الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
اليوم العالمي لحرية الكلمة المسؤولة
اليوم الأربعاء الموافق 3 مايو يصادف احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة.. وقد حذر السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة من أن حرية الصحافة «تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم»، مشيرا إلى أن الحقيقة مهددة بالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية، وكلاهما يسعى إلى طمس الفرق بين الحقيقة والوهم، وبين العلم والمؤامرة.. ودعا إلى وضع نهاية للأكاذيب والمعلومات المضللة ووقف استهداف الحقيقة ورواة الحقيقة.
لذلك فإن حرية الكلمة المسؤولة، الصادقة والحقيقية، هي التي يجب أن توفر لها ضمانات العمل والوصول للمجتمع وتنوير الرأي العام.. في مقابل مكافحة المعلومات المضللة وخطاب التحريض والكراهية، وتلك المسألة تحديدا لن تتحقق إلا من خلال المسؤولية المجتمعية المشتركة، ليس من الدولة فحسب، ولكن بجهود المؤسسات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي والمنابر المتعددة، وحتى كل مواطن ومقيم.
المعلومات المضللة ونشر الشائعات، هو الذي يسئ لحرية الكلمة، عبر استغلال مواقع ومنابر لقضايا فئوية أو عنصرية، وهي التي تهدد المجتمعات، وخاصة في ظل رغبة شرائح مجتمعية تستفيد من نشر المعلومات المضللة والشائعات وقلب الحقائق.
حرية الصحافة، وكما أكد الأمين العام للأمم المتحدة، هي أساس الديمقراطية والعدالة «إنها تمنح كل واحد منا الحقائق التي نحتاج إليها لتكوين آرائنا والمطالبة بحقوقنا. وحرية الصحافة هي الشرط الذي لا مندوحة عنه لإعمال حقوق الإنسان».
ونحن في مملكة البحرين، نقولها بكل أمانة ومسؤولية، إننا لا نعاني ولله الحمد من مصادرة لحرية الكلمة المسؤولة والحقيقية، في الصحافة وكافة الوسائل الإعلامية، بل على التشجيع عليها وبيانها وضمان حمايتها، بفضل دعم القيادة الحكيمة وإيمانها بأن حرية الكلمة هي شريك استراتيجي فاعل في صنع القرار.
ولكننا في الوقت ذاته، ونقولها كذلك بكل أمانة ومسؤولية، أننا نعاني من تعمد بعض منصات من نشر معلومات مضللة، أو معلومات ناقصة، في مقابل صمت جهات رسمية عن سرعة الرد عليها، وتوضيحها وتفنيدها، ذلك أن صمت تلك الجهات سبب رئيسي في تحول تلك المعلومات إلى قناعات، وتحولها مع مرور الوقت إلى حقائق في التقارير الأجنبية غير الموضوعية ضد بلادنا، في استغلال فاحش لحرية الكلمة المسؤولة، وهنا تكمن الخطورة.
تبقى نقطة مهمة وحيوية، ربما آن الوقت للاهتمام بها والعناية والدراسة، وهي أن دعم حرية الكلمة المسؤولة والصحافة الوطنية بحاجة لدعم المؤسسات الصحفية والإعلامية، بكافة صور وأشكال الدعم، وهو الحديث الذي لطالما تحدثت عنه القيادات الصحفية الوطنية.. ولا تزال بانتظار المزيد من الدعم في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك