العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إلى أين تتجه الحرب في السودان؟

بقلم: سنية الحسيني {

الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

طبول‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬تقرع‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬وانطلاق‭ ‬شرارة‭ ‬الحرب‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬بدأت،‭ ‬ولن‭ ‬تنتهي‭ ‬إلا‭ ‬بهزيمة‭ ‬أحد‭ ‬أطرافها‭. ‬وتؤكد‭ ‬طبيعة‭ ‬وتفاصيل‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬صعوبتها،‭ ‬لأنها‭ ‬تأتي‭ ‬بين‭ ‬غريمين،‭ ‬كانا‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬شريكين،‭ ‬يعلمان‭ ‬بخفايا‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬وبين‭ ‬قوتين‭ ‬عسكريتين،‭ ‬هما‭ ‬الجيش‭ ‬وذراع‭ ‬من‭ ‬أذرعه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬مقدار‭ ‬التكلفة‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬التي‭ ‬سيتكبدها‭ ‬السودان‭ ‬بطول‭ ‬أمد‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬ناهيك‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬حرب‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬وليست‭ ‬حصراً‭ ‬في‭ ‬جنوبها‭ ‬أو‭ ‬غربها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬العاصمة‭ ‬الخرطوم‭ ‬مركزها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬تكلفة‭ ‬سياسية‭ ‬إضافية‭ ‬مهمة‭.‬

وتثبت‭ ‬تجربة‭ ‬السودان‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬ثورات‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬مطلقاً‭ ‬بالربيع‭ ‬للعرب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬أتت‭ ‬بانتكاسات‭ ‬متتالية،‭ ‬لأن‭ ‬الطريق‭ ‬للتقويم‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬فجأة‭ ‬أو‭ ‬بأوامر‭ ‬أو‭ ‬مؤامرات‭ ‬خارجية،‭ ‬وإنما‭ ‬عبر‭ ‬عملية‭ ‬ثقافية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وسياسة‭ ‬متكاملة‭ ‬وتدريجية‭ ‬حكيمة‭. ‬كما‭ ‬تثبت‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المختلفة،‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬لصالح‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البلدان،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مراعاة‭ ‬لطبيعتها‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬الدينية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬ودفع‭ ‬شعوب‭ ‬تلك‭ ‬البلاد‭ ‬الأثمان‭ ‬الباهظة‭.‬

تعد‭ ‬السودان‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬دول‭ ‬أفريقيا‭ ‬مساحة،‭ ‬وذات‭ ‬موقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬مهم،‭ ‬فتمتلك‭ ‬ساحلا‭ ‬طويلا‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬الممر‭ ‬الرئيس‭ ‬لسوق‭ ‬البترول‭ ‬والسلاح‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬وخارجها،‭ ‬وتشترك‭ ‬وحدها‭ ‬بحدود‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬لنهر‭ ‬النيل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬أهميتها‭ ‬الإقليمية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غناها‭ ‬بالموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الذهب،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يفسر‭ ‬اهتمام‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬الرئيسة‭ ‬بها‭.‬

منذ‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬البشير‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬ثورة‭ ‬شعبية‭ ‬طالبت‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬سبقه،‭ ‬لم‭ ‬ينعم‭ ‬السودان‭ ‬بالاستقرار‭ ‬أو‭ ‬بالأمن،‭ ‬ولم‭ ‬يتحسن‭ ‬وضعه‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬إذ‭ ‬يعاني‭ ‬ثلث‭ ‬السكان‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الفقر،‭ ‬وترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬وتنخفض‭ ‬قيمة‭ ‬العملة،‭ ‬ويزداد‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭.‬

ورغم‭ ‬مطالب‭ ‬الثورة‭ ‬والقوى‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بحكم‭ ‬مدني‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬لسيطرة‭ ‬العسكر،‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الثورة‭ ‬حكومة‭ ‬انتقالية،‭ ‬مدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬تعد‭ ‬لانتخابات‭ ‬حرة،‭ ‬تم‭ ‬تقاسم‭ ‬السلطة‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬الغلبة‭ ‬للقوى‭ ‬العسكرية،‭ ‬حيث‭ ‬ترأس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬مجلس‭ ‬السيادة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وعين‭ ‬نائبه‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬‮«‬حميدتي‮»‬‭ ‬قائد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬وهي‭ ‬قوات‭ ‬شبه‭ ‬عسكرية‭ ‬وتعمل‭ ‬كذراع‭ ‬من‭ ‬أذرع‭ ‬الجيش‭. ‬وكافأت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السودان‭ ‬وبدأت‭ ‬برفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عنها،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مفروضة‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬البشير،‭ ‬كما‭ ‬رفع‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تطبيع‭ ‬إدارة‭ ‬البرهان‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬انقلب‭ ‬البرهان‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬وأعلن‭ ‬حكماً‭ ‬عسكرياً‭ ‬منفرداً‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬بمساعدة‭ ‬شريكه‭ ‬حميدتي‭. ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ ‬ضغطت‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬البرهان‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬إطاري‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لترسيخ‭ ‬حكم‭ ‬مدني،‭ ‬والإعداد‭ ‬لانتخابات‭ ‬نزيهة‭. ‬بدأ‭ ‬الخلاف‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬بين‭ ‬الشريكين‭ ‬العسكريين،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المطلوب‭ ‬دمج‭ ‬قوات‭ ‬حميدتي‭ ‬ضمن‭ ‬الجيش‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى،‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬مدنية‭ ‬حاكمة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭.‬

اعتبر‭ ‬حميدتي،‭ ‬الذي‭ ‬طالب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الدمج‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬بينما‭ ‬أصر‭ ‬البرهان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عامين،‭ ‬مؤامرة‭ ‬لتصفيته،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬ضمان‭ ‬لإنهاء‭ ‬سيطرة‭ ‬الجيش‭. ‬والمشكلة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬السودان‭ ‬اليوم،‭ ‬والتي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬وخطورة‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬الحاصلة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لسيطرة‭ ‬الجيش‭ ‬على‭ ‬البلاد،‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬حسم‭ ‬أية‭ ‬معركة‭ ‬داخلها،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬أخرى‭ ‬لثورات‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬وإنما‭ ‬لانقسام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بين‭ ‬قوتين،‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭.‬

‭ ‬نشأت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬شبه‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬البشير،‭ ‬وجاء‭ ‬ظهورها‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كقوات‭ ‬شبه‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬لمساعدة‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬التمرد‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬وتطورت‭ ‬مكانتها‭ ‬وارتباطها‭ ‬الرسمي‭ ‬بالجيش‭ ‬عبر‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭. ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬قطبا‭ ‬الحرب‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬منافسة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬هائلة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬اتباع‭ ‬أو‭ ‬شركاء‭ ‬مدنيين‭ ‬سياسيين،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬معركة‭ ‬صفرية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستشرف‭ ‬ضراوتها‭.‬

يظهر‭ ‬أثر‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬البشير،‭ ‬الذي‭ ‬عانت‭ ‬البلاد‭ ‬تحت‭ ‬حكمه‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬غربية‭ ‬قاسية،‭ ‬فكانت‭ ‬السودان‭ ‬أحد‭ ‬محاور‭ ‬‮«‬قوى‭ ‬الشر‮»‬‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬ودعمت‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وحزب‭ ‬الله،‭ ‬واعتبرت‭ ‬عدواً‭ ‬مباشراً‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬شنت‭ ‬غارات‭ ‬لاستهداف‭ ‬ترسانتها‭ ‬العسكرية‭ ‬بالفعل‭. ‬بدأ‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬البشير‭ ‬عن‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬وبدأ‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية،‭ ‬ويقلص‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬تركيا‭ ‬وقطر‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬الحقيقي‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬وسقوط‭ ‬نظام‭ ‬البشير‭ ‬وصعود‭ ‬البرهان‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم،‭ ‬فسقطت‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬البلاد،‭ ‬وكوفئ‭ ‬السودان‭ ‬أمريكياً‭ ‬بعد‭ ‬تطبيع‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬برفعه‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وسط‭ ‬استهجان‭ ‬شعبي‭ ‬واستغراب‭ ‬إقليمي‭. ‬وتوحدت‭ ‬أجندات‭ ‬البرهان‭ ‬وحميدتي‭ ‬الخارجية‭ ‬بحكم‭ ‬موقعهما،‭ ‬فارتبط‭ ‬الرجلان‭ ‬بعلاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬والمملكة‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭. ‬وقد‭ ‬تفسر‭ ‬تطورات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬سرعة‭ ‬التفاعلات‭ ‬التصادمية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإقناع‭ ‬الأطراف‭ ‬بضرورة‭ ‬وسرعة‭ ‬تبني‭ ‬اتفاق‭ ‬الإطار‭ ‬قبل‭ ‬أشهر،‭ ‬والذي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬قوات‭ ‬حميدتي،‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬بعلاقات‭ ‬شراكة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬فاجنر‭ ‬الروسية،‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬قواعد‭ ‬ومصالح‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬خصوصاً‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬منها‭ ‬بسوق‭ ‬الذهب،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬حميدتي‭ ‬الرجل‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬هذا‭ ‬السوق،‭ ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬فاجنر‭ ‬مصدراً‭ ‬عسكرياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التدريب‭ ‬والعتاد‭ ‬لـقوات‭ ‬حميدتي‭.‬

تميل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الحليفة‭ ‬للسودان‭ ‬كمصر‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬لأنه‭ ‬القوة‭ ‬النظامية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬قوات‭ ‬حميدتي‭ ‬المليشياوية،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬إن‭ ‬البرهان‭ ‬يمثل‭ ‬الجهة‭ ‬الرسمية‭ ‬الممثلة‭ ‬للسودان‭ ‬اليوم‭ ‬لقيادته‭ ‬للجيش،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الأقرب‭ ‬الى‭ ‬المنطق،‭ ‬بينما‭ ‬يقف‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‭ ‬حائراً،‭ ‬فبينما‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬انهيار‭ ‬وهزيمة‭ ‬جيش‭ ‬بلاده،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يعارض‭ ‬تحكمه‭ ‬بالقرار‭ ‬السياسي‭. ‬

وتدعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬قيادة‭ ‬البرهان‭ ‬لأنها‭ ‬تريد‭ ‬هزيمة‭ ‬حميدتي‭ ‬وطرد‭ ‬قوات‭ ‬فاجنر‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬السودان‭. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬ستستمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يحسم‭ ‬نتائجها‭ ‬أحد‭ ‬أطرافها،‭ ‬وسيدفع‭ ‬السودان‭ ‬ثمن‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬أبنائه‭ ‬ومقدراته،‭ ‬فهو‭ ‬الخاسر‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭.‬

{ كاتبة‭ ‬وباحثة‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا