العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

ما بين الذعر والفرح!!

هناك‭ ‬مثل‭ ‬حبشي‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬ذعر‭ ‬في‭ ‬السوق‭.. ‬لص‭ ‬في‭ ‬فرح‮»‬‭!‬

ما‭ ‬أكثر‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ذعر‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬فيه‭ ‬اللصوص‭ ‬بالفرح،‭ ‬والسبب‭ ‬هو‭ ‬النهب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يحاصرنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صوب،‭ ‬واتخذ‭ ‬أشكالا‭ ‬وألوانا‭ ‬احترافية،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬هناك‭ ‬ضحايا‭ ‬جدد‭ ‬له‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفراد‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭.‬

مؤخرا‭ ‬حذرت‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإلكتروني‭ ‬من‭ ‬صفحات‭ ‬احتيالية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تقوم‭ ‬ببيع‭ ‬تذاكر‭ ‬وهمية‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الحفلات‭ ‬الغنائية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬بنكية‭ ‬أو‭ ‬سرقة‭ ‬الأموال‭.‬

وكانت‭ ‬قد‭ ‬وجهت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬سابقة‭ ‬تحذيرا‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬أشخاص‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬بعمليات‭ ‬نصب‭ ‬واحتيال‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬أرقام‭ ‬هواتف‭ ‬بحرينية‭ ‬وهمية‭ ‬باستخدام‭ ‬تطبيقات‭ ‬خاصة‭ ‬بذلك،‭ ‬وإيهامهم‭ ‬بأنهم‭ ‬موظفون‭ ‬تابعون‭ ‬لشركات‭ ‬تداول‭ ‬واستثمار‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬يطلبون‭ ‬من‭ ‬الضحية‭ ‬تحويل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬لحسابات‭ ‬بنكية‭ ‬تابعة‭ ‬لضحايا‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استثمارها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إدخال‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬بنكية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

المبكي‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬يرحموا‭ ‬حتى‭ ‬أبسط‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الفقراء‭ ‬والمساكين‭ ‬من‭ ‬احتيالهم،‭ ‬حيث‭ ‬طال‭ ‬احتيالهم‭ ‬حتى‭ ‬خدم‭ ‬المنازل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حذرت‭ ‬منه‭ ‬إحدى‭ ‬صديقاتي‭ ‬حين‭ ‬هكروا‭ ‬حساب‭ ‬خادمتها‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتصل‭ ‬بها‭ ‬أحدهم‭ ‬على‭ ‬الواتس‭ ‬آب،‭ ‬وأرسل‭ ‬إليها‭ ‬شعار‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وسألها‭ ‬عن‭ ‬البطاقة‭ ‬السكانية‭ ‬وعدد‭ ‬التطعيمات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬وأين‭ ‬ومتى‭ ‬تم‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أجابته‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات‭ ‬بدقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬أرسل‭ ‬إليها‭ ‬مسج‭ ‬فيه‭ ‬كود‭ ‬‮«‬أو‭ ‬تي‭ ‬بي‮»‬‭ ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬الرقم‭ ‬فأعطته‭ ‬إياه،‭ ‬فتم‭ ‬سحب‭ ‬نقودها‭ ‬وتهكير‭ ‬حسابها‭ ‬البنفت‭. ‬

الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تنوعت‭ ‬واتسعت‭ ‬اليوم‭ ‬وباتت‭ ‬تستهدف‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رحمة،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬طرق‭ ‬مختلفة،‭ ‬والتثبيت‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬للبرامج‭ ‬الضارة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬الدخل،‭ ‬والإضرار‭ ‬بالسمعة،‭ ‬وتكبد‭ ‬خسائر‭ ‬مالية،‭ ‬وتشفير‭ ‬البيانات‭ ‬بالفيروسات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معالجتها‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬دفع‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬لقراصنة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المجرمين‭ ‬يمتلكون‭ ‬قدرات‭ ‬تقنية‭ ‬بسيطة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحوال،‭ ‬فإن‭ ‬الهجمات‭ ‬الرقمية‭ ‬تشهد‭ ‬تزايدا‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الأدوات‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الإجرامي‭ ‬الافتراضي‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬

رجاء‭ ‬الوعي‭ ‬ثم‭ ‬الوعي‭ ‬ثم‭ ‬الوعي‭ ‬بمستحدثات‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنها،‭ ‬والوقوف‭ ‬عند‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬وقفة‭ ‬طويلة‭ ‬وجادة‭ ‬وقوية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬الأفراد،‭ ‬والتي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬القتل،‭ ‬حين‭ ‬توفيت‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الألمانية‭ ‬بعد‭ ‬تعطل‭ ‬نظام‭ ‬الحاسوب‭ ‬بسبب‭ ‬برامج‭ ‬للقرصنة‭ ‬بواسطة‭ ‬الفدية‭.‬

رجاء‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إطفاء‭ ‬فرحة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المجرمون،‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الذعر‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬الجميع‭ ‬يعيشها‭ ‬فزعا‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬ضحية‭ ‬لهم‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا