الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
اللهم آمين
أعترف دائما بأننا شعب متناقض بكل معنى الكلمة، نطالب بأمور ونفعل عكسها، ولا أستثني نفسي من هذه الصفة أبدا؛ فأنا احرص دائما على أن أبين للناس أنني انسانة متفائلة وأحب الحياة، وأكره التشاؤم والنكد، ولكنني أعيش هذه الأيام قمة الاكتئاب والخوف والقلق بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها مملكتنا ودول العالم، فكلما ادخل أي سوبرماركت وأشاهد ارتفاع الأسعار الجنونية أصاب بتضخم في الكلية، وعندما أعبئ بترول السيارة أصاب بتقلصات المعدة من سعر البترول بعد رفع الدعم، أما المرارة فهي تهددني يوميا وأنا أقرأ تعليقات الناس ويأسهم بسبب ارتفاع الأسعار الجنونية لكل شيء، اغرب تعليق منتشر ويتكرر حاليا على أسعار المطاعم والخيم الرمضانية أو مستلزمات العيد للأطفال (السعر ثمن بيع كلية)، وهذا يجعل نفسيتي في الحضيض لأنني أفكر هل فعلا وصلنا أو سنصل إلى زمن يفكر فيه احدنا أن يبيع كليته ليوفر قوت يومه؟
أعلم أنني تحولت هذه الأيام من إنسانة قمة في التفاؤل إلى إنسانة قمة في الكآبة والتشاؤم، وأعلم أنني في بلد الخير ولن يصل أحدنا إلى درجة ان يبيع كليته، ولكنني عندما أفكر برب اسره راتبه لا يتعدى 400 دينار يدفع منها ثمن ايجار شقة، وقرض السيارة، وكهرباء وماء، ومصروف حفاضات، وحليبا لطفله الوحيد، فمن اين له ثمن ماجلة البيت؟ وكيف سيعيش إلى آخر الشهر لو أن زوجته لا تعمل؟ ولو أنها تعمل وراتبها أيضا لا يتجاوز 400 فبالتأكيد ستحتاج إلى سيارة (يعني أنها ستدفع من راتبها لقرض السيارة)، كيف لأسره صغيرة أن تدبر حالها إلى آخر الشهر بهذه الرواتب البسيطة وهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار؟ مع العلم أنها رواتب شريحة كبيرة جدا من الشعب البحريني لا تتجاوز 400، فهل هناك أي أمل بأن اخرج وغيري من حالة الكآبة هذه الأيام؟
اللهم في العشر الأواخر من رمضان أزح عن مملكة البحرين وجميع الدول العربية غيمة الكآبة واليأس المنتشرة في سمائها يا رب العالمين، اللهم احفظ مرارة البحرينيين من الانفجار يا رب، اللهم احفظ لهم كليتهم من البيع وأكبادهم من التعفن من كثرة الحزن والقلق على مستقبلهم المادي يا رب، اللهم أرسل لهم نورا خفيفا من الأمل في غد أفضل وأخبارا جميلة فيها زيادة رواتب، وتقليص الضرائب، وتقليل أسعار بترول السيارات أو حتى زيادة مبلغ دعم اللحوم الذي لا يكفي ثمن العظم أسبوعا، اللهم آمين يا رب العالمين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك