العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في استئناف «واشنطن» المحادثات النووية مع إيران

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٢٦ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

بعد‭ ‬مرور‭ ‬عامين‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬توليه‭ ‬منصبه،‭ ‬تعهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬باستعادة‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ«الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬وسط‭ ‬مواجهته‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬العوائق‭ ‬والاعتراضات‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬الصفقة‭ ‬الأصلية‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬‮«‬فيينا‮»‬،‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬تعثرت‭ ‬بسبب‭ ‬الضمانات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬مستعدتين‭ ‬وقادرتين‭ ‬على‭ ‬تقديمها‭ ‬للآخر‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬سعي‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬اتفاق‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬معادية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬معارضة‭ ‬داخلية‭ ‬كبيرة؛‭ ‬فإن‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬بواسطتها‭ ‬إغراء‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬المباحثات‭ ‬طالتها‭ ‬انتقادات‭ ‬شديدة،‭ ‬ووصفها‭ ‬‮«‬ريان‭ ‬كوستيلو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬القومي‭ ‬الإيراني‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬فشل‭ ‬كامل‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬سوزان‭ ‬مالوني‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬قد‭ ‬أعادت‭ ‬التفكير‭ ‬بجدية‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تعمقت‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬‮«‬وسط‭ ‬غموض‭ ‬متعمد‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يحول‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬الكارثة‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬التقاعس‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والقلق‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬بشأن‭ ‬تسارع‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬كرولي‮»‬،‭ ‬و«فرناز‭ ‬فاسيحي‮»‬،‭ ‬و«رونان‭ ‬برجمان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬الكاملة‭ ‬لإيران‭ ‬إلى‭ ‬شروط‭ ‬اتفاقية‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬رسمي‮»‬‭ ‬معها؛‭ ‬لتجنب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد،‭ ‬وللقيام‭ ‬بذلك،‭ ‬كان‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬‮«‬يتفاوضون‭ ‬بهدوء‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نظرائهم‭ ‬الإيرانيين‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬بدأت‭ ‬الحملة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬‮«‬للتواصل‭ ‬الدبلوماسي‮»‬‭ ‬مع‭ ‬‮«‬طهران‮»‬‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬مالي‮»‬،‭ ‬المبعوث‭ ‬الأمريكي‭ ‬الخاص‭ ‬لشؤون‭ ‬إيران‭ ‬بالسفير‭ ‬الإيراني‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وتواصلت‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬عندما‭ ‬التقى‭ ‬‮«‬بريت‭ ‬ماكغورك‮»‬،‭ ‬منسق‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بوفد‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭. ‬وتأكيدًا‭ ‬لأهمية‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬باراك‭ ‬رافيد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬أكسيوس‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬محادثات‭ ‬التقارب‮»‬‭ ‬الأولى‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والإيرانيين‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬قناة‭ ‬مهمة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭.‬

ومع‭ ‬توضيح‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يدعون‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬وغير‭ ‬مكتوب‮»‬،‭ ‬يشبه‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬سياسي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬توافق‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬مستوى‭ ‬إنتاجها‭ ‬الحالي‭ ‬البالغ‭ ‬60%‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬إيقاف‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‮»‬،‭ ‬والتعاون‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬مع‭ ‬المفتشين‭ ‬النوويين‭ ‬الدوليين،‭ ‬و«الامتناع‭ ‬عن‭ ‬بيع‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬لروسيا‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬هنري‭ ‬روم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬بذلك‭ ‬تجاوزت‭ ‬أهدافها‭ ‬السابقة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬الصفقة،‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬إطار‭ ‬إقليمي‭ ‬أوسع‭ ‬لنهج‭ ‬‮«‬الخطة‭ ‬ج‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬لمحاولة‭ ‬‮«‬تقييد‭ ‬إيران‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬النتائج‮»‬‭ ‬للتصعيد‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أشارت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬‮«‬يحاولون‭ ‬أيضًا‭ ‬تأمين‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬احتجازهم‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬أولوية‭ ‬قصوى‮»‬،‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬دان‭ ‬لوس‮»‬،‭ ‬و«أبيجيل‭ ‬ويليامز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬قد‭ ‬يواجه‭ ‬‮«‬ضغوطًا‭ ‬سياسية‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬تقديم‭ ‬تخفيف‭ ‬للعقوبات،‭ ‬مقابل‭ ‬تأمين‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأمريكيين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬كرهائن‭ ‬فعليا‭.‬

ويعكس‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام‭ ‬2015؛‭ ‬توصيات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬الغربيين‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬منذ‭ ‬انهيار‭ ‬المحادثات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬مالوني‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬القديم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استعادته‮»‬،‭ ‬وشددت‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الجهود‭ ‬نحو‭ ‬صياغة‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬تعالج‭ ‬مجمل‭ ‬التحدي‭ ‬الإيراني‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬دوبويتز‮»‬،‭ ‬و‮«‬أوردي‭ ‬كيتري‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطيات‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاتها‭ ‬النووية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬بموجب‭ ‬صفقة‭ ‬مُستعادة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُوجب‭ ‬على‭ ‬بايدن،‭ ‬‮«‬التخلي‭ ‬صراحةً‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬‭.‬

ووفقا‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإن‭ ‬تسريع‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة؛‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬حافز‭ ‬آخر‭ ‬لفهم‭ ‬سبب‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭. ‬وبالفعل،‭ ‬اكتشف‭ ‬مفتشو‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‮»‬،‭ ‬آثارًا‭ ‬لليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬نقاء‭ ‬84%،‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬90%‭ ‬المطلوبة‭ ‬واللازمة‭ ‬لصنع‭ ‬أسلحة‭. ‬وفي‭ ‬شهادته‭ ‬أمام‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬ميلي‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬المشتركة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬بمقدور‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تنتج‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الإنشطارية‭ ‬لصنع‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬في‭ ‬حوالي‭ ‬10‭-‬15‭ ‬يومًا‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬سيستغرق‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬لإنتاج‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬فعلي‮»‬‭.‬

وهناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬مهم،‭ ‬يجعل‭ ‬إمكانية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬‮«‬غير‭ ‬رسمي‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬‮«‬أمرًا‭ ‬ممكنًا‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الاتجاه‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد،‭ ‬والمشاركة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬العديدة‭ ‬الماضية‭.‬

ومع‭ ‬استعادة‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬لعلاقاتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬بواسطة‭ ‬الصين؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬آرون‭ ‬ميلر‮»‬،‭ ‬و«ستيفن‭ ‬سيمون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬كم‭ ‬التوترات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية،‭ ‬‮«‬يعطي‭ ‬إيران‭ ‬حافزًا‭ ‬لتجنب‭ ‬دفع‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬هجوم‭ ‬إسرائيلي‭ ‬أو‭ ‬أمريكي‭ ‬مضاد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‮»‬‭. ‬وتأكيدا‭ ‬لهذا‭ ‬التحليل،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬علي‭ ‬فائز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬‮«‬ديناميكية‭ ‬وأهمية‭ ‬خفض‭ ‬وتيرة‭ ‬التصعيد؛‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المحادثات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬قيد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬يتجاوز‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬المتفق‭ ‬عليه،‭ ‬أو‭ ‬يضع‭ ‬أيًا‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ -‬الإيراني‭ ‬والأمريكي‭- ‬في‭ ‬وضع‭ ‬يمكنهما‭ ‬من‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬بعضهما‭ ‬بطريقة‭ ‬تزعزع‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬دليل‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تحرك‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬نحو‭ ‬وقف‭ ‬التصعيد،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جينيفر‭ ‬هانسلر‮»‬،‭ ‬و«ناتاشا‭ ‬بيرتراند‮»‬،‭ ‬و«أليكس‭ ‬ماركوارت‮»‬،‭ ‬و«كايلي‭ ‬أتوود‮»‬‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬موافقة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬2‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬العراقية‭ ‬إلى‭ ‬البنوك‭ ‬الإيرانية،‭ ‬بشرط‭ ‬عدم‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬لهذه‭ ‬الأموال‭ ‬إلا‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية،‭ ‬واصفين‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬إجراء‭ ‬لبناء‭ ‬الثقة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و‮«‬طهران‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬من‭ ‬المُلاحظ‭ ‬أيضًا‭ ‬كيف‭ ‬خففت‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬لهجتها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬خطابات‭ ‬حول‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الغرب،‭ ‬وتدابير‭ ‬الرقابة‭ ‬النووية‭ ‬الدولية‭. ‬وأشارت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬آية‭ ‬الله‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‮»‬،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬الغرب،‭ ‬إذا‭ ‬بقيت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬سليمة‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬مساس‭ ‬بها‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬بلاده‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المفتشين‭ ‬النوويين‭ ‬الدوليين‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الفتور‭ ‬الواضح‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُستبعد‭ ‬معه‭ ‬وجود‭ ‬صعوبات‭ ‬تقنية‭ ‬عديدة‭ ‬أمام‭ ‬الوصول‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬لاحتواء‭ ‬طموحات‭ ‬إيران‭ ‬النووية‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬هانسلر‮»‬،‭ ‬و«بيرتراند‮»‬،‭ ‬و‮«‬ماركوارت‮»‬،‭ ‬و«أتوود‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مخاطر‭ ‬جسيمة‭ ‬تحيط‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬محليًا،‭ ‬وكذلك‭ ‬بمستقبل‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬ستواجه‭ ‬زيادة‭ ‬‮«‬تدقيق‭ ‬وانتقاد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المشرعين‮»‬،‭ ‬إزاء‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬الجوهرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬حلفاء‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬الصفقة‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬العقبة‭ ‬الملحوظة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬اشتراط‭ ‬دعم‭ ‬وموافقة‭ ‬‮«‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كرولي‮»‬،‭ ‬و«فاسيحي‮»‬،‭ ‬و«برجمان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬الترتيبات‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬الراهنة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬الكاملة‭ ‬الرسمية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الاتفاق‭ ‬النووي‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬‮«‬دلالات‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬دينيس‭ ‬روس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬ستقلل‭ ‬من‭ ‬‮«‬فعالية‮»‬‭ ‬الردع‭ ‬العسكري‭ ‬الغربي،‭ ‬ضد‭ ‬طهران‭ ‬بسبب‭ ‬أفعالها‭ ‬المعادية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ستوفر‭ ‬وقتًا‭ ‬لها‭ ‬لحماية‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬عقوبات‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬طرح‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬بالمفاوضات‭ ‬والمحادثات‭ ‬لتهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وحل‭ ‬المسألة‭ ‬النووية‭. ‬ومع‭ ‬سفر‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ -‬المذكورين‭ ‬أعلاه‭- ‬للقاء‭ ‬نظرائهم‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات،‭ ‬أثار‭ ‬‮«‬خامنئي‮»‬،‭ ‬خطابًا‭ ‬متغيرًا‭ ‬بشأن‭ ‬الإشراف‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬أليستير‭ ‬بنكال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬تقترب‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬لا‭ ‬عودة‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬حيازة‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬إعلانها‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صاروخ‭ ‬جديد‮»‬،‭ ‬تفوق‭ ‬سرعته‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬ويصل‭ ‬مداه‭ ‬إلى‭ ‬870‭ ‬ميلًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬الهجومية،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتضاءل‮»‬‭.‬

وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التطور،‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الضغوط‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬‭. ‬ولاحظ‭ ‬‮«‬كرولي‮»‬،‭ ‬و«فاسيحي‮»‬،‭ ‬و«برجمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المساعي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المتجددة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬أزعجت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬التي‭ ‬أعربت‭ ‬بالفعل‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يلقي‭ ‬بشريان‭ ‬حياة‭ ‬لاقتصاد‭ ‬طهران‭ ‬دون‭ ‬عرقلة‭ ‬أنشطتها‭ ‬النووية‭ ‬بشكل‭ ‬كافٍ‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬صرح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تلتزم‭ ‬بأي‭ ‬صفقة‭ ‬مع‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬هدد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬‮«‬يوآف‭ ‬غالانت‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تتكبده‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬إلى‭ ‬90%،‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬باهظًا‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬سلط‭ ‬‮«‬بنكال‮»‬،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬الأوقات‭ ‬الخطرة‮»‬‭ ‬المقبلة‭ ‬إذا‭ ‬قامت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشن‭ ‬غارات‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قوات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬‮«‬تتدرب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أظهرت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬التزامًا‭ ‬متجددًا‭ ‬بالمساعي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬نحو‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الحديث‭ ‬الأوسع‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬السياسية‭ ‬والفنية‭ ‬والعملية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬أمام‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬لتقليل‭ ‬التوترات،‭ ‬ومنع‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭. ‬وبينما‭ ‬أصر‭ ‬‮«‬فائز‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأخير‭ ‬هو‭ ‬‮«‬تهدئة‭ ‬التوترات‮»‬،‭ ‬و«خلق‭ ‬الوقت‭ ‬والفرصة‭ ‬لمناقشة‭ ‬المساعي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المستقبلية‭ ‬والاتفاق‭ ‬النووي‮»‬؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬هانسلر‮»‬،‭ ‬و«بيرتراند‮»‬،‭ ‬و«ماركوارت‮»‬،‭ ‬و«أتوود‮»‬،‭ ‬أوضحوا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬سيكون‭ ‬أشبه‭ ‬بوضع‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬المتنامي‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ترك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأمنية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬دون‭ ‬معالجة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬روس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬المستمر‭ ‬الذي‭ ‬ستتحمله‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬‮«‬غير‭ ‬واضح،‭ ‬ومتذبذب‮»‬‭ ‬أيضًا،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أولوية‭ ‬وتركيز‮»‬‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬منصب‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وعليه،‭ ‬فإنها‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬رغبة‭ ‬لإثارة‭ ‬أزمة‭ ‬جديدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬استنتاج‭ ‬ذي‭ ‬مغزى‭ ‬من‭ ‬النهج‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نفس‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬أعاقت‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السابقة،‭ ‬ستؤدي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬إحباط‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمنع‭ ‬إيران‭ ‬المسلحة‭ ‬نوويا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا