العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الظواهر السياسية من برلسكوني إلى دونالد ترامب

بقلم: د. رمزي بارود{

السبت ٠٨ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

‮«‬برلسكوني‭ ‬موجود‭ ‬لأن‭ ‬الآخرين‭ ‬فشلوا‮»‬‭. ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬ودونه‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬الكاتب‭ ‬الإيطالي‭ ‬ماسيمو‭ ‬فرانكو‭ ‬ونشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬الإيطالية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭. ‬إنها‭ ‬كلمات‭ ‬ثاقبة‭ ‬تلخص‭ ‬واقع‭ ‬وقصة‭ ‬السياسة‭ ‬الإيطالية‭ ‬الحديثة‭.‬

توفي‭ ‬سيلفيو‭ ‬برلسكوني،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬المحبوب‭ ‬ولكنه‭ ‬المكروه‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬حزبه،‭ ‬فورزا‭ ‬إيطاليا،‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحكومي‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬إيطاليا،‭ ‬بقيادة‭ ‬جيورجيا‭ ‬ميلوني‭.‬

لم‭ ‬يشغل‭ ‬برلسكوني‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬السن‭ - ‬توفي‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭ ‬86‭ ‬عامًا‭ - ‬وفضائحه‭ ‬العديدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬ظلاله‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الإيطالية،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬سان‭ ‬رافاييل‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭.‬

إذا‭ ‬حكمنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التغطية‭ ‬التلفزيونية‭ ‬المستمرة‭ ‬لجنازته‭ ‬الرسمية،‭ ‬والتعليق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬يشك‭ ‬المرء‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إرث‭ ‬الزعيم‭ ‬الإيطالي‭ ‬سوف‭ ‬يهيمن‭ ‬على‭ ‬الخطابات‭ ‬السياسية‭ ‬والشعبية‭ ‬الإيطالية‭ ‬لسنوات‭ ‬قادمة‭.‬

ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحال؟

قلة‭ ‬هم‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬الإيطالي‭ ‬الذين‭ ‬اتهموا‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬لازم‭ ‬برلسكوني‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬حكمه‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تم‭ ‬منعه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬لأي‭ ‬منصب‭ ‬رسمي‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬بسبب‭ ‬الاحتيال‭ ‬الضريبي‭.‬

تم‭ ‬ربط‭ ‬مزاعم‭ ‬الفساد‭ ‬ببرلسكوني‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬حياته‭ ‬السياسية‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬واجه‭ ‬اتهامات‭ ‬بأن‭ ‬شركة‭ ‬تابعة‭ ‬له‭ ‬دفعت‭ ‬رشوة‭ ‬قدرها‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬لقاضٍ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1991‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬اتهام‭ ‬قانوني‭ ‬أو‭ ‬ادعاء‭ ‬إعلامي‭ ‬أو‭ ‬محاكمة،‭ ‬ظهر‭ ‬برلسكوني‭ ‬أقوى،‭ ‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬جمهوره‭ ‬المستهدف‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭ ‬الرومانية،‭ ‬بل‭ ‬الجمهور‭.‬

لقد‭ ‬تحدث‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬‮«‬ضحية‮»‬‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يسميه‭ ‬‮«‬مطاردة‭ ‬الساحرات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيها،‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬الرجال‭ ‬تعرضًا‭ ‬للاضطهاد‭ ‬في‭ ‬التاريخ‮»‬‭ ‬‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬برلسكوني‭ ‬نفسه‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009‭.‬

تكمن‭ ‬سلطة‭ ‬برلسكوني‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬سمحت‭ ‬له‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬1994‭-‬1995،‭ ‬و2001‭-‬2005،‭ ‬و2005‭-‬2006،‭ ‬و2008‭-‬2011،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬نتيجة‭ ‬لادعاء‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الأكثر‭ ‬ديمقراطية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬وزراء‭ ‬إيطاليا‮»‬‭.‬

بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبع‭ ‬ذلك‭ ‬جزئيًا‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الزعيم‭ ‬الإيطالي‭ ‬يمكنه‭ ‬إصدار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬العظيمة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬منازع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إمبراطوريته‭ ‬الإعلامية‭ ‬القوية‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬مليارديرًا،‭ ‬فقد‭ ‬نجح‭ ‬برلسكوني‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬نفسه‭ ‬كضحية‭ ‬للقضاة‭ ‬المسيسين‭ - ‬وهو‭ ‬نهج‭ ‬مماثل‭ ‬تقريبًا‭ ‬لما‭ ‬أعلنه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‮»‬‭.‬

كان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬برلسكوني‭ ‬وترامب‭ ‬من‭ ‬أقطاب‭ ‬الإعلام،‭ ‬ولهما‭ ‬خلفيات‭ ‬ترفيهية‭ ‬إذا‭ ‬جاز‭ ‬القول‭. ‬كان‭ ‬برلسكوني‭ ‬نفسه‭ ‬ممثلًا‭ ‬كوميديًا‭. ‬تُترجم‭ ‬قوة‭ ‬الإعلام‭ ‬ببساطة‭ ‬إلى‭ ‬الروايات‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬والتي‭ ‬تحول‭ ‬الأفراد‭ ‬الأثرياء‭ ‬للغاية،‭ ‬والفاسدين‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬رجال‭ ‬الشعب‮»‬‭.‬

برلسكوني‭ - ‬مثل‭ ‬ترامب‭ - ‬شخصية‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬معبود‭ ‬الجماهير‮»‬‭. ‬سمحت‭ ‬له‭ ‬هذه‭ ‬الشعبية‭ ‬بالعمل‭ ‬كرئيس‭ ‬للوزراء‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬وتجميع‭ ‬ثروة‭ ‬رائعة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يعتبر‭ ‬متوسط‭ ‬الراتب‭ ‬الشهري‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أدنى‭ ‬المعدلات‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التحليلات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقصص‭ ‬نجاح‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬الخيرة‭ ‬والأبوية‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬نفوذ‭ ‬الإعلام‭ ‬والثروة‭ ‬لإعادة‭ ‬اختراع‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬ديكتاتورية‭ ‬شعبية،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تنتهي‭ ‬هنا‭. ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬شعر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإيطاليين‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زعيم‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬برلسكوني؟

يقترح‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإيطاليين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالحنين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الأيام‭ ‬الخوالي‮»‬‭ ‬للفاشية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الصدق‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬برلسكوني‭ ‬كان‭ ‬فاشيًا‭ ‬تمامًا‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬حزبه‭ ‬السياسي‭ ‬اليميني،‭ ‬فورزا‭ ‬إيطاليا،‭ ‬شارك‭ ‬مع‭ ‬مجموعات‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬ليغا‭ ‬نورد‭. ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬التقليد‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬برلسكوني‭ ‬ليس‭ ‬موسوليني،‭ ‬الذي‭ ‬استخدم‭ ‬البرلمان‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهيمنة‭ ‬السياسية،‭ ‬قبل‭ ‬إلغاء‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كليًا‭ ‬لحكم‭ ‬إيطاليا‭ ‬بقبضة‭ ‬من‭ ‬حديد‭. ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬الأحوال،‭ ‬أعادت‭ ‬الشركات‭ ‬القوية‭ ‬لبرلسكوني‭ ‬إيطاليا‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬التكتلات‭ ‬القوية،‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬استخدم‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬ويعتبر‭ ‬مقدمة‭ ‬للفاشية‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الإيطاليين،‭ ‬مثلهم‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬لا‭ ‬يرفعون‭ ‬مستوى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لمجرد‭ ‬استحقاقها‭ ‬الفكري،‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬الاختلاف‭ ‬الملموس‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدثه‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬أشارت‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬جمعها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬الإيطاليين‭ ‬غير‭ ‬راضين‭ ‬عن‭ ‬نظامهم‭ ‬الديمقراطي‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬تعد‭ ‬إيطاليا‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭. ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬الإيطالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1946،‭ ‬كان‭ ‬للبلاد‭ ‬68‭ ‬حكومة‭. ‬الاستثناء‭ ‬الوحيد‭ ‬لهذه‭ ‬القاعدة‭ ‬كان‭ ‬برلسكوني‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2001‭ ‬و2005‭ ‬فترة‭ ‬رئاسية‭ ‬كاملة‭.‬

يقول‭ ‬أنصار‭ ‬الزعيم‭ ‬الإيطالي‭ ‬الراحل‭ ‬إن‭ ‬برلسكوني‭ ‬كان‭ ‬صادقًا‭ ‬ومتواضعًا‭ ‬ومضحكًا‭. ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الإيطاليين‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭. ‬كان‭ ‬أيضًا‭ ‬رجلاً‭ ‬عصاميًا،‭ ‬وسواء‭ ‬كان‭ ‬صادقًا‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬فقد‭ ‬اهتم‭ ‬بالبلد‭. ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬نادي‭ ‬المعجبين‭ ‬الضخم‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬Il‭ ‬Cavaliere‮»‬‭ ‬أي‭ ‬الفارس‭.‬

يلقي‭ ‬بعض‭ ‬المحللين‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭ ‬في‭ ‬سذاجتهم‭ ‬التي‭ ‬سمحت‭ ‬لأمثال‭ ‬برلسكوني‭ ‬باستخدام‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كوسيلة‭ ‬لسعيه‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬والثروة،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ينم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬عما‭ ‬يسمى‭ ‬قصر‭ ‬نظر‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬برلسكوني‭ ‬ليحكم‭ ‬إيطاليا‭ ‬أبدًا‭ ‬لولا‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬شبه‭ ‬الكامل‭ ‬بالآخرين،‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتوازن‭ ‬القوى‭ ‬واحترام‭ ‬المؤسسات،‭ ‬فقط‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلطة‭ ‬والقيام‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬للاحتفاظ‭ ‬بمقاعدهم‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬برلسكوني‭ ‬الاستثناء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬نجا‭ ‬لفترة‭ ‬أطول،‭ ‬لأن‭ ‬لديه‭ ‬قنوات‭ ‬إعلامية‭ ‬مؤثرة،‭ ‬مثل‭ ‬Mediaset،‭ ‬والتي‭ ‬سمحت‭ ‬له‭ ‬بالبقاء‭ ‬والاستمرار‭ ‬وخوض‭ ‬معاركه‭ ‬السياسية،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬هزم‭ ‬منتقديه‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬اعتبارنا‭ ‬أن‭ ‬إيطاليا،‭ ‬مع‭ ‬أو‭ ‬بدون‭ ‬برلسكوني،‭ ‬تظل‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية‭. ‬إن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الحكومات،‭ ‬وصوت‭ ‬في‭ ‬استفتاءات‭ ‬ضد‭ ‬محاولات‭ ‬المصلحة‭ ‬الذاتية‭ ‬لإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬الدستور،‭ ‬وحارب‭ ‬الفساد‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مستويات‭ ‬المجتمع،‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬حارب‭ ‬الفاشية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحلها‭ ‬‭ ‬وبنماذجها‭ ‬القديمة‭ ‬والجديدة‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬صحفي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا