زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
في ذم الفول والباذنجان
فشل كبار العالم والأمم المتحدة في إقناع الولايات المتحدة بالحد من انبعاث الغازات والأبخرة من مصانعها ومعاملها التي تستخدم مختلف أنواع الطاقة مما سيؤدي حتماً إلى تفاقم ظاهرة البيوت الزجاجية التي تسببت في التقلبات المناخية، بينما ربع أدخنة وغازات العالم ذات منشأ أمريكي مما يوقع بقية دول العالم في حيرة كبيرة وخاصة أنه ما من دولة تستطيع أن تقول لأمريكا «ثلث الثلاثة كم؟».
ما أخشاه هو أن يقع الفأس على رأس السودان ومصر بوصفهما موطن «الشعوب المحبة للفول»، فمنذ سنين طويلة وعلماء غربيون يروجون حقائق مؤكدة بأن الفول مصدر أساسي لغاز الميثان، وليس فيما يقولون أي تحامل أو افتئات، فأكلة الفول يعرفون عنه ما هو أكثر من ذلك. وبوصفي اختصاصياً في شؤون الفول ومشتقاته (البصارة والطعمية/ الفلافل... الخ)، فإنني اعرف يقيناً أن للفول مزايا طيبة، فهو مفيد في علاج الاكتئاب والارق والتوتر العصبي لأنه يحوي مواد تؤدي إلى الاسترخاء وتساعد على النوم، غير أن تعاطيه لمدة طويلة يؤدي إلى الادمان وفقدان الذاكرة النهائي، أو ما يسمى في الدوائر الطبية متلازمة Acquired Irreversible Amnesia Syndrome .
وهذا السيندروم هو الذي أدى إلى نشوء مشكلة مثلث حلايب بين مصر والسودان، فلعشرات السنين، وتحت تأثير الفول نسي البلدان وجود رقعة من الأرض تحمل اسم حلايب. فظلت مجهولة الانتماء، ثم زاد الطلب في أوروبا على الفول لإطعام الخيول (الفول اسمه بالإنجليزية Horse Beans أي باقلاء الخيل) وحدث شح في الفول في مصر والسودان فاستيقظت الحواس في شطري وادي النيل وبدأ كل طرف يصيح «حلايب بتاعتي»، وما فاقم المشكلة أن حلايب نفسها تعاني من أورام خبيثة، بحكم وقوعها قرب مدار السرطان فكان أن تعرضت للإهمال وظهرت على تضاريسها البثور والتلال والرمال.
الغريب في الأمر أن معظم الادلة والبراهين على قدرات الفول الخارقة في توليد الغازات أعلنت من قبل باحثين مصريين وسودانيين من عملاء الاستعمار والصهيونية. وأعتقد أن مصاب السودان أكبر. فالمصريون يأكلون الفول بالزيت و.. بس، أما أهلي في السودان فإنهم يضيفون إليه الجبن والطعمية (الفلافل) والطماطم والثوم ومخلل الباذنجان والبصل والشطة، ولأنهم يعرفون تأثير الفول الضار بالقوى العقلية فإنهم يتناولون تلك الخلطة العجيبة المنسوبة إلى الفول زورا وبهتانا، في ساعة متأخرة من الليل، وبمجرد أن يفرغ الواحد منهم من الأكل يقول لأصحابه (تصبحون على خخخخخ) تضيع منه الكلمة ويروح في نومة. وبسبب القدرة التنويمية للفول فإن استخدام الحبوب المنومة غير متفش في السودان ومصر.
وعوداً على بدء أقول إن أخطر ما في الفول هو قدرته العجيبة على توليد الغازات، ولأن الولايات المتحدة معتادة على أن ترمي غيرها بدائها وتنسلّ فليس بعيداً أن تلوي ذراع الأمم المتحدة لإرغامها على تشكيل قوة دولية لتدمير حقول الفول في وادي النيل باعتبارها مصدر الخطر الأول على طبقة الاوزون (بالمناسبة متى ظهر هذا الأوزون اللعين الذي لم نسمع به على عهد الدراسة؟). وبما ان الشيء بالشيء يذكر فلا بد من تذكير عرب شرق البحر المتوسط الذين يدمنون أكل الباذنجان بأن الابحاث الطبية أثبتت أن الباذنجان يساعد على انتشار الاورام في جسم المصاب سواء كانت تلك الاورام حميدة أو شريرة. وقد أسعدني التحذير من تعاطي الباذنجان لأنني أكره تلك الثمرة أكثر من كرهي للرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن الذي نفق بسبب إدمان خمر الفودكا وكانت تقاطيع وجهه تعطي الانطباع بأنه يعاني من إمساك مزمن. وأهل السودان عموماً يسمون الباذنجان «البراطيش» ومفردها «برطوش»، وهو نعل الحذاء الذي لم يبق فيه موضع لمسمار. وأكثر ما يغيظني في أهل شرق المتوسط أنهم يصنعون «بتاعا» من الباذنجان اسمه بابا غنوج بحق من رفع السماء ما الصلة بين الغنج والبراطيش؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك