العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الثقافي

نبض: من دون ألفته لا تكتمل الجلسة!

بقلم: علي الستراوي

السبت ٢٢ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

‭(‬كأني‭ ‬به‭ ‬وعود‭ ‬العطر‭ ‬توأمين‮ ‬

يندسُ‭ ‬في‭ ‬مناسم‭ ‬الجسد‮ ‬

يقطفُ‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وردة‮ ‬

ومن‭ ‬هناك‭ ‬سلسبيل‭ ‬الحياة‭)‬

 

إنه‭ ‬واللغة‭ ‬العربية‭ ‬والشعر‭ ‬توأمان،‭ ‬يذهبُ‭ ‬بك‭ ‬حيث‭ ‬نبض‭ ‬قلبه‭ ‬الرقيق،‭ ‬منشغلاً‭ ‬بسماء‭ ‬ذات‭ ‬ألوان‭ ‬قوس‭ ‬قزح،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬ذلك‭ ‬الخل‭ ‬الذي‭ ‬يأنس‭ ‬محبوه‭ ‬مصاحبته‭ ‬والصمت‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬بوحه‭ ‬عندما‭ ‬يستيقظ‭ ‬الشعر‭ ‬وتغسل‭ ‬الكلمات‭ ‬جفاف‭ ‬الروح‭.‬

إنه‭ ‬الأخ‭ ‬والصديق‭ ‬الجميل‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬البقالي،‭ ‬حيث‭ ‬مدائنه‭ ‬مزدانة‭ ‬بهوى‭ ‬عذري،‭ ‬يبذر‭ ‬الأرض‭ ‬والقلوب‭ ‬بمحبته‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬صحبته‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬مشاغباته‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬والشعر‭.‬

‭ ‬هو‭ ‬العيد‭ ‬لكل‭ ‬قلب‭ ‬ينتظر‭ ‬العيد‭ ‬فلا‭ ‬يغادر‭ ‬محبيه‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬دون‭ ‬ألفة‭ ‬الخلان‭ ‬بيتا‭ ‬يثير‭ ‬في‭ ‬أركانه‭ ‬بسمة‭ ‬وألف‭ ‬سؤال‭.‬

منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬عرفته‭ ‬بل‭ ‬صاحبته‭ ‬فكان‭ ‬لي‭ ‬وللآخرين‭ ‬من‭ ‬صحبته‭ ‬ذلك‭ ‬الإنسان‭ ‬الشهم‭ ‬الطيب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يبخل‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬بمساعدته،‭ ‬فله‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناقب‭ ‬الحسنة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬إليّ‭ ‬خصوصاً‭ ‬وللآخرين‭ ‬من‭ ‬أحبته،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الفكاك‭ ‬من‭ ‬شباكه‭ ‬لأنه‭ ‬دائرة‭ ‬الحديث‭ ‬الطيب‭ ‬حينما‭ ‬يجمعنا‭ ‬بصحبة‭ ‬الشعر‭ ‬والحوار‭ ‬الأدبي‭ ‬العميق‭.‬

فله‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬ديواني‭ ‬الثاني‭ ‬المعنون‭ ‬‮«‬فضاء‮»‬‭ ‬وله‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناقب‭ ‬الحسنة‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬باستطاعتي‭ ‬غفلانها،‭ ‬كونه‭ ‬الأخ‭ ‬والصديق‭ ‬الحميم،‭ ‬ذا‭ ‬القلب‭ ‬الشفيف‭ ‬حينما‭ ‬يمتطي‭ ‬جواد‭ ‬الشعر‭.‬

ويكفي‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬متحملا‭ ‬كل‭ ‬صحابه‭ ‬ولا‭ ‬يرد‭ ‬لهم‭ ‬أي‭ ‬طلب،‭ ‬بل‭ ‬نراه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يتقدم‭ ‬بالمساعدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تردد‭.‬

 

وليعذرني‭ ‬لأترك‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يشغلني‭ ‬شعرا‭:‬

 

تدور‭ ‬بنا‭ ‬يا‭ ‬علي‭ ..‬

ساقية‭ ‬الماء‭..‬

ونحنُ‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬مثقلة‭ ‬

لها‭ ‬في‭ ‬مكامننا‭..‬

سلسبيل‭ ‬الحياة‭..‬

وشيء‭ ‬من‭ ‬الزعفران‭..‬

يطببُ‭ ‬عافيتنا‭ ‬بالحب‭..‬

ننحدرا‭ ‬نحو‭ ‬مدن‭ ‬عالقة‭ ‬بالانشغال‭ ‬

تجرنا‭ ‬خيول‭ ‬اللغة‭ ‬نحو‭ ‬سيبويه‭ ‬

ونحو‭ ‬حكايات‭ ‬لها‭ ‬مالك‭ ‬من‭ ‬فضول‭! ‬

إلا‭.. ‬أنها‭ ‬وأنت‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭..‬

أعيدُ‭ ‬على‭ ‬سيرتك‭ ‬لغتي‭..‬

فتحيلني‭ ‬لغتي‭ ‬شعرٌ‭ ‬ونار‭ ‬

فلا‭ ‬الحرقُ‭ ‬جمرٌ‭..‬

ولا‭ ‬الهجرُ‭ ‬انقطاع‭ ‬الحياة‭..‬

لنا‭ ‬في‭ ‬لذة‭ ‬العسل‭ ‬حكاية‭.. ‬

وفي‭ ‬عصارة‭ ‬الفاكهة‭ ‬سرٌ‭ ‬غريب‭!‬

يتقدمك‭ ‬الحب‭ ‬يا‭ ‬علي‭..‬

فتردفنا،‭ ‬فلا‭ ‬يتقدمك‭ ‬البوح‭ ‬قبلنا‭..‬

لأنك‭ ‬بين‭ ‬جناحين‭ ‬يصفقان‭..‬

ولا‭ ‬يغادران‭ ‬ألفة‭ ‬الصحاب‭!‬

 

هكذا،‭ ‬هو‭ ‬الشاعر‭ ‬القدير‭ ‬أخونا‭ ‬علي‭ ‬البقالي،‭ ‬فيكفي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أصيبت‭ ‬به‭ ‬الحياة،‭ ‬لم‭ ‬يُثر‭ ‬في‭ ‬محبتنا‭ ‬له،‭ ‬لأننا‭ ‬دون‭ ‬موقع‭ ‬الظل‭ ‬من‭ ‬قسوة‭ ‬الظهيرة،‭ ‬نضيع‭ ‬دون‭ ‬رفيق‭ ‬يرشدنا‭ ‬ويشذب‭ ‬صحبتنا‭ ‬بالشعر‭ ‬واللغة،‭ ‬فالجمال‭ ‬ليس‭ ‬جمال‭ ‬الوجه‭ ‬وإنما‭ ‬أسمى‭ ‬السمو‭ ‬سمو‭ ‬القلب،‭ ‬فما‭ ‬أرق‭ ‬قلب‭ ‬البقالي‭ ‬وهو‭ ‬يسنبك‭ ‬حوافر‭ ‬محبته‭ ‬في‭ ‬ضلوعنا‭.‬

فالعمر‭ ‬مهما‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬الكبر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬ينسينا‭ ‬أول‭ ‬مرابع‭ ‬تطوره‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬حتى‭ ‬مرحلة‭ ‬يشتعل‭ ‬فيها‭ ‬الرأس‭ ‬شيباً‭.‬

فمن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬يتضح‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬القمر‭ ‬دون‭ ‬الشمس‭ ‬يظل‭ ‬معتماً،‭ ‬فعلي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬جميعاً‭ ‬هو‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬أجمل‭ ‬بهائها‭.‬

ومن‭ ‬دون‭ ‬ألفة‭ ‬أخينا‭ ‬البقالي‭ ‬لا‭ ‬تحلو‭ ‬جلساتنا‭ ‬ولا‭ ‬يطربنا‭ ‬الشعر‭ ‬دون‭ ‬هواه‭!  ‬

a‭.‬astrawi@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا