العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الوثائق البريطانية تنصف جمال عبد الناصر!

بقلم: عبد الله السناوي

الخميس ٢٠ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الوثائق‭ ‬البريطانية،‭ ‬التي‭ ‬أزيح‭ ‬الستار‭ ‬عنها‭ ‬مؤخراً،‭ ‬تأكدت‭ ‬الحقائق‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬السويس‭ ‬عام‭ ‬1956‭.‬لم‭ ‬يكن‭ ‬تأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬عملا‭ ‬متهورا‭ ‬افتقد‭ ‬صوابه‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬طيش،‭ ‬ولا‭ ‬العدوان‭ ‬الثلاثي‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬جرت‭ ‬وقائعه‭ ‬بردة‭ ‬فعل‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬غضب‭.‬

على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التشهير‭ ‬المنهجي‭ ‬المتواصل‭ ‬للانتقاص‭ ‬من‭ ‬تأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬أعلنت‭ ‬الحقائق‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬مجدداً‭ ‬باعتراف‭ ‬موثق‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وارداً‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬ولا‭ ‬بأي‭ ‬قدر‭ ‬تسليم‭ ‬القناة‭ ‬لمصر‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬عقد‭ ‬الامتياز‭ ‬عليها‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬غائباً‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬ولا‭ ‬كانت‭ ‬النوايا‭ ‬خافية‭.‬

قبل‭ ‬التأميم‭ ‬كشفت‭ ‬صحيفة‭ ‬هندية‭ ‬النوايا‭ ‬البريطانية،‭ ‬اطلع‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬عليها‭ ‬عبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬فتحي‭ ‬رضوان،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬رموز‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو،‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬وزارة‭ ‬الإرشاد‭ ‬القومي‭ (‬الإعلام‭) ‬بعدها‭.‬

في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬ناصر‭ ‬56‮»‬‭ ‬سجل‭ ‬السيناريست‭ ‬الكبير‭ ‬الراحل‭ ‬محفوظ‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬الموحية،‭ ‬بما‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭ ‬تالياً‭ ‬من‭ ‬عدوان‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬تأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.‬

حسب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مؤكد‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمستندات‭ ‬والشهادات‭ ‬أخذ‭ ‬قرار‭ ‬التأميم‭ ‬وقته‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات،‭ ‬والتحضير‭ ‬لإدارتها‭ ‬بعد‭ ‬تأميمها‭.‬

أعادت‭ ‬مصر‭ ‬اكتشاف‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬السويس‭.‬رغم‭ ‬الادعاءات،‭ ‬التاريخ‭ ‬هو‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬النهاية‭.‬

قيل‭ ‬وتردد‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أن‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬كانت‭ ‬ستعود‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬12‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأميم،‭ ‬أو‭ ‬صدام،‭ ‬أو‭ ‬حرب،‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬استفزاز‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬الحرب‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬وهماً‭ ‬سياسياً‭ ‬كاملاً‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الهراء،‭ ‬قصد‭ ‬به‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬تأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬أعظم‭ ‬إنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬بالعصور‭ ‬الحديثة‭.‬

وفق‭ ‬الوثائق،‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬الـ«بي‭. ‬بي‭. ‬سي‮»‬،‭ ‬بحث‭ ‬خبراء‭ ‬بريطانيون‭ ‬البدائل‭ ‬الممكنة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتسلم‭ ‬مصر‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.‬

الأول،‭ ‬إضافة‭ ‬نص‭ ‬يتعلق‭ ‬بقناة‭ ‬السويس‭ ‬وشركتها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وبريطانيا‭ ‬أثناء‭ ‬مفاوضات‭ ‬الجلاء‭. ‬كان‭ ‬مستحيلاً‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬القادة‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭.‬

بحسب‭ ‬تصريح‭ ‬لعبد‭ ‬الناصر‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬نوفمبر‭ ‬1954،‭ ‬سجلت‭ ‬صدمته‭ ‬الوثائق‭ ‬البريطانية‭ ‬نفسها‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬نريد‭ ‬تجنب‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي،‭ ‬ففي‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬القناة،‭ ‬لكنه‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬فصاعداً‭ ‬سوف‭ ‬تنتمي‭ ‬القناة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‮»‬‭.‬

الثاني،‭ ‬إنشاء‭ ‬تحالف‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لحماية‭ ‬القناة‭ ‬والشركة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬بالكامل‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬ممكنا‭ ‬بالسهولة‭ ‬التي‭ ‬فكر‭ ‬بها‭ ‬الخبراء‭ ‬البريطانيون،‭ ‬فالعالم‭ ‬تغير‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬ومعادلات‭ ‬القوى‭ ‬اختلفت‭.‬

بعد‭ ‬فشل‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬والهزيمة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالإمبراطوريتين‭ ‬السابقتين‭ ‬البريطانية‭ ‬والفرنسية،‭ ‬كان‭ ‬مثيراً‭ ‬أن‭ ‬تعاود‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬آلت‭ ‬إليها‭ ‬قيادة‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬طرح‭ ‬الفكرة‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬حلف‭ ‬بغداد‮»‬‭ ‬بذريعة‭ ‬ملء‭ ‬الفراغ‭.‬

وكان‭ ‬مثيراً‭ ‬بذات‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬منتصراً‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬السويس‭ ‬تولى‭ ‬بنفسه‭ ‬قيادة‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لإسقاط‭ ‬ذلك‭ ‬الحلف‭.‬

الثالث،‭ ‬تدخل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬لتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتمديد‭ ‬امتياز‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬قراءة‭ ‬خاطئة‭ ‬لحقائق‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬شاملة‭ ‬بروز‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬كقوة‭ ‬عظمى‭ ‬جديدة‭ ‬تنازع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬العالم‭.‬

الرابع،‭ ‬فصل‭ ‬منطقة‭ ‬القناة‭ ‬عن‭ ‬مصر‭. ‬هكذا‭ ‬بكل‭ ‬سفور‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬استضعافاً‭ ‬لمصر‭ ‬المستقلة‭ ‬حديثاً‭ ‬واستفزازاً‭ ‬لإرثها‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬مواطنيها‭ ‬إلى‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬بورسعيد‭ ‬ضد‭ ‬قوات‭ ‬الغزو‭.‬

قيل‭: ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬قد‭ ‬هزمت‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬السويس‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬كلاماً‭ ‬جديراً‭ ‬بأي‭ ‬نقاش،‭ ‬فالحروب‭ ‬تقاس‭ ‬بنتائجها‭ ‬السياسية‭. ‬وقد‭ ‬خرجت‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬قوة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬وعالمها‭.‬

الخامس،‭ ‬وضع‭ ‬القناة‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

كان‭ ‬تقدير‭ ‬الخبراء‭ ‬أنفسهم‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتطبيق‭ ‬‮«‬لأنه‭ ‬يمس‭ ‬كرامة‭ ‬المصريين‭ ‬وسمعتهم‮»‬‭ ‬و‮«‬لصعوبة‭ ‬إقناع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭ ‬بتأييده‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬فكر‭ ‬البريطانيون‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬شركات‭ ‬‮«‬كونسورتيوم‮»‬‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬البحرية‭ ‬الأساسية‭ ‬المعنية‭ ‬بالقناة،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الحصر‭ ‬حسب‭ ‬الوثائق‭: ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬فرنسا،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬هولندا،‭ ‬إيطاليا،‭ ‬النرويج‭.‬

وفق‭ ‬اللورد‭ ‬موريس‭ ‬هانكي،‭ ‬أحد‭ ‬ممثلي‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وأبرز‭ ‬الداعين‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تسليمها‭ ‬لمصر،‭ ‬فـ«إن‭ ‬المصريين‭ ‬يعلمون‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وحدهم‮»‬،‭ ‬مقترحاً‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬25%‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬حصيلة‭ ‬شركة‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬كعوائد‭ ‬مقابل‭ ‬الملكية‭!‬

الفصل‭ ‬بين‭ ‬الملكية‭ ‬والتشغيل‭ ‬هيمن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأفكار‭ ‬والتصورات‭ ‬والخطط‭ ‬السرية‭.‬

كانت‭ ‬الكفاءة‭ ‬العالية،‭ ‬التي‭ ‬أبداها‭ ‬المصريون‭ ‬بعد‭ ‬التأميم‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬الممر‭ ‬الملاحي‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬صفعة‭ ‬مدوية‭ ‬لتلك‭ ‬الادعاءات‭ ‬الاستعمارية‭.‬

وصلت‭ ‬المقترحات‭ ‬إلى‭ ‬سيناريو‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬المباشر‭ ‬باستخدام‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬والقوات‭ ‬المحمولة‭ ‬جواً،‭ ‬لو‭ ‬اقتضت‭ ‬الضرورة‭ ‬ذلك،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حاول‭ ‬المصريون‭ ‬تغيير‭ ‬النظام‭ ‬القانوني‭ ‬الأساسي‭ ‬للشركة‭ ‬العالمية‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭.‬

التقارير‭ ‬والمعلومات،‭ ‬التي‭ ‬انطوت‭ ‬عليها‭ ‬الوثائق،‭ ‬لا‭ ‬تدع‭ ‬مجالاً‭ ‬لأي‭ ‬ادعاء‭ ‬بأن‭ ‬تأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬كان‭ ‬عملاً‭ ‬متهورا‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬مصر‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬استقلال‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬يُمنح‭ ‬ولا‭ ‬يُنتزع‭ ‬فهو‭ ‬واهم،‭ ‬لكل‭ ‬استقلال‭ ‬تكاليفه‭ ‬وتضحياته‭ ‬ومعاركه‭.‬

اكتسبت‭ ‬مصر‭ ‬استقلالها‭ ‬الوطني‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬السويس‭ ‬بفواتير‭ ‬الدم‭ ‬المبذولة،‭ ‬وشجاعة‭ ‬أبنائها‭ ‬الذين‭ ‬هرعوا‭ ‬إلى‭ ‬حمل‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العدوان‭ ‬الثلاثي،‭ ‬البريطاني‭ - ‬الفرنسي‭ - ‬الإسرائيلي‭.‬

بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬استخباراتي‭ ‬أمريكي‭ ‬ربيع‭ ‬1956،‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬حسنين‭ ‬هيكل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬ملفات‭ ‬السويس‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬خطط‭ ‬الانقلاب‭ ‬والغزو‭ ‬وقتل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬سبقت‭ ‬قرار‭ ‬التأميم‭.‬

انطوى‭ ‬ذلك‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬بريطانية‭ ‬صريحة‭ ‬لاستخدام‭ ‬القوة‭ ‬المسلحة،‭ ‬لإسقاط‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬بالمشاركة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬كلاماً‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الاجتماعات‭ ‬السرية،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬شروعاً‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأدوار‭ ‬قبل‭ ‬التنفيذ‭.‬

قيمة‭ ‬الوثائق‭ ‬البريطانية‭ ‬أنها‭ ‬تعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬وثائق‭ ‬وشهادات‭ ‬بلا‭ ‬حصر‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬السويس‭.‬

نقد‭ ‬تجربة‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬حق‭ ‬مشروع‭ ‬حتى‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬التاريخ‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الافتراء‭ ‬قضية‭ ‬أخرى،‭ ‬وتكريس‭ ‬الهزيمة‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬العام‭ ‬جريمة‭ ‬كبرى‭ ‬لا‭ ‬تغتفر‭.‬

 

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا