العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل نجحت إسرائيل في استعادة قوة الردع؟

بقلم: عصمت منصور

الاثنين ١٢ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

ليلة‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬مايو‭/ ‬آيار‭ ‬الماضي،‭ ‬نفذ‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عملية‭ ‬اغتيال‭ ‬ضد‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬الجناحين‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي،‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬متزامنة،‭ ‬اعتبرت‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬القصف‭ ‬الذي‭ ‬نفذته‭ ‬الحركة‭ ‬ضد‭ ‬مستوطنات‭ ‬غلاف‭ ‬غزة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الاغتيال،‭ ‬ومحاولة‭ ‬لترميم‭ ‬صورة‭ ‬الردع‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬وزير‭ ‬أمن‭ ‬الاحتلال‭ ‬يؤاف‭ ‬جالنت‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال‭ ‬مباشرة‭.‬

العملية‭ ‬التي‭ ‬وصفت‭ ‬بالناجحة‭ ‬استخباراتيَّا‭ ‬وأمنيًّا‭ ‬حققت‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أهدافها‭ ‬كاملة‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لتنفيذها،‭ ‬أو‭ ‬بمجرد‭ ‬الإقدام‭ ‬عليها،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬كسرت‭ ‬الشعور‭ ‬السائد‭ ‬لدى‭ ‬شركاء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬الائتلاف‭ ‬وقطاعات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬وسكان‭ ‬مستوطنات‭ ‬الغلاف‭ ‬المحيط‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬تتهيب‭ ‬فتح‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة،‭ ‬أو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬الاغتيالات،‭ ‬خشية‭ ‬فتح‭ ‬جبهة‭ ‬قتال‭ ‬جديدة‭ ‬قد‭ ‬تمتد‭ ‬لتطال‭ ‬ساحات‭ ‬مواجهة‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬عند‭ ‬إطلاق‭ ‬34‭ ‬صاروخا‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬اللبنانية‭ ‬ضد‭ ‬مستوطنات‭ ‬الشمال‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭/‬نيسان‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭.‬

تكرار‭ ‬عمليات‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وجنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬وعدم‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬رد‭ (‬رادعة‭) ‬ضد‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬وقادتها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتشدد‭ ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير،‭ ‬الذي‭ ‬علق‭ ‬مشاركته‭ ‬هو‭ ‬وأعضاء‭ ‬كتلته‭ ‬في‭ ‬الكنيست،‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬ومقاطعة‭ ‬جلساتها،‭ ‬مع‭ ‬تهديده‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬الائتلاف،‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخلفية،‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بتآكل‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬خطاب‭ ‬هجومي‭ ‬مليء‭ ‬بالتحدي،‭ ‬آخذا‭ ‬في‭ ‬التزايد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬ومحورها‭ ‬المتحالف‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬والذي‭ ‬يتوعد‭ ‬بفتح‭ ‬جبهة‭ ‬متعددة‭ ‬الساحات‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسياساتها‭ ‬العدوانية‭ ‬ضد‭ ‬الأقصى‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استهدفت‭ ‬قادة‭ ‬المقاومة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ (‬وحدة‭ ‬الساحات‭).‬

الأزمة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الداخلية‭ ‬المتفاقمة،‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬مظاهرات‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬في‭ ‬أضخم‭ ‬وأوسع‭ ‬حملة‭ ‬احتجاج‭ ‬ورفض‭ ‬ضد‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬المحافظة‭ ‬التي‭ ‬شكلها‭ ‬نتنياهو‭ ‬مع‭ ‬أحزاب‭ ‬يمينية‭ ‬دينية‭ ‬وقومية‭ ‬متطرفة،‭ ‬والتي‭ ‬أثارتها‭ ‬سلسلة‭ ‬الإصلاحات‭ ‬القضائية‭ ‬التي‭ ‬هددت‭ ‬بإضعاف‭ ‬منظومة‭ ‬القضاء‭ (‬أو‭ ‬الانقلاب‭ ‬القضائي‭) ‬كما‭ ‬يصفها‭ ‬معارضوها،‭ ‬طالت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬أذرع‭ ‬الأمن‭ ‬وخاصة‭ ‬جيش‭ ‬الاحتياط‭ ‬في‭ ‬وحدات‭ ‬قتالية‭ ‬وسلاح‭ ‬الطيران‭ ‬وقطاع‭ ‬السايبر‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أثرها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬ووحدة‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ومناعتها‭ ‬وثقتها‭ ‬بالمستوى‭ ‬السياسي،‭ ‬شكلت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬أوحت‭ ‬لمحور‭ ‬المقاومة‭ ‬بأن‭ ‬الفرصة‭ ‬مواتية‭ ‬لتعديل‭ ‬ميزان‭ ‬الردع،‭ ‬واستغلال‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬إسرائيل‭ ‬داخليا،‭ ‬وتردي‭ ‬علاقة‭ ‬حكومتها‭ ‬مع‭ ‬أهم‭ ‬حلفائها‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭) ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تدع‭ (‬حتى‭ ‬اللحظة‭) ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬للقاء‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جون‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬اصطفافها‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬مع‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ومطالبهم،‭ ‬وتحذيراتها‭ ‬العلنية‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الإصلاحات‭ ‬القضائية‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ويهود‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬انتقادها‭ ‬الصريح‭ ‬لتركيبة‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬ووجود‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬حساسة‭ ‬بها،‭ ‬كلها‭ ‬عوامل‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تنامي‭ ‬الشعور‭ ‬بتراجع‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬المواجهة‭.‬

إن‭ ‬إقدام‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال‭ ‬ضد‭ ‬قادة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬إنما‭ ‬هدفت‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬صورة‭ ‬الردع‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نشره‭ ‬موقع‭ ‬اكتواليا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬لحركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬المستهدفة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال‭ ‬المباغتة،‭ ‬ضمن‭ ‬لها‭ ‬عدة‭ ‬مكاسب‭ ‬حققتها‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬أهمها‭:‬

‭(‬الأول‭): ‬تقديرها‭ ‬المسبق،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يعطي‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬المسوغ‭ ‬الكافي‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬القتال،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هذا‭ ‬سيمكنها‭ ‬من‭ ‬الاستفراد‭ ‬بحركة‭ ‬صغيرة‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬الجولة‭ ‬سيكون‭ ‬مداها‭ ‬الزمني‭ ‬قصير،‭ ‬ومدى‭ ‬الصواريخ‭ ‬فيها‭ ‬محدود،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬البلاد‭ ‬ومدن‭ ‬المركز‭.‬

‭(‬الثاني‭): ‬انطلقت‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬افتراض،‭ ‬مفاده‭ ‬إن‭ ‬دخول‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬المعركة‭ ‬وحيدة،‭ ‬سيتكفل‭ ‬بأن‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬فتح‭ ‬جبهات‭ ‬أخرى،‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الشمالية‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بسبب‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬بأن‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬أطلقتها‭ ‬جهات‭ ‬تتبع‭ ‬لحركة‭ ‬حماس‭.‬

هذه‭ ‬العوامل،‭ ‬جرى‭ ‬تلخيصها‭ ‬واستشفافها‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬نتنياهو‭ ‬عدم‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬خاصة‭ ‬للكابينيت‭ ‬الأمني‭ ‬والسياسي‭ ‬المصغر‭ ‬وأخذ‭ ‬مصادقته‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بررته‭ ‬المستشارة‭ ‬القانونية‭ ‬للحكومة‭ ‬بأنه‭ ‬جاء‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تقديرات‭ ‬استخباراتية‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الخطوة‭ ‬لن‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬أو‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬واللا‮»‬‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

أولى‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال‭ ‬المباغتة،‭ ‬هي‭ ‬ترميم‭ ‬ائتلافه‭ ‬الحكومي‭ ‬واستعادة‭ ‬كتلة‭ ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬أنه‭ ‬أنهى‭ ‬مقاطعته‭ ‬للتصويت‭ ‬مع‭ ‬الائتلاف‭ ‬وأنه‭ ‬سيعود‭ ‬إلى‭ ‬الجلوس‭ ‬مجددا‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحكومة‭.‬

هذا‭ ‬المكسب‭ ‬أعاد‭ ‬إلى‭ ‬نتنياهو‭ ‬صورته‭ ‬القيادية‭ ‬وسيطرته‭ ‬على‭ ‬الائتلاف‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يتداعى‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬دون‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬عرضة‭ ‬للانهيار‭.‬

لقد‭ ‬دأب‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬سياسته‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بانتقاد‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬وشدها‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬نحو‭ ‬اليمين‭ ‬ومقاطعة‭ ‬جلساتها‭ ‬أو‭ ‬التصويت‭ ‬معها،‭ ‬وهي‭ ‬ممارسات‭ ‬بهتت‭ ‬صورة‭ ‬نتنياهو‭ ‬أمام‭ ‬جمهور‭ ‬المتشددين‭ ‬وأظهرته‭ ‬بمظهر‭ ‬الضعيف‭ ‬الذي‭ ‬يتهرب‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬ويخضع‭ ‬باستمرار‭ ‬للابتزاز‭. ‬لقد‭ ‬انقلبت‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬بعد‭ ‬العملية،‭ ‬إذا‭ ‬ظهر‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬بمظهر‭ ‬السياسي‭ ‬المراهق‭ ‬عديم‭ ‬التجربة‭ ‬والعجول‭ ‬الذي‭ ‬يتصرف‭ ‬بصبيانية‭ ‬ولا‭ ‬يثق‭ ‬بالمنظومة‭ ‬الأمنية،‭ ‬بينما‭ ‬ظهر‭ ‬نتنياهو‭ ‬بمظهر‭ ‬القيادي‭ ‬المحنك‭ ‬والصبور‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬للعمليات‭ ‬بصمت‭ ‬ودون‭ ‬ضجيج‭ ‬ويقف‭ ‬خلف‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬ويمنحها‭ ‬ثقته‭ ‬ولا‭ ‬يكبلها‭ ‬بل‭ ‬يطلق‭ ‬يدها‭ ‬بجرأة‭ ‬عندما‭ ‬تتطلب‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬ذلك‭ ‬وعندما‭ ‬تنضج‭ ‬الظروف‭ ‬العملياتية‭ ‬والاستخباراتية‭ ‬والأمنية‭ ‬لذلك‭.‬

كما‭ ‬نجح‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬حرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬حكومته‭ ‬مع‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬جندت‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬ضده‭ ‬وضد‭ ‬إصلاحاته‭ ‬القضائية،‭ ‬حيث‭ ‬خطفت‭ ‬العملية‭ ‬الأضواء‭ ‬عن‭ ‬موجة‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬وأعادت‭ ‬التذكير‭ ‬بالمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تحدق‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استبدال‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الداخل‭ ‬بجدول‭ ‬أعمال‭ ‬يكون‭ ‬الأمن‭ ‬والتهديدات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مركزه‭.‬

الجانب‭ ‬الاستعراضي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال،‭ ‬والمهارة‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬بشكل‭ ‬متزامن‭ ‬بما‭ ‬يتطلبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الإعداد‭ ‬وامتلاك‭ ‬منظومات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬واستخباراتية‭ ‬وعملياتية‭ ‬متقدمة،‭ ‬وجهوزية‭ ‬عملياتية‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الوحدات،‭ ‬أعاد‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬ومنظومة‭ ‬الأمن‭ ‬هيبتها،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬سلاح‭ ‬الطيران‭ (‬شاركت‭ ‬40‭ ‬طائرة‭ ‬مقاتلة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاغتيال‭) ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬نفذها‭ ‬وهو‭ ‬أكثر‭ ‬سلاح‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الجيش‭ ‬تأثرا‭ ‬في‭ ‬موجة‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬عشرات‭ ‬الطيارين‭ ‬عدم‭ ‬استعدادهم‭ ‬للخدمة‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬ديكتاتورية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬القضاء‮»‬‭.‬

إن‭ ‬مجمل‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال،‭ ‬كانت‭ ‬مرهونة‭ ‬بعدم‭ ‬قدرة‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬على‭ ‬الرد‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬وقوي،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ردها‭ ‬قصير‭ ‬المدى‭ ‬زمنيا‭ ‬ومحدود‭ ‬المدى‭ ‬جغرافيا‭ (‬غلاف‭ ‬غزة‭) ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭.‬

بعد‭ ‬36‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬الترقب‭ ‬المشوب‭ ‬بالتوتر،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أثبتت‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬الضربة‭ ‬وإنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬سيطرة‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬قواتها،‭ ‬ولديها‭ ‬قدرٌ‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬النفس،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أعادت‭ ‬ترتيب‭ ‬أوضاعها‭ ‬الميدانية،‭ ‬جاء‭ ‬ردها‭ ‬منفرداً‭ (‬كما‭ ‬توقع‭ ‬نتنياهو‭) ‬ولكن‭ ‬قوياً‭ ‬ومنتظماً‭.‬

إن‭ ‬مجرد‭ ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬وعدم‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬مخطط‭ ‬نتنياهو‭ ‬منح‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة،‭ ‬وهيأ‭ ‬لها‭ ‬الميدان‭ ‬لتقول‭ ‬كلمتها‭.‬

امتد‭ ‬القتال‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬وتخللته‭ ‬مفاجآت‭ ‬عسكرية‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭ ‬مثل‭ ‬قدرة‭ ‬صواريخ‭ ‬الجهاد‭ ‬على‭ ‬ضرب‭ ‬مدن‭ ‬المركز‭ (‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وجوش‭ ‬دان‭ ‬ومشارف‭ ‬القدس‭) ‬كما‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬توقع‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬رحوفوت‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬البلاد‭ (‬قتيلة‭ ‬وإصابة‭ ‬مباشرة‭ ‬لمنزل‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬هدد‭ ‬بفقدان‭ ‬كل‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬الضربة‭ ‬المباغتة‭ ‬الأولى‭.‬

تضمنت‭ ‬وثيقة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬التي‭ ‬عرضتها‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بنداً‭ ‬غامضاً‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬استهداف‭ ‬الأفراد‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحيل‭ ‬ضمنا‭ ‬إلى‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬الاغتيالات‭ ‬وفقدان‭ ‬نتنياهو‭ ‬لأهم‭ ‬مكسب‭ ‬حققه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭.‬

إن‭ ‬إصرار‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الاسلامي،‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تدير‭ ‬جولة‭ ‬القتال‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬إدارتها‭ ‬لقناة‭ ‬التفاوض‭ ‬غير‭ ‬المباشرة،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬متفق‭ ‬عليها‭ ‬برعاية‭ ‬مصر‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أكسبها‭ ‬شعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وجعلها‭ ‬تظهر‭ ‬نداً‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬إقليمياً‭ ‬وإسرائيلياً‭.‬

المتابع‭ ‬للسلوك‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتحذيرات‭ ‬الخبراء‭ ‬العسكريين‭ ‬الحاليين‭ ‬والقادة‭ ‬السابقين‭ ‬لأجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬القتال،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الخشية‭ ‬من‭ ‬وقوع‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية،‭ ‬والأهم‭ ‬تزايد‭ ‬الضغط‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يدفعها‭ ‬إلى‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬المواجهة،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لهذا‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬جبهات‭ ‬جديدة‭ ‬وتوسع‭ ‬مدى‭ ‬وكثافة‭ ‬الصواريخ،‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الطرف‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يسابق‭ ‬الزمن‭ ‬ويتصرف‭ ‬بحذر‭ ‬في‭ ‬غاراته‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ويعيد‭ ‬التأكيد‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستهدف‭ ‬سوى‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬حصرا،‭ ‬هي‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبر‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الردع‭ ‬الذاتي،‭ ‬وإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تصرفت‭ ‬كمردوعة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬الردع‭.‬

كما‭ ‬إن‭ ‬قدرة‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬على‭ ‬ضرب‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬إسرائيل‭ ‬ثَبَّتَ‭ ‬معادلةً‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الاغتيال‭ ‬سيقابل‭ ‬بقصف‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفقد‭ ‬سياسة‭ ‬الاغتيالات‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الردع،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التراجع‭ ‬الضمني‭ ‬عنها‭ ‬إسرائيليا‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

إن‭ ‬تعريف‭ ‬مفهوم‭ ‬الردع‭ ‬في‭ ‬الأدبيات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬كما‭ ‬حددته‭ ‬دراسة‭ ‬معهد‭ ‬أبحاث‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والتي‭ ‬أجرت‭ ‬مسحاً‭ ‬لهذا‭ ‬المفهوم،‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬وما‭ ‬قبل‭ ‬إنشاء‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬التيار‭ ‬التصحيحي‭ ‬اليميني‭ ‬زئيف‭ ‬جابوتنسكي‭ ‬وسكه‭ ‬في‭ ‬نظريته‭ ‬المشهورة‭ ‬‮«‬الجدار‭ ‬الحديدي‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مساهمة‭ ‬دافيد‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ووزير‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيلي‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬أبا‭ ‬لنظرية‭ ‬الأمن‭ ‬الحديثة‭ ‬ومؤسس‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬لقد‭ ‬صاغ‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬عقيدة‭ ‬الجيش‭ ‬القتالية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضلع‭ (‬الردع،‭ ‬الحسم،‭ ‬والإحباط‭ ‬المسبق‭ ‬‮«‬الإنذار‮»‬‭)‬،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الوثيقة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬التي‭ ‬تشدد‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬‮«‬مركزية‭ ‬الردع‮»‬‭ ‬كمركب‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬نظرية‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

إن‭ ‬نظرية‭ ‬الردع،‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬توقف‭ ‬جولة‭ ‬القتال‭ ‬بتوافقات‭ ‬أو‭ ‬تقصير‭ ‬أمد‭ ‬القتال‭ ‬كهدف‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬بل‭ ‬‮«‬الاكتفاء‭ ‬بالتهديد‭ ‬لمنع‭ ‬العدو‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬عدوان‮»‬‭ ‬ودفع‭ ‬أي‭ ‬طرفٍ‭ ‬معادٍ‭ ‬لإسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬المجازفة‭ ‬بتحديها،‭ ‬وأن‭ ‬يشعر‭ ‬دائما‭ ‬بأن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬جولة‭ ‬قتال‭ ‬معها،‭ ‬لن‭ ‬تحقق‭ ‬له‭ ‬شيئا،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬إبقاء‭ ‬يدها‭ (‬إسرائيل‭) ‬طليقة،‭ ‬وحفظ‭ ‬تفوقها‭ ‬النوعي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أعدائها‭ ‬مجتمعين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬تحذير‭ ‬علني‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬صورة‭ ‬الردع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تتهشم‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬أعدائها‭.‬

إن‭ ‬دراسة‭ ‬واستقراء‭ ‬الجولة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬القتال‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬و«الجهاد‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬نظرية‭ ‬الردع‭ ‬في‭ ‬تراجع،‭ ‬وأنها‭ ‬فقدت‭ ‬مضمونها،‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬مجرد‭ ‬تجرؤ‭ (‬العدو‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭) ‬على‭ ‬الرد‭ ‬أو‭ ‬إبداء‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتوجيه‭ ‬ضربات‭ ‬موجعة‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬استعداداته‭ ‬للقتال‭ ‬مستقبلا‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬الفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬صاغتها‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وحاولت‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬خصومها‭ ‬من‭ ‬قتالها‭ ‬أو‭ ‬الاستعداد‭ ‬ومراكمة‭ ‬عوامل‭ ‬القوة‭ ‬لقتالها‭.‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬وباحث‭ ‬فلسطيني‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا