العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الثقافي

سـرديـات: في السَّرديات الثقافيّة والخطابات الموازية!

بقلم: د. ضياء عبدالله الكعبي

السبت ٠٨ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

‮«‬كُنتُ‭ ‬أتعمدُ‭ ‬ألاَ‭ ‬أسيرَ‭ ‬عَلى‭ ‬دربٍ‭ ‬طرقتهُ‭ ‬مِن‭ ‬قبلِ‭ ‬مرتين‮»‬‭. ‬تُنسبُ‭ ‬هذهُ‭ ‬المقولةُ‭ ‬إلى‭ ‬ابنِ‭ ‬بطوطةَ‭ ‬اللواتيّ‭ ‬الطنجيّ‭ (‬ت‭:‬779ه‭/‬1377م‭) ‬الملقبِ‭ ‬بأميرِ‭ ‬الرحّالين‭ ‬المسلمين،‭ ‬وهي‭ ‬مقولةٌ‭ ‬نجدها‭ ‬في‭ ‬كتابِ‭ ‬أسفاره‭ ‬الموسومِ‭ (‬تُحفة‭ ‬النُّظارِ‭ ‬في‭ ‬غرائبِ‭ ‬الأمصارِ‭ ‬وعجائبِ‭ ‬الأسفارِ‭). ‬والعجيبُ‭ ‬أنَّ‭ ‬ابنَ‭ ‬بطوطةَ‭ ‬قضى‭ ‬جلَّ‭ ‬حياته‭ ‬مرتحلاً‭ ‬إلى‭ ‬أقاصي‭ ‬الشرقِ،‭ ‬واحتفظَ‭ ‬بمشاهداته‭ ‬كلِّها‭ ‬عَن‭ ‬المكانِ‭ ‬منقوشةً‭ ‬في‭ ‬ذاكرتهِ،‭ ‬ولًمْ‭ ‬يدوّنها‭ ‬هُو؛‭ ‬فقد‭ ‬دوَّنها‭ ‬الفقيهُ‭ ‬الأندلسيُّ‭ ‬ابن‭ ‬جُزي‭ ‬الكلبيّ‭ ‬الذي‭ ‬استمع‭ ‬إلى‭ ‬ابن‭ ‬بطوطةَ،‭ ‬وهو‭ ‬يسردُ‭ ‬رحلاته‭ ‬شفاهًا‭. ‬ولاشكَّ‭ ‬أنَّ‭ ‬ثمّة‭ ‬سَردًا‭ ‬انتقائيًا‭ ‬قامتْ‭ ‬به‭ ‬ذاكرةُ‭ ‬ابنِ‭ ‬بطوطةَ،‭ ‬وهو‭ ‬يسردُ‭ ‬رحلاته‭ ‬المتسعةِ‭ ‬لأكثرَ‭ ‬من‭ ‬ربعِ‭ ‬قرنٍ‭ ‬من‭ ‬الزمانِ‭!  ‬فدوَّن‭ ‬ابنِ‭ ‬جُزي‭ ‬الكَلبيّ‭ ‬تلكَ‭  ‬السُّرودَ‭  ‬الحكائيةَ،‭ ‬ولو‭ ‬كانَ‭ ‬ابنُ‭ ‬بطوطةَ‭ ‬قد‭ ‬دوَّن‭ ‬رحلاته‭ ‬بنفسه‭ ‬كَما‭ ‬فعلَ‭ ‬على‭ ‬سبيلِ‭ ‬المثالِ‭ ‬ابنُ‭ ‬جُبيرٍ‭ ‬الأندلسيِّ‭ ‬لربَّما‭ ‬كُنا‭ ‬سنستمتعُ‭ ‬بسردٍ‭ ‬من‭ ‬نمطٍ‭ ‬آخرَ‭ ‬مغايرٍ‭ ‬لايخلو‭ ‬من‭ ‬الدهشةِ‭ ‬العجائبيّةِ‭!‬

إنَّ‭ ‬الرحَّالةَ‭ ‬العربيَّ‭ ‬القديمَ‭ ‬دوَّنَ‭ ‬رحلاتِه‭ ‬أو‭ ‬دوَّنها‭ ‬آخرون‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬مئاتٍ‭ ‬من‭ ‬الصفحاتِ‭ ‬التي‭ ‬تشتملُ‭ ‬عَلى‭ ‬سردياتٍ‭ ‬توثيقيَّةٍ‭ ‬شارحةٍ‭ ‬صَادرةٍ‭ ‬عن‭ ‬مرجعياته‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافيّة،‭ ‬وهُو‭ ‬يسردُ‭ ‬تواريخَ‭ ‬الأمكنةِ‭ ‬والجماعاتِ،‭ ‬وقَد‭ ‬تخالطُ‭ ‬سردَه‭ ‬التوثيقيَّ‭ ‬بعضُ‭ ‬السُّرودِ‭ ‬العجائبيَّةِ‭ ‬التي‭ ‬قَد‭ ‬لا‭ ‬تخضعُ‭ ‬لتنظيرِ‭ ‬الناقدِ‭ ‬الفرنسيِّ‭ ‬تزفيتين‭ ‬تودوروف‭ (‬Tzvetan‭ ‬Todorov‭ ) ‬عن‭ ‬العجيبِ‭ ‬والعجائبيَّةِ‭! ‬تُرى‭ ‬هل‭ ‬ستسمحُ‭ ‬طبيعةُ‭ ‬الكتابةِ‭ ‬الشعريةِ‭ ‬لشاعرٍ‭ ‬عربيٍّ‭ ‬قديمٍ‭ ‬بسردٍ‭ ‬توثيقيٍّ‭ ‬يختزلُ‭ ‬فيه‭ ‬رحلاتِه،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يرتهنُ‭ ‬إلى‭ ‬خطابٍ‭ ‬أدبيِّ‭ ‬مجازيٍّ‭ ‬يحتفي‭ ‬فيه‭ ‬بالتمثيلاتِ‭ ‬الإبداعيّةِ‭ ‬الأدبيَّةِ‭ ‬والبلاغيَّةِ؟‭! ‬وهل‭ ‬تسمحُ‭ ‬طبيعةُ‭ ‬الكتابةِ‭ ‬الشعريةِ‭ ‬المكثفةِ‭ ‬والمختزلةِ‭ ‬أن‭ ‬تحتفيَ‭ ‬بكتابةٍ‭ ‬إبداعيَّةٍ‭ ‬معقدةٍ‭ ‬لتعدديةِ‭ ‬أصواتٍ،‭ ‬وتعدديةِ‭ ‬خطاباتٍ،‭ ‬وهي‭ ‬تسردُ‭ ‬تواريخَ‭ ‬البشرِ،‭ ‬والأمكنةِ،‭ ‬والفضاءات‭ ‬التي‭ ‬يصورها‭ ‬الشُّعراءُ‭ ‬في‭ ‬ارتحالاتهم‭ ‬الحقيقيَّةِ‭ ‬والمجازية؟‭!‬

لقدْ‭ ‬اشتملتْ‭ ‬المكتبةُ‭ ‬العربيَّةُ‭ ‬القديمةُ‭ ‬على‭ ‬مئاتٍ‭ ‬من‭  ‬مصنفاتِ‭ ‬كتبِ‭ ‬المسالكِ‭ ‬والممالكِ،‭ ‬والجغرافيا،‭ ‬والرحلاتِ‭ ‬التي‭ ‬أنتجها‭ ‬جغرافيون‭ ‬ورحّألة‭ ‬عربٌ‭ ‬قدامى‭ ‬تجاوزوا‭ ‬مركزيةَ‭ ‬الحضارةِ‭ ‬العربيَّةِ‭ ‬الإسلاميَّةِ‭ ‬ومركزية‭ ‬ِ‭(‬دارِ‭ ‬الإسلامِ‭) ‬إلى‭ ‬التُّخومِ‭ ‬الرمزيةِ‭ ‬مع‭ ‬الآخرِ،‭ ‬وربَّما‭ ‬اقتحامه‭ ‬أحيانًا‭! ‬وإذا‭ ‬كانتْ‭ ‬القصيدةُ‭ ‬العربيَّةُ‭ ‬القديمةُ‭ ‬في‭ ‬عصرِ‭ ‬مَا‭ ‬قبلِ‭ ‬الإسلامِ‭ ‬قَدْ‭ ‬احتفتْ‭ ‬بتلكَ‭ ‬الرحلةِ‭ ‬الرمزيةِ‭ ‬الطَّويلةِ‭ ‬التي‭ ‬يقطعها‭ ‬الشَّاعرُ‭ ‬العربيُّ‭ ‬القديمُ‭ ‬في‭ ‬مجاهلِ‭ ‬الصَّحراءِ،‭ ‬وهو‭ ‬يجوبُ‭ ‬الفيافي‭ ‬بوصفها‭ ‬طقسًا‭ ‬من‭ ‬طقوسِ‭ ‬العبورِ‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القصيدةِ‭ ‬فإنَّ‭ ‬القصيدةَ‭ ‬العربيَّةَ‭ ‬القديمةَ‭ ‬في‭ ‬مراحلَ‭ ‬تاليةٍ‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬العصرِ‭ ‬الأمويِّ‭ ‬فالعبَّاسيِّ‭ ‬وما‭ ‬تلاهما‭ ‬من‭ ‬العصور‭ ‬قدْ‭ ‬احتفتْ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬سياقاتها‭ ‬بالرحلةِ‭ ‬والسَّفرِ‭ ‬بطريقةٍ‭ ‬مغايرةٍ‭. ‬إنَّ‭ ‬الامتداداتِ‭ ‬الكبرى‭ ‬للدولةِ‭ ‬العربيَّةِ‭ ‬الإسلاميَّةِ‭ ‬التي‭ ‬نافستْ‭ ‬الدولَ‭ ‬الإمبراطوريةَ‭ ‬آنذاكَ‭ ‬في‭ ‬مساحاتها‭ ‬الهائلة‭ ‬قد‭ ‬أنتجتْ‭ ‬شغفًا‭ ‬متجددًا‭ ‬بالسَّفرِ‭ ‬مثَّله‭ ‬رحَّالون‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬أبي‭ ‬دُلف‭ ‬المسعريّ،‭ ‬وابنِ‭ ‬فضلان،‭ ‬وابنِ‭ ‬جُبير،‭ ‬وابنِ‭ ‬بطوطة،‭ ‬وابن‭ ‬خَلدون‭ ‬وغيرُهم‭. ‬

إنَّ‭ ‬السَّفرَ‭ ‬هُو‭ ‬غيابٌ‭ ‬في‭ ‬مكانٍ‭ ‬وحضورٌ‭ ‬في‭ ‬مكانٍ‭ ‬آخرَ،‭ ‬وتكتسبُ‭ ‬ثنائيتا‭ ‬الحضورِ‭/ ‬الغيابِ،‭ ‬والغيابُ‭/ ‬الحضور‭ ‬نصوصًا‭ ‬لاَ‭ ‬متناهيةً‭ ‬من‭ ‬التأويلِ،‭ ‬وفي‭ ‬تلكَ‭ ‬الامتدادتِ‭ ‬الكبرى‭ ‬للحركةِ‭ ‬والسكونِ‭ ‬عَلى‭ ‬نطاقِ‭ ‬التَّرحلاتِ‭ ‬الحقيقيَّةِ‭ ‬والمجازيةِ‭ ‬بالنسبةِ‭ ‬للأفرادِ‭ ‬وحتَّى‭ ‬الجماعاتِ‭. ‬ويكتسبُ‭ ‬السَّفرُ‭ ‬في‭ ‬مدوًّنة‭ ‬السَّفرِ‭ ‬العربيَّةِ‭ ‬القديمةِ‭ ‬بعضَ‭ ‬الدلالاتِ‭ ‬المجازيةِ‭ ‬الفلسفيَّةِ‭ ‬التي‭ ‬تربطه‭ ‬بفلسفةِ‭ ‬الموتِ،‭ ‬وخاصةً‭ ‬عند‭ ‬أبي‭ ‬العَلاء‭ ‬المعريّ‭ ‬وابن‭ ‬جُبير‭ ‬الأندلسيّ،‭ ‬على‭ ‬سبيلِ‭ ‬المثالِ‭.‬

سيلفت‭ ‬انتباهنا‭ ‬ذلكَ‭ ‬الشغفُ‭ ‬المحفِّزُ‭ ‬على‭ ‬مغامرةِ‭ ‬الرحلةِ‭ ‬والعودةِ‭ ‬ثمَّ‭ ‬المغامرةُ‭ ‬من‭ ‬جديدٍ‭! ‬وتلكَ‭ ‬الرغبةُ‭ ‬في‭ ‬التعرُّفِ‭ ‬إلى‭ ‬الذاتِ‭ ‬من‭ ‬خلالِ‭ ‬التعرُّفِ‭ ‬إلى‭ ‬الآخرِ‭ ‬والارتحالِ‭ ‬إليه،‭ ‬وعبورِ‭ ‬تخومهِ‭ ‬الحقيقيَّةِ‭ ‬والرمزية‭! ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬الشغفُ‭ ‬المتجدّدُ‭ ‬وتلكَ‭ ‬الرغبةُ‭ ‬في‭ ‬المعرفةِ‭ ‬لما‭ ‬كانتْ‭ ‬صناعةُ‭ ‬الكتابةِ‭ ‬المدهشةِ‭ ‬المتولِّدةِ‭ ‬عن‭ ‬تلكَ‭ ‬الأسفارِ‭ ‬في‭ ‬الثقافةِ‭ ‬العربيَّةِ‭ ‬الإسلاميَّةِ،‭ ‬وتشملُ‭ ‬هذه‭ ‬الكتابةُ‭ ‬على‭ (‬الشَّعرَ‭ ‬والنثرَ‭)  ‬على‭ ‬اختلافِ‭ ‬خطاباتهما؛‭ ‬ولذلكَ‭ ‬أدعو‭ ‬إلى‭ ‬تتبعِ‭ ‬مدوّنة‭ ‬السَّفرِ‭ ‬العربيِّ‭ ‬القديمِ‭ ‬بمختلفِ‭ ‬تمثيلاته‭ ‬شعرًا‭ ‬ونثراً‭ ‬لكي‭ ‬نفككَ‭ ‬السَّفرَ‭ ‬بوصفه‭ ‬خطابًا‭ (‬Discourse‭) ‬له‭ ‬تعالقاتُه‭ ‬النصيةُ‭ ‬الجماليةُ‭ ‬والثقافيَّةُ‭ ‬مع‭ ‬عديدِ‭ ‬النصوصِ‭ ‬التي‭ ‬أُنتجتْ‭ ‬في‭ ‬سياقاتِ‭ ‬الحضارةِ‭ ‬العربيَّةِ‭ ‬الإسلاميَّةِ‭. ‬وسنجدُ‭ ‬في‭ ‬تلكَ‭ ‬التفصيلاتِ‭ ‬الصغيرِة‭ ‬التي‭ ‬يسردها‭ ‬شعراءُ‭ ‬وناثرون‭ ‬عربٌ‭ ‬قدامى‭ ‬رؤيةَ‭ ‬العَالمِ‭ ‬لديهم،‭ ‬وهُم‭ ‬يرتحلونَ‭ ‬ويعبرونَ‭ ‬ويسافرونَ‭! ‬وكُلما‭ ‬قرأنا‭ ‬نصوصًا‭ ‬أكثرَ‭ ‬كلما‭ ‬اقتربنا‭ ‬وبعمقٍ‭ ‬من‭ ‬تلكَ‭ ‬التمثيلاتِ‭ ‬الحضاريةِ‭ ‬الثقافيَّةِ‭ ‬التي‭ ‬حملها‭ ‬الأديبُ‭ ‬العربيُّ‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬اتساعِ‭ ‬مفهومِ‭ (‬الأدب‭): (‬الشَّاعرُ،‭ ‬والناثر،ُ‭ ‬والكاتبُ،‭ ‬والمؤرِّخُ،‭ ‬والجغرافيُّ‭) ‬وهو‭ ‬يقاربُ‭ ‬هذه‭ ‬التُّخومَ‭ ‬الرمزيةَ‭! ‬

‭ ‬لقَدْ‭ ‬كانَ‭ ‬الناقدُ‭ ‬الفرنسيُّ‭ ‬غاستون‭ ‬باشلار‭ (‬Gaston‭ ‬Bachelard‭) ‬مهمومًا‭ ‬بجمالياتِ‭ ‬الأمكنةِ،‭ ‬ولذلكَ‭ ‬ميَّز‭ ‬بين‭ ‬الأمكنةِ‭ ‬الجغرافيَّةِ‭ ‬البحتةِ‭ ‬وبين‭ ‬المكانِ‭ ‬حينما‭ ‬يحتفظُ‭ ‬ببعده‭ ‬النفسيِّ‭ ‬والثقافيِّ،‭ ‬وكذلكَ‭ ‬فعلَ‭ ‬الناقدُ‭ ‬الروسيُّ‭ (‬يوري‭ ‬لوتمان‭) (‬Yuri‭  (‬Lotman‭ ‬في‭ ‬تفكيكه‭ ‬سيمياءَ‭ ‬الكونِ‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلكَ‭ ‬السفرُ‭ ‬والأمكنةُ‭. ‬ولذلكَ‭ ‬ثمَّة‭ ‬أمكنةٌ‭ ‬جاذبةٌ‭ ‬تغريكَ‭ ‬بزيارتها‭ ‬وأخرى‭ ‬طاردةٌ‭ ‬لاتستطيعُ‭ ‬العودةَ‭ ‬إليها‭ ‬مطلقًا‭. ‬ولكني‭ ‬أعتقدُ‭ ‬أنَّ‭ ‬لدى‭ ‬عشاقِ‭ ‬السَّفرِ‭ ‬ذلكَ‭ ‬النمطَ‭ ‬من‭ ‬المغامرةِ‭ ‬الذي‭ ‬يغريهم‭ ‬بزيارةِ‭ ‬هذه‭ ‬الأمكنةِ‭ ‬جميعها‭ ‬بغضِّ‭ ‬النظرِ‭ ‬عن‭ ‬جاذبيتها‭ ‬أو‭ ‬عدمها،‭ ‬والسببُ‭ ‬في‭ ‬ذلكَ‭ ‬أنهم‭ ‬يخلقون‭ ‬في‭ ‬داخلهم‭ ‬متخيَّلاً‭ ‬للأمكنةِ‭ ‬التي‭ ‬يزورونها،‭ ‬وتبقى‭ ‬تلكَ‭ ‬المخيلةُ‭ ‬خاصةً‭ ‬بهم‭ ‬وحدهم،‭ ‬وتبقى‭ ‬ذاكرةُ‭ ‬السَّفرِ‭ ‬منقوشةً‭ ‬في‭ ‬ذاكرتهم‭ ‬تكسبهم‭ ‬وعيًا‭ ‬استثنائيًا‭ ‬في‭ ‬التعاملِ‭ ‬مع‭ ‬مفرداتِ‭ ‬الكونِ‭ ‬من‭ ‬حولهم‭.‬

 

{ أستاذة‭ ‬السَّرديات‭ ‬والنقد‭ ‬الأدبيّ‭ ‬الحديث‭ ‬المشارك،‭ ‬كلية‭ ‬الآداب،‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا