الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
تحذير من إعلانات الأرباح الخيالية
ذات مرة تلقيت اتصالا هاتفيا من شخص يدعي أنه تابع لبنك معين، وطلب مني معلوماتي الشخصية، وأدركت من البداية أنه اتصال من شخص محتال، لأنني لا أملك أي حساب في ذلك البنك، وعندما أبلغته بالأمر، أنهى المكالمة وأغلق سماعة الهاتف من دون أي كلمة، وحينما حاولت إعادة الاتصال به، وجدت أن الهاتف لا يستقبل المكالمات..!!
ولا شك أن كل مواطن لاحظ وهو يتصفح المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، خاصة في الانستغرام أو التيك توك، وجود إعلانات تندرج تحت أسلوب «الاحتيال الإلكتروني» وهي تعلن مشروعا ماليا يدر أرباحا خيالية، والبعض ربما يصدق ويثق في تلك الإعلانات إذا ما وجدها أنها تتعلق بمشاريع تنموية وإنشائية في دول خليجية، والأدهى أن تلك الإعلانات تضع صورا لشخصيات رسمية لتأكيد الموثوقية، ولكنها في حقيقة الأمر إعلانات وخدع واحتيال.
بالأمس حذرت النيابة العامة في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية الشقيقة، أفراد المجتمع من الوقوع ضحية للاحتيال الإلكتروني جراء الانسياق وراء الأساليب الجديدة للاستيلاء على الأموال عن طريق الترويج للربح السريع والحصول على عوائد مغرية وجوائز قيمة على خلاف الحقيقة، عبر إعلانات مضللة باستخدام الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات.
وناشدت النيابة العامة في أبوظبي مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة المعلوماتية، عدم التعامل مع الجهات غير المرخصة أو الوهمية، والتي تستخدم أساليب احتيالية من خلال الإعلان والتسويق عبر شبكات التواصل المتعددة، لجذب الضحايا وإقناعهم بإرسال أموالهم للحصول على فوائد مالية مجزية وأرباح خيالية في أوقات قياسية.
وحثت النيابة العامة في أبوظبي، أفراد المجتمع، على ضرورة التأكد من حصول تلك الجهات على التراخيص اللازمة لمزاولة الأنشطة المالية من الجهات المختصة في الدولة قبل التعامل معها، كما أوضحت أن الاحتيال الإلكتروني جريمة يعاقب عليها القانون، وتضع مرتكبيها تحت طائلة المساءلة القانونية.
الاحتيال الإلكتروني مسألة خطرة، ويقع فيها ضحايا كثر، ولا يمر أسبوع إلا ونقرأ عن قضايا وأحكام في قيام أفراد من داخل وخارج البلاد بالاحتيال على بعض الناس، سواء من خلال طلب المعلومات البنكية بعد الادعاء بأن المتصل من بنك ومصرف، أو عبر وضع إعلانات لتقديم المساعدات وطلب المعلومات الشخصية أو توفير وظيفة ثم يقع الضحية في شبكة عصابة إجرامية تستغل تلك المعلومات الخاصة.
أساليب الخدع والاحتيال متعددة ومتنوعة، ولطالما حذرت الجهات المختصة الرأي العام منها، ولطالما أرسلت البنوك والمصارف رسائل هاتفية لزبائنها تحذرهم من أسلوب طلب المعلومات بصورة غريبة ومريبة، ولكن المشكلة أنه على الرغم من تلك التحذيرات والرسائل التوعوية، لا يزال البعض يصدق تلك الخدع ويقع ضحية في شباكها.
ذات الأمر الواجب التحذير منه كذلك هو طريقة بعض الشركات التي قد تتصل بك أو تجدها في مجمع تجاري إذا ما زرت بلدا عربيا، وتقول لك: مبروك أنت فزت معنا بجائزة ومطلوب منك أن تشارك معنا في الاستبانة القصيرة وتزور مقر الشركة وهناك تجد أن كل المسألة كانت عبارة عن نصب واحتيال.
جهاز هاتفي الشخصي امتلأ من الأرقام التي عملت لها حظر الاتصال «البلوك».. والغريب أن معظمها أرقام من دول معروفة ومحددة آسيوية أو أفريقية وبعضها أوروبية.. والغريب أن الاتصالات لا تزال مستمرة من أرقام أخرى، وذاكرة هاتفي أوشكت أن تنفد.. فكل إعلانات الأرباح الخيالية هي مجرد احتيال إلكتروني.. استوجب التحذير منها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك