الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
جولة دبلوماسية في «طريق التعايش»
خطوة رائعة ومبادرة رائدة.. -بل فكرة مبدعة من خارج الصندوق كما نقول- تلك التي أقامتها وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، في تنظيم جولة ثقافية لسفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى مملكة البحرين تحت عنوان (طريق التعايش).
أربع ساعات متواصلة في الميدان، قضاها السادة السفراء بصحبة سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وسعادة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، انطلقت من الساحة الخارجية لمسجد الفاضل، ثم مأتم العريض، والمعبد الهندوسي، والمعبد اليهودي بالعاصمة المنامة.
في عالم السياسة والدبلوماسية، فإن الكثير من التفاهمات والتوافقات تتم خارج الاجتماعات الرسمية، وطاولات اللقاءات والمؤتمرات، بعيدا عن الرسميات والبروتوكولات، ويزداد الأمر ثقة ورسوخا حينما يكون على أرض الواقع الذي يكشف كل الحقائق، ويفند المعلومات المغلوطة، والتقارير غير الموضوعية، وحتى المواقف المسبقة.
الجولة الدبلوماسية الثقافية جعلت السفراء يطلعون من قرب على واقع التنوع الثقافي والتعايش الديني في مملكة البحرين، وكيف أن النهج الحكيم لجلالة الملك المعظم، وبدعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، جعل من البحرين مجتمعا رائجا للتسامح والتعايش بين الأديان والثقافات والحضارات.
تمازج وتعاون الشأن الدبلوماسي بالشأن الثقافي من أجل إبراز تاريخ البلاد، وطبيعة وثقافة الشعب والمجتمع، والمنجزات الحضارية في ظل المسيرة التنموية الشاملة، يجب أن يكون حاضرا وفاعلا على الدوام، فالبحرين دائما وأبدا نموذج رائد للحريات الدينية، وممارسة العبادة، بل وحمايتها وصونها، فكما أن في المناطق السكنية والفرجان بيوت للمسلمين، وجيرانهم من المسيحيين واليهود والهندوس وغيرهم، فكذلك هي دور العبادة، حيث المساجد والمآتم بجانب المعابد والكنائس، في أجواء من الحرية والاحترام والتقدير، دون المساس بعقيدة أي إنسان.
هذه هي البحرين، وهذا هو النهج الحكيم الذي نتمسك به، وهذه هي الثقافة الأصيلة التي نعتز ونفتخر بها، انطلاقا من خصوصيتنا الوطنية، وارتكازا على هويتنا العربية والإسلامية، وتأكيدا لرؤيتنا الإنسانية والحضارية، وتكريسا لمبادئ «إعلان مملكة البحرين» للتسامح والحريات الدينية.
حينما مرت فرنسا بأزمة اقتصادية عام 2011م، قال مدير المعاهد الثقافية: «إنه في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية، فإن فرنسا ستعوِّض تراجعها النسبي.. عبر الحفاظ على نفوذها الثقافي، فالدبلوماسية الثقافية ليست ترفا، بل رهان حيوي».
لذلك فإننا نرى أن من المصلحة الوطنية لمملكة البحرين، الاستمرار في الانفتاح على العالم، والاستثمار أكثر في الدبلوماسية الثقافية، باعتبارها أحد أبرز جوانب «القوة الناعمة» لدى الدولة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك