العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

شهداء فلسطين وجريمة العالم

منذ‭ ‬أشهر‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تقريبا‭ ‬يسقط‭ ‬شهداء‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاحتلال‭ ‬والمستوطنين‭. ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬ارتكب‭ ‬الاحتلال‭ ‬مجزرة‭ ‬شنيعة‭ ‬في‭ ‬نابلس‭ ‬سقط‭ ‬فيها‭ ‬11‭ ‬شهيدا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬جريح‭.‬

البعض‭ ‬يربط‭ ‬تصاعد‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الفسلطينيين‭ ‬بوجود‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬يقولون‭ ‬إنها‭ ‬الأكثر‭ ‬يمينية‭ ‬وتطرفا‭. ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬نهج‭ ‬دائم‭ ‬للاحتلال‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭.‬

الى‭ ‬متى‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬النزيف‭ ‬اليومي‭ ‬للدم‭ ‬الفلسطيني؟‭.. ‬الى‭ ‬متى‭ ‬تستمر‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني؟

الأمر‭ ‬الغريب‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاحتلال‭ ‬والمستوطنين‭ ‬يحدث‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬فعلي‭ ‬جدّي‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭.‬

قبل‭ ‬يومين‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬أمني‭ ‬بين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬وإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬وصدر‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭ ‬بيان‭ ‬يتعهد‭ ‬بما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬ومنع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العنف‮»‬‭.‬

الكل‭ ‬يعلم‭ ‬ان‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬والتعهدات‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬وأنها‭ ‬لن‭ ‬تنفذ،‭ ‬والسبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لذلك‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬التزام‭ ‬بأي‭ ‬اتفاق‭ ‬أو‭ ‬الوفاء‭ ‬بأي‭ ‬تعهد‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬كان‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاقات‭ ‬الدولية‭ ‬الملزمة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬اتفاقات‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬اليها‭ ‬بوساطة‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬الأردن‭.‬

وأكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬مباشرة‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬بالتعهد‭ ‬بوقف‭ ‬التصعيد‭ ‬والعنف،‭ ‬ارتكب‭ ‬المستوطنون‭ ‬الاسرائيليون‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭ ‬حين‭ ‬دمروا‭ ‬وأحرقوا‭ ‬قرية‭ ‬فلسطينية‭ ‬بكاملها‭ ‬في‭ ‬الضفة‭.. ‬دمروا‭ ‬وأحرقوا‭ ‬البيوت‭ ‬والمتاجر‭ ‬والأشجار‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬هدد‭ ‬وزير‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بأنهم‭ ‬سوف‭ ‬يستأنفون‭ ‬سياسة‭ ‬اغتيال‭ ‬القادة‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وكأنهم‭ ‬توقفوا‭ ‬عنها‭ ‬أصلا‭.‬

لهذا‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬نزيف‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتوقف‭ ‬او‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائمه‭.‬

استمرار‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬على‭ ‬جبين‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.. ‬هو‭ ‬جريمة‭ ‬يرتكبها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬كله‭.‬

حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬ان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬كله‭ ‬يرتكب‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

أول‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حين‭ ‬تعلن‭ ‬موقفا‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬تطورات،‭ ‬فإنها‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تساوي‭ ‬بين‭ ‬الضحية‭ ‬والجاني‭.. ‬تساوي‭ ‬بين‭ ‬الاحتلال‭ ‬وبين‭ ‬ضحية‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭.‬

يتضح‭ ‬هذا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يتعرض‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬لعدوان‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬والمستوطنين‭ ‬نجد‭ ‬بيانات‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬تدعو‭ ‬الى‭ ‬‮«‬ضبط‭ ‬النفس‮»‬‭ ‬و«التوقف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬العنف‮»‬‭.. ‬وهكذا،‭ ‬وكأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والاحتلال‭ ‬يتحملون‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭.‬

هذه‭ ‬جريمة‭.. ‬جريمة‭ ‬أن‭ ‬تساوي‭ ‬بين‭ ‬الاحتلال‭ ‬ومقاومة‭ ‬الاحتلال‭.. ‬بين‭ ‬مغتصبي‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭.‬

ان‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬حيادا‭ ‬او‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية،‭ ‬بل‭ ‬يعتبر‭ ‬انحيازا‭ ‬سافرا‭ ‬للمحتلين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬وتشجيعا‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بالفعل‭. ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يتصرف‭ ‬بمنطق‭ ‬أنه‭ ‬مطلق‭ ‬السراح‭ ‬ليفعل‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولينفذ‭ ‬أي‭ ‬جرائم،‭ ‬وهو‭ ‬متأكد‭ ‬أنه‭ ‬آمن‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عقاب‭ ‬او‭ ‬حساب‭ ‬وأن‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المتخاذل‭.‬

‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بموقفه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬لا‭ ‬يرتكب‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬جريمة‭ ‬بحق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وكل‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الانسانية‭.‬

وليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الجريمة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬العالم‭.‬

للحديث‭ ‬بقية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا