العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

معرض أبعاد.. لوحات من حياة الإنسان البحريني في الماضي والحاضر

بقلم: زينب علي البحراني

السبت ٢٤ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

تجلَّت‭ ‬موهبة‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬الألفيَّة‭ ‬الثالثة‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬فخلَّدها‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬جُدران‭ ‬المعابد‭ ‬والمقابر‭ ‬والأختام‭ ‬لتنقل‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬رسالة‭ ‬الحضارة‭ ‬الماضية،‭ ‬وتظلُّ‭ ‬شاهِدًا‭ ‬أمينًا‭ ‬على‭ ‬ثراء‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬بالأرواح‭ ‬المُبدِعة‭ ‬منذ‭ ‬عهدٍ‭ ‬قديم‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الموهوبين‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬فناني‭ ‬العصر‭ ‬الحاضِر،‭ ‬ولأن‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬جسور‭ ‬التواصُل‭ ‬بين‭ ‬لوحات‭ ‬الفنَّان‭ ‬التشكيلي‭ ‬وبين‭ ‬المُتلقين؛‭ ‬افتتح‭ ‬‮«‬أبعاد‭ ‬جاليري‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‮»‬‭ ‬المعرض‭ ‬الجماعي‭ ‬المُشترك‭ ‬لنُخبة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬البحرينيين‭ ‬برعاية‭ ‬النائب‭ ‬زينب‭ ‬عبدالأمير‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يونيو2013م‭.‬

سلَّط‭ ‬المعرض‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬لقطات‭ ‬حياة‭ ‬المُجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وتأمُّلات‭ ‬إنسان‭ ‬هذا‭ ‬المُجتمع‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضِر،‭ ‬ولقطاتٍ‭ ‬أخرى‭ ‬تصوِّر‭ ‬هموم‭ ‬الإنسان‭ ‬ومشاعره‭ ‬واهتماماته‭ ‬بوجهٍ‭ ‬عام‭ ‬بلوحاتٍ‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬رسمها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭: ‬عبدالشهيد‭ ‬خمدن،‭ ‬محمود‭ ‬عبدالصاحب‭ ‬البقلاوة،‭ ‬إبراهيم‭ ‬الغانم،‭ ‬سيد‭ ‬صلاح‭ ‬الموسوي،‭ ‬فاطمة‭ ‬دهنيم،‭ ‬افتخار‭ ‬محمد،‭ ‬شهناز‭ ‬القصاب،‭ ‬جابر‭ ‬سهراب،‭ ‬إبراهيم‭ ‬أكبر،‭ ‬عبدالجليل‭ ‬الحايكي،‭ ‬موسى‭ ‬رمضان،‭ ‬خليفة‭ ‬شويطر،‭ ‬اسماعيل‭ ‬نيروز،‭ ‬صالح‭ ‬الماحوزي،‭ ‬كوثر‭ ‬الماحوزي‭.‬

النائب‭ ‬زينب‭ ‬عبدالأمير‭ ‬عبَّرت‭ ‬عن‭ ‬إعجابها‭ ‬بهذا‭ ‬المعرض‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬نافذة‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬إبداعات‭ ‬نخبة‭ ‬ذات‭ ‬رؤية‭ ‬فنية‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬فناني‭ ‬المملكة،‭ ‬المعرض‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬لقطات‭ ‬تأريخية‭ ‬جميلة‭ ‬للبحرين‭ ‬متوشحة‭ ‬بالهوية‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬ومن‭ ‬المُلاحَظ‭ ‬أن‭ ‬الطابع‭ ‬البحريني‭ ‬ينضح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لوحة‭ ‬بلمسات‭ ‬الفنانين‮»‬،‭ ‬وأضافَت‭: ‬‮«‬الفن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وسائل‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالشعوب،‭ ‬وتُقاس‭ ‬الحضارات‭ ‬بتقدم‭ ‬الفنون،‭ ‬والبحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬ثروة‭ ‬فنية‭ ‬تستحق‭ ‬الاهتمام،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭. ‬وعِرفانًا‭ ‬لما‭ ‬تُقدمه‭ ‬أيدي‭ ‬الفنانين‭ ‬والمُثقفين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬تستحق‭ ‬وقفة‭ ‬تقدير‭ ‬تأتي‭ ‬رعايتنا‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭.‬

لكل‭ ‬لوحة‭ ‬ولكل‭ ‬فنان‭ ‬قصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬المُتميز،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضِر‭ ‬يوجد‭ ‬معرض‭ ‬أبعاد‭ ‬تشكيلية‭ ‬ليُقرِّب‭ ‬الأبعاد‭.. ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الفن‭ ‬يفتقد‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬من‭ ‬التفات‭ ‬وتقدير،‭ ‬ولأن‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تحتاج‭ ‬دعم‭ ‬الفنان؛‭ ‬فإن‭ ‬اهتمامنا‭ ‬بهذا‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬رسالة‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالفن‭ ‬البحريني‮»‬‭.‬

تنوعت‭ ‬المدارس‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬لها‭ ‬اللوحات‭ ‬بين‭ ‬الواقعية‭ ‬والانطباعية‭ ‬والتجريدية،‭ ‬وتعددت‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تُناقشها‭ ‬فكان‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬قصة‭ ‬حكاية‭ ‬ووراء‭ ‬كل‭ ‬حكاية‭ ‬مشاعر‭ ‬وطنية‭ ‬أو‭ ‬هموم‭ ‬إنسانية‭ ‬أو‭ ‬لحظة‭ ‬عشق‭ ‬لإحدى‭ ‬تفاصيل‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬أو‭ ‬البيئة‭ ‬أو‭ ‬المُجتمع‭.. ‬الفنان‭ ‬عبدالشهيد‭ ‬خمدن‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬ولعه‭ ‬بفن‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬اهتمامه‭ ‬نحو‭ ‬الرسم‭ ‬فيدخُل‭ ‬عالمه؛‭ ‬بدا‭ ‬حضور‭ ‬الحروف‭ ‬العربية‭ ‬الأنيقة‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬لوحتيه‭ ‬‮«‬حروفيات1‮»‬‭ ‬و‮«‬حروفيات2‮»‬‭ ‬المرسومتين‭ ‬بتقنية‭ ‬الطباعة‭ ‬على‭ ‬كانفاس،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬المرأة‮»‬‭ ‬عُنصرًا‭ ‬ظاهرًا‭ ‬في‭ ‬العملين‭ ‬التشكيليين‭ ‬اللذين‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬المعنى‭ ‬الكامن‭ ‬وراء‭ ‬مضمونيهما‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحاضِر‭ ‬يعيش‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬ضغوط‭ ‬ينوء‭ ‬بها‭ ‬كاهله،‭ ‬والمرأة‭ ‬باعتبارها‭ ‬نصف‭ ‬المُجتمع‭ ‬شريكة‭ ‬الرجُل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المُعاناة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬بمشاعر‭ ‬خاصة‭ ‬مُرهفة‭ ‬وتسبح‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تيارات‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬ببسالة،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حاولتُ‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬حروفيات1،‭ ‬أما‭ ‬حروفيات2‭ ‬فهي‭ ‬تصوِّر‭ ‬همًا‭ ‬خاصًا‭ ‬بتطلعات‭ ‬وأحلام‭ ‬وطموح‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تمتاز‭ ‬بالرومانسية‭ ‬ورهافة‭ ‬المشاعر‭ ‬من‭ ‬جهة؛‭ ‬وبين‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬والدعم‭ ‬والمُساندة‭ ‬من‭ ‬جهةٍ‭ ‬أُخرى‮»‬‭.‬

تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬كان‭ ‬حاضرًا‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لوحَتي‭ ‬‮«‬دلمونيات1‮»‬‭ ‬و«دلمونيات2‮»‬‭ ‬للفنان‭ ‬محمود‭ ‬عبدالصاحب‭ ‬البقلاوة،‭ ‬فالفنان‭ ‬المُهتم‭ ‬بالبحث‭ ‬التاريخي‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬خبايا‭ ‬الحضارة‭ ‬الدلمونية‭ ‬كان‭ ‬مُهتمًا‭ ‬باستدعاء‭ ‬تلك‭ ‬الحُقبة‭ ‬الزمنية‭ ‬فيما‭ ‬صوَّرته‭ ‬اللوحتان‭ ‬من‭ ‬أختام‭ ‬ورموز‭ ‬وشخوص‭ ‬دِلمونية‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬شخصية‭ ‬‮«‬صاحب‭ ‬القداسة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬عرَّفت‭ ‬به‭ ‬المعابَد،‭ ‬وشخصية‭ ‬الثور‭ ‬الدلموني‭ ‬المُقدَّس‭.‬

أما‭ ‬الفنانة‭ ‬فاطمة‭ ‬سلمان‭ ‬دهنيم‭ ‬فهي‭ ‬قد‭ ‬استخدمت‭ ‬تقنية‭ ‬الطباشير‭ ‬الناعمة‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬لوحتيها‭ ‬‮«‬منظر‭ ‬طبيعي1‮»‬‭ ‬و«منظر‭ ‬طبيعي2‮»‬،‭ ‬وأعرَبَت‭ ‬عن‭ ‬سعادتها‭ ‬لقدرتها‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬تلك‭ ‬المناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬الحقيقية‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬سحر‭ ‬الألوان‭ ‬وتخليدها‭ ‬عبر‭ ‬اللوحات‭.. ‬عند‭ ‬سؤالها‭ ‬عن‭ ‬بداياتها‭ ‬مع‭ ‬الرسم‭ ‬أجابت‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أذكر‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭! ‬لكن‭ ‬والدي‭ ‬أخبراني‭ ‬أن‭ ‬المُعلِّمة‭ ‬لفتت‭ ‬انتباههما‭ ‬إلى‭ ‬رسومي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كنتُ‭ ‬طفلةً‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬الروضة،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أعرفهُ‭ ‬أنني‭ ‬وجدتُ‭ ‬نفسي‭ ‬أرسم‭ ‬باستمرار،‭ ‬وكلما‭ ‬صادفتُ‭ ‬تقنية‭ ‬جديدة‭ ‬تعلمتها،‭ ‬وكلما‭ ‬عرفتُ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ألوانا‭ ‬جديدة‭ ‬استخدمتها،‭ ‬إنني‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬وأسبح‭ ‬فيه‭ ‬بسعادة‭!‬‮»‬‭.‬

الفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬الغانم‭ ‬قدم‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭ ‬المحلية‭ ‬الآسرة‭ ‬في‭ ‬لوحاته،‭ ‬الفنان‭ ‬سيد‭ ‬صلاح‭ ‬الموسوي‭ ‬قدم‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة‭ ‬كما‭ ‬تراها‭ ‬بصيرته،‭ ‬البحرين‭ ‬قديمًا‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬لوحات‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالجليل‭ ‬الحايكي‭ ‬والفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬أكبر‭ ‬والفنان‭ ‬صالح‭ ‬الماحوزي‭ ‬والفنانة‭ ‬شهناز‭ ‬القصاب،‭ ‬الفنانون‭ ‬افتخار‭ ‬محمد‭ ‬وكوثر‭ ‬الماحوزي‭ ‬وإسماعيل‭ ‬نوروز‭ ‬وخليفة‭ ‬شويطر‭ ‬امتازت‭ ‬لوحاتهم‭ ‬بالإبداع‭ ‬والدقة‭ ‬وإبراز‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬الشخوص‭ ‬البشرية‭ ‬وغير‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا