العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

سيناريوهات التحول إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١٤ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬لحظة‭ ‬أحادية‭ ‬القطب‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ -‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬ستيفن‭ ‬والت،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي‭ - ‬قد‭ ‬أفسحت‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬بيئة‭ ‬سياسية‭ ‬دولية‭ ‬أكثر‭ ‬تعددًا‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬تحد‭ ‬مباشر‭ ‬لمفهوم‭ ‬أنها‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬روبرت‭ ‬مانينغ،‭ ‬و‭ ‬ماثيو‭ ‬بوروز،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ستيمسون،‭ ‬أن‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬قاومت‭ ‬فكرة‭ ‬التعددية‭ ‬القطبية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬بدليل‭ ‬زيادة‭ ‬منافستها‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬باعتبارها‭ ‬تمثل‭ ‬لها‭ ‬انعكاسًا‭ ‬لمواجهتها‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬طرأ‭ ‬من‭ ‬تغييرات‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬العالمي،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭. ‬ومكن‭ ‬بروز‭ ‬نظام‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬قوى‭ ‬صاعدة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬وضعها‭ ‬واستقلاليتها‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬الدولية‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ومع‭ ‬ظهور‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مسرح‭ ‬للمنافسة‭ ‬والمصالح‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال؛‭ ‬رأى‭ ‬والت،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬واشنطن،‭ ‬ألا‭ ‬تهتم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬بعودة‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مثالي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬دولي‭ ‬قوي‭ ‬تجاه‭ ‬منافسيها‭. ‬

وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬فإن‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بتحول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬ليس‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة‭. ‬ووثق‭ ‬والت،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬واحتلال‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مشهد‭ ‬أحادي‭ ‬القطب؛‭ ‬بدأ‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والقادة‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬التنبؤ،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭. ‬ويبرز‭ ‬الآن‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل،‭ ‬رئيس‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬كأحد‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تفضل‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬تعددية‭ ‬الأقطاب‭ ‬المعقدة،‭ ‬في‭ ‬تفسيرات‭ ‬علاقات‭ ‬أوروبا‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭.‬

واستيضاحًا‭ ‬لهذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬النظام،‭ ‬كتب‭ ‬مانينغ،‭ ‬وبوروز،‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬العالمي‭ ‬الراسخ‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الانهيار،‭ ‬وسط‭ ‬تحول‭ ‬تاريخي،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬غير‭ ‬مؤكد‭. ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهما،‭ ‬فإن‭ ‬صعود‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬ونصف‭ ‬الماضي‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬والآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتشرت‭ ‬الثروة،‭ ‬والقوة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭ ‬ممن‭ ‬تقع‭ ‬خارج‭ ‬هيكل‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي،‭ ‬أضحت‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وتأثيرًا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬البريطانية‭ -‬حيث‭ ‬استفادت‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬العولمة‭ ‬المدعمة‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لمصلحتها‭ ‬الخاصة‭- ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬الخبراء‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬تبدو‭ ‬واشنطن،‭ ‬نفسها‭ ‬غافلة‭ ‬عن‭ ‬المعضلات‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬تفوقها‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭.‬

وبدت‭ ‬المنافسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التحليلات‭ ‬الغربية‭ ‬للتحولات‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭. ‬وكما‭ ‬أوضح‭ ‬مانينغ،‭ ‬و‭ ‬بوروز،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬قراءة‭ ‬أحدث‭ ‬استراتيجية‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬أدرجت‭ ‬الصين،‭ ‬كأولوية‭ ‬عالمية‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاعية؛‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تروي‭ ‬واشنطن،‭ ‬وتجهيز‭ ‬نفسها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لمعركة‭ ‬مع‭ ‬منافسين‭ ‬آخرين‭. ‬ودافع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الصيني،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عن‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬باعتباره‭ ‬ضامنًا‭ ‬للتوازن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬العالمي‭. ‬كما‭ ‬علق‭ ‬أندرياس‭ ‬كلوث،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرج،‭ ‬بأن‭ ‬بكين،‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحدى‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬ويوحي‭ ‬بأننا‭ ‬قد‭ ‬ندخل‭ ‬حقبة‭ ‬جديدة،‭ ‬إذا‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬مباشر‭ ‬بالأسلحة‭ ‬لروسيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيرسخ‭ ‬الوضع‭ ‬باعتباره‭ ‬حربا‭ ‬بالوكالة‭ ‬بين‭ ‬كتلتين‭ ‬معاديتين‭.‬

وبتوسيع‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تفاقم‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬واشنطن،‭ ‬وبكين؛‭ ‬رأى‭ ‬كلوث،‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يتبلور‭ ‬وسط‭ ‬خضمها؛‭ ‬يبدو‭ ‬مشابهًا‭ ‬لظروف‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬مع‭ ‬تحالف‭ ‬غربي‭ ‬رأسمالي‭ ‬منافق،‭ ‬يواجه‭ ‬كتلة‭ ‬اشتراكية،‭ ‬ومجموعة‭ ‬ثالثة،‭ ‬والتي‭ ‬يشار‭ ‬الآن‭ ‬إليها‭ ‬باسم‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬سابقًا‭ ‬معروفا‭ ‬باسم‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭. ‬

ومن‭ ‬المنظور‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬زعم‭ ‬روبرت‭ ‬كاجان،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬بروكينغز،‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية،‭ ‬قد‭ ‬غير‭ ‬تصورات‭ ‬الأمريكيين‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬للعالم‭ ‬حيال‭ ‬دور‭ ‬واشنطن‭ ‬فيها،‭ ‬وأن‭ ‬مساعدة‭ ‬الغرب‭ ‬لـ‭ ‬كييف،‭ ‬ترقى‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الهيمنة‭ ‬الليبرالية؛‭ ‬رأى‭ ‬والت،‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لحقت‭ ‬بروسيا‭ ‬هزيمة‭ ‬نهائية،‭ ‬فإن‭ ‬وضعها‭ ‬كدولة‭ ‬نووية‭ ‬ومع‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬كبير،‭ ‬وموارد‭ ‬طبيعية‭ ‬وفيرة،‭ ‬ورقعة‭ ‬جغرافية‭ ‬شاسعة،‭ ‬يبقيها‭ ‬ضمن‭ ‬صفوف‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬المنافسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬وروسيا،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬والت،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أكثر‭ ‬ظهور‭ ‬عالم‭ ‬ثنائي‭ ‬القطب،‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أمريكا‭ ‬الرائدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة،‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مهمة‭. ‬وفي‭ ‬تفسير‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية،‭ ‬استشهد‭ ‬مانينغ،‭ ‬وبوروز،‭ ‬بأن‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لاسيما‭ ‬البرازيل،‭ ‬والهند،‭ ‬وإندونيسيا،‭ ‬والمكسيك‭ ‬لا‭ ‬تُعرف‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬الحر،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬بكين‭ ‬أو‭ ‬موسكو،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تفضل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مواقعها‭ ‬كجهات‭ ‬فاعلة‭ ‬مستقلة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحها‭ ‬الوطنية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬مراقبون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬شكل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬هذا‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭. ‬وأشار‭ ‬والت،‭ ‬أنه‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬الصاعدة‭ ‬تتولى‭ ‬تدريجيا‭ ‬مسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬بشأن‭ ‬أمنها،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التحالف‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬مع‭ ‬واشنطن،‭ ‬أو‭ ‬موسكو،‭ ‬أو‭ ‬بكين؛‭ ‬فإن‭ ‬سباقات‭ ‬التسلح‭ ‬الإقليمية‭ ‬بين‭ ‬المتنافسين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬شيوعًا‭ ‬وتصعيدًا‭. ‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬كلوث،‭ ‬فإنه‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬ثنائي‭ ‬القطب،‭ ‬أو‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬في‭ ‬هيكله‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬جيدا،‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مجالات‭ ‬النفوذ‭ ‬للقوى‭ ‬العالمية‭ ‬والناشئة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬البلدان‭ ‬الأصغر‭. ‬وأضاف‭ ‬مانينغ،‭ ‬وبوروز،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬حال‭ ‬أصبح‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬منظم،‭ ‬ومتخم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬والمعاناة‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬والتخلف،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬استجابة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والتحالف‭ ‬الغربي‭ ‬لهذا‭ ‬التغيير‭ ‬حال‭ ‬حدوثه؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬والت،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القادة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يفضلون‭ ‬التمتع‭ ‬بفرص‭ ‬النفوذ،‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الدولية،‭ ‬والتي‭ ‬لطالما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬اكتساب‭ ‬واشنطن‭ ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع؛‭ ‬فهم‭ ‬أيضًا‭ ‬يكرهون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬منصب‭ ‬الصدارة‭ ‬الأوحد؛‭ ‬وعليه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬أنه‭ ‬تمت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬زاخر‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬الأخرى‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحديها‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بإمكان‭ ‬واشنطن،‭ ‬إحراز‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬الذي‭ ‬تريده‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬نظام‭ ‬جيوسياسي‭ ‬أصبح‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭. ‬وأكد‭ ‬والت،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬إذا‭ ‬قبلت‭ ‬وتفهمت‭ ‬آثاره،‭ ‬واتجهت‭ ‬نحو‭ ‬تعديل‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬وفقًا‭ ‬لذلك،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬المتزايدة‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إنشاء‭ ‬عالم‭ ‬تستحوذ‭ ‬فيه‭ ‬أوراسيا‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الرئيسية‭ ‬ونقاط‭ ‬القوة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬دولها‭ ‬إلى‭ ‬التنافس‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الحذر‭. ‬

واستمرارا‭ ‬لهذه‭ ‬الحجة،‭ ‬رأى‭ ‬أنه‭ ‬يمكنها‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مرونتها،‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحلفاء‭ ‬والشركاء‭ ‬لضبط‭ ‬مواقفها‭ ‬وتحالفاتها،‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالحها‭ ‬الخارجية،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاختيار،‭ ‬واللجوء‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬المهمة‭ ‬استراتيجيا،‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬مباشرا،‭ ‬لنجاحاتها‭ ‬السياسة‭ ‬السابقة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬لها‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬الصلبة،‭ ‬وأدوات‭ ‬الإكراه،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الحقيقية،‭ ‬لاسيما،‭ ‬وأن‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬ستكون‭ ‬مدركة‭ ‬لضرورة‭ ‬العمل‭ ‬لإقناع‭ ‬المنافسين‭ ‬والحلفاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقات‭ ‬مفيدة‭ ‬لكليهما‭.‬

وبالمثل،‭ ‬أوضح‭ ‬مانينغ،‭ ‬وبوروز،‭ ‬أن‭ ‬واشنطن،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬لتكييف‭ ‬قيادتها‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الجديد‭ ‬والمعاصر؛‭ ‬حيث‭ ‬حثاها‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬حدود‭ ‬القوة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬واستغلال‭ ‬تفاهماتها‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬والبقاء‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتشكيل‭ ‬تحالفات‭ ‬دولية‭ ‬متعددة،‭ ‬كما‭ ‬نصحا‭ ‬الإدارة‭ ‬الحاضرة‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬بكين،‭ ‬وموسكو،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمصالح‭ ‬العالمية‭ ‬المشتركة،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬توازن‭ ‬شامل،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬طموحات‭ ‬يصعب‭ ‬تحقيقها‭. ‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬استعادة‭ ‬القطبية‭ ‬الأحادية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مستحيلة‭ ‬كليًا؛‭ ‬خلص‭ ‬والت،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬تحاول‭ ‬فعل‭ ‬ذلك،‭ ‬فستتكبد‭ ‬كثيرا‭ ‬دون‭ ‬نتيجة،‭ ‬وستكون‭ ‬كل‭ ‬تحركاتها‭ ‬غير‭ ‬مجدية،‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬التوسع‭ ‬العسكري‭ ‬الصيني،‭ ‬أو‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الياباني،‭ ‬واحتلال‭ ‬الهند‭ ‬وزنًا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬المقبلة‭.‬

وفي‭ ‬منطقة‭ ‬يُنظر‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬حلفائها‭ ‬والتزاماتها‭ ‬الأمنية؛‭ ‬أشار‭ ‬جوناثان‭ ‬بانيكوف،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬أنه‭ ‬بات‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬التحول‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭. ‬وأوضح‭ ‬جون‭ ‬ألترمان،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية،‭ ‬أن‭ ‬شركاء‭ ‬واشنطن‭ ‬الإقليميين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وأبرزهم‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬أصبحوا‭ ‬يتحركون‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية،‭ ‬والقوة،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬مع‭ ‬بكين،‭ ‬وقيادة‭ ‬الرياض‭ ‬لـ«أوبك‮»‬،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬دفة‭ ‬سياسة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭.‬

وبينما‭ ‬دافع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مانينغ،‭ ‬وبوروز،‭ ‬عن‭ ‬الأحادية‭ ‬العالمية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬كانت‭ ‬مصدرًا‭ ‬للاستقرار‭ ‬والازدهار،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي؛‭ ‬أشار‭ ‬والت،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تلك‭ ‬الهيمنة‭ ‬ذاق‭ ‬العالم‭ ‬خلالها‭ ‬مرارة‭ ‬حربين‭ ‬أمريكيتين‭ ‬غير‭ ‬ناجحتين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬وأفغانستان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬أنظمة‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مدروسة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬دول‭ ‬فاشلة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تفاقم‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭.‬

وعليه،‭ ‬خلص‭ ‬الباحثان‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬وسمعتها‭ ‬الدولية،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وفي‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬تم‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬بها‭ ‬جراء‭ ‬تدخلاتها‭ ‬غير‭ ‬الضرورية؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استياء‭ ‬عالمي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إزالة‭ ‬آثاره‭. ‬وتشير‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬لديها‭ ‬قدرة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬دفة‭ ‬مصالحها‭ ‬الوطنية‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬انخفاض‭ ‬الدعم‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬لها‭ ‬وتوتر‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬القوية‭. ‬

وبينما‭ ‬أوضح‭ ‬كاجان‭ -‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسياق‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭- ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الوحيدة‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تبقي‭ ‬القوى‭ ‬التقليدية‭ ‬الأخرى‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة؛‭ ‬أشار‭ ‬مانينغ،‭ ‬وبوروز،‭ ‬أن‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬الأحادية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المثلى،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقبل‭ ‬حقيقة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والأسلحة‭ ‬النووية؛‭ ‬فإن‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬والت،‭ ‬فإنه‭ ‬يرى‭ ‬أنها‭ ‬لكي‭ ‬تتكيف‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أولاً‭ ‬الاعتراف‭ ‬بذلك،‭ ‬ثم‭ ‬ضبط‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬ضمن‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬تحالفات‭ ‬وشراكات‭ ‬لسهولة‭ ‬التصدي‭ ‬لمنافسيها‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬العالم،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مانينغ‭ ‬وبوروز،‭ ‬قد‭ ‬أدركا‭ ‬أنه‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا،‭ ‬وأقل‭ ‬استقرارًا‭ ‬من‭ ‬نظيره‭ ‬الأحادي‭ ‬أو‭ ‬الثنائي،‭ ‬فقد‭ ‬أكدا‭ ‬أن‭ ‬الأدلة‭ ‬التاريخية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينجح؛‭ ‬ففي‭ ‬عصر‭ ‬التوترات‭ ‬النووية‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬ستتيقن‭ ‬الدول‭ ‬الأقوى،‭ ‬وغيرها‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬لتجنب‭ ‬التعرض‭ ‬لتلك‭ ‬الأخطار‭. ‬ومع‭ ‬بروز‭ ‬النظام‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬عالميا‭ ‬وتراجع‭ ‬الوجود‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬قد‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬لمتابعة‭ ‬مصالحها‭ ‬بواسطة‭ ‬شركاء‭ ‬آخرين‭ ‬فيما‭ ‬تؤكد‭ ‬التوقعات‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬ستتسارع‭ ‬وتيرتها‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا