العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

الكوعِ يهز الضلوع

أخيرًا‭ ‬وبعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ ‬عرفت‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬أوفق‭ ‬طوال‭ ‬حياتي‭ ‬في‭ ‬غزوة‭ ‬أو‭ ‬نزوة‭ ‬عاطفية،‭ ‬فمنذ‭ ‬أيام‭ ‬المراهقة‭ ‬وأنا‭ ‬‮«‬معقّد‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬زملائي‭ ‬كانوا‭ ‬يتبجحون‭ ‬بغرامياتهم،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لدي‭ ‬ما‭ ‬أقوله‭ ‬لهم‭ ‬فأضطر‭ ‬إلى‭ ‬فبركة‭ ‬نزوات‭ ‬وهمية‭ ‬مع‭ ‬فتيات‭ ‬لا‭ ‬يعرفهن‭ ‬زملائي‭. ‬يعني‭ ‬حتى‭ ‬الفتيات‭ ‬‮«‬وهميات‮»‬‭ ‬أيضا‭. ‬تذكرني‭ ‬هذه‭ ‬بحكاية‭ ‬خوارق‭ ‬ومعجزات‭ ‬‮«‬الأولياء‮»‬،‭ ‬وقصص‭ ‬الجن‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الشقيق،‭ ‬فتلك‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬نسمع‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أصدقائنا‭ ‬تحدث‭ ‬دائماً‭ ‬وأبدا‭ ‬لأصدقاء‭ ‬أصدقائنا‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬نتشرف‭ ‬بمعرفتهم،‭ ‬أو‭ ‬تحدث‭ ‬لأناس‭ ‬في‭ ‬البلدة‭ ‬المجاورة‭: ‬عندي‭ ‬صاحب‭ ‬ابن‭ ‬عمه‭ ‬متزوج‭ ‬جنيّة‭ ‬وقالوا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تجيب‭ ‬له‭ ‬كيلو‭ ‬ذهب‭ ‬عيار‭ ‬38‭!! ‬قابلت‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬‮«‬راجل‭ ‬عجوز‮»‬‭ ‬سلّم‭ ‬عليّ‭ ‬بالاسم‭ ‬مع‭ ‬أني‭ ‬عمري‭ ‬ما‭ ‬شفته،‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬أشياء‭ ‬عن‭ ‬عائلتي‭ ‬خلاني‭ ‬‮«‬مذهول‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬إني‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬راح‭ ‬أصير‭ ‬أهم‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأقصى‭.. ‬واحد‭ ‬صديق‭ ‬ابن‭ ‬خالتي‭ ‬شاف‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬معزة‭ ‬تطير‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬إلى‭ ‬شجرة‭.‬

المهم،‭ ‬عرفت‭ ‬سر‭ ‬نجاح‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الغزوات‭ ‬العاطفية‭ ‬مقابل‭ ‬فشلي‭ ‬فيها،‭ ‬فهو‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مناطق‭ ‬الجاذبية‭ ‬في‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬هي‭ ‬الأذن‭ ‬والكوع‭. ‬هكذا‭ ‬قال‭ ‬العلماء‭ ‬حسبما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬بريطانية‭ ‬رصينة،‭ ‬وبصراحة‭ ‬لم‭ ‬أحاول‭ ‬طوال‭ ‬حياتي‭ ‬أن‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬أذن‭ ‬امرأة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬جمالها‭ ‬أو‭ ‬دمامتها‭. ‬والشيء‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬العاقل‭ ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المرأة‭ ‬ليعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تعجبه‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬قليل‭ ‬الأدب‭ ‬فإنه‭ ‬ينحدر‭ ‬بنظراته‭ ‬من‭ ‬الوجه‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬التضاريس‭ ‬ليحكم‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬عليها،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬فكيف‭ ‬يكون‭ ‬الكوع‭ ‬نقطة‭ ‬جاذبية،‭ ‬ومتى‭ ‬يتسنى‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬كوع‭ ‬امرأة‭.‬

ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬كوع‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬تتطلب‭ ‬الوقوف‭ ‬وراءه‭. ‬وأخال‭ ‬أنكم‭ ‬توافقونني‭ ‬الرأي‭ ‬بأن‭ ‬رجلاً‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬فيقع‭ ‬في‭ ‬غرامها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ينجذب‭ ‬إلى‭ ‬كوعها‭ ‬أو‭ ‬سلسلتها‭ ‬الفقرية،‭ ‬إنسان‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬كوعه‭ ‬من‭ ‬بوعه‭. ‬أمر‭ ‬آخر‭ ‬قالته‭ ‬تلك‭ ‬الصحيفة‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬تنجذب‭ ‬إلى‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬تكون‭ ‬تقاطيع‭ ‬وجهه‭ ‬متجانسة‭. ‬هذه‭ ‬معقولة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حكاية‭ ‬الكوع‭ ‬وحلمة‭ ‬الأذن‭. ‬وربما‭ ‬يعزى‭ ‬الجفاف‭ ‬والجدب‭ ‬العاطفي‭ ‬الذي‭ ‬عانيت‭ ‬منه‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أحسب‭ ‬نفسي‭ ‬مؤهلاً‭ ‬لاصطياد‭ ‬الحسناوات‭ ‬إلى‭ ‬أنفي‭ ‬الإفريقي‭ ‬الذي‭ ‬يحتل‭ ‬الجزء‭ ‬الأسفل‭ ‬من‭ ‬وجهي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يحترم‭ ‬نفسه‮»‬‭ ‬ويقنع‭ ‬باحتلال‭ ‬منتصف‭ ‬الوجه‭. ‬عزائي‭ ‬الوحيد‭ ‬أن‭ ‬الجريدة‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬أصحاب‭ ‬الوجوه‭ ‬المتجانسة‭ ‬‮«‬خونة‮»‬‭.. ‬هل‭ ‬تسمعن‭ ‬يا‭ ‬بنات‭ ‬حواء؟‭.. ‬أصحاب‭ ‬الوسامة‭ ‬الذين‭ ‬تفتحون‭ ‬لهم‭ ‬قلوبكن‭ ‬خونة‭ ‬ومارقون‭ ‬وعملاء‭ ‬للاستعمار‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬الوفاء،‭ ‬فاتركوهم‭ ‬وأعطوا‭ ‬الفرصة‭ ‬لأمثالي‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬القلوب‭ ‬المتجانسة،‭ ‬وبلاش‭ ‬حكاية‭ ‬التقاطيع‭ ‬والملامح‭.. ‬وربما‭ ‬يعرف‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬قرأ‭ ‬تخاريفي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬أنني‭ ‬رفضت‭ ‬الاقتران‭ ‬بنبيلة‭ ‬عبيد‭ ‬وليلى‭ ‬علوي‭ ‬لأنني‭ ‬وفيّ‭ ‬لأم‭ ‬عيالي‭ ‬وحرصا‭ ‬على‭ ‬خصوصية‭ ‬وأزلية‭ ‬العلاقات‭ ‬معها‭ (‬بالمناسبة‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬أزلية‮»‬‭ ‬أي‭ ‬حكما‭ ‬بالمؤبد‭ ‬تتطلب‭ ‬الصبر‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭).‬

الجريدة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬ذلك‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬الكوع‭ ‬وحلمة‭ ‬الأذن‭ ‬هي‭ ‬‮«‬مستقل‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‮»‬‭ (‬اندبندنت‭ ‬اون‭ ‬صنداي‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬قمت‭ ‬بتعريب‭ ‬اسمها‭ ‬حرفياً‭ ‬وجزافيا‭ ‬جريا‭ ‬وراء‭ ‬تقليد‭ ‬صحفي‭ ‬حميد‭ ‬استنته‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬لتعريب‭ ‬جميع‭ ‬المشاهير‭ ‬بالعافية‭ ‬فأصبح‭ ‬مسخادوف‭ ‬بتاع‭ ‬الشيشان‭ ‬‮«‬مسعدوف‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬خاسبلادوف‭ ‬الذي‭ ‬أدركته‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬ربي‭ ‬فأصبح‭ ‬حسب‭ ‬الله‭ ‬توف‭ ‬ثم‭ ‬خاص‭ ‬بلادوف‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التعريب‭ ‬الصحيح‭ ‬لاسمه‭ ‬هو‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‭ ‬دوف‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬ولأنه‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬لبنان‭ ‬وإيران،‭ ‬فقد‭ ‬حوّر‭ ‬اسمه‭ ‬قليلاً‭ ‬ليبعد‭ ‬الشبهات‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭.. ‬وقد‭ ‬قرأت‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬إنكليزية‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬عبارة‭ ‬generous stones‭ ‬وكان‭ ‬المقصود‭ ‬بها‭ ‬الأحجار‭ ‬الكريمة،‭ ‬بينما‭ ‬الترجمة‭ ‬الدقيقة‭ ‬لهذه‭ ‬الترجمة‭ ‬الركيكة‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أحجار‭ ‬سخية‭/ ‬حاتم‭ ‬طائية‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا