متابعة – إعلام الأسرة
ضمن فعاليات أسرة الأدباء والكتاب دشن مؤخرا للكاتب الدكتور عمار الخزنة مجموعته القصصية الأولى «سهم الدم»، وقد استضافت أسرة الأدباء والكتاب هذا التدشين، والذي هو ثمرة التعاون البناء بين أسرة الأدباء والكتاب ومختبر سرديات البحرين. وشهد التدشين حضورًا واسعًا من المختصين والمهتمين بمتابعة النتاج الأدبي البحريني. ويعد هذا الإصدار الثاني للكاتب بعد إصداره الأول وهو رواية «مهاجر في زمن الجدري»
وتضمن التدشين تقديم الدكتور جعفر الهدي قراءةً نقدية للمجموعة التي تشكلت من 18 قصة قصيرة تتحدث عن تجربة الكاتب الواقعية كطبيب استشاري العناية القصوى. وقد تركزت خيوط القصص على حياة المرضى في أيامهم الأخيرة.
وقد قدم الهدي قراءته النقدية للمجموعة من خلال تحديد ثلاثة مداخل أو أبعاد قال إن أخطرها البعد الفلسفي، حيث أوضح إن النصوص تأخذ المتلقي لملامسة الموت، وتجعله يقف على حافة مشارف الحياة الآخرة، لكنه قال أيضاً إن الكثير من القراء سيجدون متعة في متابعة خيط الحكاية الممتع في كل قصة، ويمكن أن يكون البعد الموضوعي أحد الأبعاد المثيرة لأعداد من المتلقين، وقد ناقش الكاتب قضايا وموضوعات جديدة على القارئ العربي مثل: التبرع بالأعضاء، الزواج بآخر ساعات العمر وتحديات الحياد الطبي.
وخلال المناقشة أوضح الدكتور الخزنة أن هذه المجموعة القصصية هي نتيجة المعاينة اللصيقة لثالوث (الإنسان والمعاناة والمرض) إذ إن ذلك معايشة الكاتب للتجارب التي يكتب عنها سينتج سردا قصصيا ذا عمق ومصداقية.
وإن هذه القصص جُمعت على مدى ثلاثة عقود من مرحلة الطفولة مرورا بكلية الطب والتدريب الطبي داخل الوطن وخارجه وصولا إلى مستقر الكاتب الحالي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وحول منهج الكتابة، قال الخزنة إن المجموعة تتبع مدرسة (الكتابة الواقعية الإبداعية) والتي تعتمد على أحداث حقيقية تشكِّل الهيكلَ الذي يؤثثه الكاتبُ بالسرد الإبداعي والذي يحاول الموازنة بين الأمانة العلمية والمتعة القصصية.
وفي معرض إجابته حول إذا ما كان هناك تداخل بين الطب والأدب، قال الخزنة إنه من المستحيل الفصل تماما بين ما هو طبي وبين ما هو أدبي، وهذا ما يجعل الكتابة الواقعية الإبداعية تقف في منطقة وسطى بين السرد بنفس الكاتب ودقة الطبيب.
لأني أؤمن بأن استنطاق حالات المرضى هو من صميم عمل الطبيب وبالتالي فإن مهنة الطبيب هي أقرب إلى البحث عن القصة أو الحلقة المفقودة للوصول إلى التشخيص ومن ثَمَّ العلاج، وهذا يتداخل إلى حد كبير مع مهمة السارد الذي يحاول استنطاق ما حوله وصياغاته إبداعيا.
لا أحد يتعود على المرض أو الفقد أو الموت ولكني وكغيري من الطاقم الطبي يحدث أن «نتصالح مع الموت» إن صح التعبير، أو هكذا نعتقد على الأقل إلى أن تسوقنا الأقدار إلى معاناة إنسانية تهز فيك هذه القناعات لتؤكد مجددا بأننا بشر في النهاية.
وبسؤاله عن الهدف من كتابة هذه المجموعة القصصية، قال الخزنة: «هذه المجموعة تحاول مقاربة مفهوم (أنسنة المهن الطبية) في وقت يسهل فيه إطلاق الأحكام الملائكية الشيطانية على كل ما حولنا. هذه المجموعة تحاول أن تفتح كُوّةً في الزمن لنعيد التعرف على ذواتنا من خلال اللحظات الفارقة بين الموت والحياة».
ووصف الدكتور جعفر الهدي المجموعة بأنها فريدة في لغتها، وموضوعها، وحتى إمكانية قراءتها من أكثر من مستوى أدبيا وفلسفيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك