تشهد سوق العقارات الفاخرة في لندن تحوّلًا لافتًا، مع تزايد إقبال أثرياء من الشرق الأوسط على شراء القصور والمنازل الفائقة الفخامة لاستخدامها كمساكن لقضاء العطلات، مستفيدين من موجة بيع قادها مغادرون من غير المقيمين ضريبيًا عقب إلغاء نظامهم الضريبي. هذا الاتجاه، وفق صحيفة التايمز، يثير مخاوف من تحوّل أحياء راقية إلى مناطق شبه خالية معظم أيام العام. وتُظهر بيانات عام 2025 أن 65% من الصفقات التي تجاوزت 15 مليون جنيه إسترليني جاءت من بائعين غير مقيمين ضريبيًا غادروا البلاد، بينما شكّل مشترون من الشرق الأوسط 25% من هذه الصفقات، محققين خصومات قياسية بمتوسط 7.6% في ظل ركود السوق. ورغم ارتفاع القيمة الإجمالية للصفقات إلى 1.04 مليار جنيه، فإنها تبقى من دون ذروة 2023، ما يعكس سوقًا انتقائيًا يميل إلى المساومة. على مستوى المواقع، برزت بلغرافيا كالعنوان الأبرز للقصور الفاخرة، تلتها نايتسبريدج وكنسينغتون، إضافة إلى مشاريع جديدة في بايزووتر ومايفير. ويُلاحظ تفضيل واضح للمباني الحديثة «سهلة الإغلاق والمغادرة»، المصممة خصيصًا لأذواق خليجية، على حساب المنازل القديمة التي تتطلب تحديثات مكلفة.
في المقابل، أسهمت التغييرات الضريبية -من ارتفاع رسوم الدمغة وضريبة المجلس البلدي على المنازل الثانية- في كبح الطلب العام وخفض الأسعار بنحو 3.6% سنويًا، ما وضع لندن في مرتبة متأخرة عالميًا ضمن مؤشر العقارات الفاخرة. وبينما يستفيد المشترون الجدد من هذا التراجع يبقى السؤال مفتوحًا حول أثر «قصور العطلات» على نسيج الأحياء واستدامة السوق على المدى الطويل.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك