العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أمنيات المواطن المتقاعد ورسالة المجتمع

بقلم: محيي الدين بهلول{

السبت ٠٨ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

لو‭ ‬تتبعنا‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬اليوم‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬وحوارات‭ ‬ومناقشات،‭ ‬نلاحظ‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬تلك‭ ‬الأحاديث‭ ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬يوميا‭ ‬تراود‭ ‬الناس‭ ‬والموظفين،‭ ‬وخصوصا‭ ‬من‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬التقاعد،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬عيونه‭ ‬شاخصة‭ ‬باتجاه‭ ‬راتبه،‭ ‬فالراتب‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقاس‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تحتويه‭ ‬كل‭ ‬معطيات‭ ‬التأمل‭ ‬والتفكير،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الراتب‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬الموظف‭ ‬المتقاعد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أفنى‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬الوظيفة‭.‬

إن‭ ‬المتقاعدين‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يدلوا‭ ‬بآرائهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬مخيلتهم،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬الانتباه‭ ‬إليه‭ ‬وبعناية،‭ ‬ونلاحظ‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬والمناقشة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬الأخذ‭ ‬بها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬فعلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬مراعاة‭ ‬ذلك،‭ ‬فالمتقاعدون‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬صوت‭ ‬مسموع،‭ ‬فالرأي‭ ‬لدى‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭  ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬يسمعه‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬بقبوله‭ ‬من‭ ‬عدمه‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يستطيع‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬نفسه‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والحين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬ممكنا،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬الحياة‭ ‬ومتغيراتها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مسار‭ ‬حياته‭ ‬وحياة‭ ‬أسرته،‭ ‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬لن‭ ‬يتوقف‭ ‬تفكيره‭ ‬أو‭ ‬طموحاته،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يلازم‭ ‬تفكير‭ ‬وتطلعات‭ ‬المواطن‭ ‬المتقاعد‭ ‬بشأن‭ ‬حياته‭ ‬ومستقبل‭ ‬أولاده‭ ‬وأحفاده،‭ ‬وهذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬صحية‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جدال‭ ‬أو‭ ‬مناقشة‭.‬

ذلك‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬المتقاعد‭ ‬موظفا‭ ‬وفي‭ ‬ريعان‭ ‬شبابه‭ ‬وفي‭ ‬قمة‭ ‬عطائه،‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬بكل‭ ‬الحب‭ ‬والتقدير‭. ‬نحن‭ ‬المتقاعدين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬كريم،‭ ‬والحمدلله‭ ‬نفخر‭ ‬بوجود‭ ‬قيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬وكريمة‭ ‬عودتنا‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬والعناية‭ ‬المستمرة‭ ‬برعاية‭ ‬أبنائها،‭ ‬وتضع‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬سلم‭ ‬أولوياتها‭ ‬وسياساتها‭ ‬العملية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬العيش‭ ‬الرغيد‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لأبناء‭ ‬الوطن‭.‬

إن‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬له‭ ‬شجونه‭ ‬وتطلعاته‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وهنا‭ ‬أقف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رقي‭ ‬وتطور‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬والالتفات‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬راتبه‭ ‬أو‭ ‬مستوى‭ ‬معيشته‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬فالجميع‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬ينال‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬خاطره‭ ‬وتتوق‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬أو‭ ‬الهدف‭ ‬الكبير‭ ‬وهو‭ ‬تربية‭ ‬أولاده‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬وشق‭ ‬طريقهم‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬الحياة‭.‬

فعلى‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬تتحلى‭ ‬فيه‭ ‬روح‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬المواطن‭ ‬وتحقيق‭ ‬آماله‭ ‬وتطلعاته‭. ‬وهنا‭ ‬فإن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يعنينا‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الإنسان‭ ‬المتقاعد،‭ ‬ولذلك‭ ‬ندعو‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬إلى‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المتقاعد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حياة‭ ‬أفضل،‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬المتقاعد‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬مصاعب‭ ‬قد‭ ‬تواجهه‭. ‬قد‭ ‬يطرح‭ ‬البعض‭ ‬سؤالا‭ ‬مفاده‭ ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬أيها‭ ‬المتقاعد‭ ‬متشائم‭ ‬أم‭ ‬متفائل؟‭ ‬الرد‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المستقبل‭ ‬الافضل،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬وليس‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا،‭ ‬فمع‭ ‬الجدية‭ ‬الكاملة‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التشاؤم‭ ‬سوف‭ ‬ينقشع‭ ‬وتظهر‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬روح‭ ‬التفاؤل‭ ‬خيرا‭ ‬وسعادة‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬بأن‭ ‬أمنيات‭ ‬كل‭ ‬المتقاعدين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬طالما‭ ‬ظلت‭ ‬رعايتهم‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬اهتمام‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا