العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الفاروق.. والنقد الذاتي!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٠٧ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬مفاتيح‭ ‬الشخصية‭ ‬العمرية‭ ‬لأمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭(‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬تعاهد‭ ‬نفسه‭ ‬بالنقد‭ ‬الذاتي،‭ ‬ولا‭ ‬ينتظر‭ ‬نقد‭ ‬الآخرين‭ ‬له،‭ ‬لأنه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬المسلمين‭ ‬قد‭ ‬يهابونه،‭ ‬فلا‭ ‬يفصحون‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬فيما‭ ‬يأخذه‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬لهذا‭ ‬فهو‭ ‬يبادر‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬تشجيعهم‭ ‬على‭ ‬نقده،‭ ‬ورفع‭ ‬أصواتهم‭ ‬بالاعتراض‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬سياساته،‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم،‭ ‬بل‭ ‬معظمنا‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭(‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والفقه‭ ‬والجرأة‭ ‬على‭ ‬الاجتهاد،‭ ‬ولقد‭ ‬اجتهد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬الرمادة‭ ‬حين‭ ‬أوقف‭ ‬حد‭ ‬السرقة‭ ‬لشبهة‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬قد‭ ‬يسرقون‭ ‬لحاجتهم‭ ‬إلى‭ ‬الطعام،‭ ‬وهو‭ ‬عام‭ ‬اشتدت‭ ‬فيه‭ ‬المجاعة‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬وضاقت‭ ‬عليهم‭ ‬الأرزاق،‭ ‬فجيء‭ ‬إليه‭ ‬بغلمان‭ ‬سرقوا‭ ‬ناقة‭ ‬لأحد‭ ‬المسلمين،‭ ‬ولما‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقيم‭ ‬حد‭ ‬السرقة‭ ‬عليهم‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬سيدهم‭ ‬لا‭ ‬يطعمهم،‭ ‬ويضيق‭ ‬عليهم‭ ‬الأرزاق،‭ ‬فقضى‭ ‬على‭ ‬سيدهم‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬لصاحب‭ ‬الناقة‭ ‬ضعف‭ ‬ثمنها،‭ ‬وأقسم‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يقيم‭ ‬عليه‭ ‬الحد‭ ‬إذا‭ ‬اضطر‭ ‬غلمانه‭ ‬إلى‭ ‬السرقة‭ ‬بسبب‭ ‬الجوع‭.‬

إذًا،‭ ‬فعمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬لم‭ ‬يعطل‭ ‬حد‭ ‬السرقة‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يجرؤ‭ ‬عليه‭ ‬لكنه‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬اجتهد‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬النص،‭ ‬وأنه‭ ‬عند‭ ‬الضرورات‭ ‬تباح‭ ‬المحظورات،‭ ‬وهذه‭ ‬قاعدة‭ ‬فقهية،‭ ‬وهذه‭ ‬القاعدة‭ ‬لها‭ ‬أصل‭ ‬وثيق‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬إنما‭ ‬حرم‭ ‬عليكم‭ ‬الميتة‭ ‬والدم‭ ‬ولحم‭ ‬الخنزير‭ ‬وما‭ ‬أهل‭ ‬به‭ ‬لغير‭ ‬الله‭ ‬فمن‭ ‬اضطر‭ ‬غير‭ ‬باغٍ‭ ‬ولا‭ ‬عادٍ‭ ‬فلا‭ ‬إثم‭ ‬عليه‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬غفور‭ ‬رحيم‭) ‬البقرة‭ / ‬173‭.‬

إني‭ ‬أرى‭ ‬النقد‭ ‬الذاتي‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬عليه‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬أحد‭ ‬مفاتيح‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الملهمة‭ ‬والتي‭ ‬تهاوت‭ ‬أمامها‭ ‬حصون‭ ‬الذات‭ ‬العمرية‭ ‬وقلاعها،‭ ‬وهذا‭ ‬المفتاح‭ ‬العمري‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬شجع‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬هلع‭ ‬ولا‭ ‬هيبة‭ ‬أن‭ ‬يوجهوا‭ ‬إليه‭ ‬النقد‭ ‬حين‭ ‬يرون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬يصدره‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬أو‭ ‬اجتهادات‭ ‬وأنه‭ ‬يخالف‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬استقر‭ ‬عندهم‭ ‬مما‭ ‬تعارفوا‭ ‬عليه،‭ ‬حتى‭ ‬يتبين‭ ‬لهم‭ ‬وجه‭ ‬الصواب‭ ‬فيما‭ ‬أمرهم‭ ‬به،‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬نهاهم‭ ‬عنه‭.‬

ولقد‭ ‬اشتهر‭ ‬عنه‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬نقده‭ ‬لنفسه،‭ ‬وتقريعه‭ ‬لها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينقده‭ ‬الآخرون،‭ ‬روى‭ ‬الأحنف‭ ‬قال‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬مع‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب،‭ ‬فلقيه‭ ‬رجل‭ ‬فقال‭: ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين،‭ ‬انطلق‭ ‬معي‭ ‬فأعدني‭ ‬على‭ ‬فلان،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬ظلمني،‭ ‬فرفع‭ ‬الدرة‭ ‬فخفق‭ ‬بها‭ ‬رأسه،‭ ‬وقال‭: ‬تدعون‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬وهو‭ ‬يعرض‭ ‬لكم‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬شغل‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬المسلمين‭ ‬أتيتموه‭: ‬أعدني‭!).‬

فانصرف‭ ‬الرجل‭ ‬وهو‭ ‬يتذمر،‭ ‬فقال‭ ‬عمر‭: ‬عليَّ‭ ‬بالرجل‭ ‬فألقى‭ ‬إليه‭ ‬المخفقة‭ ‬وقال‭: ‬امتثل‭! (‬أي‭ ‬اخفقنا‭ ‬كما‭ ‬خفقتك،‭ ‬فقال‭: ‬لا‭ ‬والله‭ ‬ولكن‭ ‬أدعها‭ ‬لله‭ ‬ولك‭).‬

فقال‭: ‬ليس‭ ‬هكذا،‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تدعها‭ ‬لله‭ ‬وإرادة‭ ‬ما‭ ‬عنده،‭ ‬أو‭ ‬تدعها‭ ‬لي‭. ‬قال‭: ‬أدعها‭ ‬لله‭ (‬أخبار‭ ‬عمر‭ / ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬الطنطاوي‭ / ‬324‭ ).‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬جماعة‭ ‬المسلمين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يشغله‭ ‬عن‭ ‬المسلم‭(‬الفرد‭) ‬لكنه‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬استعظم‭ ‬ذلك‭ ‬منه،‭ ‬وأخذ‭ ‬يقرع‭ ‬نفسه،‭ ‬ويلومها‭ ‬أشد‭ ‬اللوم،‭ ‬يقول‭ ‬الأحنف‭: (‬فانصرف‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬يمشي‭ ‬حتى‭ ‬دخل‭ ‬منزله‭ ‬ونحن‭ ‬معه،‭ ‬فصلى‭ ‬ركعتين‭ ‬وجلس‭ ‬يقول‭: ‬يا‭ ‬ابن‭ ‬الخطاب‭! ‬كنت‭ ‬وضيعًا‭ ‬فرفعك‭ ‬الله،‭ ‬وكنت‭ ‬ضالًا‭ ‬فًهداك‭ ‬الله،‭ ‬وكنت‭ ‬ذليلًا‭ ‬فأعزك‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬حملك‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬الناس‭ ‬فجاءك‭ ‬رجل‭ ‬يستعديك‭ ‬فضربته‭ ‬ما‭ ‬تقول‭ ‬لربك‭ ‬غدًا‭ ‬إذا‭ ‬أتيته؟‭ ‬يقول‭ ‬الأحنف‭: ‬فجعل‭ ‬يعاتب‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬معاتبة‭ ‬حتى‭ ‬ظننا‭ ‬أنه‭ ‬خير‭ ‬أهل‭ ‬الأرض‭) ‬نفس‭ ‬المصدر‭ ‬السابق‭ ‬ص‭ ‬325‭.‬

ونادى‭ ‬يومًا‭ ‬الصلاة‭ ‬جامعة،‭ ‬فلما‭ ‬اجتمع‭ ‬الناس‭ ‬صعد‭ ‬المنبر،‭ ‬فحمد‭ ‬الله‭ ‬وأثنى‭ ‬عليه‭ ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬أيها‭ ‬الناس‭ ‬لقد‭ ‬رأيتني‭ ‬وأنا‭ ‬أرعى‭ ‬على‭ ‬خالات‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬مخزوم‭ ‬فكنت‭ ‬أستعذب‭ ‬لهن‭ ‬الماء‭ ‬فيقبضن‭ ‬القبضتين‭ ‬من‭ ‬التمر‭ ‬أو‭ ‬الزبيب‭ ‬ثم‭ ‬نزل‭! ‬فقال‭ ‬له‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬ابن‭ ‬عوف‭: ‬ما‭ ‬أردت‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين؟‭ ‬فقال‭: ‬ويحك‭ ‬يا‭ ‬ابن‭ ‬عوف‭ ‬خلوت‭ ‬بنفسي‭ ‬فقالت‭ ‬لي‭: ‬أنت‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬وليس‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬الله‭ ‬أحد،‭ ‬فمن‭ ‬ذا‭ ‬أفضل‭ ‬منك،‭ ‬فأردت‭ ‬أن‭ ‬أعرفها‭ ‬قدرها‭) ‬أخبار‭ ‬عمر‭ / ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬الطنطاوي‭ / ‬325‭.‬

كان‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬هذا‭ ‬ديدنه،‭ ‬وكان‭ ‬شديد‭ ‬المحاسبة‭ ‬لنفسه،‭ ‬ودائمًا‭ ‬يذكرها‭ ‬بقدرها‭ ‬ومكانتها‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬أدنى‭ ‬غضاضة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬ويذكر‭ ‬أحواله‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام،‭ ‬وقبل‭ ‬الخلافة،‭ ‬وأحواله‭ ‬بعدهما‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يغتر‭ ‬ويحمله‭ ‬هذا‭ ‬الغرور‭ ‬على‭ ‬التعالي‭ ‬على‭ ‬الناس‭.‬

وبسبب‭ ‬نقده‭ ‬الدائم‭ ‬لذاته‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬اشتهر‭ ‬بين‭ ‬حكام‭ ‬عصره،‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬شهرة‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬يليهم‭ ‬من‭ ‬الحكام،‭ ‬إن‭ ‬عمر‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عنه‭) ‬حكم‭ ‬نفسه،‭ ‬فانحكم‭ ‬له‭ ‬الناس،‭ ‬وصدقت‭ ‬فيه‭ ‬مقولة‭ ‬رسول‭ ‬كسرى‭ (‬ملك‭ ‬الفرس‭) ‬حين‭ ‬أرسله‭ ‬يستطلع‭ ‬أحواله،‭ ‬فلما‭ ‬رآه‭ ‬نائمًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جدار،‭ ‬متوسدا‭ ‬التراب،‭ ‬قال‭ ‬قولته‭ ‬المشهورة‭: ‬‮«‬حكمت،‭ ‬فعدلت،‭ ‬فأمنت،‭ ‬فنمت‭ ‬يا‭ ‬عمر‭!‬‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬مواقفه‭ ‬مبادئ‭ ‬أخلاقية‭ ‬يضرب‭ ‬بها‭ ‬المثل،‭ ‬وإليكم‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأمثلة‭ ‬حين‭ ‬استدعى‭ ‬عامله‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وابنه‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬ابنه‭ ‬حين‭ ‬ضرب‭ ‬الشاب‭ ‬القبطي‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السباق،‭ ‬ولما‭ ‬اقتص‭ ‬القبطي‭ ‬من‭ ‬ابن‭ ‬الوالي،‭ ‬قال‭ ‬عمر‭: ‬انزل‭ ‬بالسوط‭ ‬على‭ ‬صلعة‭ ‬أبيه،‭ ‬فلولا‭ ‬سلطان‭ ‬أبيه‭ ‬ما‭ ‬فعل‭ ‬ما‭ ‬فعل،‭ ‬فاعتذر‭ ‬القبطي‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬اقتص‭ ‬ممن‭ ‬ضربه،‭ ‬ثم‭ ‬التفت‭ ‬عمر‭ ‬إلى‭ ‬عمرو‭ ‬بن‭ ‬العاص،‭ ‬وقال‭ ‬له‭: ‬‮«‬يا‭ ‬عمرو‭ ‬متى‭ ‬استعبدتم‭ ‬الناس‭ ‬وقد‭ ‬ولدتهم‭ ‬أمهاتهم‭ ‬أحرارا‭ !‬‮»‬‭.‬

نعم‭.. ‬إنه‭ ‬الفاروق‭ ‬الذي‭ ‬فرق‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل،‭ ‬كذلك‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬وقال‭ ‬عنه‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬أيضًا‭: ‬إن‭ ‬الحق‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬عمر‭ ‬وقلبه‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬عنه‭ ‬كذلك‭: ‬‮«‬لو‭ ‬سلك‭ ‬عمر‭ ‬فجًا‭ ‬لسلك‭ ‬الشيطان‭ ‬فجًا‭ ‬غيره‮»‬‭.‬

ولقد‭ ‬عز‭ ‬المسلمون‭ ‬بإسلام‭ ‬عمر‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬روى‭ ‬البخاري‭ ‬عن‭ ‬عبدالله‭ ‬ابن‭ ‬مسعود‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬أنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬أعزة‭ ‬منذ‭ ‬أسلم‭ ‬عمر‭) ‬أخبار‭ ‬عمر‭ / ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬الطنطاوي‭ / ‬ص‭ ‬24‭.‬

وقال‭ ‬ابن‭ ‬مسعود‭ ‬عنه‭ ‬أيضًا‭: ‬‮«‬كان‭ ‬إسلام‭ ‬عمر‭ ‬فتحًا،‭ ‬وكانت‭ ‬هجرته‭ ‬نصرًا،‭ ‬وكانت‭ ‬إمارته‭ ‬رحمة؛‭ ‬لقد‭ ‬رأيتنا‭ ‬وما‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬بالبيت‭ ‬حتى‭ ‬أسلم‭ ‬عمر،‭ ‬فلما‭ ‬أسلم‭ ‬قاتلهم‭ ‬حتى‭ ‬تركونا‭ ‬فصلينا‮»‬‭ ‬المرجع‭ ‬السابق‭ / ‬24‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬عمر‭ ‬ابن‭ ‬الخطاب‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭).. ‬فاروق‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬حاله،‭ ‬بل‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬أحواله‭ ‬مع‭ ‬نقده‭ ‬الذاتي‭ ‬لنفسه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لعماله‭ ‬وللمسلمين،‭ ‬فرضي‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عنه‭ ‬وأرضاه،‭ ‬وجمعنا‭ ‬مع‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬وصحابته‭ ‬الكرام‭ ‬في‭ ‬مستقر‭ ‬رحمته‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا