العدد : ١٦٨٠٦ - الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ رمضان ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٠٦ - الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ رمضان ١٤٤٥هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

أبادوا طائر الحسون وتمسكوا بالغليون

سبق‭ ‬لي‭ ‬تنبيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬الإمبريالية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التوسعية،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تسببوا‭ ‬في‭ ‬تشريد‭ ‬طيور‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬نادرة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الحسون‮»‬‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تأخذهم‭ ‬بها‭ ‬شفقة‭ ‬أو‭ ‬رحمة،‭ ‬بأن‭ ‬عمدوا‭ ‬لاصطيادها‭ ‬بالجملة،‭ ‬لأغراض‭ ‬البيع‭ ‬والتربية،‭ ‬وليس‭ ‬سرا‭ ‬أنني‭ ‬دعوت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬جوي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬واتضح‭ - ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ - ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬بها‭ ‬مجال‭ ‬جوي‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬جوي‭ ‬ملك‭ ‬مباح‭ ‬ومشاع‭.‬

طائر‭ ‬الحسون‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬عصافير‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬فهو‭ ‬زاهي‭ ‬الألوان،‭ ‬ورشيق‭ ‬الحركة،‭ ‬ولسر‭ ‬يعلمه‭ ‬الله‭ ‬وحده‭ ‬فإنه‭ ‬يحب‭ ‬فلسطين،‭ ‬وللحسون‭ ‬هذا‭ ‬خاصية‭ ‬عجيبة‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬الببغاوات،‭ ‬فهو‭ ‬يحفظ‭ ‬الأصوات‭ ‬والأنغام،‭ ‬ولهذا‭ ‬فسعره‭ ‬مرتفع،‭ ‬وبسبب‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬اصطياده‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬أو‭ ‬بيعه‭ ‬فإنه‭ ‬أوشك‭ ‬على‭ ‬الانقراض‭.‬

ومما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬حملة‭ ‬الترويع‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬قادها‭ ‬فلسطينيون‭ ‬كانت‭ ‬تربطني‭ ‬بهم‭ ‬علاقات‭ ‬حميمة،‭ ‬ولكنهم‭ ‬تنكروا‭ ‬لتلك‭ ‬العلاقات،‭ ‬وبلغت‭ ‬بهم‭ ‬القسوة‭ ‬أن‭ ‬عرضوا‭ ‬عليّ‭ ‬قضاء‭ ‬الصيف‭ ‬في‭ ‬غزة‭!! ‬تصور‭! ‬وإمعانا‭ ‬في‭ ‬الممارسات‭ ‬الإرهابية‭ ‬هددني‭ ‬بعضهم‭ ‬بمنحي‭ ‬وثيقة‭ ‬سفر‭ ‬فلسطينية‭. ‬يعني‭ ‬باختصار،‭ ‬يريدون‭ ‬تعريضي‭ ‬لشتى‭ ‬صنوف‭ ‬البهدلة‭ ‬في‭ ‬الحل‭ ‬والترحال‭.. ‬أنا‭ ‬ناقص؟‭.. ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السوداني‭ ‬السابق‭ ‬الراحل،‭ ‬الصادق‭ ‬المهدي‭ ‬رجل،‭ ‬قّل‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬باسمة‭ ‬أو‭ ‬ضاحكة‭. ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬ألقى‭ ‬خطبة‭ ‬صلاة‭ ‬العيد،‭ ‬وقال‭ ‬في‭ ‬سياقها‭ ‬‮«‬إن‭ ‬السوداني‭ ‬لن‭ ‬يدخل‭ ‬النار‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يعذب‭ ‬عبده‭ ‬مرتين‭!!‬‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬يريد‭ ‬الجماعة‭ ‬أن‭ ‬يكسروا‭ ‬ظهري‭ ‬المحني‭ ‬أصلا‭ ‬بوثيقة‭ ‬سفر‭ ‬فلسطينية‭.. ‬ربنا‭ ‬على‭ ‬المفتري‭!!‬

وللأسباب‭ ‬أعلاه‭ ‬قررت‭ ‬رفع‭ ‬يدي‭ ‬عن‭ ‬الشأن‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وليس‭ ‬مرد‭ ‬ذلك‭ ‬الخوف‭ ‬وحده،‭ ‬فما‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬معظم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬مارسوا‭ ‬الإرهاب‭ ‬آنف‭ ‬الذكر‭ ‬ضدي،‭ ‬هو‭ ‬أني‭ ‬‮«‬مسنود‮»‬‭. ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬‮«‬من‭ ‬عندنا‮»‬‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬السودان،‭ ‬وأكدت‭ ‬مصادر‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬السودان‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬بلدة‭ ‬حالوف‭ ‬وكان‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬عطا‭ ‬الله‭ ‬شاؤول،‭ ‬ثم‭ ‬هاجر‭ ‬به‭ ‬أهله‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬حيث‭ ‬نصب‭ ‬نفسه‭ ‬وكيلا‭ ‬لعزرائيل،‭ ‬المهم‭ ‬أنه‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الدم‭ ‬‮«‬يحن‮»‬‭ ‬فإنه‭ ‬لن‭ ‬يسكت‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬ضيم‭ ‬يلحق‭ ‬بي‭ ‬فإذا‭ ‬أرغمتموني‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬وثيقة‭ ‬سفر‭ ‬فلسطينية‭ ‬فإنه‭ ‬سيمنحني‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬إسرائيلياً‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬مفعول‭ ‬السحر‭ ‬في‭ ‬البوادي‭ ‬والحضر،‭ ‬وعندها‭ ‬لن‭ ‬تخيفني‭ ‬أجهزتكم‭ ‬الأمنية‭.. ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الشرطة‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬في‭ ‬المليان‭ ‬إذا‭ ‬احتسب‭ ‬الحكم‭ ‬هدفاً‭ ‬للفريق‭ ‬‮«‬الخصم‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬جهاز‭ ‬‮«‬أمن‭ ‬الجامعات‮»‬‭ ‬لأنني‭ ‬أصلاً‭ ‬من‭ ‬دعاة‭ ‬ممارسة‭ ‬القمع‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬بل‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬القمع‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬تشريد‭ ‬‮«‬التلاميذ‮»‬‭ ‬المنتسبين‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجامعة‭ ‬وإرغامهم‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬جامعات‭ ‬محترمة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬حلف‭ ‬الأطلنطي‮»‬‭ ‬و«جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‮»‬‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الأفريقية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭.‬

ما‭ ‬يخيفني‭ ‬حقاً‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اقتراحا‭ ‬معلقا‭ ‬منذ‭ ‬حين‭ ‬من‭ ‬الدهر‭ ‬أمام‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لإنشاء‭ ‬‮«‬شرطة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التدخين‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬يقول‭ ‬علماء‭ ‬الأجناس‭ ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬السجائر‭ ‬لأصيب‭ ‬نصف‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بانفجارات‭ ‬الشرايين،‭ ‬والنصف‭ ‬الآخر‭ ‬باللوثات‭ ‬العقلية،‭ ‬تخيلوا‭ ‬ما‭ ‬سيلحق‭ ‬بكوكبنا‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬حرمان‭ ‬كذا‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬التبغ‭.‬

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أننا‭ ‬عندئذ‭ ‬سنسمع‭ ‬بـ«عواجيز‭ ‬الحجارة‮»‬‭. ‬ففي‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬يقلع‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬التدخين‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬ولكن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يزداد‭ ‬إدمانا‭ ‬للتبغ‭ ‬كلما‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬واقترب‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬اليأس‭.. ‬إنسان‭ ‬يائس‭ ‬أصلاً‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬اليأس،‭ ‬فماذا‭ ‬يفعل؟‭ ‬والمصيبة‭ ‬أن‭ ‬سن‭ ‬اليأس‭ ‬عند‭ ‬معظم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬والسابعة‭ ‬عشرة،‭ ‬أي‭ ‬عندما‭ ‬يبدأ‭ ‬الذهن‭ ‬في‭ ‬التفتح‭ ‬وإدراك‭ ‬الحقائق‭ ‬والواقع‭!! ‬احرموا‭ ‬عواجيز‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬التدخين‭ ‬وستشتعل‭ ‬الانتفاضات‭ ‬في‭ ‬أركان‭ ‬الدنيا‭ ‬الأربعة‭. ‬والحل‭: ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تضمين‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بندا‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬التدخين‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للنقض‭ ‬أو‭ ‬المساومة‭ ‬أو‭ ‬التفاوض‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا