العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

اليوم العالمي لحرية الكلمة المسؤولة

اليوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الموافق‭ ‬3‭ ‬مايو‭ ‬يصادف‭ ‬احتفال‭ ‬العالم‭ ‬بالذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬الثلاثين‭ ‬لليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭.. ‬وقد‭ ‬حذر‭ ‬السيد‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬‮«‬تتعرض‭ ‬للهجوم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬مهددة‭ ‬بالمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬وكلاهما‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬طمس‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الحقيقة‭ ‬والوهم،‭ ‬وبين‭ ‬العلم‭ ‬والمؤامرة‭.. ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬نهاية‭ ‬للأكاذيب‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬ووقف‭ ‬استهداف‭ ‬الحقيقة‭ ‬ورواة‭ ‬الحقيقة‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬حرية‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة،‭ ‬الصادقة‭ ‬والحقيقية،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬لها‭ ‬ضمانات‭ ‬العمل‭ ‬والوصول‭ ‬للمجتمع‭ ‬وتنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.. ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬مكافحة‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬وخطاب‭ ‬التحريض‭ ‬والكراهية،‭ ‬وتلك‭ ‬المسألة‭ ‬تحديدا‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬بجهود‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمنابر‭ ‬المتعددة،‭ ‬وحتى‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬ومقيم‭.‬

المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬ونشر‭ ‬الشائعات،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسئ‭ ‬لحرية‭ ‬الكلمة،‭ ‬عبر‭ ‬استغلال‭ ‬مواقع‭ ‬ومنابر‭ ‬لقضايا‭ ‬فئوية‭ ‬أو‭ ‬عنصرية،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رغبة‭ ‬شرائح‭ ‬مجتمعية‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والشائعات‭ ‬وقلب‭ ‬الحقائق‭.‬

حرية‭ ‬الصحافة،‭ ‬وكما‭ ‬أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والعدالة‭ ‬‮«‬إنها‭ ‬تمنح‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬نحتاج‭ ‬إليها‭ ‬لتكوين‭ ‬آرائنا‭ ‬والمطالبة‭ ‬بحقوقنا‭. ‬وحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬هي‭ ‬الشرط‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مندوحة‭ ‬عنه‭ ‬لإعمال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭.  ‬

ونحن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬نقولها‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬إننا‭ ‬لا‭ ‬نعاني‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬من‭ ‬مصادرة‭ ‬لحرية‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة‭ ‬والحقيقية،‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬وكافة‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬التشجيع‭ ‬عليها‭ ‬وبيانها‭ ‬وضمان‭ ‬حمايتها،‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬وإيمانها‭ ‬بأن‭ ‬حرية‭ ‬الكلمة‭ ‬هي‭ ‬شريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭.‬

ولكننا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬ونقولها‭ ‬كذلك‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬أننا‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬تعمد‭ ‬بعض‭ ‬منصات‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬معلومات‭ ‬مضللة،‭ ‬أو‭ ‬معلومات‭ ‬ناقصة،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬صمت‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬عن‭ ‬سرعة‭ ‬الرد‭ ‬عليها،‭ ‬وتوضيحها‭ ‬وتفنيدها،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬صمت‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬سبب‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬تحول‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬قناعات،‭ ‬وتحولها‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الأجنبية‭ ‬غير‭ ‬الموضوعية‭ ‬ضد‭ ‬بلادنا،‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬فاحش‭ ‬لحرية‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭.‬

تبقى‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬وحيوية،‭ ‬ربما‭ ‬آن‭ ‬الوقت‭ ‬للاهتمام‭ ‬بها‭ ‬والعناية‭ ‬والدراسة،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬حرية‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة‭ ‬والصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬بحاجة‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬بكافة‭ ‬صور‭ ‬وأشكال‭ ‬الدعم،‭ ‬وهو‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬لطالما‭ ‬تحدثت‭ ‬عنه‭ ‬القيادات‭ ‬الصحفية‭ ‬الوطنية‭.. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬بانتظار‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا