العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إسرائيل وخطط التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة

بقلم: رمزي بارود {

الخميس ٢٩ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

ها‭ ‬هي‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬برئاسة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬تعيد‭ ‬الكرة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬إذا‭ ‬إنها‭ ‬بصدد‭ ‬مناقشة‭ ‬خطط‭ ‬لبناء‭ ‬آلاف‭ ‬الوحدات‭ ‬الاستيطانية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬توسعي‭ ‬استيطاني‭ ‬ضخم‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬E1‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬البناء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬قد‭ ‬توقف‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬الضغط‭ ‬الدولي،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬طرقًا‭ ‬للالتفاف‭ ‬على‭ ‬الضغوط‭ ‬الدولية‭ ‬وإبقاء‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬وقد‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوسع‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المستوطنات‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬التوسع‭ ‬الطبيعي‮»‬،‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والهدم‭ ‬الغاشم‭ ‬والروتيني‭ ‬للمنازل‭ ‬الفلسطينية‭.‬

لكن‭ ‬لماذا‭ ‬تعارض‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬تقليديا‭ ‬المدافع‭ ‬الرئيسي‭ ‬والمتبرع‭ ‬الأول‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬شفهيا‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬E1،‭ ‬بينما‭ ‬تغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬البناء‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية؟

تكمن‭ ‬الإجابة‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬E1‭ ‬ستزيد‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬حدود‭ ‬بلدية‭ ‬القدس،‭ ‬وتقليل‭ ‬أي‭ ‬وجود‭ ‬ديموغرافي‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ (‬من‭ ‬42%‭ ‬حاليًا‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬20%‭)‬،‭ ‬وتضر‭ ‬بأي‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬يشمل‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬مدينة‭ ‬فلسطينية‭ ‬احتلتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬الأيام‭ ‬الستة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1967،‭ ‬وهي‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭. ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لإسرائيل‭ ‬حقوق‭ ‬قانونية‭ ‬ولا‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭ ‬هناك‭.‬

إن‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن،‭ ‬التي‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬تهتم‭ ‬بحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أو‭ ‬تأبه‭ ‬بأوضاعهم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬تشعر‭ ‬اليوم‭ ‬بالقلق‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬السياسية،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬نقاش‭ ‬حول‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬سيصبح‭ ‬أمرا‭ ‬عفا‭ ‬عليه‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

وبعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أكثر‭ ‬قلقاً‭ ‬بشأن‭ ‬العواقب‭ ‬السياسية،‭ ‬وليس‭ ‬الإقليمية‭ ‬للقرار‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬يقع‭ ‬البرنامج‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأكمله‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ضمن‭ ‬نموذج‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭. ‬ومن‭ ‬دونها،‭ ‬سيتوقف‭ ‬دور‭ ‬واشنطن‭ ‬عن‭ ‬خدمة‭ ‬أي‭ ‬غرض‭ ‬ويصبح‭ ‬بالتالي‭ ‬بلا‭ ‬فائدة‭ ‬تذكر‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬بالضبط‭ ‬سبب‭ ‬انتقاد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬للمستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬خلال‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬العامة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإسرائيلية‭ (‬إيباك‭) ‬يوم‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬الالتزام‭ ‬الأمريكي‭ ‬المعتاد‭ ‬والمألوف‭ ‬بأمن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬واصفا‭ ‬إياه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتفاوض‮»‬‭ ‬و‮«‬ثابت‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حذر‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬نحو‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭... ‬تعطيل‭ ‬الوضع‭ ‬التاريخي‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة‭ (‬و‭) ‬استمرار‭ ‬هدم‭ ‬المنازل‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬تضر‭ ‬بآفاق‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬مهتمة‭ ‬بدولتين‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬‮«‬حل‮»‬‭ ‬لاحتلالها‭ ‬العسكري‭ ‬وفصلها‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تعمل‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غاية‭ ‬محددة،‭ ‬وهي‭ ‬معادلة‭ ‬للسيطرة‭ ‬الدائمة،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬ترضي‭ ‬سعيها‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬الأمن‮»‬‭ ‬والتفوق‭ ‬الديموغرافي‭ ‬والحدود‭ ‬‮«‬القابلة‭ ‬للدفاع‭ ‬عنها‮»‬‭.‬

لا‭ ‬يهم‭ ‬كثيرًا‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬إسرائيل‭ ‬لخطوطها‭ ‬الحدودية‭ ‬تتعارض‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬المصالح‭ ‬الوطنية‮»‬‭ ‬للسكان‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬الذين‭ ‬ارتبط‭ ‬مستقبلهم‭ ‬بسحق‭ ‬التطلعات‭ ‬السياسية‭ ‬والحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للسكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬العرب‭ ‬الأصليين‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

تنبع‭ ‬الأهمية‭ ‬الخاصة‭ ‬للقدس‭ ‬من‭ ‬عاملين‭: ‬الأول،‭ ‬مركزيتها‭ ‬التاريخية‭ ‬والروحية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والإدارية‭ ‬لجميع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وثانيًا،‭ ‬حقيقة‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬الكأس‭ ‬المقدسة‮»‬‭ ‬للاستعمار‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬75‭ ‬عامًا‭ ‬الماضية‭.‬

يكفي‭ ‬إلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬سريعة‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة‭ ‬لشرح‭ ‬الدافع‭ ‬النهائي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬الفلسطينية‭: ‬أي‭ ‬تحقيق‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬بأغلبية‭ ‬يهودية‭ ‬مطلقة‭ ‬والحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ولكي‭ ‬يتم‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬القيام‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬ضمان‭ ‬الاستمرارية‭ ‬الإقليمية‭ ‬بين‭ ‬مستوطنة‭ ‬معاليه‭ ‬أدوميم‭ ‬اليهودية‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬والقدس‭.‬

إن‭ ‬دوافع‭ ‬اسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬سرا‭. ‬فقد‭ ‬صدر‭ ‬تقرير‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬القدس‭ ‬الصهيوني‭ ‬للشؤون‭ ‬العامة‭ ‬ويوضح‭ ‬أهداف‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬بالتفصيل‭.‬

ويحذر‭ ‬التقرير‭ ‬من‭ ‬السماح‭ ‬بـ«الانقطاع‭ ‬الأمني‭ ‬والحضري‭ ‬بين‭ ‬القدس‭ ‬ومستوطنة‭ ‬معاليه‭ ‬أدوميم،‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬القدس‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬بلدة‭ ‬حدودية‭... ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬تطور‭ ‬المدينة‭ ‬باتجاه‭ ‬الشرق‮»‬‭.‬

تعد‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬باتجاه‭ ‬الشرق‮»‬‭ ‬خطيرة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬زرع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المستوطنات‭ ‬اليهودية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬وادي‭ ‬الأردن‭ ‬لغرض‭ ‬وحيد‭ ‬هو‭ ‬ربطهم‭ ‬جميعًا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تقسيم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬منطقتين‭ ‬رئيسيتين‭- ‬الجنوب‭ ‬والشمال‭.‬

بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الحالية‭ ‬والانقسامات‭ ‬‮«‬الأمنية‮»‬‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬فإن‭ ‬التقسيم‭ ‬الإقليمي‭ ‬الرئيسي‭ ‬سوف‭ ‬يحرم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شعور‭ ‬بالاستمرارية‭ ‬المادية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭. ‬بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬سيصبح‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬دائمًا،‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أيضًا‭ ‬مستدامًا‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬الغربي،‭ ‬فإن‭ ‬ربط‭ ‬معاليه‭ ‬أدوميم‭ ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬E1‭ ‬سيساعد‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مكون‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬التوسعية‭. ‬ووفقًا‭ ‬لمركز‭ ‬القدس‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاندماج‭ ‬‮«‬سيشمل‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬الاستيطان‭ ‬والأمن‭ ‬كمكوِّنين‭ ‬حيويين‭ ‬ومكملين‭ ‬لمصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬الوطنية‮»‬‭.‬

وحيثما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬بناء‭ ‬إسرائيلي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬هناك‭ ‬دائمًا‭ ‬تدمير‭ ‬للممتلكات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأراضي‭ ‬وهدم‭ ‬للبيوت‭.‬

وفقًا‭ ‬لمكتب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬تم‭ ‬‮«‬تطوير‮»‬‭ ‬28208‭ ‬وحدة‭ ‬استيطانية‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬22030‭ ‬وحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬العدد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

إما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هدم‭ ‬منازل‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬صورة‭ ‬قاتمة‭. ‬ففي‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وحده،‭ ‬تم‭ ‬هدم‭ ‬أو‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬290‭ ‬مبنى‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭. ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬46‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بنفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬السابق‭.‬

كان‭ ‬للقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬نصيب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدمار،‭ ‬وتحديداً‭ ‬95‭ ‬منزلاً‭ ‬ومبان‭ ‬أخرى‭ ‬بين‭ ‬1‭ ‬يناير‭ ‬و28‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمجلس‭ ‬الكنائس‭ ‬العالمي‭. ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬تهجير‭ ‬149‭ ‬فلسطينيا‭ ‬ومن‭ ‬بينهم،‭ ‬أصبح‭ ‬88‭ ‬طفلا‭ ‬بلا‭ ‬مأوى‭.‬

إن‭ ‬ثمن‭ ‬الخطط‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وبقية‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ليس‭ ‬إنسانيًا‭ ‬فقط‭. ‬إنه‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬الأساس،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬فصل‭ ‬المجتمعات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬وعزل‭ ‬القدس‭ ‬تمامًا،‭ ‬وضمان‭ ‬أغلبية‭ ‬ديمغرافية‭ ‬يهودية‭ ‬لأجيال‭ ‬قادمة‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الوزير‭ ‬الأمريكي‭ ‬بلينكن‭ ‬يحاول‭ ‬تأكيد‭ ‬خطورة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬فإن‭ ‬الخطر‭ ‬الحقيقي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬تهدد‭ ‬نسيج‭ ‬المجتمع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والمستقبل‭ ‬السياسي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

إن‭ ‬سعي‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تفعيل‭ ‬خطتها‭ ‬E1‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬مجرد‭ ‬إدانة،‭ ‬ولكن‭ ‬عملًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬وحاسمًا،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬اضطرابًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬وصحفي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا