العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تأثيرات خطيرة للتلوث على وظائف جسم الإنسان

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٠٧ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

نشرتْ‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬لوموند‮»‬‭ ‬الفرنسية‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬خبراً‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التلوث‭ ‬الخالد‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬شَعرْ‭ ‬عضو‭ ‬البرلمان‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬الخبر‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬تقارير‭ ‬ودراسات‭ ‬علمية‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ملوثات‭ ‬عضوية‭ ‬متعددة‭ ‬الفلورين‭ ‬في‭ ‬شَعر‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الفرنسي‭ ‬الذين‭ ‬يمثلون‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬فرنسا،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬يُطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الملوثات‭ ‬الخالدة‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬الملوثات‭ ‬الأبدية‭ ‬بسبب‭ ‬ثباتها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وعدم‭ ‬تحللها‭ ‬في‭ ‬البيئة،‭ ‬قد‭ ‬تغلغلت‭ ‬بعمقٍ‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬برمته،‭ ‬وتجذرت‭ ‬بدرجة‭ ‬مشهودة‭ ‬ومزمنة‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة‭ ‬الفرنسية‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية،‭ ‬وانتقلت‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬وتراكمت‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬هذا،‭ ‬أَصدرت‭ ‬الصحيفة‭ ‬نفسها‭ ‬تقريراً‭ ‬مطولاً‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التلوث‭ ‬الخالد‭: ‬اكْتَشفْ‭ ‬خارطة‭ ‬التلوث‭ ‬بمركبات‭ ‬الفلورين‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬نُشر‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬التلوث‭ ‬الخالد‮»‬‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬17‭ ‬وكالة‭ ‬متخصصة،‭ ‬وجامعة،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬بحثية‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬وهذه‭ ‬الخارطة‭ ‬تُعد‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬وتبين‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬تلوث‭ ‬المدن‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الخالدة‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬المعروفة‭ ‬اختصاراً‭ ‬بـ«بي‭ ‬إف‭ ‬أي‭ ‬إس‮»‬‭ ‬(PFASs)‭. ‬وقد‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬غطت‭ ‬القارة‭ ‬برمتها،‭ ‬فهي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬موقع،‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬السطحية،‭ ‬والجوفية،‭ ‬والتربة،‭ ‬والكائنات‭ ‬الحية،‭ ‬وتراوح‭ ‬التركيز‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬نانوجرام‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬في‭ ‬الكيلوجرام،‭ ‬أو‭ ‬جزء‭ ‬في‭ ‬البليون‭.‬

وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تفشي‭ ‬وانتشار‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬الأبدية‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬بيئتنا‭ ‬وفي‭ ‬أعضاء‭ ‬أجسادنا‭ ‬ليست‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬فردية‭ ‬أوروبية‮»‬‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬وحدها،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬جاثمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬الغنية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وسواء‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬والبعيدة‭ ‬عنَّا‭ ‬كلياً‭. ‬فهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬معظم‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والمنتجات‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تستعملها‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بدون‭ ‬استثناء،‭ ‬ولذلك‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬انْطلقتْ‭ ‬وتسربت‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فإنها‭ ‬حتماً‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬أجسامنا‭ ‬جميعاً‭ ‬أينما‭ ‬كُنا‭.    ‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬نَشرت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬خبراً‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬شركة‭ (‬3M‭) ‬قد‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬تاريخية‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬لدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬10‭.‬3‭ ‬بلايين‭ ‬دولار‭ ‬بسبب‭ ‬آلاف‭ ‬الدعاوى‭ ‬التي‭ ‬رُفعت‭ ‬ضدها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬ولايات‭ ‬لعدم‭ ‬منعها‭ ‬تسرب‭ ‬‮«‬الملوثات‭ ‬الخالدة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬شبكات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬فتعرض‭ ‬الملايين‭ ‬لمخاطر‭ ‬الإصابة‭ ‬ببعض‭ ‬الأمراض‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذه‭ ‬الملوثات‭ ‬مثل‭ ‬سرطان‭ ‬الكبد‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬السرطان،‭ ‬وتلف‭ ‬وتدهور‭ ‬نظام‭ ‬المناعة،‭ ‬واضطرابات‭ ‬وخلل‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬الهرمونات‭ ‬التي‭ ‬تفرزها‭ ‬الغدد‭ ‬الصماء،‭ ‬كالغدة‭ ‬الدرقية،‭ ‬والنخامية،‭ ‬والبنكرياس‭.‬

وفي‭ ‬الجهة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬كرتنا‭ ‬الأرضية،‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬تحديداً،‭ ‬فهناك‭ ‬دراسة‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الأنماط‭ ‬المكانية‭ ‬والزمانية‭ ‬لتركيز‭ ‬المركبات‭ ‬العضوية‭ ‬متعددة‭ ‬الفلورين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2011‭ ‬إلى‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬الزراعية‭ ‬شرق‭ ‬الصين‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬علم‭ ‬وتقنية‭ ‬البيئة‮»‬‭ ‬(Environmental Science and Technology)،‭ ‬حيث‭ ‬أفادت‭ ‬بأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬عينات‭ ‬التربة‭ ‬كانت‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬‮«‬الملوثات‭ ‬الخالدة‮»‬‭ ‬وبتراكيز‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬17‭.‬6‭ ‬إلى‭ ‬1950‭ ‬بيكوجراماً‭ ‬لكل‭ ‬جرام،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬انتقالها‭ ‬من‭ ‬التربة‭ ‬إلى‭ ‬النباتات،‭ ‬وأخيراً‭ ‬إلى‭ ‬الحيوانات‭ ‬والإنسان‭. ‬وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬ليست‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الخارجية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬موجودة‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬دارنا‭ ‬في‭ ‬منازلنا،‭ ‬بحسب‭ ‬الدراسة‭ ‬الصينية‭ ‬المنشورة‭ ‬في‮ ‬26‮ ‬مارس‮ ‬2021‮ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬علوم‭ ‬وتقنية‭ ‬البيئة‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬المركبات‭ ‬العضوية‭ ‬متعددة‭ ‬الفلورين‭ ‬في‭ ‬غبار‭ ‬البيئات‭ ‬الخارجية‭ ‬والداخلية‭ ‬في‭ ‬الصين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تراوح‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬الغبار‭ ‬الخارجي‭ ‬من‮ ‬105‮ ‬إلى‮ ‬321‮ ‬نانوجراماً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬لكل‭ ‬جرام‭ ‬من‭ ‬الغبار،‭ ‬وفي‭ ‬الغبار‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الداخلية‭ ‬تراوح‭ ‬من‮ ‬185‮ ‬إلى‮ ‬913‭.‬

فهذه‭ ‬الملوثات‭ ‬الخالدة‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬عددٍ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬المُسببة‭ ‬لاضطرابات‭ ‬الغدد‭ ‬الصماء،‭ ‬والتي‭ ‬تُختصر‭ ‬بـ‭(‬إي‭ ‬دي‭ ‬سي‭) ‬(endocrine disrupting chemicals, EDCs)،‭ ‬وهذه‭ ‬الملوثات‭ ‬جميعها‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬هرمونات‭ ‬الجسم‭ ‬الطبيعية‭ ‬الفطرية‭ ‬التي‭ ‬خلقها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬باتزان‭ ‬وبقدر‭ ‬لتؤدي‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬واستدامة‭ ‬حياته،‭ ‬كما‭ ‬إنها‭ ‬تتضارب‭ ‬مع‭ ‬مهمتها‭ ‬ودورها‭ ‬الحيوي،‭ ‬فهي‭ ‬إذن‭ ‬تُحدث‭ ‬خللاً‭ ‬وشرخاً‭ ‬كبيرين‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الأنظمة‭ ‬الهرمونية‭ ‬للجسم،‭ ‬وتسبب‭ ‬إعاقة‭ ‬أو‭ ‬شللا‭ ‬وعدم‭ ‬اتزان‭ ‬في‭ ‬عملها،‭ ‬فتُنزل‭ ‬بالإنسان‭ ‬أمراضاً‭ ‬كثيرة،‭ ‬مثل‭ ‬السرطان،‭ ‬وانخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬الخصوبة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬وعدد‭ ‬الحيوانات‭ ‬المنوية،‭ ‬ومرض‭ ‬السكري،‭ ‬والبلوغ‭ ‬المبكر‭ ‬عند‭ ‬البنات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أضرار‭ ‬أخرى‭ ‬سيكتشفها‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬الملوثات‭ ‬الأبدية‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬بيئتنا‭ ‬أينما‭ ‬كانت،‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬النائية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬الجبال‭ ‬الشاهقة‭ ‬وفي‭ ‬الصحاري‭ ‬الباردة‭ ‬في‭ ‬القطبين‭ ‬الشمالي‭ ‬والجنوبي،‭ ‬ومنها‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬أجسامنا،‭ ‬فهناك‭ ‬مجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬تُحدث‭ ‬اضطراباً‭ ‬وخللاً‭ ‬هرمونياً‭ ‬وهي‭ ‬أيضاً‭ ‬موجودة‭ ‬وتضاف‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬ولا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬اليوم‭ ‬العيش‭ ‬بدونها،‭ ‬مثل‭ ‬مجموعة‭ ‬مركبات‭ ‬عضوية‭ ‬عطرية‭ ‬كالبيس‭ ‬فينول‭ ‬‭(‬bisphenols‭) ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬البلاستيك‭ ‬لتعطيه‭ ‬خاصية‭ ‬الصلابة‭ ‬والقوة،‭ ‬وتُستخدم‭ ‬في‭ ‬العبوات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مركبات‭ ‬الباثليت‭ ‬(phthalates)‭ ‬التي‭ ‬أيضاً‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬المنتجات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬لتعطيها‭ ‬خاصية‭ ‬النعومة‭ ‬والمرونة‭ ‬وتستخدم‭ ‬للتغليف‭ ‬والأنابيب‭. ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬آلاف‭ ‬الدراسات،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يسع‭ ‬المجال‭ ‬لذكرها‭ ‬هنا،‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬تتعارض‭ ‬وتهدد‭ ‬وظيفة‭ ‬النظام‭ ‬الهرموني‭ ‬والحيوي‭ ‬في‭ ‬حليب‭ ‬الأم،‭ ‬وأنسجة‭ ‬المشيمة‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل،‭ ‬والبول،‭ ‬والدم،‭ ‬والحيوانات‭ ‬المنوية،‭ ‬فلم‭ ‬يبق‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬إلا‭ ‬ودخلت‭ ‬فيه‭.‬

فهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬تتداخل‭ ‬وتتضارب‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬هرمونات‭ ‬الجسم،‭ ‬وبخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالخصوبة‭ ‬والعقم،‭ ‬وتكاثر‭ ‬الإنسان،‭ ‬ونمو‭ ‬الجنين‭ ‬في‭ ‬بطن‭ ‬أمه،‭ ‬وولادة‭ ‬الأجنة‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬الطبيعي،‭ ‬قد‭ ‬تعمل‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مجموعي‭ ‬وتراكمي‭ ‬فتؤدي‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬تعقيدات‭ ‬مزمنة‭ ‬تهدد‭ ‬استدامة‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬أي‭ ‬قد‭ ‬يقضي‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬بيديه‭ ‬وبإرادته‭ ‬الحرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إدخال‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬السامة‭ ‬والخطرة‭ ‬والمسرطنة‭ ‬إلى‭ ‬بيئته‭ ‬وجسمه،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬مجموعها‭ ‬تُمثل‭ ‬قنبلة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬للجسم‭ ‬البشري‭.‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا