن‭ ‬حربٍ‭ ‬أهلية،‭ ‬ويتمم‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة،‭ ‬الذين‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬الحراك‭ ‬المشتعل‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الأطفال،‭ ‬ويستخدمون‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬تطويره‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬يريد‭ ‬رؤية‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬منذ‭ ‬أسبوع‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬فرنسية‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬تَمَرُّد‭ ‬وعِصيان‭ ‬مدنيين‭.‬

يتساءل‭ ‬بعضهم‭ ‬هل‭ ‬تتجه‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬نحو‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ؟‭ ‬إن‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬الموقوفين،‭ ‬وارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬الجرحى‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬والدرك‭ ‬ومن‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬يبرز‭ ‬خطورة‭ ‬استمرار‭ ‬تصعيد‭ ‬الأوضاع‭. ‬ونتصوّر‭ ‬أن‭ ‬توجيه‭ ‬الحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬نحو‭ ‬إشكالات‭ ‬الراهن‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والسياسة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والعدالة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬محاصرة‭ ‬بعض‭ ‬أوجه‭ ‬الجدل‭ ‬الدائر‭ ‬بلغة‭ ‬الهوية‭ ‬والنقاء‭ ‬الهوياتي،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقرّبنا‭ ‬من‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬محاصرة‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬يفرزه‭ ‬تاريخها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬من‭ ‬تحوّلات‭ ‬مرتبطة،‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬التحوّل‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬العالم،‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬ويترتب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬في‭ ‬التفاوت‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭.‬

لم‭ ‬نعثر‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الحكومة،‭ ‬وردود‭ ‬فعل‭ ‬خلية‭ ‬الأزمة‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬الحراك‭ ‬القائم‭ ‬بالأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وبالتضخّم،‭ ‬أو‭ ‬علاقته‭ ‬بمشروع‭ ‬قانون‭ ‬رفع‭ ‬سن‭ ‬التقاعد،‭ ‬فالحراك‭ ‬المتصاعد،‭ ‬في‭ ‬تقديرهم،‭ ‬شغبٌ‭ ‬وتمرّدٌ‭ ‬وحرائق‭ ‬وسرقات‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الصغار،‭ ‬إنه‭ ‬بداية‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭. ‬أما‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬اليمين‭ ‬الأوروبي‭ ‬فقد‭ ‬أجمعت‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬يرتبط‭ ‬بمشكلات‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين‭. ‬كما‭ ‬يرتبط‭ ‬ببعض‭ ‬مواقف‭ ‬اليسار‭ ‬التي‭ ‬تستخف‭ ‬بمتاعب‭ ‬كثيرة‭ ‬يفجّرها‭ ‬المهاجرون‭ ‬في‭ ‬الحواضر‭ ‬الأوروبية‭. ‬ويُظْهِر‭ ‬تطوّر‭ ‬الأحداث‭ ‬والاضطرابات‭ ‬المتواصلة‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬اليوم‭ ‬منقسم،‭ ‬وأن‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬القائم‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مواجهة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬الحراك‭ ‬المتواصل،‭ ‬بل‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬معطيات‭ ‬متناقضة‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭.‬

 

{ كاتب‭ ‬وأكاديمي‭ ‬مغربي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا