العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الثقافي

«السيد والعبد»: بين الاشتباك والافتكاك

بقلم: د. عبّاس حسن القصّاب

السبت ٠٨ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

‭ ‬‮«‬السيد‭ ‬والعبد‮»‬‭ ‬عرض‭ ‬مسرحي‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬الفنان‭ ‬الأستاذ‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي،‭ ‬وإنتاج‭ ‬فرقة‭ ‬مسرح‭ ‬الصواري‭ ‬البحرينية،‭ ‬النص‭ ‬مستلهم‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬الأكدية‭ ‬في‭ ‬حضارة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين،‭ ‬يطرح‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬أسئلة‭ ‬إنسانية‭ ‬كبرى‭ ‬برؤية‭ ‬إخراجية‭ ‬تجريبية‭ ‬مغايرة،‭ ‬باعتماده‭ ‬أولا‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الحلقي‭ ‬بقرب‭ ‬المتلقين،‭ ‬إذ‭ ‬تكاثفت‭ ‬فيه‭ ‬القضايا‭ ‬القلقة‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬بداياته،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الامتزاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬أو‭ ‬الفطري‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬كونه‭ ‬نظيرا‭ ‬في‭ ‬الخلق،‭ ‬ثم‭ ‬جهله‭ ‬بنفسه،‭ ‬وبمحيطه‭ ‬أيضا‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬نظرية‭ ‬جون‭ ‬ديوي‭ ‬المعرفية،‭ ‬ثم‭ ‬تدرج‭ ‬في‭ ‬تعرف‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬ومحيطه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الاشتباك‭ ‬والتأثير‭ ‬المتبادل،‭ ‬فهذا‭ ‬الكائن‭ ‬قد‭ ‬أوجده‭ ‬الخالق،‭ ‬ثم‭ ‬التأم‭ ‬بحوائه،‭ ‬وقد‭ ‬تخولقت‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الإنسانية‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬وتواشجت‭ ‬في‭ ‬تطوافه‭ ‬التاريخي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬العلاقات،‭ ‬بدءا‭ ‬بمرحلة‭ ‬الميلاد‭ ‬المستبشرة‭ ‬الفرِحة‭ ‬من‭ ‬بكاء‭ ‬طفل‭ ‬حديث‭ ‬الولادة،‭ ‬فنما‭ ‬وكبر،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬خالقه،‭ ‬ووجده‭ ‬بدلائله،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬انطلقت‭ ‬الموسيقى‭ ‬الصوفية‭ ‬والتواشيح‭ ‬الدينية،‭ ‬وبعدها‭ ‬تتناسج‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الذات،‭ ‬وصراعاتها،‭ ‬ومع‭ ‬الآخر‭ ‬وانصهاره‭ ‬في‭ ‬وشائجه‭ ‬التي‭ ‬فطر‭ ‬عليها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬نسيجه‭ ‬البشري،‭ ‬حتى‭ ‬تفككت‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬المضطربة‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬وأخيه،‭ ‬فأنتجت‭ ‬سادة‭ ‬وعبيدا،‭ ‬ثم‭ ‬تباينت‭ ‬علاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬بمجتمعه‭ ‬وتعقدت،‭ ‬وأنتجت‭ ‬الفوارق‭ ‬الطبقية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إشكالاتها‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬السلطة‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالمركز‭ ‬والهامش،‭ ‬وكيفية‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الجماهير،‭ ‬ثم‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬المختلف،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التعايش‭ ‬معه،‭ ‬حتى‭ ‬ينتهي‭ ‬العرض‭ ‬بالانفصال‭ ‬والانفكاك‭ ‬التام‭ ‬والعزلة‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭ ‬مع‭ ‬تشكل‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭ ‬وتلونها،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬التلاقي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تقطعت‭ ‬الأواصر،‭ ‬وتهدمت‭ ‬الجسور‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬شيدت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الالتقاء‭ ‬الحضاري‭ ‬والثقافي‭.‬

طرح‭ ‬العرض‭ ‬أسئلة‭ ‬وجودية‭ ‬حقا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صراع‭ ‬ثنائي‭ ‬يتجسد‭ ‬ظاهريا‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العبد‭ ‬والسيد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬يذهب‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الاثنين،‭ ‬حيث‭ ‬العلاقة‭ ‬واضحة‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬فالسيد‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬عبده،‭ ‬وربما‭ ‬يتمرد‭ ‬العبد‭ ‬للخلاص‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬السلطة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العرض‭ ‬يطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬العلاقة‭ ‬لا‭ ‬مفهومها،‭ ‬ويطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬عن‭ ‬صراع‭ ‬الإرادات،‭ ‬لا‭ ‬الأفعال‭ ‬والسلوكيات‭ ‬فحسب،‭ ‬حيث‭ ‬يتماهى‭ ‬العبد‭ ‬مع‭ ‬رغبات‭ ‬سيده‭ ‬آنا،‭ ‬بل‭ ‬ويبررها،‭ ‬ويكون‭ ‬مطواعا‭ ‬بين‭ ‬يديه،‭ ‬ثم‭ ‬يستنكف‭ ‬السيد‭ ‬ويتراجع‭ ‬عن‭ ‬رغباته،‭ ‬فيجد‭ ‬الماكينة‭ ‬الإعلامية‭ ‬جاهزة‭ ‬لتفنيد‭ ‬تلك‭ ‬الرغبات،‭ ‬إذ‭ ‬يعاود‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬أوامر‭ ‬سيده،‭ ‬وهكذا‭ ‬تبقى‭ ‬العلاقة‭ ‬مضطربة‭ ‬ومختنقة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حلها‭ ‬أبدا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تفاوت‭ ‬القوى،‭ ‬وذلك‭ ‬لوجود‭ ‬أنماط‭ ‬إرادات‭ ‬مختلفة‭ ‬ومواربة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التماهي‭ ‬والتباين‭ ‬والافتراق‭ ‬بين‭ ‬حقيقتين‭ ‬متنافرتين‭ ‬لا‭ ‬جاذبتين‭.‬

يطرح‭ ‬العرض‭ ‬إشكالية‭ ‬السيد‭ ‬باعتباره‭ ‬مركزا‭ ‬سلطويا،‭ ‬فهو‭ ‬الآمر‭ ‬والناهي،‭ ‬ومن‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬التفكير‭ ‬والتصرف،‭ ‬بينما‭ ‬العبد‭ ‬باعتباره‭ ‬الهامش‭ ‬المنفذ‭ ‬لأوامر‭ ‬السيد‭ ‬والمطيع‭ ‬والمبرر،‭ ‬وهنا‭ ‬يكمن‭ ‬جمال‭ ‬الحدث‭ ‬الدرامي‭ ‬بين‭ ‬شخصيتين‭ ‬منشطرتين‭ ‬عموديا‭ ‬تفتقدان‭ ‬الندية‭ ‬الواقعية،‭ ‬وتشتركان‭ ‬في‭ ‬القلق‭ ‬المتسع،‭ ‬ولكن‭ ‬المخرج‭ ‬استطاع‭ ‬كسر‭ ‬ذلك‭ ‬بالزي‭ ‬الموحد‭ ‬لكلا‭ ‬السيد‭ ‬والعبد،‭ ‬لأنهما‭ ‬من‭ ‬سنخ‭ ‬واحد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تتقطع‭ ‬بينهما‭ ‬الأواصر،‭ ‬وتنأى‭ ‬بكليهما‭ ‬السبل‭.‬

كان‭ ‬العرض‭ ‬مدهشا‭ ‬ابتداءً‭ ‬بالحركات‭ ‬الأدائية‭ ‬والجمل‭ ‬التعبيرية‭ ‬المتقنة‭ ‬التي‭ ‬أداها‭ ‬الممثلان‭ ‬المبدعان،‭ ‬وقد‭ ‬جسدت‭ ‬التلاحم‭ ‬الطبيعي‭ ‬والفطري‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العرض،‭ ‬ثم‭ ‬تجسيد‭ ‬الصراعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحادة،‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬المخرج‭ ‬بعراقة‭ ‬خبرته‭ ‬وتراكم‭ ‬تجربته‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬مشهدية‭ ‬مسرحية‭ ‬مدهشة،‭ ‬فتناغمت‭ ‬الحركات‭ ‬التعبيرية‭ ‬مع‭ ‬المؤثرات‭ ‬الصوتية‭ ‬الموائمة‭ ‬للحدث،‭ ‬والإضاءة‭ ‬المقتصدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إسفاف،‭ ‬والديكور‭ ‬الذي‭ ‬يفاجئ‭ ‬المتلقين‭ ‬بأفكار‭ ‬جديدة‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬خشبة‭ ‬عرض‭ ‬صغيرة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انطلاق‭ ‬عربة‭ ‬الخيول‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬جسرا‭ ‬بين‭ ‬ضفتين،‭ ‬وثمة‭ ‬مشهدية‭ ‬رائعة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬صعود‭ ‬السيد‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى‭ ‬متعاليا‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭ ‬بحركة‭ ‬إبداعية‭ ‬جميلة،‭ ‬إذ‭ ‬أخذه‭ ‬الزهو‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الاستعلاء،‭ ‬وهذا‭ ‬بفعل‭ ‬العبد‭ ‬الذي‭ ‬سهل‭ ‬له‭ ‬ذلك‭ ‬الصعود‭ ‬المزيف،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬الحقيقي‭ ‬والبائس،‭ ‬وهكذا‭ ‬حيث‭ ‬تتقلب‭ ‬الصورة‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬البؤس،‭ ‬ومن‭ ‬الهيمنة‭ ‬إلى‭ ‬الاستلطاف،‭ ‬وهكذا‭ ‬تتستر‭ ‬الأحداث،‭ ‬ولا‭ ‬تنكشف‭ ‬بسهولة،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬سحب‭ ‬العربة‭ ‬لتتشكل‭ ‬هنالك‭ ‬ضفتان‭ ‬منفصلتان،‭ ‬تنفصل‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬ثقافة‭ ‬بألوان‭ ‬وأشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬فكانت‭ ‬الرؤية‭ ‬الإخراجية‭ ‬متناسقة‭ ‬في‭ ‬تكنيكها‭ ‬باستعمال‭ ‬التقنيات‭ ‬المساعدة‭ ‬أفقيا‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬العربة‭ ‬والمنصتين‭ ‬الصغيرتين،‭ ‬وعموديا‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬الرافعة‭ ‬ونزول‭ ‬الغطاءين‭ ‬البلاستيكيين‭ ‬الشفافين‭ ‬من‭ ‬الأعلى‭ ‬اللذين‭ ‬شكلا‭ ‬سجنين‭ ‬أو‭ ‬قفصين‭ ‬فصلا‭ ‬السيد‭ ‬والعبد‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬المعيش‭ ‬في‭ ‬مكانين‭ ‬منفصلين،‭ ‬إذ‭ ‬تهطل‭ ‬الألوان‭ ‬على‭ ‬رأسيهما‭ ‬وتصبغهما‭ ‬بألوان‭ ‬مختلفة‭ ‬تشكل‭ ‬نماذج‭ ‬إنسانية‭ ‬ثقافية‭ ‬غريبة‭ ‬ومتباعدة،‭ ‬وهنا‭ ‬استطاع‭ ‬المخرج‭ ‬أن‭ ‬يملأ‭ ‬الفضاء‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جوانبه‭ ‬حركة‭ ‬وأداء‭ ‬وتعبيرا‭ ‬ومعانيَ‭ ‬وأسئلة‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومخرجاتها،‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬السينوغرافيا‭ ‬بتقنياتها‭ ‬وتكنيكها‭ ‬وإكسسواراتها‭ ‬معبرة‭ ‬ومتضافرة‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬والبناء‭ ‬والشكل‭ ‬الدرامي،‭ ‬تؤدي‭ ‬غاياتها‭ ‬الفنية‭ ‬والجمالية،‭ ‬وما‭ ‬أجمل‭ ‬أن‭ ‬تتناسق‭ ‬العملية‭ ‬الفنية‭ ‬برمتها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الفكرة‭ ‬والرؤية‭ ‬الإخراجية‭ ‬والتمثيل‭ ‬والسينوغرافيا‭ ‬المتزنة‭ ‬لتحقق‭ ‬مشهدية‭ ‬مسرحية‭ ‬تحترم‭ ‬المتلقي‭ ‬وتكون‭ ‬وفية‭ ‬للمسرح‭ ‬الجميل‭.‬

واعتمد‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬الفصحى‭ ‬بين‭ ‬الممثلين،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الإسهاب‭ ‬والحشو‭ ‬غير‭ ‬النافع،‭ ‬إذ‭ ‬اتكأ‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬والجمل‭ ‬الحركية‭ ‬التعبيرية‭ ‬والسينوغرافيا‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭ ‬والثرثرة‭ ‬التي‭ ‬تفقد‭ ‬وهج‭ ‬العرض‭ ‬المسرحي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا