العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

استراتيجية الطاقة الأوروبية والتعاون مع دول الخليج

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٢٤ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬أعقاب‭ ‬الاضطراب‭ ‬العالمي‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا‭ ‬اهتمام‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬باتت‭ ‬تتبوأ‭ ‬صدارة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬ومع‭ ‬اعتماد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬والفحم‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬باعتبارها‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬استراتيجية‭ ‬رئيسية؛‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬ملموسة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتشكيل‭ ‬شراكات‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬مصدري‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬الديناميكي،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تنافس‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬العدد‭ ‬المحدود‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الموثوقة،‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القادة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي؛‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬حقبة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭. ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الأوروبية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬فقط‭ ‬الحاجة‭ ‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لتعويض‭ ‬الانخفاض‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الواردات‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬التركيز‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬فقد‭ ‬أثيرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬استدامة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكات‭.‬

ومع‭ ‬كون‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالفعل‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬لمنتجات‭ ‬الطاقة‭ ‬الخضراء،‭ ‬مثل‭ ‬الهيدروجين‭ -‬في‭ ‬ضوء‭ ‬إشارة‭ ‬كيت‭ ‬دوريان،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إمكانات‭ ‬هائلة‭ ‬لتوليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭- ‬فإنه‭ ‬توجد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سبل‭ ‬لتوثيق‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وأوروبا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬وتأكيدًا‭ ‬لهذا‭ ‬التحليل،‭ ‬رأت‭ ‬سينزيا‭ ‬بيانكو،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬الآن‭ ‬تطوير‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬استراتيجي‭ ‬جديد‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬ومع‭ ‬إشارتها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قد‭ ‬تركت‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيوسياسي‭ ‬ضعيف،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬نهجًا‭ ‬جديدًا‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭.‬

وللقيام‭ ‬بذلك،‭ ‬أوصت‭ ‬صانعي‭ ‬السياسة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بمقاييس‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة،‭ ‬والكهرباء،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬للكربون،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬عبر‭ ‬عقد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والتجمعات‭ ‬الدولية،‭ ‬حول‭ ‬حماية‭ ‬المناخ،‭ ‬وخفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭.‬

وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬قبل‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬يعتمد‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬حيث‭ ‬تأتي‭ ‬45%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬واردات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬منها،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬أيضا‭ ‬أكبر‭ ‬مورد‭ ‬للمنتجات‭ ‬البترولية،‭ ‬بما‭ ‬يبلغ‭ ‬مجموعه‭ ‬91‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬فيما‭ ‬استورد‭ ‬التكتل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬حاجته‭ ‬من‭ ‬الفحم‭ ‬منها‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬اتخذت‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬إجراءات‭ ‬سريعة‭ ‬لحجب‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وحظرت‭ ‬لاحقًا‭ ‬منتجاتها‭ ‬النفطية،‭ ‬وانضمت‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬الغربية‭ ‬الأوسع‭ ‬لفرض‭ ‬حد‭ ‬أقصى‭ ‬لسعر‭ ‬صادراتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة؛‭ ‬فقد‭ ‬أثارت‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬مخاوف‭ ‬جدية‭ ‬بشأن‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬واردات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬عبر‭ ‬خطوط‭ ‬الأنابيب‭ ‬من‭ ‬أذربيجان،‭ ‬والنرويج،‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يواجه‭ ‬عجزًا‭ ‬في‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬يبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬57‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬لبذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬لإيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬للطاقة‭ ‬خارج‭ ‬محيط‭ ‬أوروبا‭. ‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬بدأت‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بالفعل‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬بيانكو‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تقدم‭ ‬حالة‭ ‬اختبار‭ ‬جيدة،‭ ‬لمزايا‭ ‬التحول‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الروسي‭. ‬وسجل‭ ‬برنامج‭ ‬متعقب‭ ‬صفقات‭ ‬الطاقة،‭ ‬التابع‭ ‬للمجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬كيف‭ ‬وقعت‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬مثل‭ (‬فرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬وهولندا،‭ ‬وبولندا،‭ ‬والمجر،‭ ‬واليونان،‭ ‬والنمسا‭)‬،‭ ‬اتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ (‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وقطر،‭ ‬والبحرين،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭)‬،‭ ‬منذ‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الدوحة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬باعتبارها‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬علاقات‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والخليج‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭. ‬

وتحقيقا‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬توصلت‭ ‬ألمانيا‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مدته‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬لصادرات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬ووافقت‭ ‬شركة‭ ‬توتال‭ ‬إنرجيز‭ ‬الفرنسية‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬تعاون‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬قطر‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬حقل‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬اعتبرتها‭ ‬شبكة‭ ‬دويتشه‭ ‬فيله‭ ‬ستساعد‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭.‬

وأضافت‭ ‬صحيفة‭ ‬لوموند‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬مزود‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬16%‭ ‬من‭ ‬إمدادات‭ ‬القارة‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أقرت‭ ‬بيانكو‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الصفقات‭ ‬تُظهر‭ ‬الإمكانات‭ ‬الكبيرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬يتم‭ ‬نقل‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬والاتفاقات‭ ‬إلى‭ ‬الممارسة‭ ‬الفعلية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬الرئيسية،‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬مواجهتها،‭ ‬ولعل‭ ‬أكثرها‭ ‬إلحاحًا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بانتقال‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬التقليدي‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والتي‭ ‬لطالما‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬داعيا‭ ‬رائدًا‭ ‬لهذا‭ ‬الانتقال‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬تقرير‭ ‬الهيئة‭ ‬الحكومية‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الانبعاثات‭ ‬العالمية‭ ‬الحالية‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تجاوز‭ ‬مستويات‭ ‬الاحترار‭ ‬درجتين‭ ‬مئويتين‭ ‬فوق‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية،‭ ‬وأن‭ ‬أنماط‭ ‬الطقس‭ ‬الأكثر‭ ‬سوءًا‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تجبر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬الأخرى،‭ ‬الخاصة‭ ‬بخفض‭ ‬مستويات‭ ‬الانبعاثات‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬المدمرة‭ ‬لارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬توجهه‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬لتعزيز‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬بات‭ ‬أمرا‭ ‬ضروريا‭. ‬

وبناء‭ ‬عليه،‭ ‬رأت‭ ‬بيانكو‭ ‬أنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬النهج‭ ‬الجديد‭ ‬للعلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬المناخية،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تركيزه‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المنتجين‭ ‬والمصدرين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬للوقود‭ ‬التقليدي،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‭ ‬تحركًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬مثل‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬نحو‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬والاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الهيدروجين،‭ ‬حيث‭ ‬افتتحت‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالفعل‭ ‬أول‭ ‬مصنع‭ ‬لإنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تمتلك‭ ‬أيضا‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتلبية‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكبرى‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتمكين‭ ‬انتقال‭ ‬الطاقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬الخبرة‭ ‬الفنية،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬أرخص‭ ‬طاقة‭ ‬شمسية‭ ‬عالميًا‭.‬

ووفق‭ ‬هذا‭ ‬المعنى،‭ ‬أشار‭ ‬داود‭ ‬أنصاري،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الألماني‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬والأمنية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬معدلات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الأراضي‭ ‬الوفيرة‭ ‬يمنح‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ظروفًا‭ ‬ممتازة‭ ‬لإنتاج‭ ‬طاقة‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭. ‬وأضافت‭ ‬دوريان‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توافر‭ ‬اللوجستيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬تتمتع‭ ‬بميزة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬طاقة‭ ‬الرياح‭. ‬وبينما‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تصاريح‭ ‬لبناء‭ ‬مزارع‭ ‬رياح‭ ‬سنوات‭ ‬طوالا‭ -‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تواجه‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬معارضة‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬الداخلية‭- ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬عادةً‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العقبات‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإنتاج‭ ‬طاقتي‭ ‬الرياح‭ ‬والشمس،‭ ‬أشار‭ ‬دوريان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصحراء‭ ‬الشمالية‭ ‬الغربية‭ ‬للسعودية‭ ‬وجنوب‭ ‬عمان‭ ‬تتمتع‭ ‬بظروف‭ ‬مناسبة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توافر‭ ‬الأراضي،‭ ‬والبيئة،‭ ‬والمنشآت‭ ‬لإنتاج‭ ‬الرياح‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

ومثلما‭ ‬تُعد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬شركاء‭ ‬محتملين‭ ‬أقوياء‭ ‬لأوروبا‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬إمداداتها‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المستقبلي‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬بيانكو‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأوروبيون‭ ‬شركاء‭ ‬مهمين‭ ‬لهذه‭ ‬الدول؛‭ ‬لأنهم‭ ‬بذلك‭ ‬لا‭ ‬يستهدفون‭ ‬فقط‭ ‬أكبر‭ ‬سوق‭ ‬لصادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬الخضراء،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬تحقيق‭ ‬شراكة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬تجارة‭ ‬الطاقة‭ ‬مع‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬بصورة‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬صادراته‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‭ -‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬الصين‭ ‬وهي‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬استهدفتها‭ ‬بقوة‭ ‬لتعويض‭ ‬نقص‭ ‬الطلب‭ ‬الخاص‭ ‬بوارداتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭.‬

وحول‭ ‬كيفية‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة،‭ ‬وإنتاج‭ ‬الكهرباء،‭ ‬كانا‭ ‬جوهر‭ ‬المشروعات‭ ‬السابقة‭ ‬بين‭ ‬كلا‭ ‬التكتلين‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬بدأت‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬المبادئ‭ ‬التوجيهية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬للطاقة‭ -‬المتعلقة‭ ‬بأنظمة‭ ‬العزل‭ ‬للانبعاثات‭ ‬الكربونية‭ ‬وتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة‭- ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للتطوير،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرة‭ ‬الأوروبية‭ ‬فيها‭ ‬ذات‭ ‬جدوى‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭. ‬

وبالإشارة‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬احتضان‭ ‬الخليج‭ ‬مفهوم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬تدوير‭ ‬الكربون‭ -‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تقليل‭ ‬انبعاث‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويره‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭- ‬أشارت‭ ‬بيانكو‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬وسائل‭ ‬تكنولوجية‭ ‬متقدمة‭ ‬لاحتباس‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬كمادة‭ ‬معدلة‭ ‬هندسيًّا‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬ويمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬أبرز‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬مثل‭ ‬الأسمنت‭ ‬كثيف‭ ‬الكربون،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬مستقبلا‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬مستويات‭ ‬الانبعاثات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬استراتيجيات‭ ‬البناء‭ ‬الأخضر‭ ‬المستدام‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬البصمة‭ ‬الكربونية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬البناء‭ ‬بشكل‭ ‬هائل‭ ‬عالميًا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعترافها‭ ‬بأن‭ ‬الاختلافات‭ ‬السياسية‭ ‬والآيديولوجية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬أكبر‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية،‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬كوب‭-‬28،‭ ‬التي‭ ‬ستستضيفها‭ ‬الإمارات‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬تعد‭ ‬فرصة‭ ‬مناسبة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬العملية‭ ‬لتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬أسس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الكتلتين،‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للمفوضية‭ ‬الأوروبيةالخليجية،‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬تؤكد‭ ‬بيانكو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬يحتاج‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬حول‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التكتيكية،‭ ‬إلى‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة،‭ ‬والذي‭ ‬لن‭ ‬يشمل‭ ‬فحسب‭ ‬معالجة‭ ‬حاجة‭ ‬أوروبا‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬طاقة‭ ‬أكثر‭ ‬تنوعًا،‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬مناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬الأطول‭ ‬أجلاً‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتحول‭ ‬الطاقة‭ ‬وتعزيز‭ ‬المصادر‭ ‬المتجددة‭ ‬لإنتاجها‭. ‬

ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬حثت‭ ‬صانعي‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬جهودهم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬بشأن‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬وتنظيم‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬النهوض‭ ‬بآليات‭ ‬تطوير‭ ‬مصادرها‭ ‬المتجددة‭. ‬وتأكيدًا‭ ‬لضرورة‭ ‬تعامل‭ ‬بروكسل‭ ‬الأوروبيين‭ ‬مع‭ ‬قمة‭ ‬كوب28‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم،‭ ‬باعتبارها‭ ‬محفزا‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬علاقاتهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيسمح‭ ‬لأوروبا‭ ‬والخليج‭ ‬بتجاوز‭ ‬الانقسامات‭ ‬الآيديولوجية،‭ ‬ومعالجة‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأوروبية‭ ‬بشأن‭ ‬الطاقة‭ ‬وأمن‭ ‬المناخ‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا