العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إنجازات البحرين في حقوق الإنسان تتواصل

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ٢٦ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

 

أدركت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬يتطلب‭ ‬استكمال‭ ‬جميع‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬لمجتمع‭ ‬آمن‭ ‬ومستقر‭ ‬يشعر‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬خصوصا‭ ‬وإننا‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬تحتضن‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الوافدة‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ملاذا‭ ‬آمنا‭ ‬للعمل‭ ‬فيها‭ ‬ومصدرا‭ ‬للرزق‭ ‬لها‭ ‬ولأسرها‭ ‬في‭ ‬وطنهم‭ ‬الأصلي،‭ ‬خصوصا‭ ‬وإن‭ ‬أغلب‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬أتت‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬فقيرة‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬حمايتها‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬وضمان‭ ‬احترام‭ ‬حقوقها،‭ ‬ولذلك‭ ‬سعت‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬وجود‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭  ‬بإيجابية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حماية‭ ‬الدولة‭ ‬لها‭ ‬ولحقوقها‭.‬

شاهدنا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتوفير‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬للعمل‭ ‬بصورة‭ ‬تضمن‭ ‬لهم‭ ‬حقوقهم‭ ‬وتشعرهم‭ ‬بكرامتهم‭ ‬وإنسانيتهم‭ ‬وتحميهم‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬مثل‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬شامل‭ ‬لحماية‭ ‬ودعم‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬ومركز‭ ‬الإيواء‭ ‬وتنظيم‭ ‬وجود‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬المرن‭ ‬وإنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬ضحايا‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬وحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأمين‭ ‬الاختياري‭ ‬وإنشاء‭ ‬نيابة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وتخصيص‭ ‬المحاكم‭ ‬المختصة‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬المحالة‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وإنشاء‭ ‬مكاتب‭ ‬الدعاوى‭ ‬العمالية‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لحماية‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬بإيجابية‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التنموية‭ ‬لبلادنا‭  ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬حقوق‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ‭ ‬بمفاهيم‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬والتضامن‭ ‬كثابت‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والصداقة‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬وتمارس‭ ‬طقوسها‭ ‬الدينية‭ ‬وفق‭ ‬معتقداتها‭ ‬ومذاهبها‭  ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وأريحية‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭.‬

ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإنجاز‭ ‬البحريني‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬بلادنا‭ ‬وللعام‭ ‬السادس‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الفئة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المعني‭ ‬بتصنيف‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬وتبذلها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ضمن‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬ومنها‭ ‬حماية‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الوافدة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬البحريني‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬والأمن‭ ‬العام‭ ‬واللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

ولا‭ ‬يسعنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نبارك‭ ‬للبحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬بهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الجديد‭ ‬ونتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لجميع‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تحقيقه‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬وإدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والإدارة‭ ‬العامة‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬واللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وللعاملين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬بكل‭ ‬مستوياتهم‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬البحريني‭ ‬الجديد‭ ‬متمنين‭ ‬لبلادنا‭ ‬الغالية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لقائد‭ ‬المسيرة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬ليكون‭ ‬ذلك‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأصوات‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬تشكك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬إنجاز‭ ‬بحريني‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا