العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول الخليج العربي وتحدي إدارة الأزمات الإقليمية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠١ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

ما‭ ‬بين‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬المفاجئ‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬واندلاع‭ ‬الصراع‭ ‬المسلح‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭  ‬2023‭ ‬وجدت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ذاتها‭  ‬مجدداً‭ ‬أمام‭ ‬تحدي‭ ‬إدارة‭  ‬الأزمات،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خبرة‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬مضت‭ ‬مثل‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬والحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬1980‭-‬1988،‭ ‬ثم‭ ‬غزو‭ ‬وتحرير‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وتداعياته‭ ‬الإقليمية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تشابك‭ ‬المصالح‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬النطاق‭ ‬الإقليمي‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬حتمية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مسبقة‭ ‬لإدارة‭ ‬أزمات‭ ‬إقليمية‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬تداعياتها‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬جل‭ ‬المقال‭.‬

إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عبارات‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭  ‬لبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬وكذلك‭ ‬إجلاء‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬سوى‭ ‬اعتراف‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬اضطلعت‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬خلال‭ ‬هاتين‭ ‬الأزمتين،‭ ‬فخلال‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬المفاجئ‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬أعلنت‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تخصيص‭ ‬رحلات‭ ‬عبر‭ ‬ناقلاتها‭ ‬الوطنية‭ ‬ومطاراتها‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إجلاء‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬والرعايا‭ ‬الأجانب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأفغان‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭ ‬لدخول‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لهم،‭ ‬وخلال‭ ‬الأحداث‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لعبت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬السعودية‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً،‭ ‬فحتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬استقبلت‭ ‬قاعدة‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬أكبر‭ ‬ثالث‭ ‬عملية‭ ‬إجلاء‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬السفينة‭ ‬‮«‬أمانة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أقلت‭  ‬1687‭ ‬شخصاً‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬58‭ ‬جنسية‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬وإشادة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬حيث‭ ‬وجه‭ ‬الشكر‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬مساعداتها‭ ‬كانت‭ ‬حاسمة‭ ‬لنجاح‭ ‬عمليتنا‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تقدير‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭  ‬البديوي‭ ‬الذي‭  ‬أشاد‭ ‬‮«‬بالدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إجلاء‭ ‬رعاياها‭ ‬ورعايا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الدوليين‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الخليجي‭ ‬الملحوظ‭ ‬تجاه‭ ‬هاتين‭ ‬الأزمتين‭ ‬يعكس‭ ‬دلالات‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬وطنية‭ ‬وإقليمية‭ ‬ودولية‭.‬

‭ ‬فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭  ‬فإن‭ ‬أزمات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬وما‭ ‬ترتبه‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬تعتبر‭ ‬اختباراً‭ ‬لقدرات‭ ‬الدول‭ ‬ووفقاً‭ ‬لطبيعة‭ ‬الأزمة‭ ‬وتعقيدات‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬فإن‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭  ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬ضرورة‭ ‬اهتمام‭ ‬الدول‭ ‬بتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭  ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬والتي‭ ‬تكتنفها‭ ‬صعوبات‭ ‬عديدة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬وخلال‭ ‬الأزمات‭ ‬له‭ ‬آليات‭ ‬وقواعد‭ ‬ومتطلبات‭ ‬تختلف‭ ‬جذرياً‭ ‬عن‭ ‬البر‭ ‬والجو،‭ ‬ويعيد‭ ‬ذلك‭ ‬التأكيد‭  ‬مجدداً‭ ‬على‭ ‬أهمية‭  ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬ودورها‭ ‬الآخذ‭ ‬في‭ ‬التنامي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬

وإقليمياً‭ ‬أعادت‭ ‬أزمة‭ ‬السودان‭ ‬تأكيد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬الأول‭: ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وأمن‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عموماً،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مفهوم‭ ‬الأقاليم‭ ‬ذاته‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬تغيراً‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة،‭ ‬والثاني‭:  ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬التشابك‭ ‬والتداخل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬منها‭  ‬الأقاليم‭  ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بأهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭  ‬فإن‭  ‬قوة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الوحدات‭ ‬المكونة‭ ‬له‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭  ‬التدهور‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬الإقليم‭ ‬سوف‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدودها‭  ‬لتطال‭ ‬آثاره‭ ‬دول‭ ‬الإقليم‭ ‬بأكمله‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬مشكلة‭ ‬اللاجئين‭ ‬وما‭ ‬ترتبه‭ ‬من‭ ‬أعباء‭  ‬مالية‭ ‬ولوجستية‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وقد‭ ‬بدت‭ ‬المؤشرات‭ ‬الأولى‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موجات‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الحرب‭ ‬بالسودان‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تشاد‭ ‬ومصر‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬إدارة‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬يكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة،‭ ‬والثالث‭: ‬احتمالات‭ ‬تسلل‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬صراعات‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬للسودان‭ ‬حدود‭ ‬برية‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬380‭ ‬كم،‭ ‬وتشارك‭ ‬السودان‭ ‬عموماً‭ ‬الحدود‭ ‬البرية‭ ‬مع‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬وهي‭  ‬مصر‭ ‬وليبيا‭ ‬شمالاً،‭ ‬وجنوب‭ ‬السودان‭ ‬جنوباً،‭ ‬وتشاد‭ ‬وجمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬غرباً،‭ ‬وإثيوبيا‭ ‬وإريتريا‭ ‬شرقاً،‭ ‬ويفصل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬السودان‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬السواحل‭ ‬السودانية‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬شمالاً‭ ‬حتى‭ ‬إريتريا‭ ‬جنوباً‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬الأزمتين‭ ‬الأفغانية‭ ‬والسودانية‭ ‬قد‭ ‬عكستا‭ ‬عدة‭ ‬حقائق‭ ‬مهمة‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تضطلع‭ ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكاتها‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مغاير‭ ‬لما‭ ‬دأبت‭ ‬عليه‭ ‬بعض‭ ‬الكتابات‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اعتمادا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الدفاع،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬الغربية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مهمة‭  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دورا‭ ‬خليجيا‭ ‬ملحوظا‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬كان‭ ‬كاشفاً‭ ‬لقدرات‭  ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انحسار‭ ‬دور‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬عن‭ ‬تسوية‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجوانب‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬انشغال‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بالصراع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬بل‭ ‬حتمية‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬منظمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لتسوية‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬السودانية‭ ‬الراهنة‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭  ‬ومع‭  ‬أهمية‭  ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬اضطلعت‭ ‬به‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تجاه‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬آلية‭ ‬مشتركة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وقوع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ضمن‭ ‬محيط‭ ‬إقليمي‭ ‬مضطرب‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬للأزمات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتضمن‭ ‬أزمات‭ ‬تلوث‭ ‬بحري‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬نتيجة‭ ‬حادث‭ ‬طبيعي‭ ‬أو‭ ‬متعمد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التسربات‭ ‬الإشعاعية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭  ‬إمكانية‭ ‬خروج‭ ‬الصراع‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التمرينات‭ ‬الافتراضية‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬أي‭ ‬آلية‭ ‬مقترحة،‭ ‬فعمليات‭ ‬الإجلاء‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬موجات‭ ‬اللاجئين،‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المحورية‭ ‬مضامين‭ ‬مهمة‭ ‬لأي‭ ‬سياسات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

إن‭ ‬قدرة‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬لا‭ ‬يعكس‭ ‬قدراتها‭ ‬الأمنية‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬يعزز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬شريكا‭ ‬إقليميا‭ ‬موثوقا‭ ‬به‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬الأمنية‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مضامين‭ ‬ذات‭ ‬اتجاهين‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مغاير‭ ‬للمفهوم‭ ‬التقليدي‭ ‬لتلك‭ ‬الشراكات‭.  ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا