الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«درب.. درب».. التمهيد مطلوب أولا
أول السطر:
تحية إجلال وامتنان واجبة ومقدرة لوزارة الخارجية بقيادة سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، على جهودها الوطنية والدبلوماسية في إجلاء المواطنين البحرينيين العالقين في جمهورية السودان جراء الأوضاع الحاصلة هناك، وتأمين عودتهم للوطن.
«درب.. درب».. التمهيد مطلوب أولا:
في تاريخنا الخليجي القديم كانت عبارة: «درب درب».. تعني أن الضيف سوف يدخل البيت ويطلب الاستئذان والالتزام بحرمة البيت، والتستر وعدم الانكشاف على الضيوف، احتراما للخصوصية والعادات والتقاليد.. وهي ذات العبارة التي يمكن أن يكون قد سمعها أبناء الجيل الحالي في المسلسلات الشامية، حينما يقول الضيف لأهل البيت: «يا الله يا الله».
وفي الأسواق قديما كنا نسمع عبارة «بالك بالك» والتي يطلقها العامل الذي يحمل الأغراض كي لا يصطدم بالناس.. تماما كما كنا نسمع عبارة «خشب خشب» في الحرم المكي عند الطواف أو السعي، من المطوفين الذين يحملون كبار السن على خشبة، ويطلقونها كي يقوم الناس من المعتمرين والحجاج بإفساح الطريق لهم.
كانت تلك العبارات تحمي الناس، وتحدد طبيعة العلاقات المشتركة، والحقوق والواجبات، وتساهم في التوعية والإرشاد، بكل عفوية وبساطة، ودون تعنيف أو تجريح، في عرف اجتماعي جميل ارتضى به الكل واحترموه، وكان بمثابة الحماية والحصانة للضيف إن رأى شيئا خطأ في البيت، أو العامل إن صدم بعربته أحدا في السوق.
نقول أن تلك العبارات كانت تحدد جزءا من نظام العلاقات في المجتمع بشكل إيجابي، ولربما كنا في مجتمعاتنا العربية اليوم بأمس الحاجة إليها في حياتنا المعيشية، في ظل وجود بعض أخبار تشكل صدمة للناس والرأي العام، وتأتي لهم دونما تمهيد ولا استعداد، بل في كثير من الأحيان تكون معاكسة ومغايرة لما يتم نشره وتسويقه وتداوله في المجالس والمواقع.
ذلك أن تهيئة الناس لأي قرار أو توجه معين في أي مجتمع، يسهم في المشاركة والقبول، والإصلاح والتطوير، والتعديل والتقويم، وتخفيف الآثار والتداعيات، والسلبيات والأضرار.. والعكس هو الصحيح تماما.
على أن الأمر المؤسف والغريب أنك قد تجد أناسا ومنابر في أي مجتمع، قد تتصدر المشهد، وتشجع الدولة – أي دولة – على أي قرار صادم للناس، أو مفاجئ ومحبط للرعية، وتضع التبريرات والأسباب، وتجمل الأخطاء والكوارث، وتلك ما كان يطلق عليها في التاريخ العربي السابق بـ«الأمشجية»، أو في عصرنا الحاضر «البودي جارد».. ففي السابق كانت هناك وظيفة ومهنة مخصصة لهذا الأمر، ويطلق عليه «الأمشجي»، وهو الشخص الذي يمهد الطريق لعربة من عربات علية القوم وكبار رجال الدولة، وكان يفاجئ الناس بالضرب بالسوط، كي يفسحوا الطريق للشخص القادم، لا أن يحذرهم بصوته فقط.
آخر السطر:
نشكر وزارة الصحة على تفاعلها الكريم بخصوص ما نشرناه بالأمس عن شكوى مواطن في نقص بعض الأدوية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك