افتتح أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب البحريني مؤخراً في شهر مارس 2023م المعرض التشكيلي «سمبوزيوم الخليج للفنون» الذي يضمُّ أكبر إنتاج فني تشكيلي لملتقى الخليجي العربي الأول الذي أقامته جمعية البحرين للفن المعاصر، أشرفت على تنظيمه وتقديمه للجمهور في مساء الثالث من شهر رمضان المبارك تحت رعاية كريمة من النائب جلال كاظم المحفوظ.
وقد أشاد أحمد بن سلمان المسلّم رئيس مجلس النواب بالأعمال الفنية التي شاهدها في المعرض من لوحات فنية وأعمال تشكيلية نحتية تعتبر عصارة أفكار الفنانين الفنية وعكست معاناتهم وقضاياهم الاجتماعية وأبرزت مشاعرهم وتأثراتهم وقد وصفها بذات المستوى الفني الراقي والمشرف لوطننا مملكة البحرين الحبيبة في المحافل الدولية بما تحمل من قضايا تعبر عن إنسانيتنا بلغة عصرية عالمية وشكر الجمعية على الملتقى الخليجي للفنون الذي ضمَّ شباب الوطن واستثمر مواهبهم وإبراز طاقاتهم الإبداعية.
ومن جانب آخر دعا النائب جلال كاظم المحفوظ المؤسسات الفنية والشركات إلى الاهتمام بالشباب وتبني إبداعاتهم ودعمهم فهم طاقات بحرينية واعدة، كما أثنى على الجمعية البحرين للفن المعاصر التي يتجاوز عمرها الفني ثلاثاً وخمسين سنة وعرفت آنذاك بفنانيها طوال السنوات الماضية تلك الكوادر الفنية التي لاتزال بصماتها ظاهرة لنا اليوم على المستوى المحلي والإقليمي، وأوضح أن نواب المجلس النيابي يحرصون على دعم الكوادر الوطنية والمواهب البحرينية وتوجيه كافة الجهات الرَّسمية والقطاع الخاص إلى الاهتمام بهم، موضحا أن عدداً من أعضاء الجمعية يشاركون في المحافل الخليجية والعربية والعالمية على حسابهم الخاص، وأضاف أنهم تحت قبة المجلس النيابي سيواصلون سن التشريعات والاقتراحات لدعمهم.
وقد تحدث الفنان خليل المدهون رئيس مجلس إدارة الجمعية عن سعادته بتشريف النائب أحمد سلمان المسلم رئيس مجلس النواب وافتتاحه فعالية سمبوزيوم الخليج للفنون وإلى جانبه النائب جلال كاظم المحفوظ لرعايتهما واحتضانهما وتشجيعهما للمواهب الفنية البحرينية وغير البحرينية المشاركين في الملتقى الخليجي الأول للفنون الفريد من ونوعه في الخليج الذي قامت الجمعية بتنظيمه وتقدَّم لهما بالشكر والعرفان والتقدير باسمه واسم مجلس الإدارة، وأشار أن كلَّ الفنون التي انتجها الملتقى الخليجي كانت برعاية كريمة من نائب المجلس الوطني للفنون الشيخ تركي آل خليفة فله جزيل الشكر والتقدير وكذلك هيئة البحرين للثقافة والآثار التقدير والشكر أيضا لأنها المظلة التي تحتضن الفنانين البحرينيين والشكر أيضا لكل من دعم وساهم في إنجاح الملتقى.
وأوضح قائلاً: إن الملتقى كان متميزاً، وقد تعمدنا أن تكون فعاليته في الهواء الطلق المفتوح لنقدِّم رسالة أن الفنانين مهما بلغَ احترافهم وروعة أعمالهم الفنية إلَّا أنهم جبلوا على التَّواضع وأنهم كالنجوم يتلألؤون في سماء بحريننا الغالية وهم يقدمون عصارة أفكارهم فنَّا عميقاً بأشكاله وسحر ألوانه، وكذلك تعمدنا أيضاً أن يكون المعرض الذي يحتوي على لوحات الفنانين وأعمالهم الفنية من منحوتات فنية رائعة تزين ساحة الجمعية وإحدى قاعاتها أيضاً لنوظف الجمال الفني في أرجاء جمعيتنا.
ومن جهة أخرى عبَّر عن أهمية المعرض وإنتاجه الخصب موجها المتذوقين للفن البحريني باقتناء اللوحات والأعمال الفنية التي تعبر عن ثقافة وطننا الغالي البحرين وهويته الخليجية والعربية، وأشار إلى أن الفنانين البحرينيين والخليجيين والعرب لم ينسلخوا من هويتهم من خلال تعبيراتهم ومشاعرهم العربية الأصيلة وفنَّهم التشكيلي يعبِّر عن قضاياهم الاجتماعية والإنسانية وبيَّن أن الفن الجميل عززه فيهم المرحوم الفنان راشد العريفي ومدرسته الدلمونية فقد انطلق بلوحاته الفنية المعاصرة التي زينت جدران الجمعية على مدى خمسين سنة وكذلك الفنان الأستاذ كريم العريض الذي زار مزارعنا وبحارنا والتقى بكبار الغواصين وتأثر بالطبيعة والشخصيات وجسد أروع اللوحات الفنية وكذلك الأستاذ عبدالله المحرقي وأسماء كثيرة من الفنانين، لذا فإن اقتناء اللوحات قد يسهم في دفع الفنانين إلى بذل جهودهم والارتقاء بفنونهم مستقبلاً.
وحول الرؤية الفنية للمعرض تحدثت مع الفنان البحريني التشكيلي عباس الموسوي هو أحد الفنانين البارزين الملهمين في التشكيل في الرسم وهو صاحب المرسم الحسيني الذي كان موجوداً يقرأ اللوحات والأعمال الفنية بثقافته الخاصة المتخصصة مع بعض من رفاقه الفنانين، ووجهت له سؤالاً حول رؤيته الفنية لهذا المعرض فتحدث قائلاً: إن التَّجمعات الفنية هي ملتقيات حضاريَّة واجتماعية، وأن اجتماعنا بإخواننا الفنانين في منطقة الخليج الذي تجمعنا بهم رباط الثقافة والتاريخ الفني لابد أن يكون حصيلته الود والحب والسلام، فالفن رسول السلام وأردف قائلا: لقد عبَّر الكثير من الفنانين عن همومهم في الحياة ، وبعضهم تأثر بالطبيعة وبعضهم يحاول أن يمزج بين فن اليوم الحداثي والتركيب والأدوات المستخدمة وبـ(المكس ميديا) كمعالجات.
وأضاف يعتبر هذا المعرض الذي يحتوي أعمالهم الفنية شحنة قادمة من بعيد لأن في لقائهم الفني طيلة أربعة أيام طاقة وهي الحصيلة الفنية التي نشاهد سحرها الآن في هذه الأعمال الفنية الرائعة. فمن خلال التلاقي بين تلك المجاميع التي ألتقت بمحبة يمكن أن نفرز رؤى وأحاسيس جديدة للفنانين، وقد لا تتواجد تلك الرؤى الساحرة للفنان في مرسمه الخاص، لأن في الملتقى يتكون نوع من إعطاء صوت وصرخة أكبر من مداها ليرجع الصوت إلى داخل الإنسان ويقدمه بطريقته إن كان نحتاً أو لوحةً أو تصويراً أو تعبيراً وأجمل شيء في لقاء الفنانين التشكيليين أنهم على مسرح واحد وكلهم يختزلون تلك اللحظات الجميلة وكلهم يحاولون أن يخرجوا أجمل ما لديهم وأربعة أيام وقت قصير وإنجاز كبير يعتبر من أهم النجاحات في الملتقى الذي ظهر بهذه النتائج. نحن لمسنا ظاهرة جميلة من الظواهر التي نؤكد عليها لتستمر واستمرارها بالتواجد والدَّعم والحضور ليكون تتويجاً لرحلة مع الفن قادمة. واختتم حديثه بالشكر إلى جمعية البحرين للفن المعاصر والقائمين على هذا المعرض الرائع.
الفنانة البحرينية الأستاذة شيماء مراد معلمة التربية الفنية في إحدى المدارس البحرينية وهي عضوة بارزة في الجمعية حادثتها حول افتتاح المعرض فقالت «نتشرف هذا المساء من هذه الليالي المباركة بمعالي أحمد بن سلمان المسلم بافتتاح السمبوزيوم الخليجي بجانب النائب جلال كاظم المحفوظ وما ترونه من المعرض من لوحات فنية وأعمال نحتية رائعة هو نتائج لملتقى الخليجي للفنون الذي شارك فيه 164 فناناً وفنانة من دول الخليج والوطن العربي سعدنا بمشاركاتهم وبنتائج أعمالهم الفنية المثرية».
أحد المتذوقين للأعمال التشكيلية للفنانين السيد محمد أحمد يونس ويعمل إدارياً في مرسم «زيوس» للفنون وهو من جمهورية مصر العربية تحدث: إنه معجب ومنبهر بنتاج الفنانين التشكيليين وروعة أعمالهم الفنية من لوحات مختلفة في التعبير ومن منحوتات رائعة وأردف قائلاً: أنا لست فناناً بل متذوقا فنياً فقد وُلِدتُ في وطني مصر مهد للحضارة ومنهل للفنون إلاَّ أنني منبهر من عطاء الفنانين وتنوع التعبير عن القضايا والمشاعر من خلال أعمالهم الفنية، وقد لاحظتُ أعجاب الجمهور الذي يزور المعرض ووقفاتهم أمام اللوحات والأعمال الفنية وقد أبدى بعضهم الإعجاب من خلال رؤاه الفنية. الملتقى الخليجي للفنون فريد من نوعه في المنطقة ويجب على الجمعية أن تستمر في إقامته سنوياً حتى تتحقق الاستفادة للشباب أكثر، وحتى يمكنهم في توصيل رسالهم الفنية والإنسانية للشعوب من خلال الفنون.
ومن خلال تجوالي في المعرض الغني بالأعمال الفنية اختتم تغطيتي الفنية بما أراه من خلال متابعتي للفنون التشكيلية في وطني الحبيب وتوجهي لهذه الجمعية الفتية المتحفزة لبناء فكر فني وسحر تخيلي من خلال إقامتها للأنشطة الفنية وجدتها تنبض بالعنفوان والروح الفنية الخصبة، هذا النشاط المتدفق من القائمين على إدارة شؤونها يبشر بنهضة فنية ترتكز على مقومات وإرث فني تركه الفنانون المؤسسون التشكيليون الذين وإن غابت أجسادهم أجد أرواحهم نبراساً مضيئاً للكثيرين من الفنانين والفنانات الشباب يبشر بعطاء فني متدفق قادم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك