الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«قالت المنابر».. الشيخ الهاجري مثالا
بينما كنت أمد يدي إلى خزانة المصاحف في أحد المساجد، وقعت يدي على كتاب جميل، أبيض الغلاف، متوسط الحجم، وعنوانه «قالت المنابر- المجموعة الأولى».. للشيخ د. راشد بن محمد بن فطيس الهاجري رئيس الأوقاف السنية.. والكتاب عبارة عن تجميع لخطب الجمعة التي ألقاها الشيخ الهاجري منذ أن تم تعيينه خطيبا عام 2010 لجامع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
المجموعة الأولى من كتاب «قالت المنابر» صدرت عام 2017، واحتوى الكتاب على 49 خطبة، ثم وجدت من خلال الاطلاع على المواقع الإلكترونية أن الشيخ الهاجري واصل في إصدار المجموعات التالية من كتاب «قالت المنابر»، حتى صدرت المجموعة الثامنة من الكتاب عام 2021.
خطب الشيخ الهاجري جميلة ومختصرة، وسطية وواقعية، تسرد الآيات والأحاديث النبوية، وتستعرض التجارب والمواقف الحياتية، في ربط رائع وموفق بالحاضر الذي نعيشه، ومن يقرأ الكتاب كأنه يستمع للخطب مباشرة، بالأسلوب الهادئ الرصين، الأخاذ والممتع، الذي يمتاز به الشيخ الهاجري في دروسه التلفزيونية.
مواضيع عديدة وقضايا كثيرة، تضمنها كتاب «قالت المنابر» من خطب الجمعة للشيخ الهاجري، معظمها تربوية واجتماعية، وفي شأن الأخلاق والتعامل بشكل خاص، وهذا بالتمام ما يحتاج إليه المسلم اليوم، فالدين معاملة كما يقولون.
أتمنى أن يواصل الشيخ الهاجري في إصدار المجموعات التالية من كتاب «قالت المنابر»، وأن ينتقل الموضوع إلى عرض أكثر انتشارا وتداولا، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم.. كما أتمنى أن تقوم إدارة مركز جامع الفاتح الإسلامي بإصدار كتاب يحتوي على خطب الجمعة في مركز الفاتح، سواء للشيخ الفاضل عدنان بن عبدالله القطان وغيره من المشايخ الأفاضل الذين اعتلوا منبر جامع الفاتح، وكثيرا ما تضمنت خطب الجمعة هناك بمواضيع إسلامية ووطنية وإنسانية، قمة في الروعة والطرح، ولعل من إصدار هذا الكتاب، جزء من توثيق مهم لسيرة ومسيرة مركز الفاتح الإسلامي.
خطب الجمعة، وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يتضاعف عدد المصلين في الجوامع والمساجد، من الأهمية بمكان أن تتناول مواضيع وقضايا عصرية ووطنية، وأن تواكب جهود الدولة واحتياجات المجتمع، وأن تركز على الأخلاقيات والمعاملات، أما التركيز على مواضيع الفقه والتفسير والفتاوى وغيرها، فهي مواضيع هامة تكون الاستفادة الأكبر منها في دروس خاصة، وليس في خطب الجمعة، التي يحضرها مصلون من جميع الجنسيات.
ربما هذه النقطة بالذات تدعونا للتساؤل كذلك عن تدريب وتأهيل الخطباء والأئمة، ومتابعة تطوير أدائهم، وإلمامهم بالمستجدات الحياتية والعصرية، مع أهمية مراجعة قيمة المكافأة المالية للخطباء الأفاضل، وحتى تكون لخطب المنابر قيمة وقامة، كما هي مقاصد الدين الإسلامي الحنيف لها.
شكرا للشيخ د. راشد الهاجري على كتاب «قالت المنابر».. ونتمنى أن يعمم الكتاب بكل مجموعاته على خطباء الجمعة في الجوامع والمساجد، لأنه يزخر بمواضيع ومسائل يحتاج إليها الناس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك