كتبت زهراء غريب:
«ماما آمنة ملاذي الآمن؛ جدتي التي لفرط تعلقي بها ارتأيت تقمص شخصيتها وتجسيدها حكواتيا قبل ثلاثة أعوام لولا كلمة القدر» أفصحت الفنانة الشابة نور العلوي بنبرة أيقظت الذكريات.
لكن الحلم مدّ سطوره مشاكساً الفقد بعروض مسرحية تحاكي شخصية الجدة البحرينية الراحلة التي تبدع العلوي اليوم في تجسيدها بجديلتين رماديتين، ثوب شعبي، عكاز خشبي، وقصص مشوقة تراوحت لغتها ما بين الفصحى والعامية «فما يميّز شخصية ماما آمنة أنها ليست حكواتية فحسب بل كونها أيضاً تقدّم عرضا مسرحيا وهو من إخراجي وتأليفي وتمثيل الشباب».
ماما آمنة بداخلي
كانت نور بصدد إخراج شخصية «ماما آمنة» إلى النور قبل ثلاثة أعوام لولا وفاة الجدة الذي أحدث صدمة كبيرة في حياتها وأفقدها القدرة على الظهور وإخراج المشروع الحكواتي «لأن شخصية الجدة حقيقية وماما آمنة التي تمثلني وأشبهها في السلوكيات والتصرفات تسكن بداخلي؛ فكان حجم الحزن والفراغ كبيرا، رغم ذلك شرعت في معالجة القصص ومراجعتها وتعديلها ريثما أستجمع قواي لإطلاقها».
إصدار قصصي قادم
وشُغفت نور بأدب ومسرح الطفل فكان مشروعها قائماً أول الأمر على كتاب ورقي يضم سبع قصص تقرأها لاحقاً بعد الطبع ماما آمنة في فضاء الحكاية لكن إصدار الكتاب تعثّر-مؤقتاً- لدواعي مادية وإجرائية ما حدا بالعلوي إلى إطلاق شخصية الجدة وكتابة قصص جديدة مخصصة للفعاليات التي تقام في إطار عروض مسرحية تقدمها ماما آمنة «كقصة الإمبراطور لا يقرأ التي ليست ضمن المجموعة القصصية أبداً».
الإمبراطور لا يقرأ
وقُدّم العرض الموجه إلى الأطفال مؤخراً في أكثر من محفل ثقافي ضمن حكايات ماما آمنة بمشاركة عدد من الشباب المسرحي الصاعد. ويتمحور حول إمبراطور يقرر إغلاق المدارس والمكتبات وحرق الكتب؛ للتفرغ فقط إلى اللعب واللهو مما يُفرح الأطفال من أهل المدينة. وذات يوم يشد الإمبراطور الرحال برفقة رئيس حرسه إلى جزيرة دلمون المحاطة بالبساتين والبحر من كل حدب وصوب؛ تنفيذاً لنصيحة الحكيم في التوجه إليها ففيها زهرة تجعل قاطفها ينال الخلود. وعند الوصول يلحظان وجود لافتة تحوي عبارات مكتوبة لكنهم يتركونها لعدم معرفتهما بالقراءة. هنا، يظهر الرجل الطاعن في السن ويخبرهما بأن الجزيرة مليئة بزهور الخلود وأنه مخلد ثم فجأة يسقط فيموت مما يثير حيرة وشك الإمبراطور.
تهب العاصفة بعد قطفهما زهرة الخلود فيظهر الحكيم معاتباً بأن كان عليهما قراءة اللافتة التي تشير إلى أن قطف الزهرة سيتسبب بهبوب عاصفة شديدة ترميهما إلى البحر؛ ما يجعلهما يتذكران حديث الرجل الطاعن في السن ويدركان أن خطابه عن الجزيرة مخلد رغم موته. يعود الإمبراطور إلى المدينة فيفتح المدارس وينشر المعرفة ويغدو قائداً مثقفاً يحبه الجميع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك